«سفراء الخير».. لماذا العدد الأخير؟! د. عصام الفليج
«سفراء الخير».. لماذا العدد الأخير؟!
د. عصام عبداللطيف الفليج
اهتمت مجلة «سفراء الخير» بابراز العمل الخيري الكويتي ورجالاته، وذلك امتدادا للبرنامج التلفزيوني «سفراء الخير»، وكانت الفكرة من الأخ العزيز طالب مسلم الذي تولى ادارة التحرير تطوعا.
بدأنا العمل سويا بهمة ونشاط، وخاطبنا المؤسسات الحكومية والجمعيات واللجان والمبرات الخيرية التي تجاوزت الخمسين، وسعينا لتغطية نشاطاتها واجراء لقاءات مع مسؤوليها، وصدر العدد الأول بحمد الله بنجاح في رمضان 1427هـ، وتلقينا التهاني من المسؤولين في الدولة والسفارات الكويتية في الخارج، فضلا عن مسؤولي العمل الخيري.
توقعنا في العدد الثاني أن تبادر الجمعيات واللجان الخيرية بموافاتنا بالأخبار والمعلومات والصور، الا أننا وجدنا أنفسنا نستجديها رغم كثرتها، ولمسنا ضعف التفاعل الاعلامي من معظمها مع أن النشر كان مجانيا، وشعرنا بضرورة التوعية بأهمية «الاعلام الخيري» لكي يتعرف الناس عن كثب على ما تقوم به تلك الجهات من مشاريع خيرية ضخمة داخل وخارج دولة الكويت بتبرعات سخية من أهل الكويت، ولكن المفاجأة وبعد ثلاث سنوات وحتى صدور العدد الأخير في رمضان الماضي أنه لم يتفاعل أحد بالشكل المطلوب الا ما ندر!
كما توقعنا أيضا مشاركة بعض الشركات الوطنية برعاية المجلة لتغطية مصاريفها الأساس فقط دون ربح، ولكن التعاون كان سلبيا باستثناء شركة واحدة، فلها كل الشكر والتقدير.
وتوقعنا ثالثا أن تتفاعل المؤسسات الحكومية بالاشتراك بالمجلة كغيرها من الصحف الفنية والاجتماعية والنسائية والشعرية والرياضية، وبالأخص «وزارة الخارجية» لتنقل من خلال المجلة - عبر سفاراتها - صورة جميلة ومميزة عن العمل الخيري الكويتي كما أوصى بذلك سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح رحمه الله، وذلك بعد أن خاطبناها جميعا، ولم تردنا موافقة من أي جهة سوى من وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية مشكورة!
ومع ذلك.. فقد استمرينا باصدار المجلة بشكل متقطع، وأنفقت عليها من مالي الخاص لقناعتي بأهمية نشر العمل الخيري كرسالة تنموية توعوية، ومضت السنوات الثلاث ولم يجد جديد. وأنا بفضل الله عز وجل لا أعرف اليأس، لأن العمل كله خالصا لله عز وجل، ولكنني بعدما أبذل الأسباب وأعدد المساعي، أتجه الى البدائل وأحاول اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب.
ورغم ما أملك من صبر وطول بال.. فقد اتخذت القرار الثقيل على نفسي بأن يكون عدد رمضان الماضي هو الاصدار الأخير من مجلة «سفراء الخير».. ذلك الاسم الحبيب الى قلبي، وذلك بعد رحلة وتجربة جميلة ومثيرة ومضنية في نفس الوقت، تعرفت خلالها على أعمال ومشاريع خيرية كويتية كثيرة أعتز بها ويفخر بها وطني، وتعرفت أيضا على جنود مجهولين عملوا بصمت في خدمة المحتاجين داخل وخارج الكويت، وبتميز وابداع وسبق في كل مجال، حتى بنيت ضواح وقرى ومدن وجامعات ومستشفيات حملت اسم «الكويت» في مختلف أنحاء العالم.
كما كان لهؤلاء الجنود المجهولين دور كبير في خدمة المتبرعين ورفع هم ومسؤولية الانفاق عن المحسنين الذين أكد لي العديد منهم ذلك. وما كان ذلك النجاح والتميز والابداع ورفع اسم وعلم الكويت الا بعد أن ضحوا بأوقاتهم وأعمالهم وصحتهم وبيوتهم، فلهم قبلة على الجبين ولهم أرفع العقال.
أما المحسنون الكرام والمتبرعون الأفاضل فقد كانوا الرافد الأساس لنجاح العمل الخيري وانتشاره، فجزاهم الله عن المسلمين كل خير.
كلمات شكر أخيرة أوجهها لكل من ساندني في هذا العمل الاعلامي الخيري، وأولهم والدي العزيز الذي كان مشجعا وداعما أساسياً لهذا العمل، وأ.طالب مسلم مدير التحرير، وأ.صباح اليعقوب المستشار الخيري والتسويقي، ولكل من ساهم ودعم وشارك في اصدار هذه المجلة ومنهم أصلاح الكليب وأ.عبدالاله المطوع وبيت الزكاة ولجنة الرحمة العالمية.
ودعوة أخيرة لوزارة الاعلام لتبني النشر الاعلامي للعمل الخيري الكويتي عبر كونا والصحافة والاذاعة والتلفزيون.. وغيرها حتى يعرف العالم ماذا قدمت الكويت للعالم.
تاريخ النشر 24/09/2009 الوطن
|