تاريخ الهندسة في الكويت... قصة وطن في سيرة ذاتية (1)
19-11-2017
المؤلف: المهندس صباح محمد أمين الريس
19-11-2017 - جريده الجريده
«كتاب تاريخ الهندسة في الكويت» الصادر عن منشورات «ذات السلاسل» لهذا العام والمعروض في معرض الكويت الدولي للكتاب الذي افتتح يوم الأربعاء 15/ 11/ 2017، يتسلسل في عرض تاريخ الكويت قديما وحديثا، ويركز على الجانب العمراني فيها، وطبيعة العمران والمواد المسخدمة وكيف تطورت، بل يغوص في تاريخ ما قبل الميلاد، وينقل ما اكتشفته الأحفوريات عن الحياة في الكويت قبل الميلاد.
فقسم المؤلف الكتاب إلى عشرين فصلا ليخرج لنا بكتاب كبير غني بالمعلومات الثرية التي نخص تاريخ الكويت من خلال تفاصيل دقيقة عن موقع الكويت الجغرافي وأسمائها قديما وحديثا، فيصف بيوتها وشوارعها وأسواقها ومميزات كل منها بدقة متناهية، لم تغب عنها عين الباحث المتمكن والخبير العارف.
ويثري المؤلف آراءه بمصادر عربية وأجنبية لمؤرخين وعلماء وأدباء، متوجاً ذلك بصور موثقة وشاهدة على كل الجوانب التي تناولها في الكتاب.
ولم يفته أن يذكر كل ما يتعلق بتاريخ بلده، مركزا على الجانب الهندسي لبيوت الكويت القديمة وما يتعلق بها من مواصفات، متتبعا تطور العمران في الكويت حتى عصرنا الحاضر.
«الجريدة» تنشر على حلقات بعض ما احتواه الكتاب من معلومات ثرية سطرها الكاتب فيما يفوق الـ650 صفحة، مسلطة الضوء على أهم ما يضمه الكتاب بين دفتيه، وفيما يلي تفاصيل الحلقة الأولى:
نمو مدينة الكويت
نشأت مدينة الكويت حول الكوت الذي بناه بنو خالد فوق التل المستطيل المحاذي للساحل (البهيتة) أمام موقع الفرضة القديم، ونمت إلى مستوطنة صغيرة حول حصن الكوت على جون الكويت وارتبطت ارتباطا شديدا بالبحر، وتوسعت على شكل شريط ساحلي ضيق محاذٍ ساحل البحر من الشرق إلى الغرب ولم يزد عمق المدينة على كيلو متر واحد، وانحصرت داخل أسوارها، حيث تبين خرائط أسوار الكويت الثلاثة كيف نمت من مساحة نحو 400.000 متر مربع وبعمق نحو 400 متر داخل السور الأول إلى مساحة نحو 1.330.000 متر مربع، وعمق نحو 1.200 متر داخل السور الثاني إلى نحو 7.700.000 متر مربع وعمق نحو 3.000 متر داخل السور الثالث.
أثبتت الأحفوريات التي أجريت في أجزاء مختلفة من الكويت أن هناك من سكن هذه المنطقة منذ العصر الحجري الوسيط (10.000 - 8.000) سنة قبل الميلاد، وشملت الأحفوريات جزيرة فيلكا، وأم النمل، والشويخ، وجزيرة طبيج، وبحرا، والصبية، وكاظمة، وبرقان، والشقايا، وتل الصليبيخات المحاذي لجون الكويت الجنوبي، ومنطقة وارة، وتلال القرين جنوب الوفرة، وأم العيش، وغيرها من الأماكن.
ووجدت هذه الأحفوريات، قبوراً، ومذابح، ومعابد، وكنائس، وعدة مبان سكنية، وبعض القلاع، ومخازن، وتماثيل طينية آدمية وحيوانية، وعدة أوان فخارية من جرار، وبعض الصحون، والأفران، إضافة إلى أوان مصنوعة من الحجر الصابوني «حجر الاستياتات»، ومخارز، وأزاميل، ورؤوس سهام، وسكاكين، وفؤوس صخرية، ومكاشط للخشب وجلود الحيوانات، وسنانير الصيد المصنوعة من الحجر، وأثقال شباك الصيد، والمسامير من الطين المحروق، بالإضافة إلى كتابات مسمارية، وعملات فضية، كما عثر على قطع من القار تستعمل في طلاء السفن والقوارب لمنع تسرب المياه إليها وعلى كمية من المحار، ولؤلؤة مثقوبة تعتبر الأقدم في العالم، وعلى أقدم تمثال لسفينة بحرية طوله 10 سم، يعود تاريخه إلى نحو 5000 قبل الميلاد.
وأثبتت الأبحاث أن هناك من كان يسكن جزيرة فيلكا قبل أن تسكن قبيلة العتوب الكويت، لوفرة مياه الشرب فيها، ولأن السكن فيها يبعث على الطمأنينة، لكونها جزيرة يحميها البحر من جميع الاتجاهات، ليبعدها عن غزوات السلب والنهب التي كان يقوم بها البدو بصفة متكررة، وتعتبر مفخرة لهم.
وتختلف المراجع حول تاريخ سكن العتوب الكويت، حيث تتراوح التواريخ من عام 1613-1716، حسب المراجع المختلفة، إلا أن الرأي المرجح أنهم سكنوا الكويت عام 1613، واستنادا إلى رسالة الشيخ مبارك الجوابية إلى محسن باشا والي البصرة عام 1899، تسلمت عائلة الصباح الحكم عام 1752 تقريباً، وذلك بتنصيب صباح الأول حاكماً على الكويت. (اقول انا فاعل خير ان تاريخ 1613م لا يستقيم مع ما هو متعارف عليه من تاريخ الكويت وتاريخ الصباح وتسلسل الحكام عند النظر الى ان الشيخ مبارك بدء بيان الحدود المرسل للسلطات العثمانية عام 1912م بقوله "الكويت ارض قفراء نزلها جدنا صباح عام 1022 هـ"، فكيف ينزل صباح الاول الكويت عام 1613م ويتولى الحكم في 1756!)
ويقول الشيخ عبدالله الجابر الصباح في مقابلة مع تلفزيون الكويت: «إن الصباح والخليفة أولاد عم هاجروا من نجد واستقروا في منطقة الزبارة وبنوا أسطول صيد بحري وغوص، ومنها رحلوا إلى المشعاب، ثم إلى رأس تنورة ثم إلى الصبية ثم إلى المخراق في البصرة، ومن المخراق إلى كوت خالد بن محمد بن عبدالله بن عريعر شيخ بني خالد (اقول انا فاعل خير ان عريعر بن دجين بن سعدون تولى المشيخة في الفترة 1753م إلى 1774م! لا استقامة في الاحداث)، وانتهى نفوذ بني خالد نتيجة نزاعهم مع بعض، وانتهى نفوذهم وسيطرتهم على المنطقة، وبعدها تم تعيين صباح الأول مسؤولا عنهم». (اقول انا فاعل خير، لا تعليق ï؟½ï؟½)
مدينة الكويت
بدأت مدينة الكويت في موقع على جون الكويت المحمي، وهو ميناء طبيعي بعيد عن البحر المفتوح، معتمد على صيد السمك والغوص على اللؤلؤ.
ولم تتغير مدينة الكويت منذ نشأتها حتى عام 1950 كثيراً، فقد نمت من كوت عند قصر السيف فوق التل المستطيل المحاذي للساحل أمام موقع الفرضة ودائرة الجمارك القديمة، إلى مستوطنة صغيرة حول حصن الكوت، فبني حوله أول بيت وأول سوق وأول مسجد، إلى أن أصبحت مدينة كاملة في نهاية 1949 ثم بدأت المدينة تأخذ منحى آخر من عام 1952 حتى اليوم.
ليست لدينا معلومات تاريخية عن تصميم مدينة الكويت منذ نشأتها حتى عام 1952، ولكننا نرى أنها نمت نمواً عضوياً طبيعياً كما في كثير من المدن الأوروبية قبل الثورة الصناعية، فتصميمها يرقى إلى تصميم المدن الحديثة، من حيث تفاعلها مع الطبيعة، فصممت بواسطة سكانها حيث الإنسان سيد الموقف، والمشي هو الوسيلة الرئيسة للتنقل، فشملت هذه المدينة العناصر الرئيسية التي تحتويها المدن الحديثة من أسواق مترابطة، وساحات مفتوحة، ومجال لا حصر له للمشاة، فشوارعها الأربعة الرئيسة تصب في ساحة الصفاة التي تشكل قلب المدينة النابض، والتي تتجمع فيها مختلف الأنشطة التي تتطلبها المدينة الحديثة، كما أن فكرة سوق التجار فكرة مميزة، حيث يتجمع التجار تحت سقف واحد، مما يسمح لهم بالاتصال اليومي مع بعضهم وحل مشاكلهم وجها لوجه أولا بأول، كما كانت جميع أسواقها مسقوفة صممت على شكل «مول» كبير تتوافر فيه جميع السلع موزعة حسب التخصصات المختلفة مثل سوق السمك، وسوق اللحم، وسوق الخضار، وسوق القماش، وسوق الزل، وسوق السلاح، وسوق البشوت.
مميزات المدينة
جاء تصميم مدينة الكويت ليتعامل مع أصعب العوامل وهو عامل المناخ، فقد تغلبت بشوارعها الضيقة وأحواش بيوتها على حرارة الجو والعواصف الرملية، فطبقت تصميم الحوش على كامل المدينة، فكما تحيط بالحوش غرف، يحيط بساحات المدينة (سكيك) تحيط بالبراحات، وتشكل أحواشاً كبيرة تتوسطها ساحة الصفاة لتأتي بتأثير الحوش نفسه وعليه، يمكن أن يطلق على مدينة الكويت اسم مدينة الأحواش، فسكيكها الضيقة تعطيها الظلال معظم ساعات النهار سوى ساعة الظهيرة، كما أن بيوتها متلاصقة تقيها الحرارة ورمال الصحراء، وبراحاتها متنفس للعب الأطفال.
وشوارعها (سكيكها) مصممة للمشي، فجاء تصميمها عفويا وعمليا آخذا بعين الاعتبار الناحية العملية بالإضافة إلى الناحية الجمالية، كما أن جميع مواد بنائها من المواد الطبيعية كالصخور البحرية والطين والتبن والجص والأخشاب والجندل، وجمعت هذه المدينة الجميلة ما بين البحر والصحراء بشكل متناغم لا يمكن حدوثه بالمصادفة، وينطبق عليها فعلا (عمارة دون معماريين).
الكويت القديمة
لا يمكن مقارنة مدينة الكويت القديمة بالمدن العربية الكبيرة مثل القاهرة ودمشق وبغداد، إلا أنه كان للكويت طابعها المميز في أسواقها ومساجدها ومينائها وساحاتها وبيوتها الجميلة على البحر، والترابط العضوي بين مكوناتها، وسورها الجميل الذي يستقبل القادمين من الصحراء، ومع الأسف كل هذا الجمال أزيل، وفي وقت قياسي تحطمت هذه الروابط وأصبحت الشوارع الواسعة تفصل المنطقة عن الأخرى، ولم يعد بالإمكان المشي من مكان إلى آخر، وأخذت السيارة المكانة الأهم وأصبحت سيد الموقف، فكل شيء يصمم حول السيارة دون النظر إلى الإنسان، ونمت مدينة الكويت بسرعة لم يشهدها التاريخ إلا ما نجده في التاريخ المعاصر في دبي والدوحة وأبوظبي.
تخطيط الكويت
استنت الكويت مبدأ جميلاً في وضع المخطط الهيكلي الأول عام 1952، وذلك قبل أن تبدأ حركة العمران، وقد أثر تخطيط الكويت عام 1952 على الحياة الاجتماعية للأفراد، فبعد أن كان الجميع يمشي للسوق أو للديوانية أو لزيارة أصدقائه وأقاربه، أصبح لا يستغني عن السيارة وقل على أثرها التواصل بين أفراد الأسرة الواحدة وبين الأصدقاء وأبناء الفريج.
ومع ظهور البترول وبدء الدولة مرحلة الصرف على الخدمات والبنية التحتية، حيث ظهرت الحاجة إلى منازل جديدة بسبب سياسة التثمين وتوزيع الثروة، وأصبح بإمكان المواطنين بناء بيوت أكبر بمساحات أوسع، بالإضافة إلى إقبال الوافدين إلى الكويت لتلبية احتياجات العمل والذين يحتاجون إلى سكن ملائم، حيث لم يكن في الكويت بيوت أو شقق أو فنادق ملائمة لسكنهم. وعليه، كان لابد للكويت من مواكبة الركب وبناء مساكن ومرافق لاستيعاب الأعداد الهائلة من الوافدين الجدد، فبدأ بناء الشقق في شارع فهد السالم، كما بدأ العمل في بناء البنية التحتية والتي لم يكن لها وجود قبل عام 1952.
سنة الهدامة
تغيرت معالم المدينة كثيرا بعد أمطار 8 ديسمبر 1934 والتي سميت (بسنة الهدامة)، حيث هدمت جزءاً كبيراً من البيوت داخل المدينة لدرجة كارثية، والتي تكاتف المواطنون وقيادتهم لإغاثة المتضررين وإعادة بناء أو ترميم بيوتهم المتضررة.
ويصف مهلهل حمد الخالد في رسالته إلى والده حمد الخالد أضرار المطر الذي هطل على الكويت بتاريخ 8 ديسمبر 1934 والأضرار التي لحقت بحيهم في منطقة القبلة، والتي جاء ذكرها في وثائق الخالد لدى مركز البحوث والدراسات الكويتية: «إن الواقف في سكة ابن سبت يرى بيت المديرس مع ما بين المكانين من مساكن كثيرة ودروب وفي منطقة المسيل انهدم فيها نحو ستين بيتا فأصبحت أرضا لدرجة أن أهلها أصبحوا يجهلون حدود منازلهم، أما حي العوازم فقد تهدمت بيوته جميعا واختلطت مع بعضها».
كما وصف ما حل من دمار خارج المدينة في منطقة الشعب والنقرة والدعية والعديلية، حيث هدمت السدود الترابية التي كانت بالقرب من الشعب والنقرة فقال: «الدعية والعديلية أصبحتا بحرا، وإن بعض أشجار السدر والنخيل في منطقة الشعب اقتلعتها السيول، كما أن كثيراً من الأغنام أغرقتها السيول وجرفتها معها...».
ما قيل عن تصميم مدينة الكويت وبيوتها وشوارعها
1 - وصف بيلي Pelly مدينة الكويت خلال زيارته لها عام 1865 بما يلي: «هنا نجد مدينة الكويت نظيفة بسوق كبير مفتوح يضم نحو 20 ألف ساكن يجذب التجار العرب والفرس من كل جانب بعدالة الحكم فيه وحرية تجارته، له شهرة واسعة في هذا المجال ولعل منهم مما يزيد على أربعة آلاف يقودون مراكب، ولعلها كانت تضم نحو 6000 مقاتل ضمن أسوارها».
2 - يقول قبطان الطراد الروسي (فاريانخ) في تقريره 9/12/1901 في وصف الكويت: «على طول الطريق الممتد من الكويت حتى الجهراء، وكذلك حول الكويت لا توجد أي تحصينات سواء من الساحل أو من البحر، فالمنطقة كلها مستوية تخللتها تلال رملية وترسبات غبارية وطرق مستقيمة ومطروقة جيدا، ويمكن قطع ثلثها بالدراجة الهوائية دون خوف، والشيخ نفسه يقطع هذا الطريق الوحيد الواصل إلى الكويت بعربة تجرها الخيول، أهديت إليه من قبل الإنكليز...».
3 - وصف لوريمر (Lorimer) الكويت، وهو الخبير في شؤون دول الخليج العربية، حيث عاصرها سبعة أعوام من 1908 حتى 1915، حين كان ممثلا لحكومة بومباي في الوقت الذي كان اهتمام بريطانيا في دول الخليج يزداد شيئاً فشيئاً بقوله «مدينة الكويت محاطة بسور نصف دائرة طولها نحو 2 ميل، وعمقها 4/3 ميل، وعدد سكانها نحو 35.000 نسمة، وتضاعفت عما كانت عليه عام 1870 بسبب الهجرة... جميع البيوت تتألف من طابق واحد إلا أنها تبدو كأنها أعلى من ذلك بسبب الدروه التي تحيط بسطح هذه البيوت، وجميع هذه البيوت بنيت حول حوش».
4 - وصفت الدكتورة ماري برونز اليسون (Mary Bruins Allison) في مذكراتها مدينة الكويت كما كانت عام 1935: «كانت مدينة الكويت عام 1935 عبارة عن بلدة طويلة ضيقة تمتد حوالي ثلاثة أميال على امتداد الساحل الجنوبي من الخليج، وكانت ممتلكات الإرسالية تقع في واجهة البحر على طرف المدينة الغربي، بينما يقع قصر الحاكم في أقصى شرقها، وكنا نستطيع أن نشاهد من منزلنا الماء الأزرق الدائم التجدد والتلال الوردية في الجهة المقابلة.
كانت البيوت العربية في غالبها عبارة عن مبان من طابق واحد تشبه الصندوق من طين مجفف رملي اللون وصخر البحر، وقد أحاطت بالأسطح المسطحة حواجز جدارية قصيرة تتخللها فتحات تفصلها مسافات قصيرة وتخترقها مرازيم خشبية تمتد إلى الشارع لتحمل بعيداً ماء المطر، وشكلت الجدران الخارجية للمنازل جداراً ممتداً عالياً أجرد مكونة بينها ممرات للمشاة والحمير، وكان القليل من هذه الممرات يسمح بمرور سيارة، ولم يكن في الجدران نوافذ تطل على الشارع».
5 - وصفها ديكسون Dixson عام 1935: «يبلغ حوالي ثلاثة أميال ونصف الميل طول ساحلها على البحر من رأس عجوزة مقر قصر دسمان حتى بوابة المقصب، وعمق المدينة نحو ميل وربع الميل في منتصفها، حيث بنيت منطقة جديدة اسمها المرقاب».
6 - وصف سابا شبر مدينة الكويت عام 1964: «كأن أسواقها محل تجاري كبير، وبيوتها وساحاتها المفتوحة وأحواشها مركز لتجمع العائلات، وتجمع بين العمل والراحة في مكان واحد».
كان مركز المدينة الفعلي يتركز في المنطقة الواقعة أمام قصر السيف، والتي تشمل السوق الداخلي، والمسجد الكبير، والسجن المركزي، وسوق المناخ، والمدرسة المباركية وقهوة بوناشي، وذلك حتى بدأت النهضة العمرانية بعد تصدير أول شحنة بترول ثم التثمين ووضع المخطط الهيكلي الأول عام 1952.
|