راسل ادارة الموقع جديد المشاركات التسجيل الرئيسية

 
 
        

اخر المواضيع

 
 

 
 
العودة   تاريخ الكويت > منتدى تاريخ الكويت > تاريــــــخ الكـويت > جغرافية الكويت
 
 

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-11-2008, 11:20 AM
الصورة الرمزية الأديب
الأديب الأديب غير متواجد حالياً
عضـو متميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 448
افتراضي جولة تاريخية وسياحية في جزر الكويت

جولة تاريخية وسياحية .. في جزر الكويت
(جريدة عالم اليوم) 4/3/2008م

* كيف اختفت الجزيرة المفضلة عند الأدباء؟

* أقوال الرحالة الأوروبيين في الجزر الكويتية.

* لماذا بقيت أكثر الجزر غير مأهولة؟

* علاقة تسمية وربة بالقماش، وفيلكا بالزراعة!!

إكمالاً لما ذكرناه في عدد سابق عن أسماء المناطق الكويتية نتجول اليوم معكم في جانب آخر من أراضي الكويت، ونلقي برحالنا على شواطئ الجزر الكويتية لنتعرف عليها عن قرب محاولين الغوص في تاريخ وجغرافيا تلك الجزر:
وتضم الكويت ضمن حدودها البحرية عشر جزر طبيعية متفاوتة في الحجم والأهمية التاريخية والجغرافية، وبالطبع فإننا لن نتناول الجزر الاصطناعية والتي تم استحداثها أو سيتم لاحقاً لأسباب اقتصادية أو سياحية، وسوف نبدأ جولتنا من الجزر الواقعة في شمال الكويت ثم نهبط شيئاً فشيئاً إلى أقصى جنوبها:


جزيرة وربة

تقع وربة في أقصى الشمال الكويتي قبالة السواحل العراقية حيث تبعد مسافة كيلومتر واحد عن الساحل العراقي، وهي على شكل مثلث منفرج الزاوية، وتكون قائدته العريضة إلى الجنوب.
ويبلغ أقصى عرض للجزيرة 13 كم بينما يبلغ أقصى طول لها 4 كم، وتبلغ مساحتها الإجمالية 37 كم2،
وحول سبب تسميتها ذكر الباحث خالد سالم محمد أنها سميت بهذا الاسم في الغالب نظرا لشكلها المنخفض والمائل إذ نقول في عاميتنا الكويتية: القماش أو الخام فيه (ورب) إذا كان في إحدى زواياه ميلاً قليلاً، وهو بذلك يؤيد ما ذكره قبلاً الباحث فرحان عبد الله الفرحان في تفسيره لأصل تسميته إذ يقول: (جزيرة وربة ملاصقة لجزيرة بوبيان من الناحية الشمالية، والكويتيون لم يتركوا مسميات غير عربية، لهذا أعطوها الاسم العربي الفصيحِ، فعندما تشتري قماشا من بائع الأقمشة وعندما تجد في هذا القماش ميلاً في زاوية قليلة فتقول: القماش فيه ورب، وهذا ينطبق على جزيرتنا هذه ففيها ميلان).

وقد ذكر المؤرخ عبد العزيز الرشيد في تاريخ الكويت أن وربة عدة جزائر أكبرها طولها 7 أميال وعرضها 4، ويبدو أن لاحظ أن ضلع المثلث الغربي يفصله خور ضحل.

وعموماً فتربة وربة رملية، وسواحلها طينية منخفضة الارتفاع، وهي خالية من السكان منذ أن عرفت الكويت العمران السكاني، وإن كان المؤرخ سيف الشملان قد ذكر أن فيها آثار أبنية تدل على أنها كانت مسكونة في العصور القديمة.


جزيرة بوبيان

(بوبيان) هي أكبر الجزر الكويتية على الإطلاق حيث تبلغ مساحتها خمسة بالمائة من المساحة الكلية لدولة الكويت، وثالث جزيرة في الخليج من حيث المساحة بعد قشم والبحرين، وتقع بوبيان في الشمال الشرقي حيث تتمركز جنوبي وربة، وتمتد مسافة 40 كم على الساحل الشرقي للكويت، وترتبط بجسر حديدي مع اليابسة عند منطقة الصبية.

أما سبب تسميتها، فقد قيل أنه نسبة إلى كنية أحد الأشخاص الذين استوطنوا هذه الجزيرة منذ أمد طويل، وهذا مجرد تخمين لا دليل مؤكد عليه.

وبوبيان على شكل مستطيل يبلغ أقصى طول له 45 كم، وأقصى عرض له 30 كم، وبذلك تبلغ مساحتها حوالي 683 كم2، وذكر الرشيد في تاريخه أن فيها حضور لصيد السمك، ويسمى رأسها الجنوبي الغربي رأس البرشة، وفي الجهة الشمالية شبه أنهار مندرسة وخوران هما خور الملح، وخور آخر كبير.

وقد ظهر اسم بوبيان على الخرائط الجغرافية الأوربية لأول مرة في مجلد فان كولن سنة 1753م، ولا يبدو أنها شهدت استقراراً سكانياً إذ أنها تخلو من المياه العذبة، وأرضها مسطحة منخفضة الارتفاع تتخلها الأخوار والمجاري المائية التي تمتلئ بالمياه في فترات المد العالي للبحر، ورغم ذلك فهناك أحاديث عن مشاريع مطروحة حالية لبناء ميناء ومطار ومدينه سكانية كبيرة في بوبيان ابتداء من سنة2011م.


جزيرة مسكان

تقع جزيرة مسكان في الجهة الشمالية الغربية من جزيرة فيلكا خارج جون الكويت، والمسافة بين الجزيرتين 3 كم و 300م، وتبعد مسكان عن أبراج الكويت 26 كم، ومسكان جزيرة رملية منخفضة على شكل قطرة الماء، ولها ذيل في جنوبها الغربي يبلغ أقصى طول لها أقل من 2 كم بقليل، وأقصى عرض لها نصف كم.
ومسكان غير مأهولة بالسكان، فهي اسم على غير مسمى، وقد ظهرت باسمها هذا في خريطة نيبور الذي مر بالمنطقة سنة 1765م كما ذكرها الرحالة الإنكليزي باكنغهام الذي مر بالكويت سنة 1816م .

وقد وضع في مسكان سنة 1918م مصباح ليهتدي به المسافرون ليلاً، ويوجد حتى الآن منار لهداية السفن ليلاً لتجنب القرب منها بسبب ضحالة المياه قربها، ويشاهد بها الآن بعض شبرات الكيربي حالياً في جزئها الشمالي الغربي.


جزيرة فيلكا

جزيرة فيلكا أو فيلكا أو (فيلچة) هي أهم الجزر الكويتية على الإطلاق لكونها الجزيرة المأهولة الوحيدة بالإضافة إلى تاريخها العريق منذ العصر اليوناني، وحتى الآن.

وفيلكا على هيئة مثلث قاعدته في الغرب ورأسه في الجنوب الشرقي، وأقصى طول لها 14 كيلو مترا أما عرضها فيتفاوت ما بين 8 كم في الغرب، و 5 كم في الوسط ، و2 كم في الشرق، ويبعد طرفها الشرقي عن رأس الأرض بالسالمية 18 كم وربع، وتبلغ المساحة الإجمالية للجزيرة حوالي 24 كم2. ويعتقد أن اسم الجزيرة مشتق من الكلمة اليونانية fylakio والتي تعني الموقع العسكري المتقدم أو (فليكسا) باللغة اللاتينية، وتعني (السعيدة)، وهناك رأي آخر محلي يرى أن الكلمة جاءت من الفلوج أو الأفلاج، وهي من طرق الري المعروفة في الجزيرة العربية، وذلك لشهرة الجزيرة بالزراعة.

وتحتوي جزيرة فيلكا على أحد أقدم المواقع الأثرية في الكويت حيث أنها تضم آثاراً يونانية منها رأس الإسكندر وتمثال أفروديت وأختام تعود لسنة 2500 قبل الميلاد، ومؤخر أعلنت البعثة الكويتية السلوفاكية عن اكتشافها آثارا مهمة في فيلكا من بينها ما أساسات لجدران تعود إلى سنة 2000 قبل الميلاد، و تم العثور على جرات للتخزين تعود لنفس الفترة السابق كما عثر على بيت مكون من 12 غرفة أحدها كان ورشة للحدادة، وتم الكشف عن قلعة يونانية، وعدد كبير من الأختام الدلمونية المستديرة بلغ عددها 43 ختماً.

والمنطقة المأهولة من الجزيرة حالياً تقع في جنوبها الغربي، وتسمى (الزور)، وكان أهلها يشتغلون بالملاحة وصيد الأسماك والزراعة.

وذكر الشملان في تاريخه بعض قرى الجزيرة المندثرة، وهي (القرين بالتصغير في الجهة الشرقية الجنوبية، والدشت في الجنوب من الخضر، والسعيدة، والصباحية في الرأس الغربي الجنوبي وبها مقبرة كبيرة وقديمة جداً).

وذكر أنه في سنة 1941م عثر الشيخ سالم الحمود الصباح عندما كان العمال يشقون أساساً للبناء على صخرة أثرية عليها كتابة يونانية قديمة، وبعد فحصها من قبل علماء معهد الآثار في لندن عرف أن الكتابة تعود إلى ما قبل الميلاد بنحو أربعمائة سنة، وكتبها رجل يوناني بعد نجاته ورفاقه من الغرق تعظيماً لزيوس إله البحر عند اليونان، وكانوا يزعمون أن مقره في فيلكا.

وقد أنجبت هذه الجزيرة عدداً من العلماء والأدباء لعل أشهرهم هو المؤرخ المعروف عثمان بن سند المتوفى في بغداد سنة 1242هـ صاحب المؤلفات الأدبية والتاريخية والفقهية المعروفة.

وقد عرف اسم فيلكا على الخرائط الأوربية عندما ظهر في أطلس ميلر البرتغالي الصادر سنة 1519م اسم (فيليج) لجزيرة في رأس الخليج ويبدو أنها (فيلكا) حسب الاسم العامي.

وفي الخريطة البرتغالية التي أعدت سنة 1563م ظهرت فيلكا باسم (اليا ده قودا) أي جزيرة الماء وقربها جزيرتان حملتا اسماً مشتركاً هو (دوس بركوس) أي الخنزيرتين لعلهما مسكان وعوهة، واستمر هذين الاسمين في الخرائط الأجنبية لمدة قرنين بعد ذلك ثم ظهر اسم (فيلشة) في القرن الثامن عشر أو (بيلوتشي).

وكتب نيبور سنة 1765م عن فيلكا: (توجد عدة جزر غير مأهولة وبالقرب من مدينة القرين توجد جزيرة مأعولة تماماً هي فيلكا أو (فيلجة) وهي للعرب، ومعظم سكانها أصلاً من البحرين، وفي الوقت الحاضر لا يزالون يعيشون أساساً على صيد اللؤلؤ في المغاصات الموجودة قرب تلك الجزيرة). وتحدث الرحالة جيمس باكنغهام سنة 1816م بإسهاب عن فيلكا وقال أنها لابد أن تكون جزيرة إيكاروس.

وكتب الضابط الإنكليزي فليكس جونز الذي مر بفيلكا سنة 1839م تقريراً جيداً عن فيلكا فقال أن فيها ثلاثة مدن غربية هي الطور (ويعني الزور) وشمالية هي سعيد وشرقية هي القرين، والأولى منها هي المسكونة اليوم أما الأخريان فقد خلتا من السكان بسبب الوباء الأخير، وتحتوي على 70 إلى 80 بيتاً وحوالي 150 نسمة.
وأضاف: يملك أهلها 15 أو 16 بغلة تتاجر إلى البصرة، وبين 45 إلى 50 قاربا صغيراً مصنوعة من سعف النخيل لا تستعمل إلا للصيد، وتتميز الجزيرة بعدد مبعثر من أشجار النخيل، وفيها بعض أراض مزروعة بقليل من البصل والبطيخ وكمية ضئيلة من القمح، وهم يروونها من مياه آبار تظل صالحة خلال فصل المطر ثم تكون قليلة القيمة بعد ذلك.

وقدَّر ديكسون عدد سكان الجزيرة في منتصف القرن العشرين بألف وخمسمائة شخص، وتصف السيدة ديكسون زيارتها لفيلكا سنة 1946م، فتقول أنها وجدت أشجار نخل فتية في الزور والقرين، وكلها مثمرة، ووجدت كذلك أشجار التين والكينا والبمبر والسدر والحنة، وينتشر حول الزور 60 أو 70 قبراً من قبور الأولياء، فإلى مسافة ميل جنوبي الزور يوجد قبرا سعد وسعيد، ويقال أن هذين القبرين بنيا تخليداً أخوين وأختهما قتلوا في ذلك المكان، ويقصدهما الزوار من اليمن والهند ومن أفغانستان وبلوشستان، وهناك قبر آخر يقصده الزار هو قبر محمد البدوي، وعلى بعد ثلاثة أرباع الميل إلى الشمال الشرقي من الزور هناك مزار يدعى مقام الخضر.

وكانت في فيلكا منطقة سكنية ومدارس، وشاليهات سياحية قبل الغزو البغيض، ولكن ظروف الغزو والتدمير الشديد الذي تعرضت له الجزيرة اضطرت إلى نزوح أهل الجزيرة إلى الأرض الأم، وعوضوا بمنازل في منطقة القرين، وبقيت الجزيرة خالية سوى من تواجد عسكري بالإضافة إلى بعض المشاريع السياحية والمصالح الحكومية، والجزيرة حالياً تحتوي على مهبط للطائرات العمودية وميناءين بحريين ويمكن الذهاب إلى الجزيرة عن طريق ميناء رأس الأرض بمنطقة السالمية أو ميناء المارينا البحري.


جزيرة عوهة

عوهة جزيرة صغيرة غير مسكونة تقع إلى الجنوب الشرقي من جزيرة فيلكا، وتبعد عنها حوالي 4 كم، وقيل في سبب تسميتها أن أرضها مصابة بعاهة رملية كثيفة، وساحلها ضحل جداً لا يصلح لرسو السفن، وقد ظهرت اسم عوهة على الخريطة في مجلد فان كولن سنة 1753م باسم (hou
وذكرها باكنغهام وكتبها (عوخر).
وعوهة ذات شكل شبه مربع، ويبلغ طول 800 متر وعرضها 540 مترا ، وتبعد عن رأس الأرض في السالمية 41 كم وعن مرسى فيلكا 14كم.

ولعوهة مكانة كبيرة عند محبي الحداق، فهي من أفضل الأماكن الكويتية لصيد السمك، ويتكاثر بها سمك الهامور ولذا يرتادها الصيادون بكثرة، وفيها حالياً منارة ومهبط لطائرات الهليكوبتر، وعدد من شبرات الكيربي يتجاوز عددها العشرين شبرة.


جزيرة أم النمل

هي جزيرة داخل جون الكويت قريبة من رأس عشيرج (غير بعيد عن المدينة الترفيهية)، وهي على شكل مطرقة رأسها إلى الشمال الشرقي وأقصى عرض لها كيلو واحد وثلاثة أرباع وعرضها من جهة رأس المطرقة ثلاثة أرباع الكيلو ومن الجهة الغربية لا تتجاوز 200 متر، وتسمى أم النمل الجزيرة العودة (أي الجزيرة الكبيرة ) لتمييزها عن جزيرة الشويخ الواقعة إلى جنوبها المسماة بالجزيرة الصغيرة، ويقال إنها سميت بأم النمل لكثرة تواجد النمل فيها خلال فصل الصيف.

وذكر الرشيد في تاريخه أن فيها حضور لبعض أبناء قبيلة العوازم يمارسون فيها صيد السمك، ولهم أكواخ يأوون إليها خلال فترات الصيد فقط للاستراحة. وتدل الآثار التي تم اكتشافها في جزيرة أم النمل على أنها كانت مسكونة في عصور قبل الميلاد، وأنها اتخذت وقتئذ منطقة عسكرية لأنها تكشف أكبر جزء من اليابسة من موقعها، والجزيرة على صغرها غنية بالمواقع الأثرية حيث وجد الباحثون فيها آثاراً تعود للعصر البرونزي والديلموني والإسلامي، وقد طالب أخيراً المجلس الوطني للثقافة و الفنون و الآداب بتحويل حق استغلال الأماكن الأثرية في هذه الجزيرة إليه.


جزيرة الشويخ

جزيرة صغيرة كانت تقع شمال غرب ميناء الشويخ لصيقة بساحل الجون الجنوبي، وكانت تبعد عن الساحل حوالي كيلو متر واحد، وتبلغ مساحتها حوالي اثني عشر ألف متر مربع، وتربتها طينية رملية، وتتخللها عدة تلال أحدها يبلغ ارتفاعه 27 قدما، وقد وجدت بعثات التنقيب عن الآثار حول تلال الجزيرة كسر متناثرة من الفخار والأحجار التي استعملت قديما في البناء، واتضح أن بعضها يعود إلى الألف الثاني قبل الميلاد، ومنها ما يعود إلى العصور البرونزية، والبعض الآخر منها يعود إلى الفترة الإسلامية مما يدل على وجود استقرار سكاني في الجزيرة أو في الساحل القريب منها. وكان يطلق على جزيرة الشويخ أسماء أخرى مثل عكاز و القرين والجزيرة الصغيرة، وقد ضاعت معالم الجزيرة في الوقت الحاضر بسبب الامتداد الذي شمل ميناء الشويخ، وردم البحر الفاصل بينهما، ولكن أرضها تحتلها المنطقة الشمالية الشرقية من المنطقة الحرة بميناء الشويخ (حيث مقر جريدة عالم اليوم). ولهذه الجزيرة تاريخ سياحي وأدبي طريف حيث يذكر الرشيد في تاريخه أنه كانت فيها حضور وأكواخ.

وقد اتخذها بعض الكويتيين لقربها من المدينة منتجعاً لهم في ليالي الصيف يروحون فيها أنفسهم بالتعرض لهوائها الطلق، وجوها الصافي، فيبيتون هناك ثم يكرون راجعين صباحاً، وقد كثرت مداعبات الأدباء حولها، ويشير الرشيد إلى أن العالم الشيخ عبد الله الخلف الدحيان ذمها بقصيدة طريفة بعثها إليه، وكان الرشيد وبعض رفاقه قد ذهبوا إلى جزيرة الشويخ للنزهة، فكان مما قال:

على هاجري الأوطان يبغون دونها
وجلّ هواهم في سباخ الجزيرةِ
مناظرها تعزى إلى ضدّ وصفها
فلا حسناً فيها لرب البصيرةِ
أعشّاق سبخاها، وحلاّل ربعها
بسوء مناخٍ في أراضٍ صغيرةِ
لئن طاب منها الليل، فالويل في الضحى
إذا اتّقدت رمضاؤها في الظهيرةِ
أيدفع بالأخصاص حرّ شموسها
ومن قصبٍ بالِ بناء الحضيرةِ

فرد عبد العزيز الرشيد مدافعاً عن الجزيرة:

رحلنا إلى أرض الجزيرة علّنا
نزيل هموماً بالفؤاد استقلتِ
فنلنا بحمد الله ما فيه أنسنا
ولو نالنا في ذاك بعض المشقةِ
كمنظرنا للبحر، والبحر هادئٌ
ومنظره، والموج يبدو كهضبةِ
ومنظرنا تلك الحضور، وأهلها
وقد حملوا الأسماك منها بقلّةِ
وما ضرّنا حرّ الجزيرة إذ غدا
كنارٍ.. لها في القفر أعظم شعلةِ
ولا البقّ إذ يمسي علينا محلّقاً
كما حلّق البالون يوم الكريهةِ
فيرمي علينا من مدافع صوته
قنابل ترمي الكلّ منا بنشوةِ

وبالغ القاضي عبد المحسن البابطين في مدح جزيرة الشويخ، فقال:

يا ليتني أحظى بها لو ساعةً
فأنال فيها الأنس والأفراحا
فلها عدا حسن الهواء فضيلةٌ
مرأى عجيبٌ يذهب الأتراحا
ولها على (لبنان) فضل واضح
فسلوا ملوك الأرض والسياحا!
فترابها كالمسك فاح أريجه
أو ما ترى وادٍ بها فيّاحا
ما شاقني جزرٌ.. سواها تنبت
الزيتون والرمان والتفاحا
إني أهنئ سادتي من معكمو
يوم الخميس على الجزيرة راحا


فرد عليه الرشيد:

إنّ الجزيرة أنسنا يا أنسنا
وبحبّها جمعٌ غفيرٌ باحا
وأنا فديتك عذّلي في حبّها
جمعٌ وكلٌّ قد غدا ملحاحا
لا تسألن عن أنسنا بخميسنا
وقد امتطينا قارباً ملواحا


جزيرة كبّر


تقع جزيرة كبّر (بضم الكاف وتشديد الباء المفتوحة) إلى الجنوب من جزيرة فيلكا، وتبعد عنها 29كم، وتقع إلى الشرق عن ساحل الزور ب 30 كيلو مترا، ومساحتها قريبة من مساحة عوهة.
وهي جزيرة رملية سواحلها منخفضة، وقيل أنها سميت بكبّر لوجود نبات الشفلح الأحمر بها، والذي يسمى أيضا بالكبر.

والطريف أن باكنغهام كتب سنة 1816م أن اسمها (كبة) وقال أنها سميت بذلك لوجود قبة على ضريح أحد الأولياء!!، وهذا خلط بينها وبين فيلكا، وتتميز بمياهها الصافية التي تجذب عشاق البحر وصيد السمك، وتعد متحفا طبيعياً، وبها أنواع من النباتات النادرة، ومحاطة ببعض الشعاب المرجانية، وتكثر بها أسراب طيور الفلامنجو والنورس، ويرتادها في العطل عشاق البحر عن طريق بعض اليخوت. وقد أقيمت بها منارة لإرشاد السفن تعمل بالطاقة الشمسية، ومهبط للطائرات العمودية.


جزيرة قاروه

قاروه.. هي أصغر الجزر الكويتية الجنوبية، وأكثرها توغلاً داخل الخليج حيث تبعد عن ساحل الزور 37كم ونصف كما تبعد عن جزيرة كبر 33 كم و 789 متراً، وتبعد عن جزيرة أم المرادم مسافة 16 كم و 90 متراً.ويبلغ طول قاروه 275 متراً، وعرضها في بعض الأماكن لا يتجاوز 175 متراً، ولذا هي قريبة من الشكل الدائري، وقد سميت بقاروه لوجود رواسب نفطية من القار تخرج من سواحلها وصخورها وتجرفها الأمواج إلى سواحل الكويت عند بنيد القار.

ولقاروه ذكرى جميلة في نفوسنا إذ أنها كانت أول الأراضي الكويتية المحررة في حرب التحرير.الخليج الثانية، وهي خالية من السكان عدا المخفر المقام عليها، وفيها برج المنارة، ومرسى، والجزيرة منخفضة الارتفاع لدرجة أنه تصعب رؤيتها من مسافة بعيدة.

وفي العام الماضي نشر تقرير بأن جزيرة قاروه مهددة بالغرق بسبب التلوث حيث تحيط بالجزيرة أحزمة من المرجان لكنها بدأت بالتحطم بسبب رسو القوارب بجانبها مما يسبب بوصول الأمواج القوية إلى الجزيرة التي لا ترتفع عن الأرض بشكل كبير ، و قد بدأت ملاحظة الظاهرة في سنة 1997م، وقال مدير دائرة العلوم البيئية في معهد الأبحاث العلمي د. عبد النبي الغضبان أن هناك سببين قد يؤديان إلى اختفاء الجزيرة الأول هو اختفاء الشعاب المرجانية و الثاني هو ارتفاع منسوب مياه البحر.


جزيرة أم المرادم

هي آخر الجزر الكويتية من جهة الجنوب، وهي بيضاوية الشكل مع لسان يابس في شرقها، ومنخفضة الارتفاع، ويبلغ طولها كيلو متر واحد ونصف، وعرضها 540 متراً، وتتميز بأن شواطئها عميقة المياه لدرجة أن السفن الكبيرة تستطيع أن تلاصق الشاطئ دونما خطر. وتخلو أم المرادم من السكان عدا منشآت إرشاد السفن ومخفر الشرطة وكانت ثاني أرض تحرر في حرب التحرير.

وفي موسم المطر تخضر أراضي الجزيرة، والأرض حولها عميقة مما يتيح للسفن الكبيرة الرسو قربها وكانت بعض مغاصات اللؤلؤ تقع بالقرب منها.
وقد سميت بهذا الاسم نسبة إلى طائر المردم المتواجد بالجزيرة.

وإلى هنا ينتهي حديثنا عن الجزر الكويتية!!
__________________
ومنطقي العذب للألباب مستلبٌ *** ومبسمي نضَّ فيه الدر والنضرُ
لازم منادمتي وافهـم مناظرتي *** واسمع مكالمتي يفشو لك الخبرُ

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أمطار غزيرة وسيول تاريخية في شمال غرب الكويت :الصخيبريات 4 أغسطس 2010 : صور وفيديو امطار الخير القسم العام 5 19-08-2010 12:12 AM
قراءة تاريخية لأوائل الكتب التي منعت في تاريخ الكويت الأديب البحوث والمؤلفات 8 06-03-2010 03:29 PM
الكويت والمغرب ... علاقات تاريخية سعدون باشا المعلومات العامة 2 01-04-2009 02:25 AM


الساعة الآن 12:45 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لموقع تاريخ الكويت