عرض مشاركة واحدة
  #16  
قديم 14-08-2022, 12:57 AM
الصورة الرمزية classic
classic classic غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 234
افتراضي



صبيح براك عبدالمحسن الصبيح


ولد صبيح بن براك بن عبد المحسن الحمد اليوسف الصبيح في

(فريج سعود) بمنطقة القبلة عام 1319هـ الموافق لعام 1901م وقد ذاق مرارة اليتم وهو طفل صغيرا لم يتجاوز عمره العامين حين توفت والدته فأخذته جدته لأبيه وقامت بتربيته والعناية به فأحسنت تربيته

وتعلم مبادئ القراءة والكتابة وتلاوة القرآن الكريم في منطقة القبلة فأجاد واخذ القرآن الكريم دستورا له طوال حياته فاكرمه الله سبحانه وتعالى ايما كرم واعطاه، وكان جده يوسف عبد الرزاق الصبيح من رجالات الكويت الذين اشتهروا بالكرم والعطاء. (1)

في تاريخ الكويت والجزيرة العربية، فقد خصص 3 مضيفات في كل من الكويت والبصرة والأحساء لإنقاذ الناس من الموت جوعا في أثناء مجاعة الهيلك التي استمرت 3 سنوات.

على الرغم من اتساع نشاطه التجاري كان شديد التواضع يشرف على تجارته بنفسه، بل ينقلها ويصرفها في سيارته الخاصة.

بارك الله في تجارته التي تنامت فشملت معظم مجالات التجارة الرئيسية من عقار ومقاولات.

كان - رحمه الله - محبا للإحسان وعمل الخير بالفطرة فكان يجد سعادته في مساعدة الفقراء والمحتاجين ويقدم إليهم ما يسد حاجاتهم ويغنيهم عن ذل السؤال.

عرف عن المرحوم صبيح البراك كرمه الكبير فكان لا يرد سائلا وإذا ملك شيئا سارع بتوزيعه على الفقراء، وكان إذا علم بأحد المحتاجين قد منعه العوز عن دفع إيجار البيت الذي يسكن به قام بشراء هذا البيت ثم وهبه لساكنه ابتغاء وجه الله تعالى، وتكررت مواقفه الخيرة في الكويت والزبير والمدينة المنورة والخبر بالمملكة العربية السعودية.

كان له ديوان في منطقة القبلة مشرع طوال اليوم لكل ضيف ومحتاج وعابر سبيل يقدم فيه الغداء والعشاء بشكل يومي.

كان - رحمه الله - يقوم بتوزيع صدقاته بنفسه والذهاب للمحتاج من دون أن ينتظره ليطرق عليه الباب، وامتد حبه لفعل الخيرات الى أرض الجوار خاصة في منطقة الزبير والمدينة المنورة والخبر ينفق على الفقراء والمساكين ويشتري مساكن لذوي الحاجات الملحة.

ساعد أهل منطقة البير في اقليم نجد بحفر آبار المياه في الأربعينيات والخمسينيات.

كان يحرص على اصطحاب عدد من أهله وأصدقائه وغير الكويتيين الفقراء للحج على نفقته الخاصة ويقدم لكل منهم مصروفا للرحلة.

قام ببناء مسجد في منطقة كيفان كما ساهم في بناء عدد من المساجد في المدينة المنورة والخبر والزبير.

شارك في تأسيس جمعية الإصلاح الاجتماعي، وتحمل نفقات علاج المرضى في الخارج، كما أرسل الطلاب للدراسة في الخارج على نفقته الخاصة، كما ساهم في التبرع لمصر عند وقوع العدوان الثلاثي عليها ومنحه الرئيس جمال عبدالناصر وسام الاستحقاق.

توفي - رحمه الله - عام 1975 بعد حياة حافلة بالبذل والعطاء.




جانب من بيت المؤرخ الدكتور عادل العبدالمغني في فريج الساير -الحي القبلي

والبيت له بابان رئيسيان الأول جنوبي ( سكة سد ) كما يبدو واضحاً في الصورة وينحصر بيت العبدالمغني مابين بيت يوسف غنيم الغنيم

من ناحية اليمين وبيت عبدالمحسن التركي المليفي ناحية اليسار والباب الثاني شمالي أمام بيت عبدالعزيز الدويسان الملاصق لمسجد

الساير الشرقي

ويذكر المؤلف في كتابه ( بدايات الكهرباء في الكويت ) أن شقيقه بدر العبدالمغني رحمه الله لديه سيارة من طراز ( فلوكس واجن )


اشتراها له والده في منتصف الخمسينات وكان يوقف السيارة في هذه السكة عند حلول المساء



من صحيفة عكاظ السعودية :

الكتابة عن الدكتور عادل العبدالمغني فيها فائدة لا توصف لأكثر من سبب. فالرجل ليس فقط دبلوماسيا خدم بلده الكويت في أكثر من موقع، وإنما أيضا من الشخصيات الخليجية صاحبة المواهب المتعددة في الكتابة الصحفية والأدب والتأريخ وتأليف الكتب والبحث عن المخطوطات النفيسة وتوثيق الأحداث السياسية والاجتماعية وجمع المقتنيات القديمة وأرشفة الطوابع البريدية والعملات المعدنية والورقية، وغير ذلك مما يندرج تحت قائمة حفظ ذاكرة وتراث وطنه ومجتمعه وناسه.



إن عشق هذه المجالات ليس وحده هو الذي جعل منه اليوم علما بارزا في مجاله ومرجعا يُـستعان به، وإنما أيضا شهاداته العلمية معطوفة على بيئته الأسرية التي غرست فيه شغف القراءة والبحث والتنقيب منذ سنوات طفولته، ناهيك عن الحقبة الزمنية التي شهدت ولادته ونشأته، وهي حقبة قال عنها في حوار مع صحيفة الجريدة الكويتية (11/‏8/‏2010): «الذي عاش في الكويت خلال الخمسينات كأنه شاهد الكويت قبل مئتين وخمسين سنة لأنها خلال تلك الفترة ظلّت كما هي بأسوارها وبيوتها القديمة وأسواقها التراثية. لقد تأثرت بهذا المشهد الذي ارتسم في مخيلتي وترجمته بطريقتي الخاصة إلى هوايات ومعارض ومؤلفات ودراسات».



القراءة منذ الصغر

يقول العبدالمغني في حوار تلفزيوني إنه بدأ القراءة مبكرا بتشجيع من والده المثقف الذي كان لا يحضر إلى البيت إلا ومعه مجلات متنوعة، وكانت وسيلته الأولى مجلة «السندباد» المصرية التي «كانت مجلة للتثقيف أكثر من التسلية»، وغرست فيه بذرة التحليق مع الشخصيات التاريخية وتخيلها إلى درجة أنه كان يذهب يوميا إلى فرضة الكويت علّه يلتقي بالسندباد بين المسافرين القادمين. وفي مقابلة أخرى تحدث عن الكتابة فقال إنه لم يكن يجيد حتى كتابة الخطابات إلى والده لكنه تمكن منها بعد أن عاتبه أبوه على رداءة خطه وضعف أسلوبه وعدم إتقانه فنيات كتابة الرسائل. أما أول كتاب اشتراه وقرأه وأعاد قراءته عدة مرات وهو لم يتجاوز العاشرة فهو كتاب «من هنا بدأت الكويت»، الذي ألفه عبدالله الحاتم بطريقة مشوقة عن أوائل الأشياء والأماكن والمباني التراثية والتاريخية.

الغربة في الشويخ

ولد عادل محمد العبدالمغني في حي القبلة بالعاصمة الكويت في 7 سبتمبر 1952. وعن ميلاده قال لصحيفة الأنباء (15/‏8/‏2015): «ولدت في الحي القبلي بمدينة الكويت القديمة.. هذه البيئة الكويتية القديمة امتلكت حواسي وسيطرت على روحي وشكلت وجداني، وشعرت بالغربة حين انتقلت الأسرة إلى بيت جديد (بمنطقة الشويخ) يختلف عما كان من قبل وشعرت بنمط مسكننا القديم المتواضع وانتقالنا إلى البناء الحديث المتطور، ووجدت نفسي في مجتمع عصري بأساليبه وأنماطه التي لا تتفق مع عفويتنا وبساطتنا وشعبيتنا، وقمت بجمع الأدوات والاحتياجات التي ركنتها الأسرة في مخزن بسبب أنني ظللت مفتونا بأدوات البيئة الشعبية التي تمثل للطفل الصغير نافذة من الضوء أتصور من خلالها المواقف والأحداث. وكانت لدى الأسرة أشياء توارثتها العائلة عن الأجداد وكان لكل منها تاريخ فوضعت على باب غرفتي ورقة كتبت عليه اسم (المتحف) وعاتبني والدي لأن الباب مصنوع من أجود أنواع الخشب الساج».

سيرة أبيه

وقبل التوسع في الحديث عن العبدالمغني، لنتحدث قليلا عن والديه ونسب عائلته من وحي ما كتبه الرجل عن أبيه في كتابه «سيرة حياة رجل» الصادر عام 2005، الذي أكد فيه المؤلف ابتداء أنه لم ينشر الكتاب، ولم يتتبع مسيرة والده منذ دخوله المدرسة المباركية في بداية افتتاحها سنة 1912، من أجل التفاخر والمباهاة بوالده، وإنما لأن الأخير عاش 95 سنة عاصر خلالها سبعة من حكام الكويت ابتداء من الشيخ مبارك الكبير، وشارك أثناءها في بناء السور الثالث للكويت عام 1919 وحرب الجهراء عام 1920، كما خدم في مؤسسات البلاد منذ بداياتها الأولى قبل ظهور النفط، ناهيك عن أنه ترك وراءه عند رحيله في عام 2001 ثروة من الوثائق والأوراق ذات الأهمية التاريخية.

تحدث العبدالمغني أولا عن أصل ومنشأ عائلته فأخبرنا أنها تنتمي أصلا إلى قبيلة تميم، وأنها استوطنت قرية «حرمة» الواقعة اليوم بمنطقة الرياض لسنوات طويلة قبل هجرتها من نجد إلى الكويت، وأنها عملت بعد وصولها إلى الكويت بتجارة المواد التموينية بالجملة والمفرق، حيث كان لها دكان في السوق الداخلي ملاصق لدكان حمد عبدالله الصقر يقوم بمد أهل البادية وكذلك أهل البحر من النواخذة والغاصة بحاجاتهم من البن والرز والطحين والشاي والسكر والماش والعدس. ثم انتقل للحديث عن والده محمد العبدالمغني فقال إنه ولد بفريج الساير بحي الجبلة سنة 1906 وإن والدته (أي جدته لأبيه) شيخة الحمد التويجري من المجمعة من قبيلة عنزة وتوفيت بالإنفلونزا حينما كان والده طفلا فتولت بعض سيدات الفريج رضاعته، مضيفا أن واقعة يتمه المبكر وحرمانه من عناية أمه جعله يعتمد على نفسه «فظهرت عليه علامات الرجولة في سن مبكر».

والده الممون الرئيسي للسوق الكويتي

واصل الدكتور عادل حديثه عن أبيه فقال إنه في عام 1924، حينما كان في سن الـ18، سافر إلى الهند، التي كانت آنذاك الممون الرئيسي للسوق الكويتي بكافة احتياجاته ووجهة معظم تجار الكويت والخليج ومحل إقامة العديد من العائلات الخليجية، وكانت عملتها هي المتداولة في المنطقة، حيث عمل هناك لمدة أربع سنوات في مسك دفاتر التجار الكويتيين وإدارة شؤونهم التجارية، وتعلم خلالها بعض اللغات، قبل أن ينتقل إلى عدن لاستلام مكان المرحوم خالد عبداللطيف الحمد في إدارة الشؤون التجارية الخاصة بعائلة الصقر هناك. وفي عدن أقام وعمل لمدة سنتين عاد على إثرهما إلى الكويت ليتزوج من لطيفة يوسف العبدالهادي الميلم من قبيلة مطير.

ويستطرد الدكتور عادل قائلا إنه بعد زواج والده من والدته عام 1930 سافر والده إلى الأحساء ضمن الكويتيين المتعلمين الذين انتقلوا إلى هناك للمساهمة في إدارة شؤون الأحساء المالية، خاصة أن المردود المالي من العمل كان جيدا بمقاييس تلك الحقبة، وإنه بعد أربع سنوات عاد إلى الكويت، فعمل أولا رئيسا للحسابات في «شركة النقل والتنزيل» الوطنية التي كانت قد تأسست في منتصف الثلاثينات للإشراف على أعمال المناولة بميناء الكويت، ثم تم تعيينه في عام 1939 رئيسا لمالية حكومة الكويت، فأمينا لسر المجلس البلدي عام 1942، قبل أن يصاب بالتهاب رئوي اضطره لتقديم استقالته للسفر إلى لبنان عام 1943 من أجل العلاج في مصحة بحنس ومستشفى هملين ومستشفى الجامعة الأمريكية. وفي عام 1944 عاد والده إلى الكويت ليبدأ مرحلة جديدة من حياته تخللها السفر إلى الهند، من أجل الاتجار بالذهب، والسفر إلى البحرين للعمل في الطواشة، ناهيك عن السفر إلى سلطنة عمان وإمارات الساحل وإيران وتركيا والعراق والأردن من أجل السياحة والاستطلاع. وفي عام 1950 طلبه أمير الكويت الأسبق الشيخ عبدالله السالم الصباح رحمه الله ليعينه مديرا للمشتريات الداخلية بدائرة الأشغال العامة، ليستمر في هذه الوظيفة حتى أواخر الستينات حينما استقال كي يتفرغ لأعماله الخاصة.

في حواره مع جريدة الأنباء (مصدر سابق) اعتبر الدكتور عادل والده مثله الأعلى قائلا: «مثلي الأعلى هو والدي فهو المعلم الأول لي. كان يمثل لي رمزا من رموز الخلق الكريم والأمانة والصدق والمسؤولية والحزم ورافدا من روافد الثقافة والمعرفة. تأثرت كثيرا به. كان يصطحبني إلى مكاتب التجار ودواوين كبار رجالات الكويت وكذلك إلى المسجد والمكتبات القديمة ومعارض الكتاب. كان والدي لديه مكتبة تحتوي على كتب تراثية كثيرة تثقفت منها، كما علمني أبي الصلاة وعمري 5 سنوات، فتفتحت نزعتي الدينية بطريقة تربوية وحفظت القرآن وأقبلت على الصلاة ولم أتركها حتى الآن. وكان يحدثني عن أهمية القراءة والكتاب، وأهمية اختيار الأصدقاء واستثمار الوقت في ما هو مفيد، كما تعلمت منه أيضا احترام المرأة والحب الكبير وتحمل المسؤولية، وتعلمت منه قيم الوطنية في الدفاع عن الوطن والفداء والتعاون مع الآخرين من أجل الكويت».

هوايات متعددة

وبالعودة للحديث عن عادل العبدالمغني نجد أن طفولته وسنوات صباه ونشأته الأولى تميزت بممارسته للعديد من الهوايات. فعلاوة على القراءة وجمع المجلات والمطبوعات، مارس هواية جمع الطوابع والعملات، وتولى إعداد صحف الحائط المدرسية وغيرها. وفي سياق كلامه عن هواياته الأخرى قال: «كنت أجلس وأنا طفل أتأمل النجوم في السماء من فوق سطح البيت القديم، وفي النهار أمارس لعبة الطائرات الورقية. كنت شغوفا بالطائرات الورقية وكنت أعدها وأكسوها بألوان العلم الكويتي القديم، وكنت أتسابق مع الآخرين في إطارات الدراجات الهوائية (السياكل)، وكانت هناك هواية جمع (التيل)، وأيضا كان من هواياتي صيد الطيور بـ(النباطة)، وصناعة أدوات الصيد (الفخ)». ومما لا شك فيه أن هذه الهوايات لعبت في ما بعد دورا في عشقه للتراث وتميزه في الكتابة عنها.

شهادتي دكتوراه

أما عن دراسته فقد بدأها عام 1956 بالالتحاق بروضة المنصور، أول روضة أطفال تتأسس في الكويت، ثم واصل مراحل التعليم العام بمدارس الكويت حتى نال شهادة الثانوية العامة سنة 1972 ليسافر على نفقة والده إلى مصر، حيث التحق هناك بكلية الآداب/‏قسم الجغرافيا بجامعة الإسكندرية، وأقام لمدة أربع سنوات بحي الشاطبي السكندري المعروف. ومن المفارقات التي يتذكرها عن الأيام الأولى من دراسته الجامعية أن بعض المحاضرات كان موعدها بعد الغداء مباشرة، أي في التوقيت الذي تعود فيه أهل الكويت على الاسترخاء والنوم، فذهب إلى القاعة و«تمغط» ونام أثناء الدرس، ليفاجأ بالدكتور المحاضر يصيح فيه ناهرا وساخرا منه. غير أنه سرعان ما حظي باحترام أساتذته واهتمام زملائه بعد أن قام في سنته الجامعية الأولى بإقامة معرضه التراثي الأول في رحاب جامعة الإسكندرية.

تخرج العبدالمغني من جامعته عام 1976 حاملا ليسانس الآداب، ثم عزز هذه الدرجة الجامعية بحصوله في عام 1980 على درجة الماجستير من معهد الحضارة الإسلامية بالقاهرة، ثم سافر إلى الولايات المتحدة لنيل درجة الدكتوراه التي نالها في عام 1982 من جامعة إنديانا. لم يكتفِ الرجل بكل هذا، فواصل مسيرته التعليمية، ونال دكتوراه ثانية عام 2005 في التاريخ الوثائقي من جامعة بيروت.

تأسيس مجلس التعاون الخليجي

أما لجهة مسيرته الوظيفية فقد بدأت فور تخرجه من جامعة الإسكندرية، حينما ذهب إلى وزارة الخارجية الكويتية باحثا عن وظيفة، فقابله أولا وكيل وزارة الخارجية آنذاك راشد الراشد، ثم اجتاز المقابلة الشخصية بنجاح من قبل لجنة مكونة من السفيرين عبدالمحسن الدويسان وطارق الرزوقي، إضافة إلى السفير الأديب عبدالله زكريا الأنصاري الذي سأله عن تخصصه فحينما علم أنه الجغرافيا زكاه قائلا: «الجغرافيا هي أم العلوم والمعارف، ونحن محتاجون إلى هذا التخصص». تمّ تعيينه في بادئ الأمر في وظيفة «ملحق سياسي» ثم رقي في عام 1977 إلى درجة سكرتير ثالث، وبهذا المسمى عمل فترة في الإدارة السياسية بالوزارة قبل أن يصبح مساعدا لرئيس القسم عيسى ماجد الشاهين.

ومن أهم ما يعتز به مساهمته مع غيره في تحويل العمل الخليجي الثنائي إلى عمل جماعي من خلال تأسيس مجلس التعاون الخليجي، حيث عمل أمينا مساعدا للأمين العام للجنة العمل المشتركة بين الكويت وشقيقاتها الخليجيات (عيسى ماجد الشاهين). قال صاحبنا في هذا السياق إنه في النهاية وبعد العديد من اللقاءات والمداولات: «تم التوقيع على إنشاء مجلس التعاون في 25 يونيو 1980 وتم الاجتماع في الإمارات، حيث إن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان كان أكبر حكام الخليج سنا في ذلك الوقت، ورحبت المملكة العربية السعودية باستضافة مقر الأمانة العامة في الرياض، وجهزت مبنى مجانيا مكونا من تسعة أدوار ليكون مقر الأمانة، وكان السفير عبدالله بشارة، مندوب الكويت في الأمم المتحدة قد قاربت مهمته على الانتهاء فتم استدعاؤه ورشح ليكون أول أمين عام للمجلس خلال التوقيع في أبوظبي». ولم ينسَ العبدالمغني أن ينفي ما قيل عن أن مجلس التعاون تأسس كرد فعل على الحرب العراقية ــ الإيرانية وخوفا من وصول الدب الروسي إلى مياه الخليج الدافئة. وفي عام 1980 تمت ترقيته إلى درجة سكرتير ثانٍ، فإلى درجة سكرتير أول عام 1985.

وبالقدر نفسه يعتز العبدالمغني بعمله الدبلوماسي كقائم بالأعمال في سفارة بلاده لدى دولة الإمارات عام 1987، واصفا عمله هناك بالمريح وقائلا: «هناك ثلاثة أشياء لم تتغير بالنسبة إلي وهي الملابس والأكل واللهجة لأن بين الكويت والإمارات ودول الخليج عموما لا توجد اختلافات، وأتذكر أن الهدوء في أبوظبي وجمال المكان ساعداني في إنجاز عدة كتابات ظهرت للوجود بعد تحرير الكويت».

وفي عام 1992 صار مستشارا بوزارة الخارجية، وفي العام التالي نائبا لمدير إدارة شؤون مجلس التعاون بالخارجية الكويتية، قبل أن يُرقى إلى درجة وزير مفوض عام 2001، ليترك وظيفته عام 2004 من أجل التفرغ للأدب والتأليف والتوثيق التراثي.

توثيق التراث الشعبي

نشر العبدالمغني أثناء رحلته البحثية والتوثيقية الكثير من الكتب القيمة ومنها: الاقتصاد الكويتي القديم، صور من الماضي، من التراث الشعبي الكويتي، الأدوات الشعبية الكويتية، لمحات من تاريخ طوابع البريد في الكويت، العملة الكويتية عبر العصور، لقاء مع الماضي، نواخذة الغوص والسفر في الكويت، شخصيات كويتية (مجموعة مقالات نشرها في جريدة القبس)، لمحات من ماضي التعليم والرياضة والكشافة في الكويت، سور الديرة (5 أجزاء)، سيرة حياة رجل، حادثة هدم السور، صور من الذكريات الكويتية، سفراء دولة الكويت: ذكريات وحكايات كويتية، الكتب والمطبوعات الكويتية النادرة، الحمار في التراث والأدب الكويتي، وثائق الوقف الكويتية.. دراسة تاريخية، لبنان الذي في خاطري (عن رحلته الأولى إلى لبنان عام 1953 وما شاهده فيه من مدهشات)، أجنحة النوارس (مجموعة قصصية)، المجلات المدرسية الكويتية القديمة، حديث السور (رواية)، الكويت وطن آخر (رواية).

تم تكريمه من قبل رابطة الأدباء الكويتيين التي كان قد تولى أمانة سرها بالانتخاب عام 2011، تقديرا لعطائه الأدبي وتنوع مجال اهتماماته، كما حصل على جائزة الدولة التقديرية عن كتابه غير المسبوق حول «تاريخ العملة في الكويت»، وحظي بتكريم خاص من قبل وزراء الثقافة والتراث لدول مجلس التعاون خلال اجتماعهم بمسقط، كما كرمته جامعة الحضارة اللبنانية بميدالية ذهبية، ونال جائزة جورج طربية للثقافة والإبداع في الوطن العربي. والعبدالمغني عبر في مقابلاته الصحفية والتلفزيونية عن أمنيته بأن تؤسس الدولة مركزا للتراث الشعبي كي يكون نافذة للأجيال الجديدة على ماضي آبائهم وأجدادهم.



الأديب والمؤرخ عبدالحميد الصانع ضمن أعضاء لجنة كتابة تاريخ الكويت عند استقبال الشيخ صباح الأحمد

مدير دائرة المطبوعات والنشر آنذاك .


فيما خصَّ آل الصانع الكويتيين فإنهم أكثر من عائلة، تختلف أنسابهم وتواريخ نزوحهم ومساكنهم في الكويت، لكن ما يهمنا هنا أولئك الذين نزحوا إليها من مدينة المجمعة يروضة سدير في منتصف القرن الثامن عشر وسكنوا أولاً منطقة الوسط من العاصمة قبل أن ينتقلوا إلى منطقة جبلة ( فريج البدر ) بسبب التطور العمراني

عبدالحميد بن عبدالعزيز الصانع ولد عام 1888م بفريج العدساني في مدينة الكويت.

ختم القرآن الكريم وعمره لم يتجاوز الثانية عشرة على يد مطوعة من عائلة العمر المشهورة آنذاك ببروز العديد من المطوعات فيها.

من الوطنيين الذين ضحوا بوقتهم وجهدهم في سبيل بناء الوطن في مرحلة تحول مهمة في تاريخ الكويت، كما انصرف جهده أيضا إلى اعمار بيوت الله والى نشر العلم والثقافة بين أبناء وطنه وكان عمله بدون مقابل مادي.

بدأ عمله رئيس قسم الجمرك البري ثم عمل مديرا للشركة الكويتية لجلب المياه من شط العرب، وفي عام 1947م عمل في القضاء مع الشيخ عبدالله الجابر الصباح ثم مديرا للبلدية، ثم مدير عام ادارة الصحة العامة وعضو مجلس المعارف وكان الصانع عضوا بارزا في لجنة اعداد كتابة تاريخ الكويت مع بعض اخوانه الكويتيين.

مارس مهنة الصحافة وكان صاحب امتياز مجلة كاظمة.

قام المحسن عبدالحميد الصانع ببناء مسجد الصانع عام 1940 في منطقة حولي القبلية وأنفق على بنائه الكثير من ماله الخاص.

شيد روضة للاطفال بجوار مسجده مساهمة منه في نشر بذرة التعليم الصالحة بين الأطفال الذين هم شباب المستقبل.

ساهم في تأسيس المكتبة الأهلية وهي أول مكتبة عامة في تاريخ الكويت بالاشتراك مع فضلاء آخرين من أهل الكويت يلتجئ اليها الأدباء وطلبة العلم وكانت منتدى فسيحا للبحث والمطالعة.

يشهد له العديد من الذين عاصروه في عضوية اللجان والمجالس التي شارك فيها انه كان حازما دقيقا في العمل، وصريحا واضحا خلال تناوله للأمور دون مجاملة لأحد، فقد كان يعتقد أن الإنسان يجب ان يكون صاحب عقيدة ومبدأ.

كما يشهد له د.عبدالمحسن الخرافي في موسوعته «مربون من بلدي» بقوله: «كان يرحمه الله تقيا كريما حافظا للقرآن الكريم، قدم لوطنه خدمات جليلة في التربية والتعليم وغيرها من المجالات».

(توفي رحمه الله في عام 1976 عن عمر يناهز التسعين)، رحمه الله رحمة واسعة وجعل أعماله في ميزان حسناته.


وقد أنجب عبدالحميد هذا عددا من الأبناء لعل أبرزهم «عبدالعزيز بن عبدالحميد بن عبدالعزيز الصانع» الذي أخبرنا في حوار أجرته معه صحيفة القبس (3/‏‏10/‏‏2006) أن أجداده من بريدة ثم سكنوا المجمعة قبل أن ينزحوا إلى الكويت مع آل العبدالرزاق، وأن إسم الصانع التصق بهم لأنهم كانوا يصنعون الموازين الدقيقة، وبعضهم كان يصنع أجلدة القرآن الكريم، والبعض الثالث يصنع الدهن ويسوقه قبل استيراد الزيوت من العراق. ولد عبدالعزيز عام 1933 ودرس في المدرسة الأحمدية (ثاني مدرسة نظامية تأسست في الكويت عام 1920)، ثم درس في المدرسة القبلية وثانوية الشويخ حتى عام 1957 حينما انتقل لمواصلة دراسته في تخصص المكتبات بالجامعة الأمريكية في القاهرة، وبعدها في جامعة بيروت العربية /‏‏ تخصص علم اجتماع، علما بأنه عمل في سلك التربية، ثم صار أخصائيًا اجتماعيًا بدار رعاية الضعاف التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية، ومنها انتقل للعمل بمعهد الشلل، قبل أن يهجر العمل الحكومي ويتجه للعمل التجاري مع أخيه التاجر والمحامي والسياسي الراحل عبدالرزاق (توفي 2009).

وفي الحوار المشار إليه أتى عبدالعزيز على ذكر إخيه عدنان الذي قتل في لندن على يد عصابة أردنية، وأخيه الآخر عبداللطيف الذي قتل في بغداد بأمر من صدام حسين، ثم أخيه فيصل، وهو من مواليد 1937 وأتم دراسته الثانوية بمصر ودراسته الجامعية في فرنسا، ودخل معمعة السياسة متأثرًا بالأفكار البعثية التي استقاها في مصر من صداقته لصدام حسين حينما كان الأخير لاجئًا هناك. وبعد عودته إلى الكويت ترشح لعدة انتخابات دون أن يفوز بمقعد إلا في انتخابات 1985، لكن مجلس 1985 تم حله في العام التالي بسبب كثرة الإستجوابات التي شارك فيها فيصل بحماس دون تمعن في العواقب. وخلال الغزو العراقي لبلاده جمد فيصل عضويته في حزب البعث ورفض كل عروض صدام لتعيينه على رأس الحكومة الهزلية التي شكلها لإدارة الكويت عام 1990 ومنحه صلاحيات مطلقة في حكمها، كما رفض دعوات أسرته للهروب من البلاد، الأمر الذي سهل على القوات الغازية اعتقاله ونقله إلى بغداد أسيرًا، حيث انقطعت أخباره إلى أن تم التعرف بعد سنوات على جثته من خلال البصمة الوراثية.

وحينما ننتقل إلى آل الصانع الذين عملوا في التجارة ما بين الكويت والخليج من جهة والهند من جهة أخرى نجد أمامنا إسمين بارزين سلطت عليهما الضوء الباحثة القديرة حصة عوض الحربي في موسوعتها الموسومة بـ «تاريخ العلاقات الكويتية الهندية 1896 ــ 1965). الإسم الأول هو». عبدالعزيز عبدالحميد الصانع، (هذا غير الذي أتينا على ذكره آنفا)، وكان صاحب السفينتين التجاريتين الحميدي والمنصور اللتين كانتا تحملان التمور العراقية لتسويقها في الهند وشرق افريقيا. وقد عمل ولداه ناصر وعبدالحميد كنواخذة على سفن والدهما لبعض الوقت قبل أن يتركا العمل البحري ويتجها للعمل التجاري. فقد عمل الإبن ناصر في الطواشة ما بين الهند والبحرين قبل أن يفتتح محلاً في سوق اللؤلؤ بالمنامة. وبعد وفاة والدهما في عقد العشرينات من القرن الماضي تشارك الأبناء ناصر وعبدالحميد وأحمد في افتتاح مكتب تجاري لهم في شارع محمد علي رود ببومباي لتزويد محلاتهم في الكويت والبحرين بالبضائع والسلع الهندية، حيث تولى أحمد إدارة ذلك المكتب فيما كانت إدارة محلاتهم في الكويت والبحرين من نصيب ناصر وعلي مع ترددهما من وقت إلى آخر على بومباي لمساعدة أخيهما أحمد المقيم هناك، علمًا بأن أحمد اشتهر إلى جانب التجارة بالنشاط الخيري والتربوي، حيث يرجع إليه الفضل في بناء وترميم الكثير من المساجد ودور العلم للهنود المسلمين بمشاركة أصدقائه المقيمين في بومباي من أمثال الكويتي عيسى بن الشيخ يوسف القناعي والسعوديين محمد العلي البسام وأحمد عبدالله القاضي. وحينما تقلصت الاعمال التجارية مع الهند بظهور النفط في الكويت، فض الإخوان شراكتهم وأغلقوا مكتبهم وحولوا ملكيتها إلى عائلة التاجر الهندي عثمان براذرز، وعادوا إلى الكويت في أواخر

الخمسينات.




فندق الريجنسي

تاريخ عريق وتراث غنيّ
راوَد عبد الرزاق عبدالحميد الصانع في أواخر السبعينيات حلم بإنشاء فندق يقدّم فخامةً لا تضاهى في الكويت، ويجتذب الضيوف للعودة مراراً وتكراراً. ومنذ أن فتح الريجنسي أبوابه عام 1981، شكّل معلماً أسطورياً ما زال صامداً في أفق المدينة حتى يومنا هذا. إلا أنّ الفندق تعرّض لضربة كارثية حين تدمّر بفعل غزو الكويت عام 1990. ولكن رغم كل الصعاب، أعيد بناء الحلم وافتُتح الريجنسي مجدداً في العام 2009 مستعيداً أمجاده الغابرة.


ولد عبدالرزاق الصانع في عام 1928 في الكويت في حي قبلة فريج البدر، وتلقى تعليمه في الكتاتيب، ثم التحق بالمدرسة المباركية. بدأ حياته التجارية مع زوج شقيقته الكبرى المرحوم أحمد الشرهان، وفي عام 1946 غادر إلى لبنان وعاش فيها ست سنوات وعمل هناك في مكتب محاماة وكون خبرة جيدة في هذا المجال وأصبح وكيلا للشيخ ناصر صباح الناصر وحمد صالح الحميضي وأسس بنك «عودة» المعروف في لبنان، وفي عام 1948 عاد الى الكويت في زيارة ليبدأ أول مشروع تجاري له وهو توريد المواد الغذائية لشركة النفط البريطانية في الكويت، وفي عام 1952 عاد من لبنان واستقر في الكويت وعمل في دائرة الأشغال العامة لمدة ستة أشهر فقط ولم يجد رغبته فيها، لهذا استقال من العمل الحكومي واتجه الى العمل في القطاع الخاص، حيث قام بإنشاء وكالة سفريات الصانع وهي ثالث سفريات تفتتح في الكويت، وهي لاتزال تقدم خدماتها في الصالحية بالقرب من مجمع الصالحية في مدينة الكويت.

ومع بداية المحاكم المدنية بالكويت، زاول عبدالرزاق مهنة المحاماة وأصبح من أكبر المحامين في الكويت وتميز في القضايا التجارية. وقد دخل الصانع مجال الفندقة وأصبح مالكا لفندق الريجنسي الكائن في منطقة البدع وهو يعتبر من أفخم الفنادق في الكويت. كما أسهم مع شخصيات أخرى في تأسيس عدة شركات مساهمة عامة في مجال العقار وشغل الصانع منصب عضو مجلس ادارة بها منذ تأسيسها أهمها شركة عقارات الكويت التي تأسست في 16/5/1972 والبنك العقاري الكويتي (المعروف حاليا باسم بنك الكويت الدولي) الذي تأسس في 15/3/1973. وقد قدم الصانع استقالته من الشركة والبنك المذكورين نتيجة نجاحه في انتخابات مجلس الأمة في 27 يناير 1975 وذلك تمشيا مع لائحة المجلس التي لا تجيز الجمع بين عضوية مجلس إدارة شركة مساهمة عامة وعضوية مجلس الأمة.

توجه عبدالرزاق الصانع الى العمل السياسي وخاض انتخابات مجلس الأمة الكويتي في الأعوام 1963، 1967، 1971، 1975، 1981، و1985. وفاز بعضوية المجلس في عام 1975 ممثلا عن الدائرة الخامسة (كيفان)، كما فاز في عام 1981 ممثلا عن الدائرة 14 (أبرق خيطان). وقد ترأس خلال فترة عضويته لجنة الشؤون المالية ولجنة الشؤون التشريعية في مجلس الأمة الكويتي.

أما على صعيد العمل الخيري، فقد أنشأ الصانع ثلاثة مساجد خارج الكويت وجدد بناء مسجد والده عبدالحميد عبدالعزيز الصانع يرحمه الله الذي اسسه في عام 1950 في منطقة حولي. كما تبرع بالعديد من المشاريع الخيرية في الخارج. وعلى صعيد العلم والثقافة فقد أسس مؤسسة عبدالحميد الصانع التعليمية التي تمتلك مدرستي السيف والسفر.

كما كان للفقيد اسهامات بارزة في المجال التعاوني التطوعي، فقد كان احد مؤسسي اول جمعية تعاونية في الكويت وفقا لقانون رقم 20/1962 وهي جمعية كيفان التعاونية وقد انتخب عضوا في مجلس إدارة الجمعية التأسيسي.

كان عبدالرزاق الصانع يعشق السفر ومن هواياته ايضا حبه للبناء وتطوير العقارات، وقد دمج هذه الهواية بالعمل التجاري في النشاط العقاري. كما كان يحب الصانع زيارة الدواوين واللقاء بأصدقائه لطبعه الاجتماعي وله العديد من الاصدقاء في الكويت والوطن العربي، ومن أصدقائه المقربين جدا له الشيخ ناصر صباح الناصر، محمد عبدالعزيز الوزان، يوسف صالح الصعقبي، مجرن الحمد، محمد حسن تيفوني، حمد النفيسي، عبدالعزيز المطيري