كفالة الأيتام
لكفالة الیتیم ثواب كبیر عند الله عز وجل ألا وھو الجنة
. وقد أكد ذلك الثواب رسول الله
أَنَا وَكَافِلُ »: [ في أكثر من حديث، ووعد كافل الیتیم بشرف جواره في الجنة حین قال
رواه الترمذي. ومن « الْیَتِیمِ فِي الجَْنَّةِ كَھَاتَیْنِ وَأَشَارَ بِأُصْبُعَیْهِ يَعْنِي السَّبَّابَةَ وَالْوُسْطَى
ھنا اھتم صالح الفضالة بالیتامى، حتى إنه تكفل بتربیة أحد الأيتام في منزله فعاش
بین أولاده كواحد منھم.
رعاية الفقراء
حض الإسلام على رعاية الفقراء والمحتاجین، وجعلھم من المستحقین للزكاة فقال
سبحانه في كتابه العزيز
:
وقد كان المحسن صالح الفضالة قارئاً لكتاب الله العظیم وحافظاً الكثیر منه، فتعلم منه
ھذه المعاني السامیة، فرق قلبه وفاضت مشاعره، وأراد أن يطبق ھذه الآيات، فتعھد
بعض الفقراء بتحمل كافة نفقاتھم طوال حیاته بل وأوصى أبناءه بذلك قبل وفاته
.
بناء مساكن للفقراء
كان المحسن صالح الفضالة يبحث عن أبواب الخیر المختلفة كي يطرقھا، ويتحرى
طرقه لیسلكھا، وكان يعلم أھمیة السكن وضرورته لأي إنسان، لأنه من أسباب
كما قال الرسول
[ في حديثه عَنْ نَافِعِ بْنِ ،« البیت الواسع » السعادة في الدنیا وخاصة
مِنْ سَعَادَةِ الْمَرْءِ الْجَارُ الصَّالِحُ وَالْمَرْكَبُ الْھَنِيءُ »: عَبْدِ الْحَارِثِ - رضي الله عنه
رواه أحمد في المسند. « وَالْمَسْكَنُ الْوَاسِعُ
من أجل ھذا حرص المحسن صالح الفضالة على أن يساھم في إسعاد الفقراء غیر
القادرين على شراء بیوت أو دفع إيجار المسكن، وذلك بأن قام ببناء عدة مساكن في
مدينة الكويت وتجھیزھا لبعض الفقراء وخاصة الذين قاموا بخدمته أو خدمة أولاده
وتربیتھم.
إطعام الطعام
كم من غريب تتقطع به السبل فیشعر بالجوع ويبحث عن لقیمات يقمن صلبه، وكم
من فقیر أو مسكین ينفد ماله ويجوع عیاله، وقد يمد يده إلى الناس من أجل إطعامھم
وتلبیة حوائجھم
.
ولھذا رقت قلوب المؤمنین الذين فتح الله علیھم بالأرزاق وحرصوا على إطعام الطعام
الذي ھو من أفضل الأعمال وأثقلھا في میزان المسلم
. وكان من ھؤلاء المحسن صالح
الفضالة - رحمه الله - الذي حرص على أن يكون ديوانه مضافة مفتوحة للجمیع، وخاصة
الفقراء الذين كانوا يقصدون ديوانه العامر، فیطعمون ويشربون، بل كانوا يمكثون به عدة
أيام أو أسابیع حتى يقضوا حوائجھم، وبعدھا ينصرفون سعداء، داعین لھذا المحسن
الكريم بالقبول وسعة الرزق.
كما لعب ھذا الديوان دوراً اجتماعیاً مھماً حیث اتخذه كثیر من أھل المرقاب مقراً
اجتماعیاً تجتمع فیه الأسر الكويتیة لعقد قران أبنائھا وبناتھا، ثم تنطلق منه مواكب
الأعراس، حیث تقوم ثلة من أقرباء وأصدقاء العريس بمرافقته من مقر الزواج إلى بیت
.
« الزفة » الزوجة، وتسمى ھذه المرافقة باسم
الإصلاح بین الناس
عُرف المحسن صالح الفضالة بحب الإصلاح بین الناس، فكان يسعى دائماً إلى جمع
الشمل وتقوية الصف، وإزالة أسباب الشقاق بین المتخاصمین، وكثیراً ما كان يلجأ إلیه
أقاربه وأھل الحي الذي يقطنه، بل الأحیاء الأخرى لحل منازعاتھم، وذلك لما اشتھر
عنه - رحمه الله - من صلاح وتقوى، فقد كان يدفع من ماله الخاص ما يرضي به
المتخاصمین إذا تعثر الصلح، فیخرجون من عنده راضین بحكمه وعدله، حتى إن بعض
أعیان البلاد كانوا يرسلون إلیه بعض المتخاصمین للإصلاح بینھم، وذلك لعظیم ثقتھم
به، ولِما يعرفونه عنه من عدل وتقوى.
ولسوف ينال
- إن شاء الله تعالى - عن ھذه الأعمال والجھود المباركة، الأجر العظیم
والثواب الكريم من الله تعالى الذي قال في كتابه الكريم:
وفاته
بعد حیاة امتدت قراب خمسة وسبعین عاماً
.. حرص خلالھا المحسن صالح فضالة
علي الفضالة على فعل الخیرات قدر استطاعته، ما بین إعمار المساجد، وكفالة
الأيتام، ورعاية الفقراء، وإطعام الطعام، والإصلاح بین الناس، لقي وجه ربه الكريم عام
1349
ھ ( 1930 م).
نسأل الله تعالى أن يتقبل منه أعماله ويثیبه علیھا خیراً، وأن يرحمه رحمة واسعة
ويسكنه فسیح جناته
.
منقول من كتاب محسنون من بلدي