آل الصبيح في الكويت ونجد - فرحان الفرحان 6/3/2003

[IE]

ربما تكون من اوائل الاسر التي انحدرت من نجد وسكنت في فريج الفرج أسرة الصبيح وقد كان سكنهم الاول في هذه المنطقة قبل انتقالهم الى الحي القبلي قرب عائلات العبدالجليل والفوزان والهارون حيث كان ابناء كل قبيلة تسكن بجانب الاخرى ولما كانت اسرة الصبيح من الاسر الدوسرية البارزة في تاريخ الكويت سنحاول ان نلقي الضوء على هذه الاسرة الكريمة.
كانت المجاعة التي اصابت نجد دفعت كثيرا من العائلات للتوجه الى شرقي الجزيرة العربية والكويت.
يمكن ان نقول ان اشهر شخصية برزت في هذه الاسرة هو المرحوم يوسف الصبيح الذي بلغت تجارته الآفاق ونقول من أي قرية وصلت هذه الاسرة من نجد.
المعروف ان مدينة الرياض والدرعية سابقا واليمامة كان على مقربة منها مجموعة من القرى الصغيرة من هذه القرى قرية البير ـ وهي مشهورة اليوم ـ البير تبعد عن مدينة الرياض بأربعين كيلومتر (40) كم.
جاءت أسرة الصبيح من هذه القرية العتيدة عندما وصلت الى الكويت هذه الاسرة في فترة مبكرة من تاريخ الكويت وكما قلنا سكنت في فريج الفرج وابتدأت تعمل وبرز في هذه الاسرة يوسف الصبيح الذي مد نشاطه الى البصرة حيث النخيل والتمور ونقلها الى بلاد الهند وافريقيا وغيرها.
وكانت تجارة الخيل رائجة في تلك الحقبة من الزمن ذلك في اوائل القرن الثامن عشر وقد برز نشاط يوسف الصبيح في هذا المجال ومن الذين عملوا في هذه التجارة في هذه الفترة آل البدر يوسف البدر (علي العامر) والعامر هم الذين اسكنوا الملك عبدالعزيز بن سعود ووالده عبدالرحمن آل السعود في منزلهم قرب مسجد البحر في براحة بن بحر وكذلك من تجار الخيل محمد بن قيد ومحمد المديرس واحمد العدواني وسليمان الجاسم ـ راجع في ذلك صفحات من تاريخ الكويت الشيخ يوسف بن عيسى صفحة (69).
كانت الخيل بالنسبة لاصحاب تلك الفترة مثل الذي يملك سيارة اليوم بل كان قلة يملكون الخيل.
وقد بلغ مجد يوسف الصبيح ويوسف البدر حيث ان علاقة يوسف الصبيح بالزبير متينة بحكم النخيل التي يملكها هناك وكان يتردد عليه الادباء والشعراء ومنهم الشاعر المشهور عبدالغفار الاخرس الذي لم يترك سنة المجاعة تمر على الكويت الا ويسجلها شعرا او احسن وصفه لذلك ما اورده الشيخ عبدالعزيز الرشيد حيث قال في كتابه تاريخ الكويت صفحة (95) الطبعة الثانية وهو يتحدث عن سنة المجاعة (الهيلق).
الهيلق: جوع أصاب الكويتيين فاضطرهم الى أكل دماء البهائم التي تذبح ابتداء من سنة 1285 ولم ينته الا في سنة 1288، وكان لرجلين من أفاضل الكويتيين وأكثرهم ثراء يد بيضاء في تلك الازمة الشديدة هما يوسف البدر ويوسف الصبيح. أما الاول فكان يفرج كربات المعوزين والمحتاجين بما يبذله لهم من المال، واما الثاني فاتخذ له بيتين احدهما في الكويت والثاني في الزبير يأوي اليهما الفقراء، وقد كان يقوم في كليهما بما يحتاجه الاحياء منهم من طعام وكسوة وبتجهيز من يتوفى الى رحمة الله تعالى. في هذين الفاضلين المحسنين يقول الاخرس في قصيدة بعث بها الى أحد ادباء الكويت اذ ذاك من آل المخيزيم:
ان الكويت حماها الله قد بلغت
باليوسفين مكان السبعة الشهب
تالله ما سمعت اذني ولا بصرت
عيني بعزهما في سائر العرب
فيوسف بن صبيح طيب عنصره
اذكى من المسك ان يعبق وان يطب
ويوسف البدر في سعد وفي شرف
بدر الأماجد لم يغرب ولم يغب
فخر الاكارم والأمجاد قاطبة
وآفة الفضة البيضاء والذهب
من كل ما بسطت في الجود راحته
صوب المكارم من أيديه في وصب

عندما بعث الشاعر الاخرس هذه القصيدة كما ذكر ابن الرشيد الى أحد آل المخيزيم هو المرحوم عيسى محمد المخيزيم وهذا الرجل لا يقل همه وسعة عن السابقين البدر والصبيح.
ويمكن ان نقول ان هذه الاسرة مثل ما اخرجت يوسف الصبيح السابق اخرجت احد احفاده في القرن العشرين ذلك هو صبيح براك عبدالمحسن حمد يوسف الصبيح الذي كان يعمل بصمت ربما كثير من مساجد الكويت تشهد عليه بما زرع بها من النخيل ولا يعرف عنه ذلك الا القليل من الناس توفي ابو خالد صبيح في سنة .1975
اعود لاتحدث عن سلسلة هذه الاسرة: يوسف الصبيح أنجب يعقوب عبدالرزاق/محمد/ علي/عبد اللطيف ونبدأ بالاول.
يعقوب أنجب يوسف ويوسف انجب محمد وسعد
أحمد أنجب عبداللطيف/ علي.
عبداللطيف انجب أحمد/محمد/فيصل/عبدالعزيز/وليد.
حمد/ انجب عبدالمحسن وعبدالمحسن هذا أنجب براك/ عبدالله/يوسف/عبدالرزاق.
براك عبدالمحسن الحمد أنجب/صبيح/فهد/عبدالمحسن/ محمد/جاسم.
صبيح براك الحمد اليوسف الصبيح ابناؤه خالد/ مشاري/فوزي/ناصر/ماجد/صالح.
خالد صبيح البراك أنجب طارق ثم عادل هذا الاخير هو الذي اصبح وزيرا في ثلاث وزارات متتالية.
من أبرز شخصيات هذه الأسرة الاخ الفاضل فهد براك العبدالمحسن الصبيح ابو براك الذي كان يوما مختار منطقة كيفان وهي المنطقة المتواجد بها آل الصبيح فهد الصبيح ابو براك ليس بارزا في اسرته فقط بل له مكانة في الكويت وذلك باجماع كثير من اهل الكويت الذين يجلوه ويحترموه.
ان (البير) القرية التي انحدر منها الصبيح قبل قرنين ونصف القرن الى الكويت هي احدى القرى الكثيرة المحيطة بالرياض بقي علينا شيء اخير وهو اسم كلمة الصبيح التي عرفوا فيها هذه التسمية معروفة في نجد فهناك عندنا اسم الصباح الذي عرفت به الاسرة الحاكمة في الكويت وهناك صبيح اسم الرجل وصبيحة اسم المرأة وان كان اسم صبيحة من الاسماء التي اصبحت قليلة استعمالها اليوم.
واخيرا فهذه اسرة كريمة من اسر الكويت حاولنا ان نلقي الضوء عليها والتي كانت لها بصمات مشرقة في تاريخها الطويل.