عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 10-05-2009, 11:39 AM
الوطني الوطني غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشاركات: 207
افتراضي

لم يكن عبدالوھاب بن عبدالعزيز العثمان مجرد قبطان سفن قدير، علیم بأسرار

الملاحة والبحار، ولكنه كان تجسیداً لحضارة أمة صغیرة - نعم - وفقیرة ولكن بالتأكید
كانت مؤمنة بربھا وبالحیاة من حولھا.
وكانت مواقفه تنم عن علم وحكمة وتوا
ضع وإنسانیة كبیرة، ذلك ما كان يشع منه حین

تراه وحین تسمع به، فھو صديق إن سمعت به، وھو أب إذا جلست معه، وھو تاريخ إن
أردت تدوينه.
ولد على تراب ھذا الو
طن، وعشق البحر صبیاً، وكیف لا يعشق البحر وھو من عائلة

«
تیسیر » ارتبط اسمھا بالبحر منذ أن وطئت أقدام كبارھا ھذا البلد، وقاد سفینته

.
« بنفسه وأكسبھا شھرة أكثر مما أكسبته

نواخذة السفر الشراعي في » - كما قال عنه أيضاً د. يعقوب يوسف الحجي في كتابه
لم ينس النوخذة عبدالوھاب أھل البحر، وكان يستقبل » ص 204 وما بعدھا ) « الكويت
بعضھم في ديوانه، وكان واسع الصدر ذا ذاكرة قوية حافظة وكان كلما تقدمت به السن
.
« ازداد حكمة ووقاراً، وبعد وفاته حزن علیه كثیرون

كنت أزوره بین الحین والآخر، فكنت أزداد علماً ومعرفة حین أستمع إلیه، والحمد لله »
.
« الذي شرفني بمعرفته ومعرفة غیره من رجالات الكويت

ولو سألت عن النوخذة عبدالوھاب العثمان في موانئ البحرين مثلا لأغنوك » : ويضیف
عن الجواب، ولو سألت أموا
ج بحر العرب لأخبرتك بما لا أستطیع أن أخبرك أنا به، ولو

.
« سألت عنه زملاءه من نواخذة الكويت لشھدوا له بالعلم والحكمة والشرف الرفیع

-
أما النوخذة بدر القطامي - وھو رجل ذو شأن عريض وخبرة واسعة في قیادة السفن

وھو اللقب الذي اشتھر به بعد ،« شیخ النواخذة » الشراعیة - فقد أطلق علیه لقب
.(1)
« النوخذة عبدالوھاب العثمان ھو شیخ النواخذة » : ذلك، حینما قال

من موالید عام 1921 م - الذي عمل « النوخذة عبدالله إسماعیل » - أما العم بومشاري
كنوخذة في بوم فتح الرحمن الذي يملكه عبدالوھاب العثمان لمدة ست سنوات (من
عام 1945 إلى عام 1951 م) - وھو أحد النواخذة الذين احتكوا بالمرحوم عبدالوھاب
العثمان، وتعاملوا معه عن قرب، فقد تحدث بكل وفاء وإعجاب ووصف دقیق عن
شخصیة المرحوم عبدالوھاب العثمان قائلاً:
إن عبدالوھاب الع
ثمان من النواخذة المعروفین في الكويت، وھو يمتاز بالحكمة »

.
« والفراسة والحزم. وإن النوخذة الذي يعمل معه يشتھر ويعرف بین التجار والنواخذة

لقد كان المرحوم عبدالوھاب العثمان من أفضل من عرفت من النواخذة، وھو » : ويضیف
يتسم بالجدية في العمل، والصدق في التعامل، ومن جديته وو
ضوحه الشديدين أنه لا

يعرف المزاح، فلم يكن - رحمه الله - يمزح، ولا يحب المزاح من الآخرين، لأن وقته
.
« مشغول دائماً بالإبحار والعمل الجاد المستمر

كما أن عبدالوھاب العثمان لا يبخل بشيء يتعلق بالبوم أو بالبحارة أو أي شيء »
يطلبه النوخذة
. ورغم الصلاحیات الواسعة التي يعطیھا للنوخذة الذي يعینه قائداً

للسفینة التي يملكھا، فإنه لا يبخل عنه بالنصیحة والخبرة، ثم يترك اتخاذ القرار
للنوخذة. ولكنه شديد الحساب والمتابعة، كما أن عبدالوھاب العثمان - حسب وصف
النوخذة عبدالله إسماعیل
- له نظرة ثاقبة في معرفة الناس. فقد كان - رحمه الله -

.« يحترم الناس الذين يستحقون الاحترام، بغض النظر عن فقرھم أو غناھم، أو نفوذھم
كان متواضعاً؛ خاصة عندما يكون الحديث » - وأخیراً - يقول النوخذة عبدالله إسماعیل
عن الأجداد والماضي، فلا يدعي بأنه قد فاقھم بالبحر وأصبح من كبار النواخذة - وھو
كذلك بالفعل - ولكن كان يقول دائماً ھم عملوا وعانوا فأنجزوا ونحن حافظنا على
.
« ذلك

نسأل الله تعالى أن يرحم المحسن الكريم عبدالوھاب بن عبدالعزيز العثمان رحمة
واسعة، وأن يجعل أعماله في میزان حسناته، إنه ھو السمیع العلیم.

منقول من كتاب محسنون من بلدي
رد مع اقتباس