[AHMAD]

-

ذكرتني يا غنيمة 14/01/2008 - القبس


الأخت الفاضلة الباحثة في التراث الكويتي غنيمة الفهد لي معها صولات وجولات علمية، عندما كانت في الاذاعة الكويتية تسجل حلقات عن التراث الكويتي مع الباحثين الكويتيين في هذا الشأن، ويذاع بعد عصر يوم الجمعة، ولا ادري أما زال هذا البرنامج مستمرا أم توقف؟، وقد سجلت لي حلقات كثيرة في هذا المجال وكانت جزاها الله خيرا عما تقوم به من خدمة لتراثنا العزيز «فمن ليس له اول ليس له تالي»، واختنا هذه جد امها ابن رزق الاسعد الثري المشهور في تاريخ الكويت، الذي ألف ابن سند النجدي باسمه كتابا اسماه «تاريخ ابن رزق الاسعد»، وذكر ذريته فيه وقد كتبت مقالة عنها وعن جدها قبل ست سنوات او اكثر.

اختنا غنيمة ذكرتني في موضوعها المنشور في «القبس» 2008/1/5 في صفحتها التراثية الاسبوعية عن شاوي اظبية، حيث تسكن اسرتي آنذاك وكان في الحي (الفريج) بيوت المشاري والغانم والغيث والزمامي والشراح وغيرها من الاسر.
كانت معزتنا (اصخلتنا) ضمن ثلاثمائة رأس في شاوي اظبية، وكانت كما قالت تدل بيتنا حين رجوعها آخر النهار من الرعي في المناطق التي ذكرتها وكانت تذهب الى مكانها في الحوش تنتظر الماء والجت (البرسيم) من طول المسير، حيث يمر الشاوي على احياء عدة ليصل الى المرعى.
لقد ذكرتني اختي غنيمة بتلك الايام الجميلة، مدرسة المثنى ومرورنا على الحفيزات (المحلات) في الروحة والجية وذكرتني ببوظة التوفيق وساندويتش بوخليل ومكتبة بور سعيد وبراحة عباس اثناء ذهابنا الى بيت الخال في آخر جبلة (القبلة) عند دروازة الجهراء وقرب النادي الاهلي الكويتي اليوم وذكرتني بكرة الموت التي كان يقوم بها مدرب السيكل (الموتوسيكل) في الجيش الكويتي.
تلك الايام الرائعة التي لا تنسى، كانت حافلة بكل خير وفائدة، وهي المنبع الذي عشنا على وفره، وعاش اهل الكويت، وكانت الاساس الذي انطلق منه اهلها من الجنسين في عطائهم واسهاماتهم التي كانت السبب في وصول الكويت الى ما هي عليه من دور مشهور ومحمود ومذكور في بطون الكتب وصدور من تبقى من الاوائل، منبها المسؤولين للاهتمام بهؤلاء ورعايتهم، منهم قليل وقليل جدا وكلما ذهب احدهم تولى الآخر، فهؤلاء هم ملح الطعام، لو كانوا يعلمون. وكفانا من المعنيين اهمالا وادارة ظَهْر لهم.

دخيل وحسين وآخرون من اسرة اظبية انتقلوا بعد (جبلة) الى منطقة الفيحاء وكانوا خير اخوة في الصبا والشباب، يرحم الحي والميت من هذه الاسرة الكريمة وجزاهم الله عن اهل الكويت خير الجزاء، لدورهم التاريخي، الذي لن ننساه ولن ينساه احد، وفي هذه المقالة أشد على يد اختنا غنيمة، بارك الله فيها وفي جهدها الملموس المحسوس .. ومنا الى الاحسن والاكمل. والله المستعان.

محمد بن إبراهيم الشيباني