عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 08-12-2018, 01:30 PM
الصورة الرمزية AHMAD
AHMAD AHMAD غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,661
افتراضي

[justify][justify]فشل خزعل في الحصول على إتفاقية حماية مع الجانب البريطاني.[/justify]

إذا كان نجاح مبارك في الحصول على إتفاقية الحماية مع بريطانياً أمراً يضاف له على المستوى الشخصي كحاكم ، فقد كان طبيعياً أن تشهد المرحلة التالية للاتفاقية تحركاً حثيثاً من جانب الشيخ خزعل الذي كان على علم مسبق بتحركات الشيخ مبارك في هذا الاتجاة (133) للحصول على اتفاقية مماثلة تدعم موقفة خاصة تجاه فارس أو تحد من التحركات الروسية وغيرها (كالحشود العثمانية في البصرة)(134).

غير أن بريطانيا والتي كانت غير راغبة في هذا الأمر رأت فيما يبدوا أن سياسة الدعم التي وفرتها لمبارك تتماشي بقدر كبير مع أهدافها والحفاظ على مصالحها في المنطقة خاصة وأن أغلب الأخطار والصراعات تتركز على الكويت(135) الأمر الذي لا يعطي نفس الدوافع لعقد اتفاقية مماثلة مع الشيخ خزعل.

وبدا من الواضح أن الساسة البريطانيون وفيما يتعلق بعربستان وخزعل لم يكن يرون ما يستدعي الاعتراف الصريح باستقلالهم عن الدولة الفارسية ، وهو ما يفسرة قول مالكوم جون ميد " ينبغي على شيخ المحمرة وبوصفة أحد الرعايا الفارسيين أن يعرف أن الحكومة البريطانية لا تستطيع أن تعدة بضمانات لاستقلالة" (136).

و يبدو أن خزعل لم يكن يريد أن يخالف هذا التوجة البريطاني أو يخرج عنه ، لأنه يدرك سلفاً أن مبارك قد كسب دعمهم ، فإذا لم يكسب هو كذلك هذا الدعم فإن وجودة كقوة إقليمية في المنطقة ستتقلص كثيراً لو انقلب عليهم.

ولا يستطيع أحد أن ينكر أن خزعل في بعض المرات كان يحسن إستخدام أوراق الضغط لذا فلم ييأس من تكرار طلب عقد حماية مع بريطانيا عام 1902م مطالباً إياهم بأن يعامل على النسق الذي تعاملوا به مع الشيخ مبارك وإمارته وإن كان في هذه المرة يملك أوارق ضغط جديدة لوح بها في الافق كامتياز نفط دارسي(137) ، الأمر الذي جعل بريطانيا تجد نفسها مضطرة لتقديم بعض الضمانات المشروطة له في 7 كانون 1902م حيث أرسل السفير البريطاني آرثر هاردنج في طهران رسالة جاء فيها" حماية بريطانيا للمحمرة من أي هجوم بحرى تقوم به دولة أجنبية مهما كانت حجة التدخل ، وما زلتم مخلصين للشاه وتعملون بمشورتنا" كما أكدت الرسالة في طيها على توارث الحكم في أسرة الشيخ خزعل بعربستان(138) ، وإذا كانت هذه الضمانات حافظت على وضع جيد لعربستان والشيخ خزعل إلا أنها ظلت مشروطة بإخلاصه للشاه وأن يتصرف طبقاً لتعليماتها.

وقد تكون هذه الضمانات المشروطة كذلك والتي قبل بها خزعل هدفت في الأساس للحفاظ على مصالح بريطانيا في هذا الوقت وترضية مؤقتة لخزعل ، خاصة أن الأحداث لاحقاً وضحت تخلي البريطانيين عنه في موضوع الجمارك والذي من المشكوك فيه أن تكون سمحت بهذه النهاية غير المرضية لخزعل وإجباره على القبول بفرض جمارك فارسيه على إمارته دون أن يكون هناك تسويات خفيه قد عقدتها مع بعض الأطراف الأخرى لا سيما الجانب الروسي ، خاصة إذا ما علمنا أن خزعل هدد البريطانيين أنفسهم في أحد المرات من أنه إذا ما فرض الفرس جمارك على العرب فإنه سيفقد سلطتة على أفراد قبيلتة ولعله سيقتل أو يجبر على الاستقالة(139).

لكن خزعل الذي راح يعمل متأخراً في محاولة الانسلاخ عن السياسات الفارسية لم يكن يملك غير هذه الضمانات منخفضة الأسقف ليتحرك من خلالها ، وهو يعتقد أن باستطاعته المحافظة على التوازن بالنسبة للمنطقة الشماليه من الخليج ، وإن كان يدرك في نفس الوقت أن أي خطوات غير محسوبة ستؤدي به للإنجرار في صرعات عسكرية من المشكوك أن تقدم له بريطانيا فيها أي مساعدة عسكرية مباشرة .

ومن المحتمل كذلك أن الضغوط الفارسية كانت بإيعاز من روسيا وهو ما عبر عنه خزعل صراحة ، فلم تكن الشائعات التي سرت في العام 1901م عن نيه لدي حكومة الشاه في وضع جمارك عربستان تحت الإدارة المباشرة لها ما يبررها إلا وجود سند قوى يدعم موقف الفرس تجاه الاعتراضات البريطانيه ، الأمر الذي اعتبر ضربة قاصمة لنفوذ خزعل في إمارته وبين قبائلها، خاصة إذا ما علمنا أن عربستان كان لها حاكم عام فارسي معين من قبل حكومة طهران ، كذلك رضاء خزعل نفسه في أن يكون أحد موظفي الشاه بعد أن صدر فرمان في 1902م إعتبر فيه خزعل مديراً لجمارك عربستان بإشراف وزارة الجمارك الفارسية (140) ، لكن فيما يبدوا وفي صفقات غير معلنه وافق الجانب الفارسي في العام 1903م على تخفيف الضغط عن الشيخ خزعل ، فتلقى ضماناً من الشاه له ولرعاياه بحق الملكية في المحمرة والفلاحية وهنديان(141).

في المقابل كان من الواضح أن مبارك يرصد هذه التطورات والتي قد يكون ربما رأى أنها مهددة له وإن رغب في عدم التدخل فيها بشكل مباشر ، فكان يتابع وبقلق كبير محاولات الفرس التحرش بالسفن الكويتية والتي أدت بالفعل لإستيلائهم على سفن صغيرة عام 1904 من خلال إعتراضها بباخرتهم الجمركية مظفري ، كما أن مبارك قد يكون أجبر الجانب البريطاني على التدخل في عام 1905م للضغط على السلطات الفارسية لضمان وضع أفضل للرعايا الكويتيين بعد أن شهدت بعض التضييق عليهم من قبل الحكومة الفارسية هناك(142).

[/justify]
__________________
رد مع اقتباس