
23-02-2010, 09:05 PM
|
عضو
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2010
المشاركات: 5
|
|
عبدالجليل الطبطبائي
الـســــيد عبدالجليل الطبـطبــائي
مولده وسنه ونشأته
هو السيد عبد الجليل بن السيد ياسين بن السيد ابراهيم بن السيد طه بن السيد خليل بن محمد صفي الدين، يتصل نسبه الشريف بإبراهيم طباطباء بن اسماعيل الديباج بن ابراهيم القمر بن الحسن المثنى بن الحسن بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
ولد عام 1190هـ - 1776م في البصرة من أسرة كريمة وكان والده السيد ياسين الطبطبائي عالما جليلا محدثا ومفتيا للشافعية.
بدأ السيد عبد الجليل حياته العلمية على يد علماء اجلاء، فحفظ القرآن الكريم، وتعلم القراءة وأخذ شيئا من مبادئ الحساب. ولما تم له ذلك دفعه والده ليستوفي ثقافة عصره على أيدي كبار العلماء وقتئذ، فدرس النحو، واللغة، والفقة والحديث. وقد اجازه عالم الأحساء وفقيهها الشيخ محمد بن عبدالله بن فيروز عام 1211هـ بنقل مروياته لما وجد فيه من ذكاء وقّاد، وقدرة عالية على الحفظ. وهذه مكرمة قل أن ينالها تلميذ من تلاميذ هذا العالم الجليل، فالراوية لا بد أن تتوافر فيه شروط عديدة لكي يكون أهلا للرواية عن استاذ ما.
وكتب محب الدين الخطيب عن ولادته يشرح الظروف والعالم الذي جاء إليه الشاعر عبد الجليل فقال:
ولد سنة 1190 للهجرة في فترة كانت فيها منطقة الخليج العربي وما جاورها من بلاد العرب وشطآن الرافدين على غير استقرار، بسبب ضعف الدولة العثمانية واضطراب نظام الإدارة فيها، وطمع الولاة، وشيوع تسلط المماليك في أنحائها. ولولا بارقة من نور لاحت بظهور دعوة التوحيد في الديار النجدية وتفتح البصائر فيها وفي الاقطار المجاورة لها للرجوع بفهم الاسلام الى معانيه الأولى، وأخذه من مصادره الصافية وينابيعه النقية، لكان ذلك العصر أسوأ عصور العرب والمسلمين في التاريخ.
وشاء الله أن تكون ظروف حياته معرضة لصور لا تحصى من أحوال عصره، في كل بقعة من البقاع التي عاش فيها وتنقل بينها، واتصل برجال الحكام وأعلام الأدب والعلم من أهلها، فكان هو وما قاله وما قيل فيه مرآة صادقة لعصره وأهل عصره من جنوب الخليج العربي الى شماله، ومن شط العرب الى شمال العراق وعاصمته بغداد، فضلا عن تردده كثيرا على الحجاز وحرميه المحترمين، حتى كان في كل ناحية من هذه النواحي كأنه من صميم أهلها، ومن أوثق الناس صلة برؤسائهم وأعيانهم وذوي الألمعية من أدبائهم وأفاضلهم».
وكان أبوه علما من أعلام المسلمين، وكان من البارزين في الحديث والمواعظ وله في مساجد البصرة مجالس وعظ كثيرة وكان لهذه النشأة أثرها على عبد الجليل فقد ولد في بيت علم وتقى وفتح عينيه على القرآن يتلى وعلى الأحاديث تروى فتأثر بهذا الجو الديني.
|