المولد و النشأة :
ولد عبدالرحمن عبدالمغني العبد المغني في عام 1922م في منطقة القبلة وبالتحديد في فريج (حي) الساير، ولم يكن الابن الأكبر أو الوحيد لأبويه، فقد كان له إخوة وأخوات أكبرهم محمد رحمه الله ، وأصغرهم عبدالله ، بالإضافة إلى أختهم وضحة وُلدوا جميعاً في الحي نفسه، مما ساهم في جعل تنشئته مشبعة بالدفء الاجتماعي الذي انعكس على شخصيته الاجتماعية، وروحه المعطاءة، اللتين أورثتا هذا العطاء في أعمال البر.
وقد كان سكان الكويت في ذاك الوقت يتمركزون حول ثلاث مناطق: القبلة والشرق والمرقاب، وهي مناطق متقاربة يمكن للمرء المشي بينها والتطواف حولها في يوم واحد، وهذا سبب آخر للتلاحم الاجتماعي المتين بين أهلها. تعليمه
تلقى تعليمه الأولي مثل معظم أبناء جيله في "الكتاب" على يد الملا، حيث تعلم مبادئ القراءة والكتابة وقراءة القرآن الكريم، ولم يكن التعليم آنذاك متاحاً للجميع كما في وقتنا الحاضر، فلم يكن هناك إلا المدرسة المباركية والمدرسة الأحمدية، بالإضافة إلى التعليم الخاص في الكتاتيب على يد الملا، الذي كان يراعي الوضع الاقتصادي لذوي التلاميذ، حيث لا يخفى على أحد أن ظروف العيش وقتها كانت قاسية ومجالات كسب الرزق كانت محدودة، حيث تنحصر في البحر والتجارة التي كان معظمها مع بلاد الشرق الأقصى وبالأخص في الهند أو الغرب الأدنى في السواحل الإفريقية.
بعد الكتاب التحق السيد عبدالرحمن العبدالمغني بالمدرسة المباركية التي افتتحت عام 1911م، على يد المربي الفاضل "يوسف بن عيسى القناعي" بناءً على فكرة السيد ياسين الطبطبائي في ذكرى المولد النبوي، وبتبرع كريم من رجالات الكويت آنذاك، واستمر بالتعليم فترة من الزمن، ثم عمل في مجال التجارة ، وقد درس فيها حتى الصف الأخير في ذلك الوقت (الصف السادس) وكان من أبرز زملائه في الدراسة كل من د. صالح العجيري ، وفهد الصرعاوي ، وإبراهيم الملا ، وداوود مساعد الصالح ، وعبدالعزيز الفهد ، وصقر الغانم ، وآخرون . رُشِّح للالتحاق بالبعثة ، ولكنه اختار العمل حيث ساعد الملا مرشد محمد السليمان في صيف عام 1941م في تدريس المبادئ الأولية للغة الإنجليزية(1) .
وقد عرضت عليه عائلة الشايع العمل لديها عن طريق الحاج عبدالرحمن الفارس ، وهاجر بعدها إلى بومبي في الهند ، وعمل لدى الحاج علي الحمود الشايع في مسك الدفاتر والمخازن وبقى هناك من يونيو 1941م حتى 5/11/1951م ، أتقن خلالها اللغة الهندية والأردية والإنجليزية .
وقد زاول الأعمال الخاصة حتى تاريخ 1958م ، حيث عمل في دائرة الأيتام عند تأسيسها حين كان رئيسها آنذاك السيد خالد المطوع ، وبعدها في عام 1961م عمل في البنك التجاري عند تأسيسه ، وظل حتى عام 1977م ، ثم تقاعد عن العمل بعدما أصبح معاون المدير العام ، وهو أول كويتي يصل إلى ذلك المنصب . أبرز أساتذته
قبل أن يمن الله تعالى على أهل الكويت بالخير والفضل حينما تم اكتشاف النفط ، لم يكن يوجد قبل ذلك مدرسون من خارج الكويت، وظل الوضع كذلك حتى أتت أولى بعثات المدرسين الفلسطينيين ومن بعدهم السوريين، وكان السيد عبدالرحمن عبدالمغنى قد تأثر من هؤلاء بكل من الأستاذ أحمد شهاب الدين والأستاذ خميس نجم، اللذين كان لهما أثر طيب في نفس السيد عبدالرحمن، وظلت تربطه بهما علاقة طيبة حتى بعد أن ترك الدراسة. إحسانه
عرف عن السيد عبدالرحمن ملامح الكرم والسخاء منذ صغره، حيث كان لا يترك باباً من أبواب الإنفاق في سبيل الله إلا وطرقه. وقد أنشأ السيد عبدالرحمن وساهم في إنشاء مؤسسات خيرية كثيرة معظمها خارج الكويت إيماناً منه بواجبه نحو فقراء العالم الإسلامي.
وبالفعل فقد قام بإنشاء مجمع خيري كبير بقرية "الضهرية" بمحافظة الدقهلية بجمهورية مصر العربية وذلك عام 1998م ، وقد تولى المكتب الكويتي للمشروعات الخيرية تنفيذه.
ويتكون هذا المجمع من عدة مرافق:
أولاً: مستوصف طبي خيري على مساحة 300م2.
ثانيا: مسجد على مساحة 600 م2، بلغت تكلفته 22 ألف دينار واستمر العمل فيه لمدة عام.
ثالثاً: دار للمناسبات سواء لإقامة مراسم العزاء أو لإقامة حفلات الزواج.
رابعاً: مدرسة ابتدائية على مساحة 500م2 تحتوي على 20 فصلاً دراسياً.
وعلى ذلك تبلغ مساحة هذا المشروع الخيري أكثر من 1500م2، وهي مساحة كبيرة جداً بالنسبة للمساحات المخصصة للهيئات والمؤسسات في تلك المنطقة بمصر، كما أنها تشير إلى ضخامة المبلغ الذي تكلفه هذا المشروع الخيري؛ نظراً لارتفاع سعر الأراضي خاصة أنها أراضٍ زراعية.
هذا بالإضافة إلى التبرع ببناء مسجد في قرية "نجع الدير" بمحافظة سوهاج في صعيد مصر وذلك عام 1995.
أما في الخليج العربي فقد تبرع السيد عبدالرحمن عبدالمغني العبدالمغني ببناء مركز صحي كبير في منطقة "البديع" بالمنامة في مملكة البحرين عام 1982م.
وقد يؤخر المهم أحياناً لأهميته، لذا سنورد هنا نبذة عن تبرعه السخي في مجال دعم الخدمات الصحية والدينية في الكويت، باعتبار أن السيد عبدالرحمن العبدالمغني من المحسنين البارين بأهلهم، ومن الذين ينفقون في الخير بغير تردد.
فقد قام ببناء مسجد في منطقة "الشرق"، وبالتحديد في المنطقة التي كانت تسمى "فريج بلوش" وهي محلة البلوش. هذا بالإضافة إلى المجالات الإنسانية الأخرى التي ينفق فيها مثل رعاية الأيتام، وإفطار الصائم، والنفقة على طلبة العلم.
ومن جانب آخر فله مساهمة خيرية متميزة في مجال دعم الخدمات الصحية بالكويت كما سوف يأتي الحديث عنها. وعلى مستوى العالم لا تنتهي مساهمات الخير في هذا الشعب الكريم شعب الكويت، ولا تقف أمام حدود.
فالسيد عبدالرحمن العبدالمغني – مثل كثير من المحسنين بالكويت – له مساهمات خيرية في كثير من أنحاء العالم الإسلامي، ولعلنا نذكر هنا على سبيل المثال لا الحصر أنه قام ببناء دار للأيتام مع التجهيز والتأثيث ، بالإضافة لمكاتب الإدارة ومسجد للتدريس في إحدى ضواحي "جاكرتا" بإندونيسيا في عام 1988م، وهو يسع لعدد كبير كما أن به مشغلاً خاصاً، يعين على تأهيل الأيتام حينما يكبروا، ليعتمدوا على أنفسهم في طلب الرزق. مساهمته في دعم الخدمات الصحية
مركز الفيحاء الصحي
- اسم المتبرع: عبدالرحمن عبدالمغني محمد العبدالمغني
- مبلغ التبرع: 1.250.000 د.ك
- الموقع: المساحة المستغلة من قبل المركز الصحي القائم حالياً في منطقة الفيحاء.
- المكونات الرئيسة:
عيادات عامة (رجال – نساء – أطفال) .
- عيادات أسنان.
- عيادة السكر.
- قسم لرعاية الأمومة.
- قسم لرعاية الطفل السليم.
-ضماد وإبر (تمريض).
- صيدلية.
- مختبر.
- إدارة.
-خدمات.
والمشروع على وشك التسليم إلى وزارة الصحة العامة بشكله النهائي، إن لم يكن قد تم تسليمه بالفعل خلال طباعة هذا الكتاب.
وفاته:
توفي رحمه الله تعالى في 19/5/2007م.
منقول محسنون من بلدي .
التعديل الأخير تم بواسطة عنك ; 17-06-2009 الساعة 12:12 PM.
عبدالرحمن عبدالمغني العبدالمغني
العرض العادي
