آل الأنصاري - فرحان الفرحان

[IE]

هناك في الكويت اكثر من (آل) للانصاري منهم في جزيرة فيلكا وهم من قدماء من سكن في الكويت ومنهم من سكن مدينة الكويت ومن هؤلاء الشيخ زكريا الانصاري العالم الجليل الذي ترك بصمات لا تمحى في تاريخ هذه البلاد وهو والد الاستاذ عبدالله زكريا الشخصية البارزة في الكويت ويسرني ان انشر بحلقتين واقتطف ما نشرته «قرطاس» في صفحتها (1) عن هذه الشخصية.
الشيخ زكريا بن محمد بن قاسم بن عبدالله بن محمد بن عمر بن محمد بن عمر بن علي بن يوسف بن خالد بن محمد بن قاسم بن خالد بن قاسم بن عمر بن محارب بن قيس بن زمانان الخزرجي الانصاري والجد الاعلى هو عمر بن عبدالله الانصاري الخزرجي. وكان عامل عمان في اواخر عصر عمر بن عبدالعزيز.
أصل العائلة من قبيلة الخزرج. التي تكون هي والاوس ـ احد بطون قبيلة الازد القحطانية اليمنية، وقد هاجروا الى المدينة المنورة عند حادث سد مأرب سنة 115 قبل الميلاد، كما هاجر جزء كبير من الازد الى عمان واستوطنوها.
بعد ظهور الاسلام هاجر جزء من الخزرج الى عمان ايضا للتبشير بالدين الجديد، خصوصا انهم ابناء عمومة مع من هناك من فروع الازد، وقد ولى عمر بن عبدالعزيز على عمان عمر بن عبدالله الخزرجي الانصاري، جذ هذه العائلة، بعد ان كثرت الشكاوى من العمال الذين قبله.
وفي ايام الدولة العباسية حوالي 250 هجرية، اي عام 874 ميلادية، في عهد المصلت بن مالك الازدي حاكم عمان حصل سيل عظيم اغرق الباطنة وصحار، فهاجر كثير من الناس الى البلدان المجاورة، وهاجر جزء من عائلة الخزرجي، احفاد عمر بن بن عبدالله الى موطنهم الاول في المدينة المنورة، كانوا رجال علم ودين وأدب، وذوي بأس في الحروب وخصوصا في تطبيق الحق والعدل بين الناس واصبحوا رجال علم وقضاء في الحجاز.
وفي عهد الشريف حسين الاول، وكان ظالما مستبدا، عارضته العائلة الخزرجية مع من عارضه من الناس، وكان الناس يبعثون ابناءهم للدراسة على ايدي علماء هذه العائلة من الجنوب العربي وعمان والاحساء وعرب فارس وزنجبار، فلما سمعوا عن خلافهم مع الشريف حسين طلبوا منهم الحضور الى بلادهم وتولي القضاء والامامة والتعليم وفتح المدارس فهاجروا الى عدد من هذه البلاد، واول من هاجر منهم الى عمان هو عمر بن محمد بن عمر. واول من استقر في «ودام» هو قاسم بن محمد.
بعد انتهاء حكم الاشراف على الحجاز رجع بعضهم الى هناك. وكان عمر بن ابي بكر الخزرجي الانصاري يدرس اولاد الملك عبدالعزيز بن سعود، اما محمد بن عمر فقد طلب منه السلطان سعيد بن تيمور ان يكون قاضيا لمسقط عمان، لكنه اعتذر خوفا من عدم تطبيق العدل والاختلاف معه.
اما الشيخ سلمان بن قاسم الخزرجي الانصاري فهو مقيم في مسقط وما زال له اولاد واحفاد هناك.
واما الشيخ زكريا بن محمد الخزرجي الانصاري فقد هاجر الى الكويت بطلب من عائلة العبدالرزاق اماما لمسجدهم وليفتح مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم.
كان الشيخ زكريا هو واحد من سبعة اخوة هو الذي وصل الى الكويت وفي هذه البلاد كتب له الحظ ان يتزوج ابنه السيد عبدالكريم الايوبي وكانت لهذه الزوجة ست شقيقات زوج الكبرى السيد عبدالله العسكر وتزوج الصغرى الشيخ عبدالله النوري.
انجب الشيخ زكريا من الابناء محمد وعبدالله الاديب الشاعر المعروف وصاحب الديوان المألوف والاستاذ علي سفير الكويت السابق في عدة دول والسيد المرحوم (يحيى) وهو التاجر النشط سابقا وكان سمي يحيى على اسم شقيقه البكر الاول الذي توفاه الله واخرهم المرحوم احمد وهو اصغرهم.
ان الذي يتابع ان اصل الاسرة من سلطنة عمان من الخزرج ولما كانت العلاقة بين دول الخليج قائمة منذ امدي بعيد والعلاقات وشيجة ويكفي ماقاله الأعشى في قصيدته.
افقا يجبي اليه خرجه
كل ما بين عمان فملح

وأخيرا فهذا هو الشيخ زكريا الانصاري الذي عاش بين ظهرانينا في الكويت واسرته الكريمة.
هناك عالم فاضل اسمه زكريا الانصاري وهو شيخ الاسلام في زمانه الذي ولد في سنة (823) في مصر ويجب ان نفرق بين الاثنين والى الحديث عن ابنه الاستاذ عبدالله زكريا.

جريدة الوطن 19/8/2004

[IE]

عبدالله زكريا علم بارز في الكويت في اخلاقه في علمه في أدبه في محبة الناس.
اول مرة عرفته عندما ذهبت الى القاهرة للدراسة هناك وكان هو المسؤول الثاني عن مكتب الكويت الثقافي للبعثات وكان المسؤول الاول عبداللطيف الشملان كنت اتذكر كان مكتبه خلية نحل من الطلبة الذين يدرسون هناك وكانوا بعيدين عن اهلهم فكان عبدالله زكريا هو اخوهم وابوهم واستاذهم هناك فكانوا يجدون الملاذ عنده. كان كثير من ادباء مصر نجدهم على مقربة منه وكان في كل زيارة له في مكتبه يعرفنا على أحد الشخصيات المصرية او العربية وبكل محبة يقدم هؤلاء الطلبة لضيوفه الادباء والمفكرين وعلى ان هؤلاء الطلبة هم من الكبار لا صغار وطلبة فكان بارك الله فيه يخلق في الطلبة هناك حب الوطن والمحبة هذه العادة لم يتخل عنها ابدا بعد رجوعه الى الكويت والى وزارة الخارجية ثم الى التقاعد فقد فتح ديوانه العامر في منطقة الشامية وكأنه في مكتبه في الدقي في القاهرة وهناك يستقبل ضيوفه في كل امسية بعد صلاة العشاء فكان ديوانه ملتقى الاصدقاء والاحباب فهو اليوم في الثانية والثمانين من عمره المديد وقد جمع في هذا المنزل والبيت يوما من الاسبوع لاشقائه وابنائهم واحفادهم يلتقون معه ليتابع احوالهم.
كان عبدالله زكريا لم يمر في هذه الحياة التي نعيش فيها بأيام كلها ورد وزهور بل كان هناك تعب وارهاق لكني سبقتني مجلة قرطاس بأن افردت صفحات لهذه الشخصية اجتزىء منها.
☩ أديب وشاعر وباحث سياسي.
☩ ولد في الكويت عام .1922
☩ كان والده امام مسجد (العبدالرزاق) وكان يملك مدرسة لتعليم القرآن الكريم والقراءة والكتابة.
☩ درس في مدرسة والده وتلقى دروس القرآن الكريم كما تعلم مفاتيح اللغة العربية والحروف الهجائية وتوابعها.
☩ في العام 1928 التحق بالمدرسة المباركية. وطلب للتدريس في دائرة المعارف، ثم التدريس في المدرسة الشرقية 1940 ـ .1942
☩ ترك التدريس واشتغل محاسبا في شركة تموين الاقمشة ثم رئيسا للمحاسبين منذ العام 1944 ـ .1984
☩ في العام 1950 اختير محاسبا لبيت الكويت في القاهرة من قبل وزارة المعارف واقام هناك حتى العام .1960
☩ بعد استقلال الكويت تحولت الدوائر الى وزارات وانشئت وزارة الخارجية فانضم اليها عام 1962 مع خالد العدساني الذي عين سفيرا للكويت في القاهرة حتى عام .1965
☩ حين عاد الاستاذ عبداله زكريا الانصاري الى الكويت من القاهرة تولى ادارة الصحافة والثقافة في وزارة الخارجية حتى تقاعد عام 1987، حيث تفرغ لكتبه وبحوثه وابداعه بعد ان عمل في خدمة الدولة خمسة واربعين عاما.
☩ من رواد الحركة الادبية في الكويت ومن رجالها البارزين.
☩ كتب في مجلة البعثة التي صدرت عام 1946 في مصر. وتولى رئاسة تحريرها عام .1950
☩ كتب في مجلة كاظمة وهي اول مجلة تصدر وتطبع في الكويت عام 1948، عام 1968 تولى رئاسة تحرير مجلة البيان الصادرة عن رابطة الادباء.
☩ اسهم في النهضة الادبية الشعرية منذ الخمسينات ومن كتبه (فهد العسكر: حياته وشعره).
اليوم وبعد ان دخل عبدالله زكريا فترة التقاعد من العمل ولم يتقاعد عن الاصحاب والقى عصا الترحال يحق لنا في العجالة ان نسجل للقبائل والانساب التي سكنت الخليج في العصر الحديث بل سكنت شرقي الجزيرة العربية حيث جاءت اسرته من هناك من عمان واخذت تتوسع في رحاب هذه الجزيرة العربية من الحجاز ونجد حتى الكويت بعد ان القى عصا الترحال والده وكون هذه الأسرة اسرة آل الانصاري الكرام.

جريدة الوطن 20/8/2004

[سمو حوران]

مشكور أخي IEعلى هذا الموضوع الجميل .... كنت أتابع بعض نتاج المرحوم الأديب المفكر عبد الله زكريا الانصاري الذي كان يلقب بالاستاذ .... و أجمل ما قرأت له هذه الابيات:
أتراها تعود تلك الليالي ......................زاهيات تفيض... بالنعماءِ

حلمٌ داعب الخيال و ولى......................كالرؤى لاح طيفها للرائي
ذاك عهد مضى و ألوى به الدهر .............و عفى عليه أي عفاءِ
الاستاذ شاعر و مفكر كبير و بحق....
تقبل أرق تحياتي......