فوضى توثيق تاريخ الكويت - سعود محمد العصفور

[AHMAD]

القبس - 20/03/2010


تاريخنا ينحر بمؤرخ يفجر!
تاريخنا يبحر بمؤرخ يمخر!

الوثائق عيون التاريخ في كل دولة، تحفظها وتقوم بدراستها وتخرجها وفق منهج أصيل يكفل للأجيال حسن استغلالها في حادث زمن قادم، فالحروب والنزاعات إنما تنشأ في غالبها من أسباب تاريخية يستخدمها كل صاحب غاية زائفة، والغزو العراقي الغاشم لدولة الكويت أبلغ دليل على صدق ذلك.
وقصر النظر عن إدراك ماهية الأشياء يلزم الكثير ممن ركبوا سفائن التخصص دونما دراية أن تكون طروحاتهم غارقة في أمواج عاتية.

والتوثيق في الدول المتقدمة له مراكزه المؤصلة التي تستنهض كل صاحب تخصص في مجاله الأصيل الذي تحاكيه متطلبات الصنعة، أما نحن في الكويت، فقد تطفل على توثيق تاريخنا أناس تفننوا في ضياع الفرص، وقنعوا بما جمعه غيرهم من وثائق تصب في معين أرشيف بعينه دون الالتفات الى بقية الأراشيف التي تحتوي كنوز الوثائق لدولتنا الحبيبة.
أقول هذا وفي جعبتي الكثير من الوثائق التي جمعتها من خلال تجوالي في الأراشيف الأصيلة، ولكن غصة الحلق تلزمني الصمت في ظل التخبط الحاصل بين جهات مختلفة تعزف لحناً نشازاً، وتضم أناسا غيبوا التخصص وركنوا الى اجترار وثائق الماضي السحيق.

ولي تجربة فريدة مع الجهات الجامعة للوثائق في دولتي الحبيبة الكويت، ففي سنة 2001 قمت بترتيب زيارة لصديقي الأستاذ نجاتي كول تبه مدير الأرشيف العثماني في اسطنبول، ذلك الأرشيف الذي يحتوي على نحو 150مليون وثيقة تخص الدول التي كانت للدولة العثمانية معها علاقات مباشرة، ومنها الكويت، ولما جمعته مع مراكز الوثائق المعنية بدولة الكويت قال عبارة أخجلت الحاضرين، مفادها أنه يعمل في وظيفته الحالية منذ نحو خمس وعشرين سنة ولا يعرف أحدا من القائمين على تلك المراكز، فلم يزره أحد منهم البتة! وتغير المدير بعدها بنحو ست سنوات، ولم يزره أحد!

ولي مع سلفه أوشج العلائق حتى كتابة هذا المقال، وكذا الحال، فلم يزره أحد!
انه مثال ضياع الفرص من أناس تقلدوا زمام الأمور دون دراية أنهم على ثغر مهم يلزمهم تتبع مظان وثائق بلدهم أينما وجدت واستخدام من خبروا صنعة التوثيق وفكوا غامض مكنونها.
إنها دعوة لأصحاب مراكز الوثائقية للتشمير عن ساعد الجد فيما أضاعوه في سالف الزمان، ووقفة غايتها التنبه الى خطورة ما ندخره لأجيال قادمة.

د. سعود محمد العصفور

[AHMAD]

هنالك كتاب تم إصدارة من قبل الباحث طلال الرميضي .. وهي محاولة فردية من قبل الأخ طلال في البحث بين طيات الأرشيف العثماني عن مصادر جديدة لم تكتشف .. وهو أول باحث كويتي وعلى حسب علمنا يصدر كتاب من واقع الوثائق العثمانية .. ولم أسمع عن شخص دخل في هذا المجال ..


رابط الكتاب ..

كتاب (الكويت والخليج في السالنامة العثمانية) طلال سعد الرميضي

[AHMAD]

المراكز والوثائق العثمانية
كتب محمد بن إبراهيم الشيباني :


كتب الأخ د. سعود العصفور (القبس 2010/3/20) عن الأرشيف التركي (العثماني) وأن صديقه مدير الأرشيف العثماني قال عبارة أخجلت الحاضرين «مفادها أنه يعمل في وظيفته الحالية منذ خمس وعشرين سنة ولم يعرف أحداً من القائمين على تلك المراكز ــ ويعني الكويت ــ فلم يزره أحد البتة!»، وأكمل «وتغير المدير بعدها بنحو ست سنوات، ولم يزره أحد!»، انتهى كلام أخينا في الله القديم سعود العصفور، ومن باب الأمانة والأخوة القديمة، أقول لأخي سعود ليس شرطا في كتابة التاريخ أن يذهب مديرو المراكز ورؤساؤها في الكويت أو أي بلد إلى تركيا وإلى الأرشيف التركي تحديدا بأنفسهم ورؤية مديره حتى يثبتوا أنهم على علاقة حميمة مع الوثائق العثمانية أو الوثائق عموما، وإلا فهم على غير ذلك! فمثال واحد على ما فعلته أنا -رئيس مركز المخطوطات والتراث والوثائق- اني استأجرت نظير مبلغ شهري أحد الاخوة الأتراك الذين يعرفون اللغة العربية ويعرفون فك اللغة العثمانية القديمة وتحديدا في عام 1988، فكان يصور من الوثائق العثمانية التي تتعلق بالكويت على حسابنا ثم يترجمها فيرسلها، وقد جمعنا الكثير منها، لكن الكثير منها قد ضاع في بريد الكويت الحلو! وأنت أعرف بأسباب عزوف الكثير من الباحثين عن الذهاب إلى الأرشيف التركي لعسارة الجماعة هناك! مع أني أسافر إلى تركيا منذ عام 1964 وما انقطعت عنها إلا في عام 1989آخر رحلة لي وصداقاتي هناك كثيرة، وعلى رأسها صداقتي مع الأستاذ معمر أولكر مدير المكتبة السليمانية الأسبق الذي أهداه مركزنا جهاز IBM، فكان آنذاك الجهاز الثاني في عموم تركيا، بعد جامعة انقرة، كما قال اخونا ذلك في وقتها، أقول: أنت أعرف بعسارة الأتراك والضن باعطاء المعلومة وصعوبة ذلك حتى لو كانت ورقة، بل كان هناك قانون يمنع تصوير أي وثيقة أو مخطوطة إلى الخارج! وللعلم كان أخونا معمر أولكر ينافح عني آنذاك (1988) في مجلس الوزراء لتصوير مركزنا «المخطوطات السليمانية»!

فكان أن يممنا شطر الاراشيف الدولية الاخرى لسهولة الاجراءات في الموافقة عن الارشيف العثماني المغلق على نفسه! ثم يا أخي سعود، هل تعني إن لم اذهب انا بنفسي وغيري الى هذا الارشيف ومقابلة رئيسه نصبح لا نملك ادوات البحث واصوله؟! فهناك مصادر عدة في الوصول الى تكوين رأي في تاريخ الكويت او غيره من التواريخ مثل: الرواية الشفاهية والوثائق العامة التي بأيدي الناس هنا وهناك، والكتب المؤلفة في هذا الشأن في مراكز دول كان اتصالها بالكويت وما زال وغيرها كثير لا تخفاك. وماذا تقول عن الارشيف الروسي في موسكو فقد زرته عام 1989وهو ارشيف غني بوثائق المنطقة ومنها الكويت، وقد صورت منه بعض الوثائق التي تحتاج الى ترجمة؟ هل نقول ان من لم يذهب اليه قد اضاع الفرصة مع ان الديوان الاميري قد وجد صورة الشيخ جابر المبارك هناك مما يعني اهميته!

عموما جزاك الله خيرا على طرح هذا الموضوع اليوم، ولكني اقول لك «قد شربت مروقها»، فمن كان يقول ان تاريخ الكويت يبدأ بحكم الصباح في 1716 اصبح اليوم يقول انه في 1613، ولهذا حصلت اللخبطة والفوضى التي تقول عنها! يعني المسألة اصبحت سياسة!! والحي يقلب يا أخي سعود! ولنا رد على من يقول بهذا الرأي. ولك مني التحية والمودة.

.. والله المستعان.

[PAC3]

بارك الله فيك أخوي ابوعبداللطيف والشكر للاخوة اصحاب المقالين الدكتور سعود العصفور والأستاذ الفاضل إبراهيم الشيباني
ولي تعليق على على ماقال له الأستاذ الفاضل إبراهيم الشيباني في ردة على الدكتور سعود العصفور فقد قال التالي :

اقتباس: أنا -رئيس مركز المخطوطات والتراث والوثائق- اني استأجرت نظير مبلغ شهري أحد الاخوة الأتراك الذين يعرفون اللغة العربية ويعرفون فك اللغة العثمانية القديمة وتحديدا في عام 1988، فكان يصور من الوثائق العثمانية التي تتعلق بالكويت على حسابنا ثم يترجمها فيرسلها، وقد جمعنا الكثير منها، لكن الكثير منها قد ضاع في بريد الكويت الحلو!

هذا يدل على أهمال من قبل القائمين على هذا المركز فكيف يستأجر رجل تركي لجمع الوثائق وترجمتها ويدفع له مبلغ من المال ويهمل جانب أخر لايقل أهيمة عن الترجمة وهو إيصال تلك الوثائق للكويت بواسطة شركات البريد الخاص والسريع المنتشرة .

ثم قال التالي :

اقتباس: مع أني أسافر إلى تركيا منذ عام 1964 وما انقطعت عنها إلا في عام 1989آخر رحلة لي وصداقاتي هناك كثيرة،

مادام الأستاذ الفاضل ابراهيم الشيباني كثير الذهاب لتركيا حسب ماذكره فكان المفروض أن يأخذ الوثائق بنفسة بحكم أن رئيس "مركز المخطوطات والتراث والوثائق بالكويت" أن كان حريص على تلك الوثائق المتعلقة في الكويت.

ثم قال الأستاذ الفاضل إبراهيم الشيباني :

اقتباس: أقول: أنت أعرف بعسارة الأتراك والضن باعطاء المعلومة وصعوبة ذلك حتى لو كانت ورقة، بل كان هناك قانون يمنع تصوير أي وثيقة أو مخطوطة إلى الخارج

هذا الكلام لايتفق مع قيل في البداية

حيث قال الأستاذ إبراهيم :

اقتباس: فكان يصور من الوثائق العثمانية التي تتعلق بالكويت على حسابنا ثم يترجمها فيرسلها، وقد جمعنا الكثير منها،

في اعتقادي أن يجب على القائمين على المراكز ورؤساؤها في الكويت وكل المهتمين في التاريخ أن يبحثواعن تلك الوثائق المتعلقة في تاريح الكويت ولو تطلب الأمر السفر شخصياً والعناء في سبيل الحصول عليها .

تحياتي للجميع

[AHMAD]

يعطيك العافية يا مشرفنا على المرور ..

والله أخوي بومحمد .. رواية الشيباني حول الوثائق العثمانية فيها تناقض واضح بالأحداث والمجريات .. ولا تعليق لدي أكثر مما ذكرت ..

[barsha]

مناقشات مفيدة وتدل على وعي تام ، مشكورين إخواني
اختكم برشا

[الناصر]

الاهتمام بالوثائق القديمة الموثقة مطلب مهم يمنع كل من متكسب من الزعم بالروايات التاريخية الغير دقيقة والامثلة كثيرة في ايامنا.

[barsha]

صدقت يالناصر تحن بحاجة إلى المزيد من الوثائق الأصلية

[sky_limit]

من اهم مصادر التاريخ ومراجعها وفيما يختص بتاريخ الكويت هي الوثائق العثمانيه او ارشيف مجلس الوزراء العثماني فهناك كنوز مدفونه تنتظر من يخرجها الى النور ، و خلال الاسابيع الماضيه قام بعض ابناء عمي بالبحث عن وثائق تخص العائله بالارشيف العثماني وصدمنا لما وجدناه!
فقد وجدنا اكثر من 150 وثيقه عثمانيه تخص العائله وهي الان بطور الترجمه من العثمانيه الى العربيه وان شاء الله متى انتهينا من ترجمتها سوف نعرضها للاخوه اعضاء المنتدى.

[barsha]

موفق يا أخي ، والدكتور العصفور لفت إلى أهمية الرجوع إلى الأرشيف العثماني والأراشيف الأخرى ، فله كل الشكر والتقدير ، وأنت أحد الذين استفادوا من ذلك .