عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 25-03-2008, 05:19 PM
IE IE غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,661
افتراضي

مواقفه العظيمة في الصبر


مرّ الشيخ الفاضل بالكثير من الابتلاءات في حياته إلا انه كان صابرا محتسبا ولم يكن يشتكي لأحد إلا لله عز وجل، حيث كان فيه أثر بياض (برص) على وجهه ويديه وقدميه ولم يسمعه أحد يشكو من ذلك أو حتى يتأفف، وكان في أحد الأيام يسير مع صديقه الشيخ عبدالوهاب عبدالرحمن الفارس فصدمتهما سيارة وسقطا في حفرة مما تسبب في جرحهما، وكان من الطبيعي مقاضاة سائق السيارة لكنهما تنازلا عن حقهما عندما علما بانه كان في حالة سكر، فقد رأى الشيخان انه لا يليق بهما أن يقفا مع (سكران) في موقف واحد، فآثرا الصفح عنه وتركاه إلى حال سبيله.
وأثناء الغزو العراقي الغاشم على دولة الكويت صار معه احتباس بول وأجريت له عملية في الأيام الأولى من الغزو، كما أجريت له عملية لإزالة ماء العين بعد طرد الغزاة المحتلين وكثيرا ما تؤلمه عيناه فلا يبين ذلك على كل من يراه بل يتحمل، وقد تجلى صبره أثناء الغزو العراقي فلم يخرج ولم يغادر مسجده واستمر في الإمامة والخطابة حتى صرف الله الغزاة المحتلين، وكان يشجع الناس ويحثهم على الصبر والثبات وعدم الخروج من غير عذر شرعي ويبشرهم بقرب الفرج.


مراسلاته العلمية


كانت لدى الشيخ الفاضل الكثير من المراسلات العلمية القيّمة مع العديد من العلماء والفقهاء وطلبة العلم نذكر بعضا منها على سبيل المثال مع الشيخين عبدالرحمن السعدي وعبدالله بن حميد:

أولا: مراسلاته الى الشيخ عبدالرحمن السعدي:

ـ1 وفيها سؤالان: الأول عن رواتب موظفي الدولة، والثاني عن ضم أوقاف المساجد.
ـ2 وفيها مسألتان: الأولى عن جواز أخذ إمام المسجد راتبا من وقف على معينين غيره، والثانية عن صحة إمامة الفاسق.
ـ3 وفيها سؤال عن مصارف الوقف وغيرها.
ـ4 وفيها سؤال عن مراد الأصحاب في التوسل بالصالحين.
ـ5 سؤال عن مسألة النيابة في بعض الحج ومسألة استعمال الذكور المنسوج بالفضة.
ـ6 سؤال عن مسألة تأخير صيام ثلاثة الايام للمتمتع، ومسألة هدى التمتع عن وقته.
ـ7 سؤال عن حكم تعدد الجمع في البلد الواحد.
ـ8 سؤال بشأن حكم خلع أسنان التركيب عند الوضوء والغسل.
ـ9 سؤال بشأن حكم الجماع بعد التحلل الأول وقبل الثاني.
وقد أجاب الشيخ عبدالرحمن السعدي الشيخ الفاضل بكل ما سبق إجابات وافية وكافية.

أما مراسلاته مع الشيخ عبدالله بن حميد فقد كانت ما يلي على سبيل المثال:

ـ1 سؤال عن مسألة مصارف بيت المال ومسألة تشكيل إدارة للأوقاف.
ـ2 سؤال عن حكم تعدد الجمع لحاجة.
ـ3 من الشيخ محمد الجراح الى الشيخ ابن حميد في النهي عن تعدد الجمع إلا لحاجة.
ـ4 رد من الشيخ ابن حميد حول الرسالة السابقة وقد حازت على إعجابه وأثنى عليها ومدحها.
هذا ولدى الشيخ الفاضل العديد من المراسلات الأخرى مع الشيخ عبدالعزيز بن قاسم حمادة، والشيخ محمد بن ابراهيم آل الشيخ مفتي السعودية في حينه، والشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز مفتي عام المملكة العربية السعودية السابق، وآخرين غيرهم من علمائنا الأجلاء.


رسائله العلمية


كان الشيخ محمد الجراح حريصا على نشر علمه لعامة الناس لكي يستفيدوا منه في حياتهم، وكانت جميع رسائله العلمية مدعّمة بالحجة والدليل وذلك على كتاب الله وسنة رسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم، وكانت هذه الرسائل عبارة عن نصائح وفوائد من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقد علقها على جدران مسجده، ونذكر منها على سبيل المثال:
ـ1 رسالة في الانتفاع بالوقت.
ـ2 رسالة في مضار النوم بعد صلاة الفجر وبعد العصر وبعد صلاة المغرب.
ـ3 رسالة في الترغيب في طلب العلم والترهيب من الجهل.
ـ4 رسالة فيمن يكره السلام عليهم ولا يجب عليهم رد السلام على من سلم عليهم.
ـ5 رسالة في حكم تصوير ذوات الأرواح هل هو محرم أو مباح.
ـ6 رسالة في حكم تزيين القبور ورشها ورفعها.
ـ7 رسالة في مسألة الخضر عليه السلام وأثره الموجود في جزيرة فيلكا.
ـ8 رسالة في تفسير كلمات التشهد.
ـ9 رسالة في كيفية الصلاة على الميت.
ـ10 رسالة في حكم كشف وجه المرأة وكفيها للأجانب.
ـ11 رسالة في حكم التعليم المختلط.
وهناك العديد من الرسائل والفتاوى الأخرى للشيخ الفاضل رحمه الله رحمة واسعة.


مؤلفاته


لم يصنف الشيخ الفاضل مؤلفا في الفقه او الفرائض، بل كانت مؤلفاته عبارة عن رسائل وفتاوى أو تعليقات، ومنها:
- منسك مختصر للحج.
- منسك مطول ويشتمل على: سلاح الناسك في أدعية المناسك، وكفاية الناسك لأداء المناسك.
- ورد مختصر من كلام الله تعالى وكلام سيد البشر صلى الله عليه وسلم.


مرضه ووفاته


استمر الشيخ الفاضل في سعيه الدؤوب في تحصيل العلم وتوصيله باذلا جهده ووقته وصحته حتى مشارف سنة 1416 هـ، فمنذ تلك السنة تتابعت أعراض المرض عليه وظهرت علامات الإرهاق والسن عليه بوضوح حتى بلغ عمره حينها خمسة وتسعين عاما، إلا انه ظل متماسكا ومحافظا على إمامة المصلين والخطابة.
في شهر رمضان المبارك سنة 1415 هـ تتالى عليه المرض ومر عليه شهر شوال وبين يديه بعض الأدوية التي وصفها له الطبيب، فلم يستطع أن يصوم «الست» من شوال كعادته رحمه الله.
ذكر الأخ الدكتور وليد المنيس في كتابه عن هذا الشيخ الجليل: «ثم تتابع المرض على الشيخ، وسمعته لأول مرة يقول (لم يعد لي حاجة في صلاة الجمعة) يريد أنه لم يعد قادرا على أداء الخطبة والصلاة بالناس في يوم الجمعة، وكان ذلك مساء الخميس قبل صلاة العشاء في 14 ذا الحجة 1416 هـ، وسمعته مره أخرى في 18 ذا الحجة 1416 هـ يكرر نفس المقولة (أنا مستعفي من الخطبة)، وقال لأحد طلبته (اذهب إلى وزارة الأوقاف اليوم وقل لهم ذلك)».
بعد ذلك زادت أعراض المرض على الشيخ الفاضل وأدخل المستشفى لأكثر من مرة وساءت صحته كثيرا، فأدخل المستشفى بتاريخ 9 جمادي الأولى 1417 هـ وهو شبه غائب عن الوعي، وفي فجر الخميس 13 جمادي الأولى سنة 1417 هـ الساعة الرابعة فجرا توفي رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.
وقد كان وقع وفاته عظيما على أهله وطلبته وأصحابه وعلى كل أهل الكويت، وكان يوم دفنه يوما مشهودا حضره كثير من الناس.


بعض المراثي التي قيلت في شيخنا الفاضل


(مطلع مرثية الشيخ الأديب ابراهيم الجراح)

ماكنت أحسب أن تطول حياتي
حتى أراك سبقتني بممات
قد كنت أرجو أن أفوز بدعوة
مبرورة لي منك أو بصلاة
فسبقتني ضيفا لربك للذي
يقري النزيل لديه بالجنات
عشنا جميعا مذ ولدنا لم نكن
نخشى التفرق أو نرع بشتات

(مطلع مرثية الأستاذ الأديب عبداللطيف الديين)

كذا الأيام ليس لها قرار
وعمر المرء فيها مستعار
تصول جيوشها دوما علينا
كأن بها إذا هجمت سعار
طوارقها تغادي أو تماسي
ولا ينجي من القدر الفرار
ولو كفت عن الأكدار يوما
سيمنعها من الحسنى نفار

(مطلع مرثية الشيخ أحمد غنام الرشيد)

نبأ أثار كوامن الأحزان
القاصي منه مكدر والداني
نبأ له في القلب وقع مؤلم
والطرف جاد بدمعه الهتان
قالوا حليف العلم سار مسارعا
للقا الغفور الواحد الديان
أعني به شيخ العلوم محمدا
طب القلوب إذا تصب بالران

فارس الفارس - جريدة الوطن
__________________
"وَتِـــلـْــكَ الأيّـَــامُ نُـــدَاوِلـــُهَـــا بـَـيـْـنَ الـــنَّـــاسِ"
رد مع اقتباس