لا تزال الذاكرة والذكريات، نعم انها ذكريات الماضي الجميل بمبانيه الجميلة واسواره، ولا يزال البعض منا يذكر الماضي التليد بحوارييه الجميلات وازقته الضيقة.
شوارع الكويت القديمة وساحاتها الرائعة ومقاهيها، ومستشفياتها كلها لا تزال في خيال الذكرى وتخيل الذكريات.
الحضارة ما هي الا نتاج بشري من عمران ومبان بأبنية جميلة، مساكن البشر الأحياء، الملابس، الاهازيج، الاساطير، التراث بشتى صوره ومناحيه المتنوعة. والكويت لم تكن في منأى عن الحضارة، فتاريخها حافل بالانجازات وماضيها لا يزال في ذاكرة الزمن، الاحياء الجميلة والمباني المتراصة وبائعة الباجلاء في الماضي الجميل، حيث كان بعض النسوة يجلسن في زوايا الاحياء (الفرجان) وامامهن قدر كبير ملفوف بقطعة من الخيش للمحافظة على حرارته، يجلس بعض المارة ليشتري حلة باجلا تضعه في وعاء يسمى البادية، ويعتبر ايضا افطارا يوميا لاهل الحي. كل هذه الاشياء لا تزال ذكرى في مخيلة عاشق الوطن.
ان الدول المتقدمة تحرص كل الحرص في المحافظة على تراثها ومبانيها القديمة وتتباهى بها، ولكن نحن للأسف اضعنا الكثير من الهوية الكويتية.
لقد كان لكل مبنى من المباني الكويتية القديمة طابع هندسي جميل ومميز بأشكال هندسية جميلة، العريش، الجندل، الباسجيل، الابواب الخشبية الرائعة، وكان ايضا البحر هبة الله للكويتيين لما في قاعه من رزق. سواء اكان اللؤلؤ بأنواعه المختلفة، حتى عرفت اسماء تتعلق بالمهنة مثل الجزاف (بائع السمك).
أما اجمل الذكريات فهو «الفرضة القديمة»، فهي بمنزلة اول ميناء بحري للكويت المستخدم لرسو سفن الشراع البحري، يباع فيه الرقي والخضار وبعض المنتجات المستوردة مثل الفحم والسعف اليابس و«القداوه» وادوات تبريد الماء الفخارية مثل القراش والحب والبرمه، الى جانب التنانير، واعلاف الماشية مثل الجت والجولان والطعام والشوار.
لقد كانت الذكرى الجميلة هي موقع الفرضة القديم والسفن الراسية حوله، فهي النواة التي نشأت حولها المدينة في بداية العقد الاول من القرن السابع عشر. وهي اشهر واهم موانئ الخليج العربي في الماضي التليـد.