عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 03-08-2011, 02:18 PM
الصورة الرمزية جون الكويت
جون الكويت جون الكويت غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 2,208
افتراضي

بطولاته ملحمية وإنجازاته حفظت شرعية الكويت

دور رئيسي للأمير في بناء تحالف من 34 دولة لتحرير الكويت
رفض أي حل وسط مع النظام المارق وأعلن أنه لن يبحث مع أي طرف سوى تحرير الكويت
مدافع عنيد ومقاتل صلب عن حق الكويت.. شحذ الهمم ورص الصفوف لدحر العدوان
اتصال مباشر وشبه يومي مع قيادات المقاومة الكويتية

أمير الكويت الرابع عشر، وهو الابن الأكبر لأمير الكويت الحادي عشر الشيخ عبدالله السالم الصباح، تولى حكم الكويت في 15 يناير2006 وذلك بعد وفاة سمو أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح.
بدأ تعليمه في المدرسة المباركية، وكان من زملاء دراسته الشيخ جابر الأحمد والشيخ صباح الأحمد والشيخ جابر العلي والشيخ سالم العلي، وفي عام 1951 تم ايفاده الى كلية هاندن في بريطانيا لدراسة علوم الشرطة، وبعدها نال دورات متخصصة في شؤون الأمن والشرطة استغرقت أربع سنوات، حتى تخرج برتبة ضابط في عام 1954.

تم اعداده لتحمل الصعاب وحتى يتمكن من أداء المهام المسندة اليه بدراية وحكمة، وكان لوالده الشيخ عبدالله السالم الصباح دور كبير في تلك التنشئة، حيث حرص على متابعة دراسته منذ ان بدأها في الكويت وحتى نهايتها في بريطانيا، وقد حرص على ان يزور الدول الأوروبية والعربية ليختلط مع ثقافات أخرى، وكان والده الشيخ عبدالله السالم الصباح هو الذي علمه أصول القيادة السياسية.


في 31 يناير 1978 أصدر الشيخ جابر الأحمد الصباح مرسوما زكاه فيه لمنصب ولي العهد، ووافق مجلس الوزراء على مبايعته وليًا للعهد في 18 فبراير 1978 وذلك بعد يومين من تشكيله وذلك بناء على تزكية الأمير.
قبل الغزو العراقي الغاشم للكويت عقدت مباحثات ثنائية بين الكويت والعراق في مدينة جدة السعودية في 31 يوليو 1990، وكان يمثل الطرف العراقي عزة الدوري، بينما كان هو ممثل الكويت، وكانت المباحثات برعاية الملك فهد بن عبدالعزيز، ولكن المباحثات فشلت.


وفي يوم 2 أغسطس 1990 كان متابعا للمعارك من غرفة العمليات العسكرية في وزارة الدفاع، ولما رأى كثافة القوات العراقية وتوجهها الى العاصمة، أدرك ان الهدف ليس مجرد احتلال الكويت ولكن الهدف كان القبض على الأمير وتصفية الرموز السياسية الكويتية، فقام باتخاذ قرار اخراج الأمير من الكويت حالًا، وذهب الى قصر دسمان لاقناعه بالخروج وأقنعه بذلك على الرغم من ان الأمير كان يفضل البقاء في الكويت مع الشعب.
ولذلك فان قلوب الكويتيين لن تنسى رجلا استحق بالفعل ان يطلق عليه (بطل التحرير) وهو سمو الأمير الوالد الراحل المغفور له الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح.


فمنذ اللحظة الأولى التي بدأ فيها الاحتلال الآثم استشعر سمو الشيخ سعد نوايا المحتل في الاطاحة برأس الشرعية في الكويت المتمثل في سمو أمير البلاد آنذاك الشيخ جابر الأحمد فعمد الى قصر دسمان مصرا على رفيق دربه بالخروج الى السعودية.

ولولا هذا الموقف الحكيم والشجاع من سمو الأمير الوالد لذهبت الشرعية التي توحد الشعب الكويتي تحت رايتها سواء من كان منهم في الداخل أو الخارج التي كان لها الأثر الكبير في اصرار المجتمع الدولي على الانسحاب العراقي وتحرير الكويت.

وبعد ان اطمأن سمو الشيخ سعد الى سمو أمير البلاد شرع في الاهتمام بتنظيم أوضاع الحكومة الكويتية في المنفى وتحديد أولوياتها وعلى رأسها تأمين الحياة الكريمة للكويتيين في الخارج ورفع الروح المعنوية وتأمين حياة المواطنين في الداخل ودعم المقاومة الكويتية الى جانب التحرك الدبلوماسي المستمر باتجاه الدول الشقيقة والصديقة لدعم مواقفهم تجاه الحق الكويتي.

وكان للشيخ سعد رحمه الله دور فعال في بناء تحالف من 34 دولة شاركت في تحرير الكويت، فضلا عن تقوية عزيمة الكويتيين في المنفى واثارة الرأي العام العالمي في دعم الحملة.
وقد لعب الشيخ سعد دورا رئيسيا في تحرير الكويت من براثن نظام صدام حسين الغاشم، ورفض أي حل وسط مع هذا النظام المارق، كما رفض أي وساطة عربية او غربية، وأعلن انه لن يبحث مع أي طرف سوى تحرير الكويت من النظام العراقي الغاصب.

وفى أول خطاب وجهه سمو الشيخ سعد العبدالله للشعب الكويتي في 24 فبراير عام 1978 أكد انه يستشعر عظم المسؤولية التي انيطت به واعتبرها أمانة في عنقه وقال سموه «انني أتحملها اليوم عن طيب خاطر وانذر نفسي وجهدي لحسن أدائها ولخدمة الوطن والمواطنين».

وأضاف سموه آنذاك «ان واجب الوفاء ليقتضي منا جميعا ألا نضن على كويتنا العزيزة بقصارى جهودنا وطاقاتنا وامكاناتنا وان نبذل من اجلها كل ما نستطيع كي تحقق ما نصبو اليه من طموحات وآمال واننا بعزيمتنا وتعاوننا وتكاتفنا قادرون بعون الله على تحقيق ذلك فلقد عشنا على هذه الأرض الطيبة منذ القدم متآلفين متآزرين توحد بيننا أواصر القربى والتراحم وحب الخير لبعضنا بعضا».
وقال سموه «وبهذه الروح كافحنا من أجل الكويت وحافظنا عليها وخدمتها أجيالا جيلا بعد جيل حتى وصلت الى ما هي عليه اليوم من تقدم وازدهار فهي أمانة في أعناقنا جميعا نفتديها بأرواحنا ونبذل في سبيلها كل غال وعزيز ونعيش في كنفها اخوة متحابين يعمل كل واحد منا لخير الجماعة وتعمل الجماعة من أجل رفعة الوطن ومجده».
وبذل سمو الشيخ سعد العبدالله خلال فترة العدوان والاحتلال الصدامي لدولة الكويت في عامي 1990 و1991 جهودا جبارة فقد كان مقاتلا صلبا ومدافعا عنيدا عن الحق الكويتي عندما وقعت الكارثة.
وكان لجولات سموه في الدول الشقيقة والصديقة لشرح قضية الشعب الكويتي العادلة أثرها الواضح لدى مسؤولي هذه الدول في الوقوف الى جانب الحق الكويتي.
كما كان لكلمات سموه للشعب الكويتي اثناء محنة الاحتلال مردودها الايجابي في شحذ الهمم ورص الصفوف لدحر العدوان ورد كيد المعتدين.

وتمثل تحرك سموه منذ اللحظات الاولى للعدوان باصراره على مغادرة حضرة صاحب السمو امير البلاد الراحل الشيخ جابر الاحمد الى السعودية لان وصول القوات العراقية الى امير البلاد ورمزها كان يعني انهيار الروح المعنوية لدى افراد الشعب انما وجود سموه خارج البلاد يعني استمرار المقاومة وحرية الحركة لحشد الرأي العام الدولي والاسلامي والعربي حول قضية الكويت وسرعة تحريرها.
وبعد الغزو بثلاثة ايام وجه سمو الشيخ سعد خطابا الى الشعب الكويتي اكد فيه ان دولة الكويت واجهت عبر تاريخها الطويل محنا قاسية ومحاولات غاشمة للغزو والعدوان وكلها باءت بالفشل بفضل عناية الله ورعايته وتماسك أهل الكويت وتلاحمهم واستعدادهم للموت دفاعا عن ارضها الطيبة.

وفى 1990/8/5 التقى سمو الشيخ سعد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله في جدة حيث تم تبادل وجهات النظر واسلوب التحرك ازاء الموقف الناتج من جراء العدوان على دولة الكويت كما التقى سموه الرئيس حسني مبارك في الاسكندرية والقاهرة حيث تم الاعلان بعد ذلك عن عقد مؤتمر القمة العربية الطارئ بتاريخ 1990/8/9 وترأس سموه وفد الكويت بعد القاء حضرة صاحب السمو امير البلاد الراحل الشيخ جابر الاحمد كلمة الكويت امام المؤتمر ومغادرته القاهرة في اليوم نفسه.

وقام سموه بجوله شملت سورية وتركيا والمغرب والجزائر وتونس في الفترة من 13 الى 1990/8/23 حيث سلم رسائل من حضرة صاحب السمو امير البلاد الراحل تتعلق بآخر المستجدات في ضوء العدوان على الكويت كما زار ليبيا واجرى في كل تلك الدول اجتماعات وشرح ابعاد قضية الكويت لشعوب تلك الدول وادلى بتصريحات صحافية وعقد مؤتمرات صحافية وشكر الدول المؤيدة للكويت على مواقفها المؤيدة للحق والعدل.
كما ابرز سموه موقف الكويت وبشكل مستمر على انها ليست داعية حرب ولا تريد تعريض المنطقة للخطر بل كل ما تطلبه الكويت هو تنفيذ قرارات القمة العربية وقرارات مجلس الامن 660 - 661 - 662 وقرارات مؤتمر وزراء خارجية الدول الاسلامية التي تتفق جميعا على ضرورة انسحاب العراق فورا ودون اى شروط.
وكان التحرك الدبلوماسي لسموه حفظه الله مع سفراء الدول الكبرى دائمة العضوية في مجلس الأمن ومع سفراء الدول الشقيقة والصديقة مكثفا لتبادل وجهات النظر حول آخر المستجدات في المنطقة.

وكان سموه رحمه الله يتابع بصفة دائمة تأمين الاوضاع المعيشية الكريمة للمواطنين الكويتيين في الخارج سواء في الدول الخليجية او العربية. وكذا تأمين المعيشة للمواطنين في الداخل.
وحرص سموه على الاتصال المستمر بالمواطنين في الداخل بهدف رفع الروح المعنوية والوقوف على المستجدات في الساحة الداخلية واحتياجات المواطنين وبيان مؤازرة الشعوب الشقيقة والصديقة الى جانب الحق الكويتي.

كما كان يحرص سموه رحمه على اللقاء المستمر والمباشر مع مواطني الكويت في كل دولة يزورها سموه حفظه الله وذلك بهدف الاطمئنان على حياتهم وشرح الموقف السياسي والعسكري لهم ورفع روحهم المعنوية واطلاعهم على ان العالم الحر الشريف يقف معهم ويؤيد قضيتهم.

كما اصر سموه رحمه الله على الوقوف الصلب الى جانب الحق الكويتي وعدم المساومة على أي شبر من الارض الكويتية فضلا عن مطالبة سموه بالتعويضات عن اضرار الاحتلال منذ الشهر الاول وهذا يؤكد ايمان سموه منذ اللحظات الاولى بتحرير الوطن ودحر العدوان.كما تبنى سموه رفض الكويت لأي وساطات او مبادرات لحلول وسط للأزمة واصر على تنفيذ كافة قرارات مجلس الأمن والقمة العربية.
كما ان سموه كان يؤمن ايمانا كاملا بشعب الكويت وبثقته الكاملة في اخلاص هذا الشعب والتفافه حول قيادته الشرعية.
وحرص سمو الشيخ سعد على الاتصال المباشر وشبه اليومي مع قيادات المقاومة الكويتية وذلك بهدف الاطمئنان على حياة المواطنين في الداخل والاطلاع على اعمال المقاومة بشكل دوري ونقل توجيهات حضرة صاحب السمو أمير البلاد الراحل وتوجيهات سموه لقيادات المقاومة شرح الموقف السياسي والعسكري لقيادات المقاومة.
والى جانب التحركات المستمرة لسمو الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح كانت هناك علامة بارزة في تاريخ الكويت هي انعقاد المؤتمر الشعبي في جدة في الفترة من 1990/10/15-13 وقد نبعت فكرة هذا المؤتمر من سموه حيث طرحها في أثناء زيارته الى المملكة المتحدة ولقائه مع ابناء الكويت في لندن في الأسبوع الأول من شهر سبتمبر 1990 أي بعد حوالي شهر من وقوع الاحتلال الصدامي.
وبعد عودة سموه حفظه الله الى الطائف عرض الامر على حضرة صاحب السمو رحمه الله فباركها وأيدها وبدأت الاجراءات لتشكيل اللجنة التحضيرية للمؤتمر.

وقد باشر سموه حفظه الله جميع الاجراءات بنفسه بدءا من الاجتماع مع اللجنة التحضيرية واعداد جدول الاعمال ومقابلة بعض الشخصيات الكويتية التي ستحضر المؤتمر وتوضيح فكرة المؤتمر والاتفاق على شعار المؤتمر والى اصدار الدعوات باسم سموه حفظه الله الى جميع المشاركين.
وبلغ عدد المشاركين 1200 شخصية كويتية تمثل مختلف القوى السياسية والاقتصادية والاجتماعية بالاضافة الى عدد من الشخصيات الاجنبية وحوالي 433 من رجال الصحافة والاعلام لتغطية احداث المؤتمر وقد ترأس سموه حفظه الله المؤتمر.

ورفع المؤتمر شعار «التحرير.. شعارنا.. سبيلنا.. هدفنا» وقد القى حضرة صاحب السمو امير البلاد الراحل كلمة الافتتاح وكذلك القى سمو الشيخ سعد العبدالله رئيس المؤتمر كلمة في اليوم الأول ثم القى سموه كلمة في ختام المؤتمر ثم صدر عن المؤتمر بيان ختامي يشمل تسعة عشر بندا ثم تكونت لجنة من تسعة وعشرين عضوا بدعوة من سمو الشيخ سعد العبدالله وبرئاسته لتشكيل هيئة استشارية عليا برئاسة سموه حفظه الله لمتابعة تنفيذ التوصيات والقرارات التي صدرت عن المؤتمر.

وبعد التحرير تولى سمو الأمير الراحل الشيخ سعد العبدالله الصباح لفترة وجيزة منصب الحاكم العسكري للكويت 1992-1991.
في 4 مارس 1991، عاد كل من الشيخ جابر الأمير وولي عهده الشيخ سعد الى وطنهم، دخلت طائرة سمو الشيخ سعد الأجواء الكويتية التي أصبحت مغمورة في طبقات سميكة من رائحة الدخان تتصاعد من آبار النفط التي احرقها الديكتاتور العراقي البائد. حيث كان هناك تخطيط مدبر من قبل هؤلاء الغزاة لتدمير كافة مظاهر الحياة على الأرض الكويتية الطيبة، وبدأ التعامل مع الوضع - مع حقول النفط المحترقة، والألغام الأرضية، مع بنية تحتية سحقت، في ظل نقص شديد في جميع السلع الحيوية.
وقد وصل اجمالي عدد الآبار التي احرقها العراقيون الى 732 حقل نفط، وكان على الشيخ سعد القيام بمحاولة لاعادة بناء ما تم تدميره واعادة الحياة إلى البلاد.
بدأ الشيخ سعد رحلة البناء وكان أولها اطفاء الحرائق في حقول النفط.
استمرت الأعمال التي توقع الخبراء العالميون الانتهاء منها في عامين الا انه بالعزيمة والاصرار تم الانتهاء منها في 7 أشهر فقط. بعد وقت قصير من التحرير.

الملك فهد قائد عظيم لن ينساه شعبنا
«خادم الحرمين الشريفين» فتح قلبه وأرضه لمساندة الكويت وأهلها
هو خامس ملوك المملكة العربية السعودية وأولهم اتخاذاً للقب خادم الحرمين الشريفين رسمياً باعلانه ذلك في المدينة المنورة. وهو الابن التاسع من أبناء الملك عبدالعزيز الذكور.
تولى مقاليد الحكم في 21 شعبان 1402هـ الموافق 13 يونيو 1982 بعد وفاة أخيه غير الشقيق الملك خالد بن عبدالعزيز آل سعود، تعرض الى وعكة صحية في عام 1995 ورغم هذا فقد واصل ادارة الشؤون اليومية للبلاد بمعاونة ولي عهده الأمير عبدالله بن عبدالعزيز.

استطاع خلال فترة حكمه تجنيب بلاده العديد من المصاعب الداخلية والخارجية لعل من أبرزها أزمة احتلال العراق لدولة الكويت في عام 1990، وتهديد العراق بغزو الأراضي السعودية، وكذلك الحرب العراقية – الايرانية وما تبعها من أحداث تأثرت بها السعودية، وكذلك أحداث 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة وما تبعها من غزو الولايات المتحدة لأفغانستان والعراق، وأيضاً انخفاض أسعار النفط سنين طويلة واضطرار الميزانية السعودية للانخفاض الشديد.
مع بداية الغزو العراقي للكويت استضاف الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود في السعودية أمير الكويت الشيخ جابر الأحمد الصباح والحكومة الكويتية، وفي 9 أغسطس 1990 أعلن عن قراره بالاستعانة بقوات أجنبية للدفاع عن السعودية، وعمل على المستويين السياسي والعسكري لاعادة الكويت الى حكامها الشرعيين وأهلها.

ولن ?ينسى الكويتيون قائدا عربيا عظيما فتح قلبه وأرضه لمساندة الكويت وأبنائها واحتضنهم بكل الحب، ?بل ودافع ماديا وعسكريا عن الكويت وكأنه ?يدافع عن بلده وهو خادم الحرمين الشريفين الراحل المغفور له الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود.
فقد فتحت المملكة العربية السعودية أراضيها، ?منذ اليوم الأول للاحتلال الغاشم، ?لاستقبال القيادة الكويتية وأبناء الكويت موفرة، ?بناء على أوامر خادم الحرمين الشريفين، جميع التسهيلات كي ?يشعروا أنهم في ?بلدهم الثاني وأكد الملك فهد طوال فترة الاحتلال العراقي ?للكويت ان السعودية ترفض هذا العدوان وتدعو الى انسحاب القوات العراقية من الأراضي ?الكويتية وعودة الشرعية اليها.?

وأبدى خادم الحرمين الشريفين في ?خطاب له للشعب السعودي ?في ?13 ?أغسطس ?1990 ?ألمه الشديد لما تعرض له أبناء الشعب الكويتي ?بسبب الغزو العراقي ?قائلا: ? انها بادرة خطيرة ويحز في ?النفس ان ?يتعرض شعب الكويت لهجوم لا أخلاقي ?من دولة عربية جارة له وشقيقة.
وسيذكر التاريخ للملك فهد بن عبدالعزيز وقوفه الى جانب الكويت عندما غزتها جحافل الظلم والطغيان العراقية الغاشمة في 1990/8/2، واحتلتها وشردت أهلها في مختلف بقاع الأرض، وواجهت المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود كل ما ترتب على هذا القرار من عواقب.

وبذل الملك فهد من وقته وجهده السياسي الكثير لحل الأزمة سلميا، ولما لم تفلح الوسائل السلمية، تدخلت القوات العربية والدولية تحت راية الأمم المتحدة لتحرير الكويت من الاحتلال العراقي وكان الملك فهد هو بطل تحرير الكويت.
ومما قاله الملك فهد بعد تحرير الكويت: الحمد لله والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين.. في هذا اليوم السعيد وفي هذا اليوم بعد الانتصار الذي شهده العالم اثر مأساة ما حدث لبلدنا الشقيق الكويت العزيزة وما هدد المملكة العربية السعودية من مخاطر.
وفي هذا اليوم نحمد الله ونشكره على نعمه التي لا تعد ولا تحصى على ان نصر من يستحق النصر وأذاق من يستحق العذاب ما أراد لنفسه.
والله يعلم أننا لم نرد للعراق الشقيق ما حدث له من مشقة، والله يعلم كم أسديت من النصح للرئيس العراقي بان يتجنب هذه الكارثة، لقد كانت اتصالاتي بالرئيس العراقي فيما سبق ومنذ سنوات كبيرة جدا ولم يخطر ببالي يوما من الأيام ان يحدث ما حدث.

فتح جميع القواعد العسكرية أمام قوات التحالف لتدشين معركة التحرير
«عيسى بن سلمان» سخر قدرات البحرين لنصرة الشعب الكويتي
أمير دولة البحرين من 2 نوفمبر 1961 حتى وفاته في 6 مارس 1999، ولد في قرية الجسرة في البحرين، وتلقى تعليمه بشكل خصوصي.
ترأس المجلس البلدي من سنة 1956 ثم ولياً للعهد في يوليو 1957 حتى توليه الحكم في 2 نوفمبر 1961.
شهدت البحرين في عهده تطورات سياسية واقتصادية واجتماعية كثيرة، حيث حصلت البحرين على استقلالها من المملكة المتحدة في 15 أغسطس 1971، وتم تغيير لقب حاكم البحرين الى أمير الدولة، وعين أخوه الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة رئيساً للحكومة، ومن ثم انضمت البحرين الى الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية.

فور دخول القوات العراقية الغازية الكويت وضع الشيخ عيسى كل قدرات مملكة البحرين الشقيقة وامكانياتها وقواتها المسلحة بكل أفرعها البرية والجوية والبحرية في حالة استعداد تام لمعركة تحرير الكويت.
كما أمر رحمه الله بفتح جميع القواعد العسكرية أمام قوات التحالف التي بدأت تتوافد على منطقة الخليج لمواجهة هذا العدوان الغاشم، كما سمح للقوات الجوية الكويتية والقوات البحرية كذلك بالوجود في قواعد مملكة البحرين الشقيقة وتقديم التسهيلات كافة لتلك القوات.
كما أعطى تعليماته للقوات الجوية البحرينية بالاشتراك في الحرب الجوية التي سبقت الحرب البرية حيث قام الطيران البحريني بغارات شبه يومية ضمن عمليات قوات التحالف ضد أهداف العدو سواء داخل العراق او الكويت، وقد بلغ عدد الطلعات التي نفذتها الطائرات البحرينية حتى يوم 22 فبراير 1991 كما حددتها البيانات العسكرية للقوات المشتركة بما يقارب 238 غارة ضد وحدات الحرس الجمهوري ومواقع المدفعية والدبابات وقواعد الامداد والتموين ومستودعات الذخيرة والوقود.

كما اشتركت البحرين بالحرب البرية باسناد قوات التحالف بقوة بقيادة المقدم فهد بن سالم الغنيم، حيث تمركزت مع قوة درع الجزيرة في المنطقة الشرقية وكانت مع القوات التي دخلت الى مدينة الكويت المحررة، وأمدت جزءا من الجيش الكويتي باحتياجاته بالكامل من ذخائر وأسلحة واليات نقل ومدربين قبل معركة التحرير.
وعلى مستوى المساعدات الشعبية قدمت مملكة البحرين الشقيقة كل التسهيلات والامكانيات اللازمة لجموع الكويتيين الذين وصلوا البحرين للاقامة فيها، حيث بلغ عدد الكويتيين الذي توافدوا على البحرين الشقيقة ما يقارب 12 ألف مواطن ومواطنة، كما توافدت جموع من الشعب البحريني على سفارة الكويت في البحرين ونشروا اعلانات في الصحف يعرضون فيها مساعداتهم وخاصة في ايجاد مساكن وبيوت لسكن المواطنين الكويتيين.
وبجانب الدعم الشعبي اللا محدود لأهالي مملكة البحرين الشقيقة ووقوفهم القوي مع أشقائهم الكويتيين، فقد عبرت الحكومة البحرينية بجميع قياداتها عن موقف داعم وسخي اذ تم تشكيل ومنذ الأيام الأولى للغزو العراقي الغادر لجنة حكومية أهلية ضمت في عضويتها عددا من الوزراء أطلق عليها «لجنة رعاية الاخوة الكويتيين» وحظيت تلك اللجنة بدعم شعبي وحكومي كبير.

كما قام سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح بزيارة الى أخيه سمو الأمير الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة أجرى خلالها محادثات مهمة حول العلاقات الثنائية والتطورات في المنطقة، وقد عبر سموه رحمه الله عن امتنان شعب وحكومة الكويت وتقديرها لموقف البحرين الشقيقة التي أيدت الحق الكويتي في استعادة أرضه.
كما قام سمو أمير البحرين الراحل الشيخ عيسى بن سلمان بزيارة الى الكويت بعد التحرير لتهنئة سمو الأمير الشيخ جابر الأحمد الصباح بنعمة التحرير قال فيها: انها لمن اسعد الساعات ان نلتقي بأخينا صاحب السمو الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة على ارض الكويت بعد ان زالت الغمة عن هذه الأرض الطيبة وعادت الكويت الى أبنائها وان نهنئ شعبنا الشقيق بنصر الله العلي القدير وتأييده لهم، فله الحمد والشكر على ما قضى وقدر وعلى ما منح من نعمة نصر للمؤمنين الصابرين.

اننا سعداء لوجودنا بين أحبتنا واخواننا وفي بلادنا بعد ان من الله سبحانه وتعالى عليهم بنعمة الأمن والأمان لقاء ما صبروا وجاهدوا وصدقوا ما عاهدوا الله عليه، فبقدر ما أصاب الكويت من محن الزمن فانما ذلك لا يخرج عن كونه امتحانا عصيبا لايمان الانسان الكويتي بأرضه وتشبثه بأمته وقدرته على التصدي لأهوال الجور وظلم الأخ والجار.
اننا اليوم لنعتبر ونحن نشاهد ونرى ما يحدث على ارض الكويت من همة الرجال وعزيمة الشباب واصرار الشعب على النهوض ببلده والارتفاع على الجراح لبدء مسيرة اعادة البناء والانطلاق نحو غد مشرق تتشكل فيه علاقات امتنا على أسس جديدة راسخة من الصدق والوفاء والصراحة.
ونحن على ثقة تامة من ان شعب الكويت الشقيق سيتمكن باذن الله من تذليل الصعاب ويتجاوز هذه المحنة التي سببها الاحتلال الغاشم بفضل تلاحم أبنائه وتكاتفهم خلف قيادتهم الحكيمة لبناء كويت المستقبل، كويت المحبة والاخاء والوفاء.

قائد عسكري مشهود له بالكفاءة والدهاء
«شوارزكوف» حسم معركة التحرير في 4 أيام
ولن ينسى الكويتيون القائد العسكري الأمريكي الجنرال نورمان شوارزكوف الذي قاد عملية عاصفة الصحراء لتحرير دولة الكويت حيث كان قائدا للقوات المركزية الأمريكية ومسؤولا مباشرا عن سير عمليات معركة عاصفة الصحراء عام 1991 وكانت خطته العسكرية المرتكز الرئيسي لعمل القوات المتحالفة حيث عمد بذكاء الى جر الجيش العراقي الى حرب استنزاف ثم بدأ هجوماً برياً وبحرياً على أكثر من محور مما أخل بالتوازن لدى الجيش العراقي وحسم نتيجة المعركة في أقل من أربعة أيام.

وشوارزكوف جنرال متقاعد في الجيش الأمريكي خدم بين عامي 1956 و1991، ولد في ترنتون – نيو جيرسي، في الولايات المتحدة الأمريكية في 22 آب 1934، كان قائد تحالف قوات الهجوم البرية والبحرية والجوية ضد العراق خلال حرب الخليج الثانية عام 1991 التي عرفت بعاصفة الصحراء.
والده، هربرت شوارزكوف، كان رجل أمنٍ عسكري أيضاً، تسلم قيادة شرطة نيوجرسي ومن بعدها ولّي عام 1946 تنظيم القوات الأمنية الايرانية، رزق هربرت بولد فأعطاه الحرف الأول من اسمه واسم والده، نورمان.

بدءاً من عام 1990 أصبح شوارزكوف بحكم منصبه في قيادة القوات المركزية مسؤولا مباشراً عن سير عمليات معارك عاصفة الصحراء ضد العراق عام 1991، فكانت خطة شوارزكوف المرتكز الرئيسي لعمل القوات المتحالفة، كما ان شوارزكوف بخطته المحنكة، قام بارسال القوات العسكرية الى ما وراء خطوط الجيش العراقي، فنقل المعركة الى قلب العراق خلف الوية الجيش العراقي الموجود في الكويت، ما مكنه من الاقتراب من حسم المعركة خلال أربعة أيام فقط. تميز بحركته الاعلامية وغروره وثقته بنفسه، وكان حاسماً في قراراته حتى عرف بـ«نورمان العاصف».
كرم شوارزكوف باعطائه رتبة فخرية في لواء الأجانب في الجيش الفرنسي، رتبة فخرية لم ينلها أي أمريكي غيره. تقاعد شوارزكوف بعد الحرب، في آب 1991، وكتب سيرته الذاتية «لا يتطلب الأمر بطلاً» الذي نشر عام 1992، وعمل بعدها محللاً عسكرياً.
يقول في كتابه «الامر لا يحتاج الى بطل» كنت احرص حرصا مطلقا على اننا اذا هجمنا على صدام فيجب ان نفوز لا في ميدان المعركة وحده بل في كتب التاريخ ايضا وهذا يشمل كتب التاريخ العربي.

جاءت الاوامر السرية يوم 8 يناير 1991 يوم بأن يكون يوم 17 يناير هو بدء الحملة الجوية وفي يوم 9 يناير تأكد الامر نفسه.
بدأت التليفونات تنقطع في بغداد... مما بين لنا ان بدالات التليفون قد دمرت بعد ساعة من ذلك انطفأت الأنوار في بغداد، لقد أصابت صواريخ توماهوك التي اطلقتها البحرية محطات كهرباء صدام القاذفات المقاتلة البريطانية من طراز (ترونادو) تضرب المطارات العراقية، اما النفاثات الفرنسية والايطالية فكانت تستعد للتوجه الى ضرب مواقع الصواريخ، بل ان القوة الجوية الكويتية الصغيرة الحجم كانت تهاجم.
لا اتصالات متبادلة (جوية – جوية) عراقية لقد نظمنا الهجمات تسلسلا وتداخل، فأولا دخلت القاذفات وحين حلقت بعيدا عن أهدافها وتركت المنطقة دخلت صواريخ توماهوك وحالما انتهت ضربة الصواريخ دخلت موجة من الطائرات في طريقها الى الضرب، كان هدفنا في الثماني والأربعين ساعة الأولى هو الا نعطي العراقيين فرصة للراحة.. أردنا ان نوصل الى الحد الأقصى، الصدمة المتولدة عن القصف المتبادل.
أسراب من طائرات (أ – 10) الهجومية تطلق قذائفها على مستودعات الامداد على طول خطوط الجبهة العراقية، وأخبرتنا القوة الجوية بأنه لا يمكن اعادة ملئها بسرعة كافية.

دقة الأهداف (أسقطت طائرات ف – 117 في الموجة الأولى %55 فقط من قنابلها على الهدف وطائرات 5 – 111 نحو %75 – الا ان هذه الدقة تتحسن باطراد في بحر النهار، والاهم من ذلك لم تسقط سوى طائرتين وهو رقم متدن بشكل مثير، وبعد ساعة أخرى أطلق صاروخ آخر هذه المرة صاروخ وحيد من جنوب العراق موجها الى الظهران، وظلت الجبهة هادئة طوال الأيام العشرة الأولى من الحرب عدا تبادل مدفعي متفرق ولكن في ليل الثلاثاء 29 يناير شنت الفرقة الآلية الخامسة العراقية هجوما بالدبابات عند ثلاث نقاط عند الحدود السعودية الكويتية واصطدم احد الطوابير (لم يذكر عدد الدبابات فيها) بكتيبة أمريكية ردتها على أعقابها... يقول بعد ذلك (والطابورين الآخرين شقا طريقهما نحو الخفجي لأنهما لم يواجها الا مقاومة مشتتة).
وكانت الخفجي – وهي المدينة السعودية الوحيدة التي تقع ضمن مدى المدفعية العراقية – مدينة أشباح فسكانها البالغون 20 الفا تركوا البلدة بعد ان تعرضت للنيران في اليوم الأول من الحرب ولم تكن هناك حامية عسكرية في الخفجي لأنني أشرت على خالد (الأمير خالد بن عبدالعزيز) منذ الأيام الأولى لدرع الصحراء بأن الدفاع عن الخفجي متعذر فالعدو يستطيع ان يقصفكم من جانبه الحدودي أي وقت يشاء.

وفي الصباح حمى وطيس المعركة الى حد كبير. دفع السعوديون كتيبة دبابات من حول شمال المدينة لقطع خطوط القوة الغازية، الا أنها اصطدمت بدروع للعدو أكثر بكثير مما كان متوقعا، ولدهشتنا كانت الفرقة الآلية الخامسة العراقية بأسرها، وتضم نحو أربعمائة دبابة ومدرعة وتحاول التقدم الى الطريق العام الساحلي للخفجي، وأرسلنا طائرات القوة الجوية وطائرات سلاح مشاة البحرية. صبت طائراتنا وهليكوبتراتنا حمما من الجحيم على ارتال الدبابات طوال النهار، حتى اخذ الطيارون يشتكون من عدم القدرة على ايجاد أهداف بسبب الدخان المنبعث من الأهداف التي ضربوها الى ان تم تحريرها من القوات العراقية.
رد مع اقتباس