راسل ادارة الموقع جديد المشاركات التسجيل الرئيسية

 
 
        

اخر المواضيع

 
 

 
 
العودة   تاريخ الكويت > منتدى تاريخ الكويت > تاريــــــخ الكـويت
 
 

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-07-2010, 12:58 PM
الصورة الرمزية بنت الزواوي
بنت الزواوي بنت الزواوي غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Jul 2009
الدولة: كويت
المشاركات: 209
افتراضي صفحات من تاريخ الكويت الحبيبة ..

الكويت

هو تصغير كوت وهو معروف بالعراق، وهو عندهم يحتوي على عدة دور للفلاحين ويحاط بسور، وقد تكون هذه الدور خالية من السور.
وتاريخ بناء هذا الكويت لا نعلمه بوجه الحقيقة والأحرى أنه بنى في آخر القرن الحادي عشر من الهجرة، أما الباني فهو أمير بني خالد باتفاق الرواة، كان هذا الأمير يضع فيه الزاد والمتاع إذا اشتمل للربيع ويتزود منه لحاجته، والظاهر أن الباني لهذا الكويت هو براك أمير بني خالد، لأن براكاً سنة 1074 هجرية كان هو الأمير على بني خالد أيام دولتهم، وقد ذكر في تاريخ العراق الحديث (أن الحكومة أمرته أن يأخذ الإحساء من محمد باشا فلم يجد صعوبة في أخذها ورأى من المناسب أن يأخذها لنفسه). فمن هذه العبارة استدل أن الباني هو براك وأن البناء قد يكون في آخر سنة 1100 من الهجرة.
مناخ الكويت

الكويت أحسن بلد في الخليج العربي مناخاً وصحة أما الهواء فريح الشمال تهب على الكويت من بحر لا يتجاوز عرضه عدة أميال فيأتيها الشمال خالياً من السموم ومن الرطوبة متلطفاً بالبرودة من هذا البحر، والصبا يأتيها من البحر ويسمى "نعشي"، والجنوب يأتيها من الخليج العربي محاذياً لساحل العدان وفيه نداوة قليلة لا تنكمش منها النفس، وهواؤها ليلاً في الغالب هو الغربي يأتيها من الصحراء لذيذاً بارداً، وليس في الكويت هواء فيه سموم إلا السهيلي، ويهب من جهة سهيل اليماني وهو ما بين الغرب والجنوب، وهذا الهواء مع ندرته لا يكون به سموم إلا إذا هب نهاراً في أيام الصيف قرب الظهيرة، ومنام الكويت أيام الصيف لا يوجد حتى في الشام ولبنان والسبب عدم وجود البعوض والبق، وينام الكويتيون في الصيف على سطوح المنازل بينما المنام في الشام ولبنان داخلها وهي لا تخلو من البعوض.
أما الصحة فحدث عنها ولا حرج فلقد مضى على أهل الكويت ما ينيف على 200 سنة وليس فيها طبيب سوى طب العجائز: الكي وشرب المسهل، والأمراض الفتاكة نادرة فيها ولهذا لما حدث الطاعون سنة 1247 هجرية جعلوا لحدوثه تاريخاً، ومن بعده لم يحدث وباء يذكر سوى الانفلونزة العامة آخر سنة 1336 هجرية، ولو أن أهل الكويت أعطوا النظافة حقها في مسكن وملبس ومأكل وبدن لرأيتهم أكثر مما هم فيه من الصحة والنشاط ولكن الأغلبية الساحقة هي على البداوة من قلة العناية بالنظافة وعدم الاعتقاد أن النظافة أساس الصحة، وقد بدأت حالتهم تتبدل لانتشار العلم وإدراك أن النظافة من الإيمان.
أرض الكويت والزراعة

أرض الكويت صالحة للزراعة بجميع أنواعها، وإنما العلة هي قلة الماء الصالح للزراعة، إذ ليس في الكويت ماء معين ولا عيون يتوفر فيها الماء وتقوم بحاجة المزارعين، بل جل ما فيها آبار يتوقف ماؤها على الأمطار، فإذا جاء المطر صارت هذه الآبار صالحة للزراعة، وإن قل المطر أو انقطع صارت مالحة لا تصلح لذلك، فلهذا يقتصر زراع الكويت على زرع المخضرات من طماطم وبطيخ وقثاء وبصل وكراث وفجل وما أشبه ذلك لأنها تثمر مدة ليلة وقبل أن يتبدل ماء الآبار.
وأما زراعة الأشجار والفواكه والنخيل وكل زرع يريد استمرار الماء فإنها لا تنتج بسبب تبدل الماء إذا دام عليه النزح .
وفي الجهرة (وهي قرية من قرى الكويت) آبار ماؤها غزير ولا ينقطع أو يتبدل إلا أنه مر لا يصلح لكل زراعة، ويزرع في هذه القرية النخل والبرسيم والشعير والكراث وما أشبه ذلك، وجعل حاصل زراعتها من البرسيم، ولو سهل للكويت آباراً ارتوازية أو مدت لها أنابيب المياه من البصرة لكانت أرضها جنة تشد إليها الرحال، وما ذلك على الله بعزيز .
أول من سكن الكويت

سكن الكويت قبل آل الصباح وجماعتهم لفيف من البدو وصيادي السمك ثم آل الصباح وآل الخليفة والزايد والجلاهمة والمعاودة، ونزل هؤلاء بعد الإذن من أمير بني خالد، وكانت هجرتهم إلى الكويت بالتدريج لأنهم لما تركوا قطر تفرقوا في البلاد فمنهم من سكن بلاد فارس ومنهم من سكن قيس (وهي جزيرة في الخليج العربي)، ومنهم من سكن الصبية ومنهم من سكن عبادان والمخراق، ثم أخذوا يتوافدون على الكويت وتبعهم خلق كثير غيرهم من عرب وعجم.
اختيار صباح الأول للحكم

لما كثر الساكنون في الكويت وخالطهم جمع من المهاجرين إليها رأوا من الضروري أن يؤمر عليهم أمير منهم يكون مرجعاً لحل المشكلات والاختلافات فوقع اختيارهم على صباح لهذا الأمر، فوافقهم صباح بعد أخذ العهد منهم على السمع والطاعة في الحق، ولا نعلم على وجه الحقيقة في أي سنة أختير هذا الأمير ولكن اتفق الرواة على أنها ما بين سنة 1110 هجرية وسنة 1130 هجرية على وجه التقريب.
لم نعلم بحقيقة الحال عن مولده ومدة حياته ولا نعلم بسنة موته وأما سيرته فهي باتفاق الرواة حميدة مرضية ويؤيد ذلك أن الجماعة ما اختارته وقدمته إلا لأنه أمثلهم عقلاً وأحسنهم سيرة وأقربهم لاتباع الحق، وقد أصابوا المرمى في ذلك والحمد لله.
عبدالله بن صباح الأول

لا نعلم تاريخ ولادته.
وهو أصغر أولاد صباح، ولصباح عدة أولاد ولكن عبدالله أحسنهم سيرة ونباهة، وقد استقام في الإمارة ما يقارب سبعين سنة وتوفي سنة 1229هجرية، وتقدمت الكويت في أيامه وامتدت تجارتها إلى الهند والمليبار واليمن والعراق -كما ترى ذلك مفصلاً عند ذكرنا للتجارة- ومن المتفق عليه أن عبدالله رجل حازم قريب من الحق، محب للعدالة، حسن السياسة، لا يبت في أمر مهم إلا بعد مشاورة جماعته، لا يخالفهم فيما يرونه صواباً.
الحوادث المهمة في زمن عبدالله الأول
(1) هجرة آل خليفة من الكويت إلى الزبارة سنة 1180هجرية:
أصح الاقوال في سببها هو ما حصل من التعدي على أهل الكويت من بني كعب بن عامر، وبنو كعب قبيلة كبيرة من سبيع كانت تابعة للحكومة العثمانية، وحصل بينها وبين الحكومة خلاف فهاجرت إلى الدورق سنة 1178هرية، فصارت تابعة لإيران، وكانت سفنهم من أيام قوتهم إلى حال التاريخ لم تنقطع من سابلة الكويت، وبسبب هذا الاختلاط حصل منهم ظلم وتعد على الكويتيين فلم يطق الشيخ محمد بن خليفة هذه الإهانة فهاجر إلى الزبارة وأول من نزل الزبارة الشيخ أحمد بن رزق.
وإن أردت تفصيلاً لتحول الخليفة من الكويت إلى الزبارة ثم تملكهم للبحرين فراجع تاريخ البحرين للشيخ محمد النبهاني تجد فيه الحقيقة.
(2) وقعة الرقة:
الرقة محل معروف بقرب فيلكة، وأسباب الوقعة طمع بني كعب في الكويت وآباء أهل الكويت الخضوع لمظالمهم، ولما علم عبدالله بن صباح بحملتهم على الكويت جهز سفن الكويت بما لديه من قوة بالرجال والسلاح، فالتقت السفن بالرقة ومن حسن حظ الكويتيين أن الهواء كان ساكناً وسفن العدو متفرقة، وسفن الكويت صغيرة تجذف بالمجاذيف، فأخذت تحيط بسفن الكعبيين واحدة بعد واحدة، وسفن الكعبيين كبيرة لا تستطيع الاتصال لركود الهواء فكلما قضت سفن الكويت على واحدة تحولت إلى الأخرى.. وهكذا، حتى قضت على أغلب سفن العدو ولم يسلم منهم إلا النادر، ورجع أهل الكويت فائزين بالنصر، وأخذوا من العدو عدة سفن مع ما بها من ذخيرة فصار هذا النصر فاتحة عز لأهل الكويت.
(3) بناء السور للكويت:
كانت الكويت في بادئ أمرها تحت حماية أمير بني خالد فلما توفي وضعف حكم بني خالد صارت الكويت مهددة من جهة الجنوب بسعود بن عبدالعزيز آل سعود، ومن جهة الشمال بأمراء المنتفق، فاضطر الكويتيون لحماية أنفسهم وأموالهم إلى بناء السور، فبنوه في مدة وجيزة.
وكان أوله من الجهة الشرقية جناح نقعة (النقعة: حوض ترسو فيه السفن) ابن نصف الشرقي، وآخره من جهة الغرب جناح نقعة سعود القبلي (قرب المدرسة الأحمدية الآن) ثم زيد هذا السور في زمن جابر بن عبدالله من الجهة الغربية فصار آخره من جهة الغرب جناح نقعة ابن عبدالجليل الشرقي.
وقد جعلوا للسور ستة أبواب: فالأول من جهة الشرق يسمى (دروازة ابن بطي) وهو شرقي بيت ابن نصف، والثاني (دروازة القروية) وهو يقابل محلة القناعات من جهة الجنوب، والثالث يسمى (دروازة آل عبدالرزاق) في جنوب المسجد الآن، والرابع (دروازة الشيخ) وهو محل الصنقر ويسمى محل ادهيمان، والخامس (دروازة السبعان) وهو شرقي بيت ابن بحر حوالي مدرسة البنات الآن، والسادس يسمى (دروازة البدر) وهو بقرب مسجد الصقر، ويقال أن جنوبي بيت عثمان الراشد باب يسمى (دروازة الفداغ).
جابر الأول
تولى الإمارة بعد وفاة أبيه عبدالله بن صباح سنة 1229هجرية، وكان حين وفاة والده في البحرين، وعين محمد السلمان نائباً عنه حتى يقدم، فلما قدم بويع بالإمارة فاستقام بها إلى وفاته سنة 1276 هجرية.
والمشهور عنه أنه رجل عاقل هادئ الطبع، محب لقومه، مشفق عليهم، اشتهر بجابر العيش لكرمه، ولأنه كان يطبخ الأرز للفقراء، وله عريش قرب بيته يجتمعون فيه ويقدم لهم الطعام.
الحوادث المهمة في أيامه
(1) مساعدته للحكومة العثمانية:
ذكر المرحوم عبدالعزيز بن رشيد في تاريخه ما خلاصته: "في أيام علي باشا احتلت القبائل العراقية البصرة وفر المتسلم إلى الكويت، وطلب النجدة من جابر، فكان جابر أكبر مساعدة للحكومة في استخلاص البصرة من بني كعب، ولهذا كافأته الحكومة بمائة وخمسين كارة من التمر سنوياً ولم تنقطع هذه المساعدة إلا في أيام مبارك الصباح".
وذكر الأعظمي في تاريخ البصرة: "أنه في سنة 1246 على أثر عزل داود باشا تولى إمرة العراق علي باشا، وهجمت عشيرة بني كعب على البصرة فقاتلهم البصريون بزعامة آل الزهير، ومعاضدة بني عقيل النجديين أهل الزبير، فطردوهم خاسرين، ومتسلم البصرة هو عزيز آغا، تولى المتسلمية سنة 1240 وعزل عنها سنة 1246 ولم يغادر البصرة".
نجد بين نقل ابن رشيد والأعظمي فرقا كبيراً واختلافاً ظاهراً، والذي أرجح أن نقل الأعظمي هو الواقع، وأما جابر فقد جهز السفن وتوجه لمساعدة الحكومة، ولكن لم يجر بينه وبين بني كعب قتال، بل طرد بني كعب عنها كان كما ذكره الأعظمي في تاريخ البصرة، وكوفئ جابر بـ 150 كارة من التمر لهذه المساعدة، ولأهل الكويت مساعدات كثيرة للحكومة إلا أنها لم يجر فيها قتال وحادثة سنة 1246 قريبة، وقد أدركنا من الشيبان من عنده علم بهذا الأمر مثل المرحوم جبر الغانم -وهو من المعمرين- وأنا سألته بنفسي ولم أجد عنده تفصيلاً لهذا القتال بل عنده خبر تجهز جابر أما المتسلم الذي فر إلى الكويت فهو مصطفى الكردي عصى الحكومة العثمانية فزحف عليه سليمان باشا ففر إلى الكويت ومنها سافر إلى نجد.
(2) غزوة المحمرة:
ذكر الأستاذ ابن رشيد : "أن قبيلة بني كعب طردت جند الحكومة العثمانية من المحمرة فهب جابر لمساعدتها وخلصها من أيدي الغاصبين، وسلمها لأهلها " .
ويقول النبهاني في حاشية تاريخه: "أنه في سنة 1253 أخذ علي باشا المحمرة وأرخ بقولهم كلب غار/1253.
وأهل الكويت متفقون على مساعدة جابر للحكومة ولكنهم لا يعرفون شيئاً عن هذا القتال، سوى أن قلة ضربت دماغ رجل في السفينة من أهل الكويت، ونثرت مخه على الزاد الذي يأكلونه، فتوقف الجميع عن الأكل، عدا رجل من الزايد فإنه أزال ما انتشر على الزاد، وأتم أكله.
وأرى مما تقدم أن مساعدة الكويتيين للحكومة صحيحة إلا أن القتال لم يجر بينهم وبين بني كعب في ساحة الحرب، والواقعة قريبة العهد وهي سنة 1253 هجرية، ولم يذكر أحد من الشيبان صفة الوقعة، ولا من قتل فيها وسلمها للحكومة، لكان لهذه المعركة شأن يذكر عند أهل الكويت، وعلى هذا فإن ما كتبه النبهاني من أن علي باشا هو الذي أخذ المحمرة هو الصحيح والله أعلم.
صباح بن جابر
تولى الإدارة بعد وفاة أبيه سنة 1276 هجرية، وكان في حياة والده أكبر مساعد له، بل لما كبر جابر آلت الأحكام إليه، وكانت أيام صباح كلها هناء وسعة في المعيشة، ولم يحدث في أيامه شئ يكدر صفو العيش، وتقدمت التجارة في أيامه تقدماً يشار إليه، وأراد أن يضع رسوماً على الأموال الخارجة من الكويت فعارضته الجماعة، لأن الرسم على الأموال الخارجة مضر بمصلحة التجارة ومعوق لها، وقالوا له: إن كنت في حاجة إلى الأموال فما عندنا شئ يعز عليك فانصاع لإرشادهم.
توفي سنة 1283 هجرية حميد السيرة، مرضياً عنه، ولم تجر في أيامه حوادث تذكر.
الحكم المشترك بين أبناء الصباح
توفي صباح عن عدة من الأولاد ولكن إدارة البلد صارت بين أربعة منهم فقط وهم : عبدالله وهو الأكبر، ومحمد ومبارك وجراح والثلاثة أشقاء، واسم الإمارة لأخيهم الأكبر، وكانت أغلب الأعمال بيد الثلاثة، فمحمد يباشر الأحكام للحضر، ويشاركه مبارك في ذلك، يختص بأغلب الأحكام بين بدو الكويت، أما جراح فأغلب عمله في المالية، فهو كوزير للمالية ومباشرته للأحكام قليلة، وقبل الجراح لم يكن لبيت الإمارة مالية تذكر فالدخل ضعيف جداً ولا يسد حاجة الإمارة بل ربما أحوج الأمر للاقتراض من الأهالي، ولكن جراحاً التفت إلى الفاو وعمره، وأخذ يؤدي ما يسد الحاجة ويزيد، وقد بنى عدة من الدكاكين سنة 1312 هجرية ومنها سوق اللحم، والسمك فصار الدخل ينمو سنوياً ويدخر الفاضل منه، ولكن على تقدمه لم يكن شيئاً مذكوراً نسبة لدخل الكويت اليوم، فأدنى تاجر من أهل الكويت هذه الأيام يملك أكثر مما يملك الأمراء في ذلك الوقت، والدليل على ذلك أن مباركاً لما قتل أخويه وتولى على المالية لم يجد فيها سوى 700 ريال نقداً، و73500 روبية أمانة في بيت ابن إبراهيم في بومبي.
عبدالله بن صباح الثاني
كان عليه الرحمة حسن السيرة ساكن الطبع دمث الأخلاق ليس عليه شئ من مظهر الإمارة وعظمتها، لا يميز عن سائر أهل الكويت في هيئة وملبس، ويعيش عيشة القانع في مأكله وملبسه ومسكنه، يمشي وحده بلا خادم ولا أبهة وقد يتبعه في بعض الأوقات عبده النوبي ويسمى (أبو سموم) وتارة يتبعه خادمه عبدالله الهقهق، ولم يتعد على أحد ولم يكدر خاطر الجلساء بكلمة سوء مدة حياته، وكان محبوباً لدى جميع الأهالي، ومن نوادره أنه جاءه رجل يدعي على خصمه بشيء تافه فأنكر المدعى عليه، فطلب عبدالله من المدعي البينة، فذهب لإحضار شهوده، فلما أدبر قال عبدالله للمدعى عليه (انحش قبل أن يأتي بشهوده) ففر المدعى عليه، فلما جاء المدعي قال له (خصمك انحاش) فضحك الحاضرون من هذه النادرة.
توفي عليه الرحمة آخر سنة 1309 هجرية.
محمد بن صباح
لا أكون مبالغاً إذا قلت أن محمداً بن صباح هو الرجل الوحيد في زمنه بالعفة والنزاهة، ولم يذكر عنه في شبابه ولا في كهولته ما يدنس شرفه أو يحط من قدره، وقد حبب لعموم الكويتيين حتى صار كما قال الشاعر :
كأنك من كل النفوس مركب فأنت إلى كل الأنام حبيب
ألبسته عفته مهابة ووقاراً، مع تواضعه ولطفه، وكان كثير الصمت قليل الكلام، متديناً يحب العلماء ويسمع كلامهم، محباً لجماعته، وحريصاً على التآلف والتوادد بينهم فلهذا أحبته الجماعة حباً جماً.
قتل مظلوماً في 25 من ذي القعدة سنة 1313هجرية.
السبب في قتل محمد وجراح
بعد وفاة عبدالله بن صباح اشتد الخلاف بين الأشقاء ولا أرى لها سبباً سوى الدراهم، لأن مباركاً حاكم ويريد أن يظهر بمظهر حكام العرب من البذل، سواء كان البذل في محله أم لا، وجراح يخالفه في ذلك، ويقتر عليه، لأنه يرى المؤسس الوحيد للمال، ولا يرى ما يراه مبارك من البذل، ومحمد عليه الرحمة ينصاع لما يراه جراح ولما بلغ الخلاف أشده جاء سالم البدر من البصرة سنة 1310 هجرية، وأصلح بين الأخوة، وجعل لمبارك راتباً سنوياً عشرة آلاف روبية، ولا أدي هل جاء سالم بدعوة من آل الصباح أم بنفسه لأنه صديق حميم لآل الصباح.
ولما توفي سالم سنة 1312 هجرية عاد الخلاف بينهم ليقضي الله أمراً كان مفعولاً .
وإليك صفة الحادثة نقلاً عن المرحوم جابر بن مبارك فهو يقول: "رأيت مبادئ الحركة عند خدم الوالد تلك الليلة ولكني لم أجزم بأن المراد به هو القتل، فبت في بيتي، ولما مضى أغلب الليل خرجت إلى محل الوالد فإذا هو وسالم وجميع الخدم على أهبة الهجوم، فأمرت خادمي أن يأتي بسلاحي من البيت ولما طلع الفجر خرج صباح بن محمد للمسجد، وصار البيت مفتوحاً فحينئذ دخلنا البيت والكل نيام، فأمرني الوالد أن أتوجه لجراح وتوجه الوالد إلى جهة محمد ووقف سالم بالباب كيلا يدخل علينا احد ولما صعدت على سطح البيت وتوجهت إلى عمي جراح رأيت باباً صغيراً مغلقاً بين سطحين فحركته فانفتح ودخلت عليه فإذا هو قاعد على سريره وزوجته واقفة بقربه، فصوبت عليه البندقية فلم تصدق، فتأخرت إلى الخلف وأمرت الفداوية، فصوبوا إليه بنادقهم وهو يقول: عمك عمك -أي اتق الله في عمك-".
وقتل الأخوان في ذلك اليوم النحس الذي لم تشهد الكويت منذ تأسست مثله، فما ترى إلا أعيناً دامعة وقلوباً خاشعة، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
مبارك بن صباح
انفرد بالحكم في 25 ذي القعدة سنة 1313 هجرية وتوفي في 20 من المحرم سنة 1334 هجرية وفي هذه المدة اتسعت الكويت وزاد العمران، وصار لها اسم كبير في خليج فارس، واستتب الأمن في بادية الكويت، وزادت الثروة وتقدمت التجارة وأخذت البواخر تمر الكويت في ذهابها للبصرة ورجوعها منها وبلغ الغواصون على اللؤلؤ الحد النهائي في الاتساع في السفن والمحصول، وكان مبارك في العشر سنين الأول من حكمه جارياً على سيرة أسلافه من التواضع وعدم المظالم بل كان خيراً من أسلافه في صرامة الحكم والدفاع عن أهل الكويت خارج حدود الكويت فالقوي والضعيف عنده بالحق سواء، حتى أخضع آل الصباح بحكمه الصارم فلم يستطع أحد منهم التجاوز على أحد من الرعية، بل ضرب أخاه جابر بن صباح في قضية تافهة لأنه تعدى فيها على ضعيف، ولكن مع الأسف لما صحب حاكم المحمرة خزعل بن مرداو تبدلت حالته وقلده في كثير من المظالم والتكبر والتهاون بالدين وانتهاك المحرمات، وقرين السوء يعدي جليسه كما يعدي السليم الأجرب.
وإن أردت زيادة عن حال مبارك فراجع تاريخ ابن رشيد.
الحوادث المهمة في زمن مبارك
(1) حادثة يوسف آل إبراهيم:
يوسف بن عبدالله آل إبراهيم من بيت رفيع بالكويت وله مصاهرة مع الصباح، وكان هذا البيت في ذلك الزمن أثرى بيت في الكويت، وقد حصل ليوسف من العز والإقبال ما لم ينله أحد من قبله منذ تأسست الكويت، وكان يوسف صديقاً حميماً لمحمد بن صباح وأمره نافذ لا يرد، ولما قضى الله على محمد كان يوسف بالصبية وهي محل نزهته، فالتجأ إليه سعود بن محمد الصباح، وبعد أيام تبعه بقية أولاد محمد فتحول يوسف معهم إلى البصرة خوفاً من هجوم مبارك عليهم، وأخذ يطالب بحق أولاد محمد لدى الحكومة العثمانية، ولم يترك طريقاً للمساعدة إلا سلكه، ولكنه لم يوفق في جميع أعماله حتى توفي في حائل سنة 1323 هجرية.
والمهم من أعماله أنه في محرم 1315 جهز على الكويت نحو 13 سفينة معدة بالسلاح والرجال، ومراده أن يهجم على مبارك على غرة، ولكن أبو كحيل أنذر مباركاً قبل وصول السفن بيوم، وجاءت أيضاً سفينة من الفاو أرسلها جابر الصباح لأخيه مبارك يخبره بمشاهدة السفن ، ومن لطف الله أن الهواء في ليلة الهجوم كان معاكساً لسير السفن ، فأصبح الصبح والسفن أمام الكويت متفرقة، ورأى يوسف عياناً جمعاً من أهالي الكويت على الساحل بأتم الاستعداد لمحاربته، فتشاور مع مبارك بن عذبي، وهو من آل الصباح، فكان من رأيه الهجوم مهما كلف الأمر، لأن أغلب أهل الكويت حينذاك يميلون إلى أولاد محمد، ولكن يوسف أجابه إننا لم نقصد أهل الكويت، مرادنا ثلاثة لا غير، يعني مباركاً وولديه جابر وسالم، ثم رجعت السفن بخيبة الفشل وسلم الله الكويت وأهلها من وخامة الهجوم.
(2) وقعة الصريف:
كتب عبدالعزيز المتعب أمير حائل إلى يوسف بن إبراهيم يدعوه، فلبى طلبه، ولما علم مبارك بوصول يوسف إلى حائل استاء جداً وتوحش من عبدالعزيز المتعب، وأيقن أن الحرب واقعة لا محالة بينه وبينه، ولهذا حرك عبدالرحمن الفيصل وأمره أن يغزو عشائر ابن رشيد فغزاهم في الروضة وأخذهم، ثم جهز مبارك أخاه حمود الصباح للهجوم على شمر، عرب ابن رشيد القاطنين على الرخيمة، فأخذ طرفاً منهم، وبعد هذه الحادثة اشتدت العداوة بين مبارك وابن رشيد، وأخذ كل منهما يستعد لوقعة حاسمة، فجهز مبارك كثيراً من عرب البادية، من العجمان، والعوازم، وعريب دار، والمنتفق وبني هاجر، وأكمل هذا الجيش بالحضر من أهل الكويت ومن تبع عبدالرحمن الفيصل، وآل سليم، والمهنا أمراء عنيزة وبريدة والملتجئين إلى الكويت. وسار هذا الجيش العرمرم إلى نجد بقيادة مبارك بن صباح ولم يجد أمامه أدنى مقاومة، فدخل آل سليم بلدهم عنيزة وآل مهنا بريدة، ودخل عبدالعزيز السعود الرياض واستولى عليها ما عدا القصر الذي فيه الأمير عبدالرحمن بن ضبعان، من قبل ابن رشيد ومعه حامية من الجند فأنه حاصره بالقصر إلى أن خرج عبدالعزيز بن سعود من الرياض بعد أن جاءه الخبر بانكسار مبارك بن صباح، وتمزق جيشه، أما صفة الوقعة فأنقلها عن ثقة من آل الصباح، كان حاضر الوقعة وهو من جند ابن رشيد فهو يقول : "مضت مدة طويلة على مبارك وجنده في أطراف نجد ، وليس لابن رشيد اسم يذكر أما ابن رشيد فعنده علم عن هذه القوة الهائلة، فأخذ يعد لها العدة، فلما تم استعداده توجه لمقابلة خصمه، فالتقى الجمعان في الصريف في شهر ذي القعدة سنة 1318 هجرية، فنزل ابن رشيد في محل منخفض من الأرض، بينه وبين جيش مبارك مرتفع يمنع الرؤيا، وأرسل كشافة من خيله على المرتفع، ورجعوا يخبرونه بما شاهدوا من الجيش، وكان عزم ابن رشيد أن يؤخر القتال إلى الغد، ولكن أشار عليه مبارك بن عذبي (وهو من آل الصباح) بمناجزة الحرب، وقال له: إن بت هذه الليلة بهذا المحل هجم عليك العجمان لأنهم أهل براعة في هجوم الليل. فقبل مشورته، وساق المسيوق أمامه (المسيوق جملة من الأباعر يربط بعضها ببعض وتساق أما الجند لتكون وقاية لمن خلفها)، أما جند مبارك فإنهم لما بدت لهم طلائع خيل ابن رشيد استبشروا بها لأنهم يعتقدون أن النصر لا محالة لهم لكثرتهم، فأخذوا يركضون لملاقاة العدو بلا نظام ولا تدبير، ولما التقى الجمعان غارت الخيل من جند مبارك من بدو وحضر، فردت على أعقابها ثم جاءت أخرى من الجناح الآخر فكسرت، أما الحضر من أهل الكويت فإنهم لما ساق ابن رشيد عليهم المسيوق ردوه خاسراً، فأخذ الأمير ابن رشيد مع عمدة قومه يردون المسيوق إلى الحضر الكويتي، ولما تبين لابن رشيد أن بدو مبارك انهزموا جميعهم، ولم يبق إلا الحضر أمر خيله أن تحيط بهم، فصار حضر الكويت بالوسط يرمون من الأمام والخلف، وانهزم مبارك مع المنهزمين وترك الحضر يجاهدون حتى قضي عليهم بالإنكسار والتشتت.
وقد عمل ابن رشيد بعد الواقعة أعمالاً تمثل الوحشية والهمجية والظلم الذي لم يسمع له مثيل منذ خلق الله الأرض ومن عليها، أخذ يتتبع الفارين والمنهزمين ويجمعهم ويقتلهم صبراً بلا رحمة ولا شفقة مع علمه أن هؤلاء المساكين سيقوا للحرب بالقوة، ولم يكفه من قتل منهم في المعركة بل أخذ يتتبعهم في بيوت القصيم والقرى والمساجد، وحذر أهل نجد أن يلوذ بهم أحد من جند ابن صباح، ولهذا العمل الشنيع عاقبه الله بعد مد طويلة بالقتل وتمزيق ملكه على يد أعدى عدو له وهو عبدالعزيز السعود، الذي قتله شر قتله.

المصدر :
http://www.alqenaei.net/books/safhat.htm
__________________
علمتني الحياة: أن الحب والوفاء وجهان لعملة نادرة إسمها الصديق.
علمتني الحياة: أن من شغل بعيوب الناس كثرة عيوبه وهو لا يدري.
علمتني الحياة:أن الصدق والصراحة خط مستقيم بين نقطتين هما أنا والعالم.
علمتني الحياة:أن من كان قلبه يحمل الحب الحقيقي والصدق مع النفس لا تلقيه الأيام بين يدي
المخادعين.
علمتني الحياة:أن الكلمة الطيبة تغلق باب الكره وتفتح باب الود.
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
معلومات عامة عن دولتنا الحبيبة الكويت .... بنت الزواوي المعلومات العامة 1 29-08-2010 11:48 PM
طلب مساعدة: الحصول على برنامج صفحات من تاريخ الكويت الجسار الصندوق 11 31-10-2009 01:00 PM
كتاب صفحات من تاريخ الكويت بقلم راشد الفرحان 1960م الجامع البحوث والمؤلفات 0 09-08-2009 05:47 PM
صفحات من تاريخ المفكر - أحمد الربعي - الأديب البحوث والمؤلفات 1 23-02-2009 01:40 AM


الساعة الآن 06:26 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لموقع تاريخ الكويت