ضيفنا اليوم احد تلاميذ الملا محمد العدساني درس عنده واكمل ختم القرآن ثم التحق بالمعهد الديني يحدثنا عن هاتين المرحلتين من عمره فيذكر لنا زملاءه وطبيعة الدراسة في تلك الحقبة ثم يتطرق إلى دكان والده فيذكر طريقته في البيع والشراء ثم يسترسل معنا في الحديث عن الدانة التي وجدها والده فيذكر لنا متى وجدت وبكم بيعت وقيمة شرائها، احاديث متنوعة بمواضيعها نقضيها مع ضيف حديث الذكريات مساعد المدعج فلنترك له ذلك:
كان دكان والدي رحمه الله في سوق الزل واذكر الدكاكين التي حولنا حمود الدبوس، بوخالد والردعان حسين وردعان ابناء عبدالله اما مبارك فكان دكانه بعيداً عنا ونحن كنا نبيع مواد غذائية كنا نفتح دكاننا وقت الصباح إلى الظهيرة ومن وقت العصر إلى المساء إلى المغرب وبعض البيع كان نقدا وفيه بالاجل واهل البادية ومن سكن الكويت كلهم من عملائنا وكذلك كانوا يضعون الامانات عندنا ومتى ارادوها اخذوها ووالدي كانت معاملته لعملائه معروفة الثقة السائدة الكلمة عنده هي الكفيل وكان سمحا في البيع وهذا معروف عنه وكل بادية الكويت ليس قبيلة معينة كانوا يأتون لدكان الوالد واخي مدعج كان يقيد له الحسابات وهو اول من تولى الامر
ثم جاء اخي سعد وقد استمر حتى تركنا الدكان سنة 1958 ولم نتركه حتى استملك من قبل الدولة إلى املاك الدولة والحراس الذين يتولون حراسة الاسواق كانت على الدولة والامان هو السائد... اما المواد فكنا نشتريها من التجار يعقوب غافل والرميح والربيعة.
الدانة
الدانة مشهور الوالد بها والله سبحانه رزقه بها سنة 1928 اي في العام الهجري 1346 وقد ركب البحر وعنده شوعي ويدخل البحر ومعه بحرية وقد طلع ذات مرة وحدث في سفينتهم «شرخ» وهم بالقرب من القطيف فذهبوا إلى دارين وتم اصلاح العطل الذي حدث معهم، دخلوا البحر مرة ثانية وقت الظهيرة وعند وقت العصر وصلوا إلى الهيرات «المغاصات» بعد ذلك طرحوا ثم قال لاحد البحرية انزل ولم يكن محصولهم الا ثلاثة الاف روبية ثم نزل وهو محمد الشبو فوجد ست محارات متجمعات مع بعض اخذها وصعد إلى السفينة ووضعها على السطح بعد مغيب الشمس وحلول المساء الكل خلد إلى النوم لان عمل البحر متعب وبعد ان استيقظوا في الصباح قال والدي لواحد من الجماعة وهو جمعان عوض سليمان قم وافلق المحار واخذ جمعان يفلق المحار واحدة ثم الثانية وفي الثالثة وجد الحصباة فرزقهم الله في هذه الدانة وقد قال الوالد لربعه «البحرية» حين استخرجها يا جماعة ابشروا بالخير... وهو له عادة انه إذا استيقظ قبل صلاة الفجر يأخذ مصحفه فهو له مصحف فيقرأ منه حتى صلاة الفجر وهو كان قارئا للقرآن، قرأه عند المشايخ ولا يقرأ الا القرآن ... الخطابات والمكاتبات لا يقرأها لكن القرآن يقرأه.
الفرحة
فرح البحرية بهذا الرزق وقال لهم والدي يا جماعة ابشروا بالخير واليوم ليس هناك غوص راحه للجميع وبعد الاستراحة يوما كاملا ذهب إلى البحرين لكي يعرضها على الطواويش هناك... وبيعت بمبلغ وقدره 80 الفا وكانت من نصيب الطواش بن هندي راشد واظن على حسب كلام الوالد انه اشتراها للقصيبي اي كان دلالا له وهو من اهل البحرين وقد شرط الوالد عليه ان يعطي الفلاق 500 روبيه فقال ابشر يا بو مدعج لك 500 روبية للفلاق ومعهم اربعة اكياس عيش ومنين تمر.
الذهب
بعد ان باع والدي الدانة قال للبحرية يا جماعة انا اريد ان اشتري من حصتي وحصة سفينتي «شوعي» والذي منكم يريد ان يشاركني يخبرني بذلك وقد كان البحرية خائفين من خطر الربح والخسارة وقال نريد حقنا فأعملوا القسمة للمحصول وخرج نصيب المحمل ونصيب الوالد والغيص له نصيب والسيب له نصيب وكل اخذ حقه وبعد ذلك اخذ الوالد حصته واشترى ذهبا من البحرين واتى به للكويت وباعه بثمن اكثر بكثير مما اشتراه به وهذا رزق من الله وفضل واشترى بيوتاً ورزقه الله.
الدراسة
انا دراستي كانت عند محمد الصالح العدساني في المناخ الذي ولده احمد كان وزير كهرباء وبيتنا كان في القطنة بالقرب من مسجد هلال الله يرحمه وهو الاصل المسجد لدماج لكن هلال جدد بناءه، اشترى البيوت التي حوله واستدخلها وكان يخطب به الشيخ عطية الأثري.
جيراننا كانوا الردعان والمرشاد والعميري راشد والجماعة كانوا كثيرين حولنا... ونظام دراستنا كان على فترتين الصبح والمساء والمواد مقسمة على هذا النظام وكل مواد الدين كنا ندرسها ومعها الحساب واللغة العربية والقرآن وكان الملا سعود يدرسنا معه في وقت غيابه واما زملائي الطلبة فاذكر منهم عبداللطيف بودي وسليمان شيتان وعلي محمد العتيبي وهو ابن هجاج الذي بنى المسجد في خيطان والملا العدساني كان يستخدم في دراستي وسيلة الضرب والعقاب.
اذكر انه عاقبني مرتين... اما ذهابنا فكان مشيا على الاقدام نذهب إلى شارع الأمير ثم نمر بقهوة بوناشي حتى نصل إلى مسجد العدساني في المناخ وقت كنا نصلي معه في مسجده وهو يأخذ مكافأة على التدريس والمدة التي قضيتها عند الملا العدساني كانت عامين وقد ختمت القرآن عنده وكذلك اذكر معي الشيخ حمد الهيم ومبارك الهران.
الزفة
كان الذي يختم القرآن يعمل له زفة وهو الملا يحدد له موعدا ويخبرون الاهالي بذلك وقد يرتدي من ختم القرآن بشتا ويأتون بقهوة وحلو ويمشون معه حتى المدرسة ثم يتناول الاولاد الحضور الحلو والقهوة احتفالا بمن ختم ولا يكون هناك دراسة في اليوم الذي اقيم فيه الاحتفال، وهو بمثابة حفلة تخرج وبعد الملا العدساني ذهبت للمعهد الديني لان والدي متمسك بالدين وتعاليم الشريعة لذلك كانت رغبته ذهابي للمعهد الديني وكان معي في دراستي ابناء نابي الوطري والدغيشم وغصاب الزمانان ولد محمد، وعبدالله المفرج، وشملان الرومي، ومبارك المطوع، وسالم الرومي، وحمود الرومي والمتلقم.
ودراستي كانت السنة الاولى والثانية، ومن المدرسين الذين اذكرهم عبدالعزيز حماده وعلي حماده وعبدالوهاب الفارس وشيخ المعهد هو مصري اسمه محمد حسن البولاقي والدراسة فترة واحدة ومكانه في المباركية، وأنا درست الفقه المالكي اما الوجبات الغذائية فكنا في الصباح تقدم لنا وجبة عدس واكثر زملائي في هذه الفترة صارت لهم مناصب في الدولة.
التغيير
كانت الدراسة في المعهد الديني اكثر توسعا من مدرسة الملا العدساني والمواد اكثر في المعهد ندرس اللغة الانكليزية ومعها مواد كثيرة وهناك لنا كسوة شتوية ومعاش شهري والدولة عسى الله يحميها دائما سباقة بالخير.
الدكان
بعدما تركت دراستي في المعهد الديني جلست في دكان والدي مع اخي سعد وانا كنت اقيد الحسابات فهناك عملاء كانوا يأخذون بالأجل «دين» فأسجل ما اخذ وكان هناك نواطير للحراسة ورئيسهم بن خزام فإذا كانت هناك حوادث سرقة فهي قليلة.
الأمة
عملي الحكومي كان في مجلس الامة من سنة 1963 حتى 1987 في اول مجلس ولم اعمل الا بهذه الوظيفة وعملي موظف ومكان المجلس بالاول كان في مبنى البلدية المقابل للامن العام وهو اليوم مكانه المجلس البلدي واذكر يوم افتتحه الشيخ عبدالله السالم رحمه الله وانا كنت من ضمن الموظفين في ذلك الوقت والمجلس كان كل سنة يتطور ويتغير، وقد مكثت حتى تقاعدي سنة 1987.
الحملة
انا ادركت الحج بالابل مع والدي لكن لا اذكره جيدا فلقد كنت طفلا صغيرا في السن ولكن والدي اخبرني انني رافقته، اما اول حجة لي فكانت سنة 1953 مع حملة اخي سعد فأنا مساعد له في الحملة، ونحن خرجنا من الشدادية إلى قرية ثم ارماح حتى نصل إلى المدينة ثم نغير الطريق إلى الدمام والظهران حتى نصل إلى الرياض ثم المدينة وسنة 1956 صرنا نستخدم الباصات بدل اللواري والسواق كانوا من اهل الكويت وهناك من يأتي من السعودية وكان الحجيج يأتون بالعواني للحملة... المدة كانت شهرا ذهابا وعودة وكنت كل سنة احج مع اخي واستمرت الحملة حتى سنة 1974 وكان الحج كل عام يغير بالوسائل.
الهدامة
الهدامة الاولى كانت سنة 1934 لم ادركها لكن الثانية لحقت عليها وقد سقطت فيها البيوت التي بنيانها ضعيف والحكومة نقلت من سقط بيته إلى المدارس والسور تم هدمه سنة 1957 وبقيت الدروازات في محلها، كان بن حجي على دروازة البريعصي له بيت اول الدروازة في شارع السور اليوم.
المسامحة
والدي كان له طريقة في المعاملة في الدكان لا يشد في البيع والشراء والذي لا يستطيع السداد يسامحه.
الزواج
زواجي الاول كان سنة 1954 وعقد القران كان عند الملا ساير في الراس والمهر لم يكن هناك مهر لانها بنت عمي وقد انجبت منها ابني راشد ثم تم الانفصال وتزوجت مرة ثانية والحمد لله رزقت بأولاد من بنين وبنات وهم حاصلون على شهادات وموظفون في الوزارات، خرجنا من الكويت سنة 1954 وسكنا السالمية والحكومة ثمنت بيوتنا الفوت بعشرين روبية، وبعد ان استملكت البلدية بيوتنا اتصلت بنا وقالت كل الاراضي التي هدم منها جزء اذا اراد اهلها استملاكها مرة اخرى يكون بنفس قيمة التثمين فدخلنا بيتنا مرة اخرى واردنا ان نقيم على بيتنا عمارة وعند اتمام المخطط ردت البلدية مرة اخرى وقالت ان عليها استملاكا فثمنت مرة اخرى، حقيقة حكومة مبروكة واسرة طيبة.
الجيران
كان بيتنا بجانب عمي راشد وكان جيراننا جميعهم بمنزلة بيت واحد كان الاهل يعلموننا قبل كل شيء احترام الجار وكل اهل الكويت هذه طبيعتهم الطيبة والجيرة الحسنة.
الشاوي
كان شاوي فريجنا شاوي زويد يأخذ الحلال ويذهب به وكان الحلال يعرف دربه حتى خروجه من الدروازة وعند رجوعه يأتون مكان الحفر التي عند السبيل وكل يأتي يأخذ حلاله.
مساعد محمد المدعج - الرأي
العرض العادي
