المتاحف الخاصة.. ودعم الدولة المفقود
خليل علي حيدر
متحف الاستاذ «سعود الطريجي» الخاص، والزاخر بالتحف والاثار المحلية والعربية وغيرها، والذي تحدثت عنه المحررة شروق الكندري في «الجريدة» 2009/9/23، نموذج واحد للكثير من هذه المتاحف الشخصية، والمتنوعة الموجودات، التي نطالع اخبارها في الصحافة بين فترة واخرى.. ثم ننساها!
هذه المتاحف المنزلية، رغم انها اسهام متواضع من قبل «القطاع الخاص» لدعم الحياة الثقافية الكويتية، الا انها، عندما ينظر اليها أيٌّ منا في مجموعها، يجدها اضخم بكثير واشد ثراء من كل ما تعرض الدولة ومكتباتها! فبعض هذه المتاحف تركز على التاريخ الاسلامي، واخرى على التراث المحلي. وهناك متاحف منزلية لهواة طوابع البريد والعملات والبطاقات والاسطوانات والادوات الكهربية ومتعلقات البادية والادوات المنزلية.
وهناك هواة مثل الاستاذين صالح المسباح وعادل العبدالغني يعنون بجمع الكتب والاصدارات والمجلات والنشرات الكويتية منذ ظهورها. ولو طرقت باب المكتبات العامة كلها لما وجدت هذه النوادر.
هواة التحف والنوادر والاصدارات المطبوعة استثمروا اموالا ضخمة في شراء هذه الاشياء الثمينة والاحتفاظ بها. واقتطعوا هذه الاموال في معظم الاحيان من رواتبهم ودخولهم البسيطة، فهم ليسوا جميعا اثرياء، غير ان ما بحوزتهم اليوم ثروة ثقافية وطنية لا تقدر بثمن، وقد تنتقل ملكية هذه الموجودات مع الزمن الى مشتر لا يدرك قيمتها او ورثة لا اهتمام لهم بها ولا مكان لديهم لها، ومن هنا فلابد اولا من نشر دليل واف عن المتاحف الخاصة وموجوداتها واسماء اصحابها. وحبذا لو خصصت الدولة من خلال المجلس الوطني للثقافة أو أي هيئة أخرى الاموال اللازمة لشراء بعض المقتنيات النادرة منها. ولعل من الافكار القابلة للبحث قيام اصحاب هذه المتاحف والمكتبات بالتنسيق مع أي جهة ممولة، بانشاء ما يسميه الامريكيون بـ «الانتيك مول»، ولا يمكن بالطبع عرض كل الموجودات في مثل هذا المكان التجاري المخصص لتجار التحف والمقتنيات، ولكن انشاء مثل هذا السوق سيزيد اهتمام الجمهور بها، ويجتذب المزيد من الهواة الجدد الى هذا المجال.
وقد يتقدم احد النواب الافاضل في مجلس الامة باقتراح لدعم هذه المتاحف وتقديم تسهيلات العرض والخزن لها وغير ذلك. اذ لا يمكن ولا يعقل ان تدعم الحكومة علف الحيوانات ولا تلتفت الى.. تراث الشعب وثقافة الامة!
تاريخ النشر 12/10/2009 الوطن
|
العرض الشجري
