السدرة بين أزهار النوير (2)
في هذه الحلقة الثانية من السدرة، يتابع برجس البرجس رواية ما يتذكره من ذكرياته.
وقد روى في الحلقة الاولى الولادة، والنشأة بين الكويت والجهراء والعمل مبكراً لاعالة العائلة، والانتقال من فريج البدر حتى الاستقرار في الشويخ.
لا أذكر في أي سنة دخلت المدرسة، وكانت مدرسة أهلية، ولكن لا بد أن عمري كان سبع سنوات تقريباً حسب العادة التي ظلت متبعة في تلك الأيام، وستظل كذلك في مدارسنا لسنوات طويلـة. في تلك المدرسة قضيت سنة واحدة عند الشيخ أحمد الخميس الذي خاله هو الشيخ عبدالله الخلف الدحيان، ومعلمه واستاذه في الوقت نفسه.
عمل هذا الشيخ مع عبد الملك الصالح في مدرسة الأيتام التي أنشأها شـملان بن علي آل سيف في كشك الصقر، جبلـة. ما أذكره من هـذه المدرسة الأولى، أننا كنا نتلقى، أنا والكثير من الزملاء والأصدقاء من فريج البـدر مثـل أولاد الرشـيد والبـدر، دروساً دينيـة وشيئاً بسيطاً من الحساب، ولاشيء آخر. ولا أذكر بالضبط كم كنا ندفع رسوما، ربما روبيتان أو ثلاث شهرياً.
في المعارف
بعد تلك السنة قالوا لي عليك أن تذهب الى مدارس المعارف، أي التعليم النظامي، ولكنك لا تستطيع الالتحاق بالتعليم النظامي الا اذا ذهبت لرؤية الشيخ يوسف بن عيسى القناعي. تذهب وتقول له أنا فلان ابن فلان فيسأل ويعرف.
كان الشيخ يوسف هو المشرف على التعليم النظـامي منذ أن نشأ، أي منذ أن أرسى هذا الشيخ أول مدرسة نظامية في الكويت في عام 1912، بعـد افتتاحه أول مدرسة أهلية في عام 1907. وفي مدرسته النظامية الأولى، أي المباركية، تلقى أبناء الكويت العلوم والتربية على أساس نظامي، ومضى الشيخ في نظـره بعيداً، فأراد ادخال اللغة الأجنبية في المناهـج الدراسيـة، لولا أن عارضه كثيـرون.
اذن كان على كل طـالب يود الدخول، سواء في المباركية أو الأحمديـة أو الشرقية، أن يذهب الى الشيخ يوسف حتى يعرفوا أنه من أولاد البلد وأنـه راغب بالدراسة. فذهبت اليه بنفسي في تلك السن، وسأل عن اسمي واسم عائلتي، ثم أعطاني ورقة وقـال خذها الى ناظر المدرسة المباركية، وكان يومها الأستاذ أحمد شهاب الدين، وابنـه عدنان هو من تـولى رئاسة معهد الكويت للابحاث العلمية.
ذهبت بورقتي الى ناظر المباركية وأنا لا أعرف شيئا عما يدور حولي، فقال لي أنت من سكان جبلة، فقلت نعم، فقال اذهب الى الأحمدية. وهي المدرسة ذاتها التي درس فيها والدي بعد انشائها في عام 1921 في جبلة والتي تم جمع مبالغ مالية للمساهمة فيها بين 10 آلاف روبية و15 ألف روبية كان منهم الأمير وتجار الكويت وعين الشيخ يوسف بن عيسى ناظراً لها. وسميت هذه المدرسة النظامية الثانية في تاريخ الكويت بعد المباركية باسم الشيخ أحمد الجابر الصباح.
..وفي الصالحية
وفي الأحمدية دخلت، ودرست اولى روضة يسمونها «تمهيدي»، ومنها انتقلت إلى الصف الأول. إلا أن بقائي لم يطل هناك كثيراً، فقد انتقلنا من بيت العائلة ولكثرة العدد والشبيه بمعسكر بأقسامه الثلاثة، إلى بيت آخر في الصالحية، وصارت المدرسة القبلية، المدرسة الثالثة التي أنشأها مجلس المعارف في أحد البيوت التي تملكها عائلة العصفور بعد الإقبال الشديد على التعليم، أقرب إلي من الأحمدية، فكان لابد من الانتقال إليها.
كل هذا حدث، الانتقال من مدرسة إلى أخرى، ومن مرحلة دراسية إلى أخرى، والحرب العالمية الثانية تدق أصداؤها نوافذ الكبار، ويصل منها النزر اليسير عبر مذياع أو فيلم أو ذاكرة كبار السن الذين شهدوا حروبا قريبة تشبهها. وكان من الطبيعي أن نلمس آثارها حتى على مناهجنا المدرسية وعلى معيشتنا.
مساعدة من دون مقابل
كان التقشف سمة عامة فرضت نفسها على المدرسة، فلا كتب إلا في النادر من الأحيان. الحصول على كتب تعليم الانكليزية كان الأصعب، وأذكر أستاذاً مصرياً كان اسمه سعيد هادي يجتهد ليحصل لنا من دائرة المعارف على كتب نقرأها. ولم تكن هناك طباعة كتب في الكويت، كل ما لدينا إما من بغداد أو من مكان آخر، وكلها توزع علينا مجاناً، مثلما كانت الدراسة مجانية. ولم يشعر أي طالب بالضغوط، فقد كان الزملاء والأساتذة يهبون لمساعدة الطالب الفقير ويسألون عن أسرته، وقد ساعد الاستاذ صالح شهاب كثيرين في المدرسة القبلية ومد يده حتى إلى أسرهم. هذا الرجل ظلم كثيراً في تقديري ولم يعط حقه ولا تم تقدير حسناته. كان الأكثر نشاطاً في مضمار الحركة الكشفية والرياضية، وهو الذي تولى مسؤولية التربية البدنية وأنشأ فريقا لكرة القدم والطائرة والسلة، بل وجاء برياضيين هنود من شركة نفط الكويت التي بدأت بالعمل في عام 1946 لتدريبنا. وحتى بعد أن خرجنا من المدرسة القبلية كان يساعد من يود أن يعمل في شركة النفط. كان في فريجنا أكبر ملعب في الكويت يسمى شبان الوطن، واسع تقام فيه المهرجانات السنوية وتشارك فيها كل المدارس.
أساتذة علموني
في هذه المدرسة، وهي آخـر عهدي بالتعليم النظـامي إذ أنني غـادرتها بعـد أن أنهيت الصف السادس، كان من أساتذتنا، بالاضافـة إلى صالح شهاب، خـالد عبـد اللطيـف المسلم وبدر سيد رجب وابراهيـم عبد الملك ويوسف المشاري وعبد الرحمن الدعيج والمـلا عثمـان مشهور ومحمد ابراهيم الفـوزان وإبراهيم المقهـوي وسـعود الخـرجي وعبد العزيز جعفر، وكلهم من أهل الكويت. أما نـاظر المدرسة المربي الفاضل وصاحب الخط الجميـل فكان عبد الملك الصالح. ولدي شهادة في الصف الثالث الابتدائي بخط يـده تظهر كم كان خطه جميلا. لقد كان كاتباً في الأصل عند المرزوق في الهند، وجاء وعمل في التعليم وأصبح ناظر القبلية. وكان ابنـه ناظراً للأحمديـة ووكيلا لوزارة الارشـاد ووزيراً للتربيـة. ومن أبنائه الذين عملوا في القبلية إبراهيم.
كان لدينا من المربين محمد زكريا الأنصاري وراشد السيف وجابر أفندي، وهو أستاذ كان قاسياً جداً يضرب بعنف، وجاء بعده الأستاذ إبراهيم عيد. وهؤلاء بدأ مجيئهم إلى الكويت في عام 1936، وتكاثروا في مجال التربية والتعليم، ثم عرفنا بعد ذلك الأساتذة المصريين مع مجيء بعثة تعليمية من مصر، وعرفت من مصادر رسمية في ما بعد أن الحكومة المصرية قبل الثورة كانت تدفع نصف رواتبهم.
حادثة لافتة
في هـذا الجو وقعت حادثـة لافتـة للنظر. جرت العادة أن يأتي من البحـرين مفتش انكليزي اسمه بيل غريف مكلف بالتفتيـش عـلى المـدارس والمدرسـين ومناهج التعليم، وعندما علم رئيس البعثة المصرية حمدي بيك بأنه قادم للتفتيش على البعثة المصرية أبلغ الشيخ عبد الله الجـابر رئيس دائرة المعـارف آنذاك، وقال انه سيسحب البعثـة المصرية إذا تدخـل بيل غريف، وهـو لا يرضى أن يفتش بعثته أي مسؤول انكليزي. ولكن الشيخ عبد الله الجابر طلب منه أن يقبل لمرة واحدة فقط، وبعدها لن يرجع بيل غريف. وبالفعل لم يعد بعـد سنـة، وانقطـع منذ ذلك الوقـت.
ووقعت حادثة أخرى في المسار التعليمي، كانت مشكلة بين البعثة التعليمية المصرية ودائرة المعارف هذه المرة. أرسل رئيس البعثة الذي لا أذكر اسمه شكوى من الكويت، فتأثرت الكويت لأنه لم يكن هناك سبب للشكوى، وتقرر في عام 1951 أو 1952 أن يرأس البعثة التعليمية فلسطيني. وذهب نصف اليوسف وعبد الحميد الصانع إلى الشام ولبنان بحثا عن رئيس للبعثة. وتم ترشيح اثنين من الجامعة الأميركية في بيروت، د. نقولا زيادة ود. قسطنطين زريق، فارتأى د. زيادة أن يكون رئيس البعثة مسلماً، ورشح أقرب شخص لديه، فكان الأستاذ درويش المقدادي الذي يحمل الجنسية الفلسطينية. وأصبح هذا رئيس البعثة التعليمية في الكويت أو مدير المعارف حسب التسمية الوظيفية، وظل في وظيفته هذه إلى أن تسلمها عبد العزيز حسين.
البيت المعسكر
تحدثت عن بيت البرجس الشبيه بمعسكر، وعن ضيقي بحياة الشتاء في الكويت وانتظاري اليوم الذي أنطلق فيه إلى الجهراء، وعلي أن أتحدث الآن عن رؤيتي لسجن حقيقي لأول مرة، ورؤيتي لسجناء في غرف متعددة. كنت في العاشرة تقريباً حين اعتاد والدي أخذي معه في زيارة لسجناء لم أكن أعرف عنهم شيئاً، فيسلم عليهم ويجلس معهم قليلا ثم نخرج. ولا اذكر الا أننا كنا ننزل الدرج حين نذهب اليهم، أي كانوا في سرداب. كان هذا في عام 1939 أو 1940، لانهم أطلقوا سراحهم في عام 1944، أي بعد خمس سنوات.
.. أول مرة في السجن
كان هؤلاء السجناء هم، سليمان خالد العدساني وسيد علي سيد سليمان الرفاعي ومشعان الخضير الخالد وعبداللطيف الثنيان الغانم ويوسف مرزوق المرزوق وصالح العثمان. أي بعض أعضاء أول مجلس تشريعي منتخب تشكل في الكويت في 29 يونيو 1938 في عهد الشيخ أحمد الجابر الصباح. انتخبهم 320 شخصا من بين 20 مرشحاً اجتمعوا في ديوان الصقر، وترأس مجلسهم الشيخ عبدالله السالم الصباح. وبدأ المجلس يعقد اجتماعاته بالقرب من كشك الصقر، أي بالقرب منا، وكنا نراهم في ساحة الصفاة. وحدثت ما سميناها الضربة، أي حل المجلس، بعد ستة أشهر وضع خلالها المجلس القانون الأساس لنظام الحكم في فترة قصيرة. وأخذنا أهلنا أنا وأولاد عمي الى الجهراء ليبعدونا عن هذا الجو لأنه حدث قتل كما علمنا. وبعد اسبوعين تقريبا رجعنا من الجهراء، وقالوا لنا انتهت العملية الآن وسجنا الجماعة. لم أشاهد أحداث الشنق في الصفاة ولكنني سمعت عنها، وسمعت أن السجناء تعرضوا للتعذيب في البداية، الا أنه بدا لي أن وضعهم أفضل.
.. واندلعت الحرب
ترافقت أيام تعليمي الابتدائي كما قلت مع أيام الحرب، ومثلما كان هناك تقشف في أحوالنا المدرسية سيطر التقشف على أحوالنا المعيشية، فأكلنا خبز الشعير بدل خبز القمح، خبز شائك يجرح البلعوم عاشت عليه الكويت كلها تقريباً. وحتى الملابس لم يكن سهلا الحصول عليها، فكانت تأتينا ملابس مستعملة من الجيش البريطاني. ومع تزايد صعوبة الحصول على المـواد الغذائية صار التموين بالبطاقة، تشتري المواد المدعومة من الحكومة حسب عـدد أفراد العائلة. وفي هـذا الجو اتصلنا بالعالم عن طريقين: طريق الأخبـار التي تصل عبر الراديـو، والقليل من أهل الكويت من امتلك راديـو خاصاً به، ومن امتلك كان يستمع الى الأخبار ثم يذيعها بين الناس ليتناقلوها. أما الطريق الثاني فكان شاشة السينما التي جاءت بها الينا ضرورات الدعاية الحربيـة البريطانيـة. كانوا يقيمون شاشة العرض السينمائي في ساحة الصفاة، ويجلس أهل الكويت على الأرض ويستمعون ويشاهدون تشرشل خطيباً، أو يشاهدون صور الجيوش البريطانية وهي تتحرك، ويصلهم صوت مذيع معلق باللغة العربية اسمه عزيز العزاوي يبدأ كلامه بعبارة «لكم التحية من لندن» ثم تعرض الشاشة مشاهد من ساحات المعارك.
بالطبع لم يكن هنـاك شيء عن نشاط ألمانيا وحلفائها، سوى طلعة تشرشل رافعاً يديه وجيشـه في أغلب الأحيان. ولا يصلنـا شيء أكثر من ذلك، أي أن التفاصيل ظلت غائبة؛ تحولنا إلى عيون تشاهد الشاشة وآذان تسمع تعليقـات مذيع لندن ذاك، لا نملك كتبا للقراءة ولا صحفاً.. لا شيء من هذا.
السفن الشراعية
ومع ذلك تميزت الكويت بشيء واحد وهو أنها بدأت تكثر من بناء السفن الشراعية، لسببين، الأول انتهاء مهنة الغوص التي تضاءلت تضاؤلا ملموساً بعد ظهور اللؤلؤ الصناعي الياباني المزروع واجتياحه للأسواق، ومنافسته للؤلؤ الطبيعي من حيث الجودة والسعر، وبهذا قضي على مهنة وصناعة الغوص في الخليج العربي كله، فنشطت حركة السفر إلى الهند وسواحل أفريقيا، والسبب الثاني، انشغال السفن التي تنقل المواد الغذائية في ميادين القتال.
وكانت السفن الشراعية الكويتية تبنى بأيد كويتية ويعمل عليها أبناء الكويت، وترحل بالتمور إلى الهند، وتأتي بالأرز والخشب والسكر إلى العراق والسعودية. وصنعت السفن بأعداد كبيرة في منطقة جبلة وشرق لحساب عائلات تجارية ثرية مثل الصقر والثنيان والمرزوق والعثمان. أما نصيب العاملين على هذه السفن فكان يتفاوت، فمنهم من كانوا يفقدون مع سفنهم إذا غرقت، ومنهم من كان يتم إنقاذهم.
حياة البحر
المسألة المهمة في كل هذا الذي لا ينطبق عليه إلا وصف حياة البحر والدموع، إذا تذكرنا من كانوا ينتظرون على الشاطئ عودة البحارة الغائبين، ثم تأتي سفنهم لتخبر عن فقدانهم في البحر، أو تأتي سفن تخبر عن غرق سفينة بكل ما فيها، هو اعتزاز العامل الكويتي بنفسه وكرامته. لم يكن البحار يذهب بنفسه إلى المجدمي ويطلب السفر معه، بل كان يظل في بيته، ويأتي النوخذة بنفسه إلى بيته ويدق الباب على البحار ويسأله إن كان يحب السفر معه، فيرد عليه البحار«حاضر.. إن شاء الله». لم يكن البحار يذهب ليطلب حتى لو مات جوعاً.
فقدنا الكثيرين في تلك الأيام، كنا نسمع أخبار غرق السفينـة الفلانيـة ومعهـا من كان على ظهرها، وغرق فلان من الناس، أو قد يـأتي خبـر عـن غرق سفينـة ولكن بحارتها تم إنقـاذهم.
هذا جـانب من جـوانـب حياة البحر، أما الجانب الآخر الذي تعرفت عليه فكان مصير العاملين في الغوص. كنت أحب الجلوس والاستماع إلى أحاديث الكبار وقصصهم عن الغوص. وأكثر هذه الأحاديث كان يدور حول الديون.
تبدأ القصة بسلفة يعطيها صاحب السفينة للغواص، 20 روبية مثلا، ويذهب على ظهر سفينة الغوص مع حظه بين يديه. فإذا حصل على لؤلؤة وبيعت أو حصل على شيء آخر يسقط عنه الدين، ويحصل على القليل مما تبقى من ثمن اللؤلؤة، حصته بعد خصم الدين ورسم صاحب السفينة. أما إذا لم يحصل على شيء، فسيظل مدينا، ويأخذه صاحب السفينة في السنة التالية ويمكن أن يعطيه سلفة أخرى تضاف الى الأولى. كان هناك من يعجز عن سداد ديونه المتراكمة، ولا يواتيه الحظ بصيد ثمين يعوض جهده ويسدد دينه، وعندها يمكن أن يأخذ صاحب السفينة بيته لقاء الدين.
كان هذا الظلم يحدث أحياناً. يطالبه صاحب السفينة بالسداد وهو لا حيلة له إذ لم يحصل على شيء من أعماق البحر، قد يتراوح الدين ما بين 30 أو 40 أو 50 روبية لا يستطيع دفعها، ولأنه لا يملك سوى بيته، يطالبه بعض النواخذة بالخروج من بيته وتسجيله باسمه. وهكذا تنتقل ملكية البيت إلى صاحب السفينة. بعضهم كان يطلب رهن بيته حتى يتمكن من السفر وتحصيل قوته، فيستغل مالكو زمام الغوص حاجته اشنع استغلال.
لقد رأيت، وانا صغير السن، مشهد عودة البحارة من الهند، وقد جلبوا معهم هدايا متواضعة لأسرهم في صندوق خشبي كبير. ورأيت كيف تأتي بهم القوارب مع صناديقهم إلى الشاطئ، فيطلب البحار من ابنه أن يأتي بحمال يحمل الصندوق الثقيل. إنه يقوم بكل الأعمال على ظهر السفينة من تحميل وتنظيف وكل ما تستلزمه وظيفة البحار من أعمال، لكنه يملك نفسا أبية تمنعه أن يكون كذلك على البر. يترك لحمال أن يعود بأشيائه إلى البيت، ويعود إلى البوم ليحمل التمر والخشب متقطع الأنفاس قبل أن يرتاح أو يرى بيتاً أو زوجة.
تلك الأجـواء لمستهـا في قصيدة عنـوانهـا :
«عسر الدهر كابح زنودي بكمبار»
قيلت اثناء كساد الغوص عام 1929.
__________________
تهدى الامور بأهل الرأي ماصلحت ***************** فان تولوا فبالاشرار تنقاد
|