صقر الشبيب

[الأديب]

حييت وبييت يا مسلم 1

أنا في الحقيقة ما كان يدور في خلدي أنك تسأل عن صقر سؤال غير العارف به
حسبت أنك تسأل عن الطبعة الجديدة فحسب

لذلك أقول معرفاً بجو شعره ونسيم عطره:
إن صقراً رحمه الله ذو قلم مأساوي تراجيدي .. فصور شعره الفنية متشبعة بالمنحى الدرامي الثقيل جداً، نظراً لفاقته وصبره ومعاناته المعيشية .
يسطر ذلك كله بأسلوب جميل رشيق .. يعيش قراؤه معه في كل بيت:

وإن لي في الكويت أولو عداء ** بلا ذنب كبيرٍ أو صغيرِ
سوى اني صريح القول حرٌّ ** يترجم مقولي ما في ضميري
ولما لم أجد في الناس حراً ** يعين على ملمات الأمور
نبذت الناس ظهريّاً ورائي ** وناديت المنون ألا فزوري !

بالله عليك .. أهذا صاحب ردود ؟! .. هذا رجل ضرير مسكين مغلوب على أمره (نعوذ بالله من غلبة الرجال) مع نفس أبية كبيرة، وعزيمة صلبة .. وإرداة تحب أن تحيى وتعيش ..ولكنه بلا حول ولا قوة .. بالكاد يجد في يومه زاده.

وراجع قصيدته في عنزته والأخرى التي يقول فيها : (فلا الحويلب ولا الحليبُ) .. لأني أكتب الآن من محفوظي وإلا نقلت لك من الطبعة القديمة عجباً.

إن صقراً بحق .. قصة إنسانية عميقة بعيدة الأغوار .. واسعة المعاني .. تكشف عن معادن الكويتيين .. أيام الجوع والقحط .. وتبين أن فقر بعضهم لم يكن مانعاً من اشتغالهم بالعلوم والآداب والمعارف.

هل تعلم يا أخي المسلم (مسلم1) أن محفوظات ابن شبيب الشعرية تجاوزت الثلاثين ألف بيت ؟!

هذه حقيقة لا مطعن فيها .. اليوم لو أن حافظاً حفظ قصيدتين أو ثلاث لقيل فيه: الحافظ الراوية !
انظر الى جهود الرعيل الأول من أهل الكويت .. وناظر هممهم العالية ونفوسهم الكبار
ثم احكم على يومك بما شئت !