سليمان اللهيب.. أول من استورد «الشماغ» للكويت من اليابان
• سليمان محمد اللهيب
القبس - أمس
سليمان محمد الهليب، من اكبر تجار العقار في الكويت منذ الاربعينات، سكن حي القبلة، عرف بأنه اول من استورد الغترة الحمراء (الشماغ) من اليابان.
قصته مع العقار فيها مواقف واحداث لا تنسى ما زال اهل الكويت يرددونها ويتحدثون بها...
أحد أبنائه، محمد سليمان اللهيب، احضر لرئيس التحرير السيد وليد النصف بعض الوثائق الخاصة التي تعود الى مرحلة الاربعينات، وهو بالمناسبة ورث العمل التجاري الحر من والده.
الوثيقة الاولى عبارة عن تبرع بمبلغ «ألفي روبية» مساعدة الى لجنة اعانة فلسطين بالكويت محولة الى حسابه في «المصرف الإيراني في الكويت» وتوقيع امين الصندوق باللجنة السيد يوسف بن عبدالوهاب العدساني بتاريخ ربيع الثاني عام 1367 المصادف في شهر فبراير عام 1948، والمرحوم يوسف العدساني تولى اداراة البلدية عام 1932، وعضوية مجلس المعارف عام 1936، والمجلس التشريعي عام 1938، وكذلك عضو في لجنة التموين خلال الفترة من 1941 الى 1945.
الوثيقة الثانية عبارة عن ايصال يحمل رقم 7657 بمبلغ 100روبية تبرع في اكتتاب «طائرة الخليج الفارسي المقاتلة» وممهورة بتوقيع شخصية انكليزية، حررت بتاريخ 10 نوفمبر عام 1941 اثناء الحرب العالمية الثانية، وهو رقم له قيمة كبيرة في ذاك الوقت.
تولى المرحوم سليمان محمد اللهيب عضوية المجلس البلدي وعضوية مجلس الاوقاف منذ تأسيسه عام 1932 واختير عضوا في لجنة التثمين، له من الابناء محمد وعبداللطيف وخالد، توفي عام 1969.
عمل في تجارة العقارات خلال الاربعينات والخمسينات وكان هو من يحدد السعر في السوق العقاري، ويرجعون اليه لحل الخلافات العقارية بين الملاك واشتهر بالعمل الانساني والخيري ومن اعماله تلك تبرعه بجناح في دار المعوقين.
امتلك عددا من الدكاكين بالوسط التجاري وفي مناطق مهمة بالاربعينات، وكان شغوفا ومفتونا بالعقار، اوصى اولاده قبل الوفاة بإعفاء بعض المحلات المؤجرة الى اشخاص كويتيين من الايجار حتى لا يتسبب بإرهاقهم ولضعف احوالهم المالية، لا سيما ان معظم هؤلاء كانوا يستخدمون المحلات كواجهة اجتماعية وملتقى يجمع التجار والمتعاملين معهم.
أحد ابنائه روى لرئيس التحرير ان والده كان اول من عمل في استيراد الغترة الحمراء (الشماغ) من اليابان الى الكويت، اكتسب خبرة في مجال التسويق من خلال الممارسة، وكان عندما يزيد عنده المخزون يستدعي تجار المفرّق ويقول لهم «سَوّقوا البضاعة وانا اضمن خسارتكم، فالربح لكم والخسارة لي» وكانت طريقة تسويق نادرة وناجحة.
عام 1947 اشترى بيتا بمساحة 3 آلاف متر في منطقة الصالحية مقابل مبنى البلدية الحالي بقيمة 160 ألف روبية، وهو رقم خيالي في ذاك الوقت، ولم يكن احد سبقه في ذلك او تعامل بهذا الرقم، مما دفع بحاكم الكويت آنذاك لاستدعائه وسؤاله عن مغزى هذا السعر المرتفع جدا، ليجيب بالقول «عندي نظرة لمستقبل الكويت» فبارك له تلك الخطوة.
وفي سنة 1944 اشترى ارضا من عبدالله العثمان تبلغ مساحتها حوالي 30 ألف متر مربع مقابل سينما الحمراء (موقع فندق الراية) بنحو 13 ألف روبية، وكان لعملية الشراء والبيع صدى واسع عند التجار وأهل الكويت.
يروي أحد العاملين القدامى في بلدية الكويت قصة سليمان اللهيب مع القرارات التي تصدرها البلدية، فقد اقدم على ممارسات لم يسبقه إليها أحد من قبل، كانت الاسواق التجارية في الكويت بدائية في ذاك الزمان و«معرّشة»، جاءت البلدية لتستبدل تلك الاسقف وفرضت تكاليف الترميم على ثلاث جهات هي البلدية والمالك والمستأجر، اعترض على ذلك وقال من يتحمل التكاليف جهتان هما البلدية والمالك، لان المستأجر «ضعيف الحال وأنا آخذ حصته»، فقام بدفع الحصتين أي الثلثين وهو موقف تميز به عن أقرانه.
توسعت دائرة اعماله وعقاراته في الاربعينات، وكان يذهب الى البصرة لفتح اعتمادات بنكية هناك لعدم وجود بنوك في الكويت في تلك الفترة.
وعلى الرغم من محدوية تعليمه - من مواليد 1894 - فإنه وبحكم التجارة والاحتكاك بالاخرين في عمل السوق ابدى انفتاحا متزنا على صعيد تعليم ابنائه وبناته، فقد أصر على ارسالهم للخارج بغرض التعليم وهو ما تحقق لهم.
الصراحة في قصور بالاعلام وفي ذرية واسرة المرحوم ايضا
ليس من المعقول شخصية تجارية بهذا الحجم ولا احد يعرفها
اتمنى كتابة موضوع عن الاسرة الكريمة ممن لديه معلومات عنهم
الله يرحمه ويغمد روحه الجنه...شخصية كريمة بهذا الحجم تستحق الوقوف عندها وأؤيد كلام الأخ متصفح بأن هناك قصور تجاهها وأنه يجب ان يكون هناك موضوع متكامل عن اسرة اللهيب الكريمة وأبرز شخصياتها.
باع عبدالرحمن بن عبدالله السلبود البيت على سليمان محمد اللهيب
وهو التاجر اللهيب شيخ العقاريين .. "موقع العقار " ساحة الصفاة في مقدمة الواجهة التجارية بجوار المباركية
المصدر وزارة العدل - الورقة نشرت بمقال اسرة البائع
التاجر سليمان محمد اللهيب يتميز بالحنكة والذكاء في قراءة السوق والتخطيط للمستقبل AA إن من أهم عوامل النجاح الفطنة والحنكة وحسن التصرف، وقلّما يأتي نجاحٌ بغير حسن تدبير وتخطيط جيد، وقلّما ينتهي التخطيط وحسن الإدارة بغير نجاح، لأنّ الدراية بمجريات الأمور وثقل الخبرات من أهم مقومات الاستمرار في العمل التجاري، ومن المعلوم أن الناجحين كانوا أناساً عاديين ولكنهم تحلوا باقتناص الفرص والتخطيط السليم، فكان لهم التوفيق والنجاح والتميز. ومن المعلوم للقاصي والداني أن من أهم شمائل النبي صلَّى الله عليه وسلَّم رجاحة عقله الشريف صلَّى الله عليه وسلَّم على سائر العقول، ومن دلائل ذلك حسن إدارته لتجارة السيدة خديجة رضي الله عنها، ودليل ذكائه وحنكته التجارية صلوات ربي وسلامه عليه أنه كان على دراية تامة بمجريات السوق فتاجر وباع واشترى، وكسب وربح، وكان صلى الله عليه وسلم سبباً في بركة ونماء مالها، الأمر الذي جعل كل صاحب مال يتمنى أن يقبل النبي صلى الله عليه وسلم الخروج في تجارته لصدقه وأمانته وفطنته وذكائه صلوات ربي وسلامه عليه. وتوضح هذه القصة الواقعية (مقالة للكاتبة عبير مبارك - جريدة الشاهد– العدد 501) مثالاً ونموذجاً لصاحبها التاجر سليمان اللهيب رحمه الله تعالى لتؤكد جملة من الصفات الحميدة التي اتسم بها التاجر الكويتي، والتي من أهمها رجاحة العقل وحنكته وذكاؤه في قراءة أحوال السوق وحسن التخطيط للمستقبل. وجاء فيها أن التاجر سليمان اللهيب رحمه الله عمل في تجارة العقارات في فترة الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي وكان – في زمانه – أحد المراجع العقارية، فيحدد السعر في السوق العقاري ويرجعون إليه لحل الخلافات العقارية، والحكم في النزاعات التي تنشأ في سوق العقار في ذلك الوقت، وقد ساعدت هذه الخبرات المتعددة في سوق العقار على صقل مهارات التاجر سليمان اللهيب رحمه الله، الأمر الذي جعلهم يختارونه عضواً في لجنة التثمين آنذاك. وجاء في ثنايا قصة التاجر سليمان اللهيب رحمه الله أنه في عام 1944م اشترى أرضاً من عبدالله العثمان تبلغ مساحتها نحو 30 ألف متر مربع مقابل سينما الحمراء (موقع فندق الراية حالياً) بنحو 13 ألف روبية، وكان لعملية الشراء والبيع هذه صدى واسع عند التجار وأهل الكويت في ذلك الوقت. وفي عام 1947م اشترى التاجر سليمان اللهيب رحمه الله بيتاً بمساحة 3 آلاف متر في منطقة الصالحية مقابل مبنى البلدية الحالي بقيمة 160 ألف روبية، وهو رقم خيالي في ذاك الوقت، ولم يكن أحد سبقه في ذلك أو تعامل بهذا الرقم، ما دفع بحاكم الكويت آنذاك إلى استدعائه وسؤاله عن مغزى هذا السعر المرتفع جداً، ليجيب بالقول: «عندي نظرة لمستقبل الكويت» فبارك له تلك الخطوة وهنأه على شجاعته وجرأته وتمنى له الخير. وهكذا توسعت دائرة أعمال التاجر سليمان اللهيب رحمه الله لا سيما في مجال العقار، وساعدته خبرته وفطنته ونظرته المستقبلية على التوسع في الامتلاك والإيجار، خصوصاً في الأماكن التي تنبأ لها بمستقبل واعد في ما بعد، ولما توسعت تلك الأعمال بشكل كبير في الأربعينيات ذهب التاجر سليمان اللهيب إلى البصرة لفتح اعتمادات بنكية هناك لعدم وجود بنوك في الكويت في تلك الفترة. وهكذا تمتع أهل الكويت في كويت الماضي بالكثير من الصفات الجليلة التي سطرها التاريخ في حقهم، خصوصاً من امتهن منهم مهنة التجارة، فامتازوا بالفطنة والذكاء وحسن التخطيط للمستقبل، فكانوا قدوات حسنة لمن جاء من بعدهم حتى يسيروا على دربهم ويسلكوا نهجهم. رحمهم الله جميعاً وأسكنهم فسيح جناته. د.عبدالمحسن الجارالله الخرافي