أنساب العائلات والقبائل الكويتية - عبداللطيف العتيقي

[AHMAD]

موضوع أعجبني بطرحه وموضوعيتة .. وأحببت نقلة للمنتدى هنا ..

مقال بالفعل ثقيل الوزن ... و يتلمسه فقط صاحب الإحساس الواعي ..

____________________________


أنساب العائلات والقبائل الكويتية

كتب عبداللطيف سيف العتيقي :-

منتديات الانساب في شبكات الانترنت تتنافس فيما بينها أيها اكثر علماً ومعرفة بأنساب القبائل والعائلات الكويتية واصولها وجذورها واختلاطها في أسر اخرى حملت اسماءها.
وفي زحمة عالم الشبكة العنكبوتية تضيع الهوية الشرعية وتتسرب ظواهر سلبية لم نعهد مثلها من قبل في الكويت الماضي والحاضر.
لقد حرم الله التفاضل في الانساب بين المسلمين وجعل التقوى مناط الأمر كله، يقول الحق تبارك وتعالى: «إن اكرمكم عند الله اتقاكم».
لكن يأبى بعض اهل الجاهلية ممن نفث ابليس في قلوبهم حمية الجاهلية الاولى واخذوا يستعملون اجهزة الكمبيوتر والانترنت لاغراض تحط من كرامة المسلمين.. متخذين لأنفسهم شبه خلايا منفصلة عن مجتمعها ودينها ووطنها ليبدأوا اشعال الشرارة الاولى التي قد تحرق بلداً بأكمله..
هناك جبناء ومراهقون وكذابون يتخذون لأنفسهم اسماء وهمية، اذ لا يستطيعون مواجهة الرجال بأسمائهم الحقيقية.. ينقرون باصبعهم على الانترنت وينفثون سمومهم أمثال الجراثيم المعدية بأشكال من بث الفتن والطعن في انساب العائلات والقبائل الكويتية غير عابئين بكرامة المسلمين وحق الكلمة الشريفة الموصولة بالضمير الانساني الحر.
بعض هذه المنتديات أشبه بأوكار الفساد ليس لهم هدف في هذه الحياة الدنيا الا الفخر والطعن في أنساب القبائل والعائلات الكويتية، بما لم يحكم به هتلر وهو في أوج عظمته وجبروته وتعصبه الاعمى للعرق الآري وللدم الازرق.. ماذا يفيد هتلر وهو من حطب جهنم وبئس المصير.
جاء رجل الى نبي من انبياء بني اسرائيل مفتخراً بأجداده، فأخبر جبريل عليه السلام: ان جده في النار.
حذرنا رسولنا الصادق الامين صلى الله عليه وسلم من الوقوع في براثن الطعن في الانساب وعده من الكذب والافتراء والكفر.. والكبر الذي يدخل صاحبه النار، ولو كان في قلبه مثقال ذرة من كبر.
ومن يقع في الصفات الذميمة التي لا تشتهر الا في وسط بيئة عفنة مغلفة بالكبر الخفي الذي لا يرى بالعين المجردة وصاحبها يتحمل أوزارا كثيرة، بما لا يتحمله احد من الناس يوم القيامة مثل حديث الرسول المعروف المفلس.
وبالرجوع الى احد مواقع الانساب، شاهدت كيف يحتقر الانسان المسلم اخاه المسلم والرسول صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث الشريف:
«بحسب امرئ من الشر ان يحقر اخاه»، و«تعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان».
يكتب الانسان المسلم ويحتقر اخاه بالطعن والتشهير عبر الانترنت من دون وازع من ضمير او دليل ما لم يكتبه المسلم عن الكافرين..
انهم يصفون بعض العائلات وبعض القبائل بمسميات مثل «بياسر» وكلمة بيسري باللغة الفارسية تعني «لا رأس له»، أي لا اصل له، وهذه لا شك اقوال من البهتان العظيم معتمدة على سمعنا، وقالوا، وسوف يسألون يوم القيامة عن القذف والغيبة والنميمة والاحتقار والطعن في الانساب.
ومما يؤسف له ابتلاء بعض ممن يتدثرون بلباس الدين والتدين واقعين في هذه الصفات الذميمة البعيدة عن صفات المسلمين والمؤمنين، ولا شك ان هذا كما وصفه النبي صلى الله عليه وسلم ان ذرة الكبر لا ترى ومثلها مثل النملة السوداء على الصخرة السوداء في الليلة الظلماء.. كيف ترى بالعين المجردة وكذلك الكبر الخفي الذي لا يشتم صاحبه رائحة الجنة..
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث: «رب كلمة لا تلقي لها بالاً تهوي بك في نار جهنم سبعين خريفاً»..
ومن غرائب مشاهداتي على الانترنت في بعض المواقع الالكترونية، كيف ان الانسان ينسب نفسه الى الاشراف او الآل والاصحاب من دون وازع من ضمير وكأنه مخلد في الارض، والذي يزيد في استغرابي عندما تقرأ في مقدمة الموقع، ما دوّن من احاديث نبوية.تجرّم من ينتسب الى غير ابيه وهو واقع في الحرام وان العلم الى غير اهله من صفات الخنازير.
ثم تقرأ سطور موقع احد المنتسبين الى ابي بكر الصديق رضي الله عنه وارضاه، وقد استخدم الانتساب المزور وكأنه سوف يعيش ابدا، لا حساب ولا عقاب اذ لعن الله قوما يقولون ما لايفعلون وقد اخذته العزة بالاثم، وفي السياق نفسه يروي صاحب الموقع روايات اشبه بقصص ابوزيد الهلالي المشهورة من دون سند يؤكد رواياته.
يصف رحلة اجداده منذ ان كانوا في الاندلس مرورا بالمغرب العربي، حيث استقروا هناك، وبعد مئات السنين قدموا الى الحجاز لاداء مناسك الحج مثلهم مثل سائر المسلمين، ولكن صاحب الموقع اراد ان يجعل الاحداث اكثر اثارة كما في روايات السينما والتلفزيون.
ويكمل صاحب الموقع قصة رواية هجرة اجداده كما يزعم ومعهم اطنان من الثروات الطائلة ما لا تطيق حمله الجمال، حيث استقروا في نجد بأسماء غريبة على اهلها وناسها في هذه الارض القاحلة ومعهم الثروة ومجال الاستثمار في صحرائها، حيث زرعوا النخيل والشجر مع العلم ان القرية موضوع البحث في عهد هجرتهم كانت تعاني القحط والمجاعة وكأن صاحب الموقع سامحه الله يستهزئ بأجداده وهو يروي هذه القصص الغريبة، وكأنه حكواتي زمانه يؤخذ ولا يؤخذ بروايته لما فيها من الطرافة اذ ان سحنة اجداده ذوي الاصول الاندلسية والمغربية المائلة الى البياض والمشربة بالحمرة، تختلف ولا تتناسب مع السحنة النجدية السمراء ولكن سامح الله دكتورنا الفاضل على هذه القصص المملوءة بالغرائب والعجائب.
عالم الانساب في الانترنت مثله مثل سائر المعلومات والعلوم الاخرى التي لا تعترف بها الجامعات الاميركية عندما تكتب بحثا او رسالة او دراسة تستمد معلوماتها من عالم الانترنت المشكوك في ادلته.. هذا ما سمعناه من الدارسين في اميركا.. والله اعلم.

عبداللطيف سيف العتيقي