عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 03-01-2010, 09:47 AM
الصورة الرمزية AHMAD
AHMAD AHMAD غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,661
افتراضي بعد 72 سنة.. مازالت السدرة وحيدة وثابتة في الصحراء

كتب حمزة عليان:
القبس - 28/12/2009





بعد نشر صورة تاريخية يوم الخميس 17-12-2009 والمأخوذة من كتاب أصدرته شركة نفط الكويت لشجرة السدرة والعائدة لهارولد ديكسون مع أحد أبناء البادية التي سميت بـ«شجرة الأحلام»، زارنا الدكتور راشد الحيمر المري وأحضر معه مجموعة من الصور، كانت هي إحداهن، معاتباً على تجاهل اسم والده، حيث أفاد ان والده فهيد محمد الحيمر المري هو من كان واقفاً إلى جانب ديكسون، وسرد موضوع الصورة وصحح بعض الوقائع...

يقول إن والده عمل في حراسة وحماية ديكسون وتم فرزه أيام الشيخ عبدالله المبارك الصباح عام 1947 والتقطت الصورة عام 1953 عندما كان هارولد ديكسون يتردد على تلك المنطقة الواقعة في بر الصبيحة بالقرب من منطقة وارة.
ورافق هارولد ديكسون في تنقلاته واينما ذهب وبقي معه الى سنة 1975 انتقل بعد للعمل في شركة نفط الكويت.

أما المستشار ديكسون فقد توفي عام 1959 ودفن بمقبرة جنوب الأحمدي في حين كانت زوجته ام سعود تزور بيت المري عندما كانوا يسكنون في الشعيبة ثم في الوفرة وعمله فيما بعد بشركة نفط الكويت الى ان تقاعد عام 1980 وتوفي عام 1983 واستمرت العلاقة بين عائلة ديكسون وعائلة المري، ولم تنقطع وكان مخصص للمرحوم والده سكن خاص في بيت ديكسون وله صور التقطتها ام سعود التي عرفت اهل البادية وعاشت معهم.

علاقة هارولد ديكسون بهذه الشجرة تواصلت منذ عام 1937 عندما ظهرت في احد احلامه وتنبأ بموقع النفط الصحيح وصارت تتداول بين الناس كنوع من بشارة الخير.
وكان في كل سنة وفي موسم البر يقصد ديكسون وبرفقة فهيد المري تلك الشجرة ويجلس تحتها ليشرب الشاي ويستعيد الذكريات سألت د. راشد فهيد المري هل لا تزال الشجرة موجودة؟ اجاب بنعم.




عرضت الأمر على مدير التحرير الزميل د. أحمد طقشة فأبدى حماسا للموضوع والذهاب إلى الصحراء، وهكذا كانت، قمنا بترتيب الموعد واتفقنا على التوجه مع الزميل المصور مصطفى نجم، الذي اعتاد السفر السريع باتجاه الاسكندرية من منطقة السالمية، لكن هذه المرة كانت الوجهة نحو الصحراء.
خمس ساعات استغرقت رحلة يوم الخميس 24/12/2009 قطعنا مسافة 125 كلم ذهابا، وصلنا الساعة الثالثة بعد الظهر.
اقتربنا من منطقة واره واتجهنا بسيارات الجيب نحو طرق رملية في قلب الصحراء الى ان شاهدنا شجرة وحيدة ما زالت منتصبة في مكانها منذ 72 سنة، واشار إلينا د. راشد المري بيديه، هذه هي السدرة بعينها، أمسك الصورة القديمة ووقفَ الى جانب الشجرة ، وهو يردد.. هنا كان والدي يقف مع ديكسون، وها انا مع اولادي، أي احفاده يعيدون المشهد ذاته بعد حوالي 53 سنة من تاريخ التقاط الصورة الأولى التي اخذت عام 1957.

تقف امام السدرة، تتفحصها، تقترب منها، تسأل نفسك، هل فعلا هذه الشجرة عمرها اليوم 72 سنة؟ بقيت وحيدة في الصحراء وما زالت وان بدت اصغر حجما من قبل، بسبب ما تعرضت له من طلقات الشوزن وصيد العصافير من محبي صيد العصافير، فآثار الصيد ما زالت باقية على الارض، حيث توجد طلقات فارغة تحيط بدائرة الشجرة.
في هذه الأثناء كان زميلنا مصطفى نجم يتنقل من مكان لآخر، يفتش عن زاوية يلتقط بها صورة تاريخية مناسبة تبرز «مفاتنها» واخضرارها، والظل الذي عكسته اشعة الشمس في منطقة رملية ليس فيها شيء سوى آبار نفط تشتعل من بعيد واقرب المناطق اليها هي «وارة» والاحمدي والوفرة.
كانت اول زيارة للدكتور راشد المري بعد حوالي 30 سنة لم يكن يصدق ما رأته عيناه، واولاده يتجمعون حوله لالتقاط صورة تذكارية وهو يشرح لهم قصة والده وعلاقته مع هارولد ديكسون وزوجته ام سعود.. افترقنا بعد نصف الساعة، هو ذهب مع عائلته الى الوفرة ونحن اتجهنا الى مدينة الكويت، لنقص على بعضنا، اقصد انا ومصطفى نجم، حكايات الامس وصورة اليوم.. عزيزة يا السدرة.



رد مع اقتباس