عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 22-02-2013, 12:38 PM
ندى الرفاعي ندى الرفاعي غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 693
افتراضي

http://www.annaharkw.com/annahar/Art...&date=22022013



المرحوم الشيخ علي الجسار: تربية الأبناء.. أفضل من استثمار الأموال0 0عدد القراء: 20المرحوم الشيخ علي الجسارأحمد أبوسيدو مقالات أخرى للكاتب التقيت المرحوم الشيخ علي الجسار في عدة لقاءات أو مناسبات، وكنت أنشر له العديد من المقالات ضمن الصفحات الدينية الأسبوعية في صحيفته الرأي العام أو في الصفحات الاسلامية في شهر رمضان المبارك. وكان يستدعيني أحياناً لمرافقته في تسجيل بعض الحلقات الاذاعية والتلفزيونية في برامجه الدينية.

كما استدعاني ذات يوم لسماع خطبة الجمعة في مسجده في منطقة النزهة، ودار نقاش بيني وبينه حول الخطبة، وكنت أزوره في بيته وكان أبناؤه يحضرون للسلام علي وهم شباب وقد كنت سعيداً وأنا أراهم يسلمون عليه بتقبيل يده ورأسه.

وكان يشارك في لقاءات وحوار بما معه من كلمات طيبة وكان واسع الصدر يتعامل مع الجميع صغاراً وكباراً وكانت له قاعدة واسعة واذا جلست معه كان يتحدث عن النوادر الأدبية وكان يحفظ من الأبيات الشعرية الكثير ويدلو بدلوه في جميع الأمور الدينية والتربوية والاجتماعية، فهو بحق رجل دين وايمان وتربية وهو من المشايخ الذين بنوا أساس العمل الديني والايماني والتربوي وكان له دور في الاعلام والمساجد والمناسبات العامة والخاصة وسيبقى هذا الشيخ الفضيل في عقول ووجدان جيل الرواد والشباب وستبقى بصماته الخيرة والطيبة نموذجاً ومنارة.

ويعد الشيخ علي الجسار من أبناء الكويت الأوفياء لوطنهم، ووصل برسالته الى قلوب الجميع وقد كان واعظاً تربوياً ومصلحاً اجتماعياً وعالماً فاضلاً وشيخاً جليلاً.

يذكر الجميع الشيخ علي الجسار رحمه الله عندما كان يعظ الأسرة الكويتية دينياً وتربوياً واجتماعياً من خلال شاشة التلفزيون ببرنامجه اليومي، فكان رحمه الله قدوة للمواطن الصالح.

وقد عرف الشيخ أنه جريء بالحق وبشخصيته الاجتماعية لدى كل من شاهده وقدم العديد من النصائح المأثورة، واستفاد الكثير منه فكان جريئاً بكلمة الحق لايخشى في الله لومة لائم وقد ربى أبناءه على دماثة الأخلاق.

يعتبر الشيخ علي الجسار رحمه الله من رجال الدين الذين يواظبون باستمرار على تقديم النصح والارشاد وخدمة المسلمين بشتى الطرق سواء في خطب الجمعة أو من خلال برامجه المتعددة في الاذاعة والتلفزيون.

ولم يتهاون الشيخ علي الجسار في أمر من الأمور التي توجه اليه عبر أسئلة المواطنين والمقيمين في شتى المجالات الدنيوية والتجارية والأخلاقية.

ولم يكن رحمه الله يستخدم أسلوب القسوة في الحديث بل يعبر بأسلوب هادئ ومنطقي ومقنع، وكان الشيخ يتحدث لي عن العديد من الأسئلة التي تصله عبر الرسائل والهاتف ويقوم بالرد عليها.

وحول موقف المسلم تجاه دينه هذه الأيام واختلافه عن موقف المسلمين في العصور والأزمان كان رده رحمه الله:

لا... لا... مازال الناس بخير، وألف خير، والدليل على ذلك امتلأت المساجد بالشباب والفتيان والحمدلله. وترى الجميع متمسكين بأصول الدين أما من يخالف ذلك فهو موجود في كل زمان ومكان، وهناك حالات شاذة خارجة عن هذا الاجماع، نتمنى لهم الهداية.

تربية الجيل

وحول صفات الرجل، ومدى تمسكه بالقيم وامتيازه بالعديد من الصفات فيستثمر قوته لمصارعة الحياة وتحمل الأهوال في سبيل لقمة العيش بالاضافة الى صبرة وجلده ومواجهته للعديد من الأمور الحياتية، قال الشيخ علي رحمه الله إن تربية الأبناء في عصرنا الحالي وحمايتهم من مغرياته، ونتائجه السلبية أفضل بكثير من استثمار الأموال والانشغال عن الأبناء والأسرة طوال اليوم والليل، ما يؤدي الى عواقب وخيمة لا تحمد نتائجها على الشباب والفتيات والزوجات.

ازدياد الطلاق

وحول ازدياد حالات الطلاق في هذه الأيام وكيفية التغلب عليها، قال الشيخ علي الجسار: هذا شرع الله يجب ألا يؤدي بتهاون فإن الله سبحانه وتعالى سيحاسبني يوم القيامة بكل ما أقول، وأعتقد أن الرجل الكريم الفاضل لايمكن أن يتخذ من غضبه أو من ردة فعله وسيلة للطلاق فالرجل الشهم الكريم الذي يعتز برجولته لا يعرض الحياة الزوجية للاهتزاز والذين يهدمون حياتهم الزوجية هم بمثابة أطفال وليسوا بمراكز الرجال فالمرأة يجب أن تتعلم أصول الحياة والمبادئ التي يسير عليها ديننا الاسلامي الحنيف وشريعته السمحاء.

كما أن على المرأة دوراً هاماً وفعالاً في بناء الأسرة والمحافظة عليها ورعاية الزوج والأبناء، ودفع مسيرة الحياة الزوجية للأفضل وعدم اتخاذ قرارات سريعة وبدون دوافع من أي من الأهل أو الأقارب.

مشكلات العصر

وحول مشكلات العصر وما نواجهه في أيامنا هذه من أمور لا يمكننا الوقوف عندها بسهولة قال الشيخ الجسار: إن مشكلات العصر ناجمة عن عدم التقيد بأوامر الله والابتعاد عن ما نهى عنه... فقد وضع الرسول الكريم، صلى الله عليه وسلم، قوانين تصلح لكل زمان ومكان ولحل كافة المشكلات التي تواجه المسلم منذ بداية الدعوة الاسلامية وحتى قيام الساعة، فلو تمسكنا بهذه القواعد وهذه التوجهات، فلن نجد هذه المشكلات ولن نقع فريسة لهذه الهموم، ولن نصل إلى هذه الحالة من الضياع التي نعيشها.

ولد المرحوم الشيخ علي الجسار عام 1922م في منطقة المرقاب ومن أسرة كريمة حافلة بمشايخ الدين يعود انتماؤها الى الروقة من عشيرة الأساعدة من قبيلة عتيبة.

تلقى تعليمه الأول في الكتاب وخرج من التعليم النظامي بعد دراسة الابتدائية لثلاث سنوات في المدرستين المباركية والأحمدية لمقارعة خطوب الزمن التي ألجأته الى ألا يكمل الدراسة النظامية فيلج ميدان العمل لينفق على نفسه وأسرته، فلبس الخشن في الشتاء وكابد حرارة الصيف في عصامية تحلى بها رجالات الكويت عند نشأتهم حتى كون نفسه واسمه، وحاز ثقة المسؤولين فكلفوه بالعمل مختاراً في منطقة النقرة ورئاسة لجنة المناقصات المركزية، والى جانب ذلك تم تكليفه بعضوية لجنة رقابة الكتب لفترة طويلة، كما كان حضوره الاعلامي شاملاً وسائل الاعلام الثلاث المقروءة والمسموعة والمرئية، بث من خلالها مواعظه وتوجيهاته.

عشقه للكويت

كانت الكويت حزبه السياسي وانتماءه العرقي، وطائفته المذهبية، فكان يحب في الكويت ويبغض، ويعادي فيها ويصادق وكان يفرق بتصنيفه الطريف الذي لا أفتأ استخدمه في المواضع نفسها حين يصنف الكويتيين بين كويتي «بودي» أو كويتي «مكينة» أو كويتي «بودي ومكينة» في اشارة الى الانتماءات الخارجية المختلفة التي يراها مع الأسف تنخر في كيان المجتمع الكويتي.

يصاحب الكتب

يشهد أهل المرقاب أنه كان قبل بلوغ الثامنة عشرة من عمره وبعد فتوته مباشرة لايمشي الا ومعه كتابه الذي يقرأ فيه، ويحدث أهل محلته بعد الصلاة في مسجد المطران (مسجد العتيقي) وقد اشتهر باسم مسجد المطران لتواجدهم فيه وحوله، حتى أنه كان اذا غاب الخطيب تصدر للخطابة دون تحضير مسبق رغم صغر سنه.

وكان حديثه لايخلو في أي مسألة من الاستشهاد بالشعر العربي الفصيح القوي الموزون، فإن كان ولابد من استخدام الشعر الشعبي فهو كذلك حافظ لأقوى ما نظمه فحل شعراء الكويت في زمانه الشاعر الملهم زيد الحرب.

وزيد الحرب هو من هو في الشعر الكويتي الجزل الذي يغطي حاجة مجتمعه، فلا يتكلم كلمتين الا وثالثتهما أبيات شعر يستشهد بها في صحة هاتين الكلمتين.

ومن ألطف ما حفظته عنه استشهاده ببيت شعر عظيم المعنى متكرر الحدوث:

ملأى السنابل تنحني بتواضع *** والفارغات رؤوسهن شوامخ

وكم في هذا البيت من عبرة وعظة وحكمة وتساعده في ذلك ملكة حفظ وسرعة بداهة.

كان يسافر، رحمه الله في الأربعينات الى العراق برفقة صديقه المرحوم داود الجراح ليستورد منه الساعات، بينما يستورد الجراح الأحذية، ولكنهما كانا ينتهزان الفرصة لزيارة الأدباء وأبرزهم معروف الرصافي ليستفيدا في المجال الأدبي، فضلاً عن التجاري، وقد ألتقيا به ثلاث مرات.

شخصية مميزة

لاتجد المرحوم الشيخ علي الجسار في مجلس الا واستحوذ على اهتمام جلسائه، وفرض شخصيته من خلال النقاش. وكان لهذه الشخصية القوية أكبر الأثر في تربية أولاده وبناته وجمعهم حوله بكل اهتمام حتى آخر أيام حياته.

وقد كان يلزمهم بما ألزم نفسه من اجراءات صحية معتادة أيام صغرهم في الأربعينات والخمسينات حتى اعتادوا نظافة البدن والثوب مظهراً معتاداً.

وكان رحمه الله منذ بدايات حياته العملية لا يكتسب رزقاً صغيراً كان أو كبيراً الا واحتجز منه أوله ليشتري به الطيب الذي يدخل به المسجد والديوان والعمل والبيت برائحة زكية.


__________________

*****
๑۩۞۩๑

{إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِين}
هود114
๑۩۞۩๑

*****
رد مع اقتباس