28-04-2009, 02:19 AM
|
|
مشرف
|
|
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,662
|
|
هاني العسعوسي: التراث الكويتي زينة وخزينة
26/04/2009 - عالم اليوم
حب الماضي والإخلاص إليه»، ظاهرة بدأت تأخذ طريقها إلى قلوب العديد من الباحثين عن صورة مصغرة للمجتمع الكويتي في الماضي. أشياء تعرض لقصة مليئة بمشاهد الصراع الإنساني مع الطبيعة. ظروف معيشة صعبة، فرضتها عوامل المناخ القاسية على آباء وأجداد، رفضوا الخضوع لتلك الظروف، من أجل أن تبقى هذه الحكايات اليومية البسيطة مدار بحث، مساره حركة الإنسان وحركة الزمن.
ومن بين الباحثين عن بقايا حكايات الماضي هاني العسعوسي، أحد المهتمين بتراث الكويت فهو عاشق ولهان ومحب لهذا البلد لذا أراد أن يحتفظ بجزء من تاريخه وإرثه الأصيل، ومعه نعيش دورة من دورات الزمن الجميل:
< من شجعك على النبش في أدوات الماضي؟
- شجعني على هذا ملازمتي لوالدي رحمه الله، كان مشهوراً عنه اقتناء السيارات القديمة والراديوات.
سيارتان أو ثلاثة على الأقل من السيارات النادرة القديمة، كانت تقف أمام بيتنا، هذه الهواية نمّت عندي حب اقتناء الأشياء القديمة.
بعد وفاة والدي، وقبل زواجي، احتدمت المنافسة بيني وبين ابن عمي على اقتناء الأشياء التراثية، من يمتلك الأندر من بينها.
بدأت باقتناء الأشياء الخاصة ببيت عائلتي، ثم انتقلت إلى مرحلة الشراء من الأصدقاء، ومع سفري إلى خارج الكويت، كنت أحرص على العودة من البلد الذي أسافر إليه محملاً ببعض القطع التراثية لهذا البلد.
< لكل هواية إيجابيات وسلبيات، ما هي إيجابيات وسلبيات هوايتك؟
- هذا صحيح، الهواية سلاح ذو حدين.
الجانب الإيجابي في الهواية هو أن التراث زينة وخزينة، فإذا حصلت على قطعة اليوم بسعر بخس، التنافس من قبل الآخرين يرفع سعرها بعد فترة قصيرة إلى الضعف أو أكثر.
والدليل على ذلك، أنه في السابق كان الهواة الكويتيون يجمعون تراث دول الخليج، اليوم الهواة في دول الخليج اتجهوا نحو الكويت لشراء مقتنياتهم الأثرية.
الكل تفتح على الحنين للتراث، ليست الكويت وحدها لديها أشياء تراثية لكل بلد تراثه، وهناك حافظون لهذا التراث، في السابق كنا نشتري من دول الخليج بأسعار منخفضة، اليوم ظهرت مجموعات كثيرة ترغب في الحفاظ على التراث وقد أدى هذا إلى مضاعفة الأسعار.
تخيل أنه لا قدر الله لو تعرضت اليوم إلى ضائقة مادية، ستجد التراث الذي جمعته خير معين على تلك الضائقة.
لكن للأسف قد تندم بعدها إذا اعتدلت أحوالك المادية، وتفشل في إعادة القطعة التي بعتها.
أما الجانب السلبي في اقتناء الأشياء التراثية فهو الحالة التي تصيب الإنسان من وراء الاقتناء، حيث تنمي لديه حب التملك، والدخول في صراعات من أجل الحصول على قطعة ثمينة.
يختلف الحنين إلى الماضي من إنسان إلى آخر، البعض يحن إلى الماضي بسماع أغنية أو قصة يرويها أحد كبار السن، البعض الآخر يتجه إلى اقتناء ولو مجموعة من أواني المطبخ القديمة، خاصة تلك القطع التي يطلق عليها الأواني (الملبس) دلة الحليب، القواري الخاصة بالشاي، وهي أواني صناعة تشيكوسلوفاكية قديمة صعب أن تجد مثلها اليوم.
كل القطع التي امتلكها مثل أبنائي، لا استطيع أن أتخلى عنها، أشعر معها براحة وجمال، أطبطب عليها، أراعيها، اعتني بنظافتها، أما الأجهزة الكهربائية أعمد إلى تشغيلها بين فترة وأخرى حتى أحافظ على استمرار أدائها بصورة جيدة.
< من أين تحصل على الأشياء الكويتية القديمة؟
- معظمها حصلت عليه من الكويت، هناك مزادات تنظم في ديوانيات مفتوحة للهواة ومقتنيي القطع الأثرية، وكل من لديه قطعة يرغب في استبدالها مع آخر، أو يرغب في بيعها، يمكن أن يحضر إلى الديوانية.
< وما نصيحتك للهواة الجدد؟
- أنصح الهواة الجدد خاصة الطلبة في مرحلة الثانوية العامة، إذا كان لديهم رغبة في شراء أشياء قديمة، أن يستفيدوا أولاً من خبرات الكبار، فقد ظهرت في الأسواق في السنوات الأخيرة الكثير من القطع الأثرية شكلاً، إلا أنها أشياء مقلدة، بعضها يقلد عن طريق الليزر، أو الدفن في الرمال بالنسبة للقطع النحاسية، أو الحرق حتى تبدو كأنها قطع أصلية قديمة، ولا قيمة تذكر لها.
القطع الأصلية ثمنها غال لكن الثمن الذي يدفع فيها يعادل القيمة الحقيقية لها، أما القطع المقلدة لا قيمة لها.
< وكلمتك الأخيرة لمن تود أن توجهها؟
- أناشد القائمين على حفظ التراث في دولة الكويت، أن تتبنى الأشخاص الراغبين في الحفاظ على التراث، ورعايتهم.
نتمنى وجود جمعية أو ديوانية مثل ديوانية الرعيل الأول، ما نملكه من تراث يمكن أن يكون مرجعاً مهماً لطلاب العلم والراغبون في التعرف على تراث بلادنا، اليوم كثير من الطلبة يطرقون أبوابنا بصفة ودية، لماذا لا يتم ذلك تحت مظلة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، أو غيره من جهات تعنى بالتراث؟
-
|