عرض مشاركة واحدة
  #18  
قديم 06-10-2011, 09:44 PM
رود
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

التجارة الدولية

الكل يعرف بأن التجارة هي من الحرف القديمة التي مارستها البشرية منذ القدم منذ أن كانت تجارة المقايضة هي التجارة التي كانت سائدة في ذلك الوقت وتطور هذه المهنة والتاريخ العالمي يشير إلى ذلك بكل وضوح حيث أعتمد عليها الكثير من الدول اعتمادا كبير أو كان اعتماده الأساسي كان منصب على التجارة الدولية سواء سلكت هذه التجارة الطرق التجارية البرية أو البحرية و يشير التاريخ بكثرة إلى الحركات التجارية التي قامت بين دول العالم وتأثر العلاقات الدولية بالحركات التجارية فلا عجب في أن تكون التجارة في الكويت هي الحرفة الرئيسية فلقد امتدت جذور هذه المهنة إلى عصور قديمة في شبة الجزيرة وقد مارسها العرب قديما في الجاهلية حيث أشار القران الكريم لها في رحلة الشتاء والصيف وكذلك مارسوها في العصور الإسلامية المتعاقبة قبل أن يأتي الكويتيون إلى الكويت وهي المهنة الرئيسية التي أمتهنها أغلب الكويتيون منذ أن وطأة أقدامهم أرض الكويت ويرجع ذلك إلى عدة أسباب منها:


1- عجز البيئة الصحراوية على مساعدة الإنسان الكويتي في الاستقرار وعدم الترحل بسبب قلة الموارد الطبيعية في هذه البيئة الطاردة التي تعتبر من أفقر البيئات في العالم والتي أيضا يندر بل يكاد أن يكون معدما فيها سقوط الأمطار حيث تنعدم كليا مصادر المياه فلا تقوم حرفة الزراعة التي تساعد على الاستقرار والتوطن وإنشاء المدن الكبيرة المعروفة في العالم والتي استقرت عند مناطق توفر المياه أضف إلى ذلك أيضا عامل درجة الحرارة وهو عامل مهم جدا ويجب أن يؤخذ في الحسبان حيث نلاحظ بأن المدى الحراري اليومي بين الليل والنهار كبير جدا كذلك المدى الحراري السنوي بين فصلي الصيف والشتاء هو الأخر كبير جدا ولهذا أتجه أغلب السكان إلي التجارة كا بديل لأي حرفة يمارسونها في بلدهم
2- أن الكويتيين عرب وهم في نفس الوقت تجار بالفطرة وتوارثوا هذه المهنة أب عن جد أنهم عرب مارسوا التجارة منذ الآلاف السنين وقد جاء ذكر التجارة للعرب في القران الكريم عندما أشار القران إلى رحلة الشتاء والصيف كما سبق وأن أشرنا

لايلاف قريش أيلا فهم رحلة الشتاء والصيف. … ( صدق الله العظيم )

3- استدلال الكويتيين إلي المسالك والطرق البرية والبحرية بسبب إدراكهم إلي الحركات الفلكية ومسار ومواقع النجوم والأفلاك والكواكب والتي توارثوا معرفتها من الرحالة والملاحين العرب القدماء وكذلك معرفة ونبوغهم في تميز حركات الرياح والعواصف التي تهب على منطقة الخليج وكذلك اختيار الفترات التي يرونها مناسبة لسفراتهم وتجولهم في المحيط الهندي والخليج العربي


4- موقع الكويت الجغرافي الجيد في الشمال الغربي من منطقة الخليج أعطاها بعدا إستراتيجي و جعلها من المراكز الهمة في التجارة الدولية فيه منطقة متوسطة وهمزة وصل تربط ضفتي الخليج العربي بعضهما ببعض حيث أنها منطقة تلقي فيها التجارة البحرية مع البرية مما جعلها حلقة وصل تربط بين مناطق توزيع لطرق التجارة الدولية لجميع أنحاء العالم فقد ربطت الشرق بالغرب كما رطبت أيضا شبه الجزيرة العربية مع العراق وكذلك مع البلاد الشام أو الهلال الخصيب ففيها يكون التقاء السفن البحرية التجارية مع القوافل البرية التجارية لكي تحمل البضائع التجارية وتسير بها إلى جميع الأسواق العالمية وهو ما يعرف اليوم بتجارة إعادة التصدير

5- وجود مدينة الكويت على الخليج العربي ووقوعها على خليج الكويت أو ما كان يعرف سابقا (بجون الكويت )الذي هو ميناء طبيعي يحمي السفن من العواصف والأمواج العالية ولذلك العديد من السفن كانت تلجا إلي هذا الميناء الطبيعي حماية من الأمواج العالية مما إنشاء حرفة تختص بصناعة السفن

هذه الحركة التجارية ساعد على قيامها العديد من العوامل الرئيسية والثانوية وهي كا الأتي :

1- أن حكام الكويت المتعاقبين على حكم هذه الأمارة أدركوا منذ قيام الكويت كا كيان سياسي بأهمية التجارة الدولية ولهذا فأنهم وفروا الأمن والاستقرار في المنطقة الواقعة ضمن نفوذهم فقد كان الحكام ينزلون العقاب الصارم لمن يحاول أن يهز الأمن في البر أو البحر هذه العقوبات حدت إلى مدى بعيد من عمليات السلب والنهب في البر وكذلك القرصنة البحرية ولهذا فقد قامت الكويت بمساعدة القوى الدولية مثل هولندا وبريطانيا بالإضافة إلى القوى الإقليمية في الخليج إلى محاربة القرصنة البحرية في مياه الخليج ولهذا نجد أن الكويت لم تتردد في عقد اتفاقية مع بريطانيا في عام 1841 وهي اتفاقية مشاركة بين دولتين مستقلتين هي الكويت وبريطانيا لمحاربة القرصنة البحرية حيث أن القرصنة البحرية كانت منتشرة في جميع بحار العالم كذلك محاربة تجارة الرقيق .


2- أن القرصنة البحرية كانت منتشرة انتشارا كبيرا في جميع البحار العالمية دون استثناء وأن أشهر قرصان ظهر في مياه الخليج هو البحار أو القرصان الكويتي (أرحمه بن جابر الجلاهمه) والمعروف بتاريخ الكويت حيث بسط سيطرته على مياه الخليج أثار الرعب بين كل التجار الكويتيين استولى على أكثر من عشرين سفينة كويتية



3- أن النشاط التجاري أصبح يشكل عائد اقتصادي كبير ودخل مالي وفير على الكويت من حكام وشعب حيث أن المكوس الجمركية ( الضرائب الجمركية) كانت تشكل عماد الدخل القومي للكويت ود قدر دخل الكويت من الضرائب الجمركية في عهد الشيخ مبارك الصباح بأكثر من مليوني (2000000 )روبية سنويا وهذا المبلغ يعتبر كبير في حساب تلك الأيام ولهذا فأن الحكام أخذوا يقدمون كافة التسهيلات التي تنشط الحركة التجارية وتنميها وتجعلها مزدهرة مثل إقامة علاقات اقتصادية جيدة مع العديد من الدول المطلة على الخليج وغيرها من الدول الواقعة على المحيط الهندي مثل الهند واليمن ودول شرق أفريقيا.

4- أن ازدياد الحركة التجارية وما سببته من ربح مادي كبير بالإضافة إلى تدهور في حرفة الغوص و الكساد الذي شاب هذه المهنة شجع الكثير من الكويتيين الذين كانوا يعملون في الغوص على اللؤلؤ إلى تحولوا من هذه المهنة إلى مهنة تدر الخير أكثر عليهم وهي التجارة الدولية حيث ثروات الكثير من هؤلاء التجار الأغنياء كانت كبيرة جدا وكانت تتراوح ملكيتهم ما بين العشرون ألف روبية إلى الستون ألف روبية كما أن متوسط ملكية التجار المتوسطون تبلغ في المتوسط حوالي سبعة آلاف روبية وقد ساعد هذا زيادة في النشاط التجاري وكثرة البضائع المستوردة إلى زيادة في الضرائب الجمركية مما أدى بالتالي إلى ازدياد دخل الكويت القومي

5- عندما قامت الحرب بين في عام 1776 بين الدولة الفارسية والدولة العثمانية ودخول القوات الفارسية إلى البصرة خلال الفترة من عام 1776 إلي عام 1779 أنتقل نشاط وكالة الهند الشرقية الإنكليزية إلي الكويت بعد أن كان متمركزا في مدينة البصرة مدة طويلة من الزمن وبهذا الانتقال أدى إلى انتقال مركز البريد الإنجليزي من البصرة إلى الكويت ومن ثم شمل هذا الانتقال جميع النشاطات التجارية الأوربية ساعد على هذا الانتقال العلاقات السيئة والمتوترة دائما والتي كانت تتميز بها العلاقات بين الدولة العثمانية والدولة الفارسية فقد ساعدت هذه العلاقات السيئة بين هاتين الدولتين في أن تكون الكويت هي المركز البديل الناجح تجاريا بدلا من البصرة حيث أصبحت الكويت لا البصرة بفضل هذا العامل ذات نشاط تجاري فعال ومركز عالمي في مجال التجارة الدولية


6- كثرة الوافدين عليها خصوصا الأثرياء من جميع أرجاء المنطقة الذين وفدوا إليها من عدة أماكن وعلى وجه الخصوص ارض نجد وفارس والعراق خلال فترة حكم الشيخ عبد الله الأول الحاكم الثاني للكويت وكذلك وفدوا إليها خلال فترة حكم الشيخ مبارك الصباح نتيجة للاستقرار السياسي والأمني والقضاء على أعمال القرصنة والسلب والنهب التي كانت منتشرة في الجزيرة العربية مما أدى إلي الازدهار الاقتصادي الذي نمى وطور الكويت


7- المكوس الجمركية المخفضة و الإعفاءات الجمركية والتسهيلات على جميع البضائع الواردة إلي الكويت مما ساعد على نشوء حركة تجارية كبيرة حيث استفاد الكثير من التجار مما جعل الكويت وكأنها منطقة تجارية حرة ساعدت على حركة تجارة الترانزيت وإعادة التصدير

8- بناء السفن الكبيرة والعالية والتشجيع على صناعتها وتوفير كل السبل التي تؤدي إلي تطور هذه الصناعة والرغبة في تنمية التجارة الدولية الكويتية والوصول إلى أقصى المواني والتي تقع في المحيط الهندي والتشجيع على الوصول إليها

لهذه العوامل وغيرها من العوامل السياسية والاقتصادية وحتى الاجتماعية الأخرى جعلت من الكويت مدينة تجارية مفتوحة لها باع طويل في التجارة الدولية مما أدى إلى ظهور اسمها في العالم كا نقطة وصل بين دول العالم واصبح اسمها معروف في المنطقة كمدينة تجارية هامة لها تأثيرها المباشر على حركة التجارة الدولية في منطقة الخليج والجزيرة العربية بل المنطقة العربية الأمر الذي أدى في آن يصبح اسمها معروف وأن يفد إليها الجميع وخصوصا الرحالة الأجانب الذين ذكروا الكويت في مؤلفاتهم فقد ذكر الرحالة ( نيبور) الذي زار الكويت في عام 1765 وهو أول رحالة أجنبي يكتب عن الكويت :-
(أن عدد سكان الكويت يبلغ عددهم 10000 نسمة وأن عدد السفن الموجودة فيها حوالي 800 سفينة وان الكويتيون يعتمدون في حياتهم الاقتصادية على التجارة والغوص وصيد الأسماك والغوص على اللؤلؤ )
وبعد هذا الرحالة بمائة عام لم يفد خلالها إلي الكويت آي رحالة أجنبي معروف أو ذكر الكويت في مؤلفاته ولكن من الممكن جدا أن يمر إلي الكويت العديد من الرحالة أو رجال أعمال أو سياسة أجانب ولكن لم يذكرها إلي أن قدم إلي الكويت الرحالة بلجريف في عام 1862 وذلك في عهد الشيخ صباح الثاني الذي حكم الكويت خلال الفترة من 1859 -1865 الذي قال أن الكويت من اكثر المواني الخليج حيوية ونشاط تجاريا في الاستيراد وإعادة التصدير
رد مع اقتباس