آل التركيت في الكويت - فرحان الفرحان 22/11/2001

[IE]

كان الكويتيون في القديم وخصوصا الجالسين على الدكك في شارع الخليج ابتداء من دسمان حتى قصر السيف كل ما يمر عليهم شخص لابد من التعليق عليه وهذه عائلة المسباح في القديم لأن الاخوة من آل المسباح يمشون مع بعض، كان أحدهم يحمل مسباح فأطلق عليه راعي المسباح ثم خففت الى مسباح، وهذا ينطبق على عائلة التركيت صلب حديثنا اليوم، حيث ان الاخوة الأربعة ابناء حسين عبدالله وكانوا من حيث الطول متباعدين فالأطول ثم أقل منه فالأقصر، وقد اطلق عليهم بأسماء اشرعة السفينة من حيث الطول فالأقصر «العود، القلمي، البومية، التركيت».
وحديثنا اليوم عن هذا الأخير التركيت الذي نسبت اليه هذه العائلة الكبيرة التي يقبع ديوانها في منطقة الفيحاء، وأحسن كلمة كتبت عن كلمة تركيت ما كتبه المرحوم حمد السعيدان في موسوعته الجزء الأول صفحة (267)، يقول:
التركيت:
من العائلات الكويتية. والتركيت لفظة كانت تطلق على القصير من الناس.
والتركيت شراع صغير مرادف لأشرعة السفينة يستعمل للهواء الشديد والكلمة أخذها الكويتيون من لفظ السواحل اثناء رحلاتهم، وهي من أصل برتغالي (TRINQUETE) تقال للقصير.
وتدور الدورة وينجب أصغرهم حسين عبدالله أربعة أبناء ايضا وهم محمد، عبدالرحمن، عبدالعزيز وخالد، وقد أخذ كل واحد من هؤلاء الاخوة تسمية له فكان محمد يسمى محمد ملا حسين، وعبدالرحمن ملا حسين، أما عبدالعزيز فيسمى عبدالعزيز حسين وخالد سمي خالد حسين التركيت.
عمل ملا حسين التركيت المؤسس إماما وفقيها ردحا من الزمن وتقول الروايات انه تنافس مع ملا محمد السنان على امامة مسجدين أيهم تطول مدته فقد ظلوا أئمة قرابة سبعين سنة.
أبناء ملا حسين
محمد ملا حسين عمل تاجرا وكان عضوا لمجلس المعارف «التربية» وكتب مجموعة من التراجم لشخصيات كويتية كان يوقعها في مجلة «البعثة» شرقاوي أخذها المرحوم خالد سعود الزيد وأخرجها بكتاب ونسبه لنفسه.
عبدالرحمن حسين عمل وكيلا للجمارك مدة من الزمن.
عبدالعزيز حسين، كان مديرا للبعثات في القاهرة ثم مديرا لمعارف التربية في الكويت ومندوب الكويت في المحافل الدولية وسفيرا في القاهرة ووزير دولة لشؤون مجلس الوزراء مرتين وكان عبدالعزيز حسين من النشطين وكان له علاقات وصلات دولية شارك عبدالعزيز حسين في تأسيس مجلة البعثة التي تصدر من مكتب البعثات في القاهرة.
كما الف كتابا كان في الأصل محاضرات القاها في معهد الدراسات العليا للجامعة العربية.
شارك في اخراج المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، عرف عن عبدالعزيز انه لا يغضب ويمتص غضب الآخرين ويحترم الصغير قبل الكبير وعندما كان وزيرا للدولة حاول ان يدرب الموظفين على المسؤولية وحبهم للوطن وكان يعقد لهم اجتماعات اسبوعية يناقشهم بما قاموا به في الاسبوع السابق ويكلفهم بعمل للاسبوع اللاحق واذا أخطأ موظف لا يغضب منه ولا يزعل بل يدله على خطئه ويعلمه ويدربه لعدم الخطأ مرة ثانية.
من الشخصيات التي برزت في هذه الأسرة ملا محمد التركيت مدير مكتبة المعارف في القديم، والد يوسف وصالح عبدالرزاق ملا حسين عضو مجلس ادارة مؤسسة البترول الوطنية حاليا وسابقا نائب رئيس المؤسسة فترة من الزمن، وجيء به للاستفادة من خبرته.
فؤاد ملا حسين وكيل وزارة التخطيط السابق، هاني عبدالعزيز حسين مدير شركة الكيماويات وهو ابن الاستاذ المرحوم عبدالعزيز حسين.
أذكر مرة زاره الشيخ المرحوم أحمد الخميس غاضبا على وزارة الكهرباء، فقام المرحوم عبدالعزيز حسين من مكتبه وجلس بجنب وقرب الشيخ أحمد الخميس وأخذ يستمع له وكأنه تلميذ عند استاذ ولما خرج الشيخ الخميس من مكتبه خرج معه عبدالعزيز حسين حتى سيارته فتح له باب السيارة وودعه في اليوم التالي حل مشكلته بكل هدوء ودبلوماسية.
لقد رحل عنا عبدالعزيز حسين لكنه ترك بصمات في الدبلوماسية والادارة فرحمه الله رحمة واسعة... هذه مقتطفات عن اسرة التركيت اردت ألا يفوتني علما بانه قد كتب عن عبدالعزيز حسين الشيء الكثير لانه شخصية بارزة وهامة.
فعليك ان تنظر فيما كتبه المرحوم عبدالفتاح المليجي، (رجال وتاريخ) من صفحة 173 حتى صفحة 191 وهو ينقل عما كان المرحوم عبدالعزيز حسين نقله له بنفسه:
ولدت عام 1920، وليس الحال كما يبدو انني أكبر من ذلك، وكنت أول من ارسل في دراسة جامعية الى الخارج عام 1939، أرسلت الى القاهرة ودخلت كلية اللغة العربية وتخرجت منها عام 1943، وكنت ايضا أول خريج من كلية اللغة العربية يدخل المعهد العالي للمعلمين بجامعة القاهرة من عام 43 ـ 1945، وفي هذين العامين كنت أدرس في تخصص التدريس ايضا وأخذت الشهادتين في وقت واحد... وما بين 45 ـ 1950 كنت مديرا للمكتب الثقافي بالقاهرة أو ما يسمى ببيت الكويت، وأصدرنا أول مجلة كويتية في الخارج وكان اسمها «البعثة»، وفي عام 1950 ذهبت الى لندن للدراسة في المعهد العالي للتربية، وظللت هناك حتى عام 1952، ثم استدعيت للعمل في وزارة التربية، وكان اسمها في ذلك الوقت دائرة المعارف، وعملت بها من 1952 الى 1961، وعندما قامت أزمة عبدالكريم قاسم قدمت قضية الكويت في هيئة الأمم المتحدة عند انعقاد مجلس الأمن في يوليو 1961، وفي نفس العام عملت ممثلا للكويت لدى جامعة الدول العربية وسفيرا للكويت بالقاهرة... وأخيرا اصبحت وزيرا للدولة لشؤون مجلس الوزراء من 1963 الى مطلع عام .1965
هذه هي حياتي.
هذا آخر ما أردت أن أسطره عن أسرة التركيت التي لها ديوان في منطقة الفيحاء عامر يجتمعون فيه مساء كل ثلاثاء للقاء الأحباب من أهل الكويت.