راسل ادارة الموقع جديد المشاركات التسجيل الرئيسية

 
 
        

اخر المواضيع

 
 

 
 
العودة   تاريخ الكويت > منتدى تاريخ الكويت > التاريـــخ البحـــري
 
 

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-02-2012, 12:38 AM
الصورة الرمزية AHMAD
AHMAD AHMAD غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,662
افتراضي الجمرك البحري في مرحلة إنشائه - 1901م

نشرنا في عدد أبريل عام 2011 م من «رسالة الكويت » رسما لجانب من الواجهة البحرية لمدينة الكويت نشرته مجلة برلين المصورة
) Berliner Illustrirte Zeitung ( في عددها رقم ) 3064 (الصادر في 30 من مارس 1902 م، وقد ذكرنا أن هذا الرسم ينشر لأول مرة في أدبيات تاريخ الكويت الحديث. وقد نشرته المجلة المذكورة ضمن مقال عن )سكة حديد برلين - بغداد(، ذلك المشروع الذي كان محل اهتمام الدولتين العثمانية والألمانية في أوائل القرن العشرين.


وفي إطار اهتمامنا بتوثيق ما يتعلق بهذا الموضوع طلبنا إلى المواطنين تزويدنا بأية معلومات متصلة بالمنظر المذكور؛ تصحيحا لما ذكرناه عنه، أو إضافة إليه، فزودنا الأخ الكريم الأستاذ خالد العبدالمغني بورقتين )غير متتابعتين( من مجلة أخبار لندن المصورة ) The Illustrirted London News ( من العدد الصادر في 19 من أكتوبر 1901 م تشتمل على ثلاث صور فوتوغرافية للكويت التقطت من قصر السيف؛ تتضمن الصفحة رقم ) 562 ( من الورقة الأولى صورة للشيخ مبارك الصباح مع أبنائه وأحد أتباعه، وكان الخبر المكتوب بجانبها يتضمن أخبار الخليج ويركز على وضع الكويت بعد «موقعة الصريف »، فقد حاولت الدولة العثمانية أن تستغل هذه الفرصة فتستولي على الكويت، وأرسلت 500 جندي في سفينة حربية لكن بريطانيا فعَّلت -ولأول مرة- بنود اتفاقية 1899 م فأرسلت السفينة الحربية بيرسيوس Perseus التي أجبرت السفينة العثمانية على الرحيل، وهو الأمر الذي أشاع الاطمئنان والهدوء في المنطقة.




أما الورقة الثانية فتشتمل الصفحة رقم ) 575
( منها على صورتين فوتوغرافيتين؛ الأولى تمثل الواجهة الجنوبية لقصر السيف، والثانية صورة فوتوغرافية للمنظر الذي نشرناه في عدد أبريل 2011 م من رسالة الكويت وذكرنا أنه ربما كان مبنى جديدا يجري العمل فيه ليكون مقرا رسميا لجمرك الكويت.


ولم تبين مجلة أخبار لندن المصورة )
The Illustrirted London New ( مَنْ هو مراسلها الذي بعث إليها بالصور الخاصة بالكويت أو بالخبر المتعلق بها، ولكن الظن يتجه نحو الصحفي البريطاني هنري ويجهام ) H. J. Whigham ( الذي زار الكويت في ذلك الوقت، مراسلا لصحيفةMorning Post( (، وقد نشر على إثر تلك الزيارة كتابا بعنوان المشكلة الفارسية The Persian« »Problem في نيويورك عام 1903 م خصص الفصل السابع منه للحديث عن الكويت بعنوان «أهمية الكويت ،The Importance of Koweit » وتضمنت صفحة رقم 96 منه صورة الشيخ مبارك المنشورة في مجلة أخبار لندن المصورة مما يدل على أنه صاحب الصور الفوتوغرافية الواردة في المجلة المذكورة.


ومن الواضح أن الرسم أو الصورة التي نتكلم عنها تمثل مشروعا إنشائيا وتنمويا كبيرا وهو مقر الجمارك الذي كان بالقرب من قصر السيف أو قصر الحكم الذي كان يقيم فيه الشيخ مبارك الصباح. وتفيدنا الصورة الأولى أنها قد التقطت من سطح القصر، والصورتان تكمل إحداهما الأخرى رغم اختلاف زمن التقاطهما؛ ففي الأولى يظهر جانب من قصر السيف والبيوت المطلة على البحر وتقع على امتداده، كما يبدو عدد من الناس ببشوتهم )عباءاتهم( التي تدل على أن زمن التقاط الصورة كان فصل الشتاء، ويبدو أن المشروع قد أعد بتحديد الموقع وجلب الأخشاب اللازمة للعمل. وفي الرسم الآخر حدث تطور واضح هو أن الأخشاب التي رأيناها في الصورة الأولى قد استخدم معظمها ولم يبق منها إلا خمس قطع طويلة ووزع الباقي في مكانه من العمل، ومن مظاهر التطور وجود تلك الأكوام الكثيرة من الصخور البحرية التي تستخدم في البناء، المجلوبة بواسطة السفن من منطقة عشيرج التي كانت مصدر الأحجار البحرية آنذاك.



وإذا ما وضعنا «المشروع » الظاهر في الصورة والرسم المذكورين في الإطار التاريخي يمكن القول إن ذلك يميز مرحلة مهمة من مراحل تكوين الإدارة الجمركية في الكويت؛ فقد مارست الكويت سيادتها على منافذها البحرية والبرية منذ نشأتها وانفراد آل الصباح بحكمها، وتؤكد وثائق حكومة بومبي أن الكويت كانت تمارس سيادتها الضريبية على البضائع الواردة إليها أو المصدرة منها أو العابرة في أراضيها وموانيها
))).

وقد تميزت الكويت بانخفاض ضرائبها مقارنة بغيرها من المواني أو الأقطار المجاورة لها، وكان هذا من أهم العوامل التي ساعدت على نشاطها التجاري وازدهارها الاقتصادي، فأصبحت بذلك أهم ميناء بحري في شمال الخليج، بل أصبحت حلقة وصل مميزة بين عالم المحيط الهندي بموارده المتنوعة والجزيرة العربية وامتدادها شمالا إلى حوض البحر المتوسط؛ فهي تجمع نهاية الطرق
(1) Bombay Government, Selections From The Records
of Bombay Government, vol. 24, Bombay 1856,
Historical Sketech of the Uttoobe Tribe of Arabs 1716
- 1853. p. 361 s9.
)عن جمال زكريا قاسم: نشأة الجمارك الكويتية، مركز
البحوث والدراسات الكويتية، الكويت 2000 م، ص 9، وفي
الكتاب تفصيلات مهمة اقتبسنا منها ما يهمنا في هذا المقال(.




البحرية القادمة من الشرق وبداية الطرق البرية عبر الصحراء باتجاه بغداد وحلب إلى سواحل البحر المتوسط. وطبقا لما أشار إليه لوريمر فإن حكام الكويت في عام 1790 م لم يكونوا يفرضون سوى نسبة ضئيلة من الضرائب لا تتعدى ) 1٪( من قيمة البضائع العابرة، وارتفعت في عام 1831 م إلى ٪2 ))).


وليس من شك في أن أهمية ميناء الكويت ونظمها التجارية الحرة وانخفاض ضرائبها ومعاملتها السمحة للوافدين إليها كلها عوامل أدت إلى تحقيقها التفوق على بقية المواني الخليجية وجلبت إليها مئات السفن التجارية وفضلتها على غيرها من مواني الخليج العربي.
وفي عام 1863 م وصف الرحالة الإنجليزي وليم بالجريف
Palgrave الكويت بأنها أكثر مواني الخليج نشاطا وحركة, وأرجع نشاطها التجاري إلى قلة ما يفرضه حكامها من مكوس جمركية لا تتجاوز 2٪ من قيمة التجارة الواردة إليها.



وقد لفت نجاح هذا الميناء المزدهر أنظار الدولة العثمانية إليه, وخاصة بعد أن تولى الحكم الشيخ مبارك الصباح الذي كان على معرفة مبكرة بأهداف الدولة العثمانية، فبذل جهده منذ توليه
)


)) لوريمر، ج. ج: دليل الخليج، القسم التاريخي، الطبعة

الأولى، قطر 1967 م، ج


1 ص 1506 - 1510 .


الحكم من أجل إبرام اتفاق مع بريطانيا يضمن له الحماية والاستقرار، وقد تم له ذلك في يناير من عام 1899 م, ومع أن الاتفاقية كانت سرية في البداية لكن الدولة العثمانية سرعان ما علمت بها، وفي خطوة لمحاولة إثبات تبعية الكويت لها أصدرت أوامرها لوالي البصرة بإرسال مدير عثماني لإدارة ميناء الكويت, واستجابة لأوامر الدولة العثمانية وصل في 2 من سبتمبر 1899 م -أي بعد نحو تسعة أشهر من اتفاق الحماية- موظف عثماني يصحبه خمسة جنود بهدف إدارة الميناء، بيد أن الشيخ مباركا رفض استقبالهم وأرغمهم على العودة إلى البصرة في اليوم التالي.



ودفع هذا الموقف المعارض من جانب الشيخ مبارك السلطات العثمانية في البصرة للقيام بعمل عسكري ضد الكويت, غير أن تلك السلطات سرعان ما تراجعت عن موقفها حين قدم القنصل
البريطاني في البصرة تحذيرا لوالي البصرة من مغبة اتخاذ أي عمل عسكري ضد الكويت, كما قدم السفير البريطاني في الآستانة السير نيقولا أكونور


O'Eonor( ( إنذارا إلى الباب العالي جاء فيه أن الحكومة البريطانية، وإن لم تكن لها أطماع في الكويت فإنها ترتبط بعلاقات ودية مع شيخها، ومن ثم فإذا قامت السلطات العثمانية بأية محاولة لفرض سيطرتها أو رقابتها على جمارك الكويت دون موافقة مسبقة من حكومة صاحبة الجلالة البريطانية فلا مفر من نشوب مشكلة خطيرة بين الحكومتين.


وفي يناير من عام 1900 م قدمت إلى الكويت بعثة ألمانية برئاسة القنصل الألماني في الآستانة الهر ستمرش
Stemirsh بهدف التفاوض مع شيخ الكويت للحصول على إذن باستخدام قطعة من أراضي الكويت لتكون نهاية لمشروع خط برلين - بغداد، وقد أعلن الشيخ مبارك رفضه لعروض البعثة الألمانية رغم الإغراءات التي قدمت له من حيث انتعاش تجارة الكويت وأنها ستصبح بومباي أخرى، وكان رفض الشيخ مبارك للعروض الألمانية خوفا من أن تكون تلك العروض مناورة من جانب الدولة العثمانية متخفية خلف ألمانيا، فضلا عما سوف يترتب على وصول الخط الحديدي إلى الكويت من تحكم المصالح الأجنبية في ميناء الكويت وخاصة فيما يتعلق بالجمارك))).

وفي محاولة جديدة من الدولة العثمانية للتخلص من الشيخ مبارك والاستيلاء على ميناء الكويت شجعت ابن رشيد للهجوم على الكويت وأمدته بالسلاح اللازم لذلك، فما كان من الشيخ مبارك إلا أن أعد عدته فخرج مع جمع من حلفائه لصد الهجوم المحتمل لابن رشيد قبل أن يصل
)


)) لوريمر: دليل الخليج، القسم التاريخي، الطبعة الأولى، قطر

1967 م، ج 3


ص 1537 ، 1538


إلى الكويت، ومع أن الشيخ مباركا وحلفاءه قد هزموا في المعركة التي وقعت في منطقة الصريف فإنه استطاع أن يبعد خصومه عنه فترة من الوقت استطاع خلالها أن يحصل على الدعم المطلوب من بريطانيا، وبخاصة أن الدولة العثمانية بدأت
بالتحضير للإغارة على الكويت، فقد تم الإيعاز إلى قواتها المرابطة في جنوب العراق باحتلال مواقع في شمال الكويت تمهيدا للإغارة عليها، ولكن بريطانيا وبطلب من الشيخ مبارك أرسلت البارجة الحربية )بيرسيوس( للمرابطة أمام ميناء الكويت
لمنع نزول أي قوة عثمانية إلى الكويت، وزودت الشيخ مباركا بعدد من المدافع الجديدة، منها ستة مدافع تم إنزالها بالقرب من قصر الشيخ مبارك، وهي التي ظهرت في الصورة التي التقطت )في غالب الأمر( في أعقاب حرب الصريف )مارس 1901 م(. وفي ظل هذه الظروف، ورغم انشغال الشيخ مبارك في الدفاع عن بلاده وتحقيق أمنها واستقرارها لم ينس أن كل ذلك الصراع الذي يستهدف الكويت إنما كان بسبب موقعها كميناء متميز على الخليج العربي، ومن أجل عوائده الجمركية التي يمكن أن
تنمو وتزدهر، وقد باشر بإنشاء مبنى جديد وكبير قريب من القصر خاصا بإدارة الجمارك وفق تنظيم معين. وتمثل الصور المذكورة بداية العمل في ذلك المشروع.






صورة من موقع الجمرك القديم مأخوذة من سطح قصر السيف )أكتوبر 1901 م(







رسم يبين تطور العمل في موقع الجمرك القديم )مارس 1902 م(






الواجهة الجنوبية لقصر السيف )أكتوبر 1901 م(






الشيخ مبارك مع أبنائه وأتباعه )أكتوبر 1901 م(




- رسالة الكويت - رسالة دورية تصدر عن مركز البحوث والدراسات الكويتية

- العدد 37

__________________
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
النشاط البحري بالكويت ... بنت الزواوي التاريـــخ البحـــري 5 07-08-2010 03:29 PM
من التاريخ البحري ( الحميدي بن منصور ) كويتي111 التاريـــخ البحـــري 2 29-04-2010 11:28 AM
مرزوق الطحيح مدير الجمرك البري الغواص مقابلات اذاعية وتلفزيونية وصحفية 4 21-04-2010 09:33 PM
صور لمجلس الأمة في مرحلة الأنشاء الجامع الصور والأفلام الوثائقية التاريخية 4 31-08-2009 12:09 AM
الشيخ جابر المبارك الصباح 1901م عنك الصور والأفلام الوثائقية التاريخية 2 22-08-2009 03:03 PM


الساعة الآن 01:05 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لموقع تاريخ الكويت