آل الجسار وابن الشيخ - فرحان الفرحان
كانت اسرة الجسار عرفت في تاريخ الكويت القديم في القرن التاسع عشر بعائلة الشيخ ابراهيم ولا تذكر الجسار كما كان يطلق في تلك الفترة على الشيخ سيد سليمان فقط ولا يذكرون اصوله الحجازية الرفاعي.
وصل الشيخ ابراهيم الجسار قادماً من نجد وهو ينتمي الى قبيلة عتيبة وكان عالماً وولياً وعالماً بالروحانيات وقد ساعد الكثير من اهل الكويت للتخلص من مشاكلهم النفسية وغيرها وكان يعالج بالقرآن الكريم والادعية كان الشيخ ابراهيم محط احترام كثير من الكويتيين عاش في منطقة القبلة في اطرافها هذا الشيخ ابراهيم هو ابن الشيخ حمود بن ابراهيم بن حمود الجسار والدته هي مريم المزروعي القبيلة التميمية المعروفة.
كان الشيخ ابراهيم قد تزوج من زوجتين الثانية وهي منيرة الزبن انجب منها عبد الرحمن وحمود كانت السيدة مريم المزروعي قد انجبت ولداً واحدا هو محمد الذي عرف فيما بعد ابن الشيخ والتصقت به هذه التسمية طوال حياته.
وهنا نتحدث عن ابن الشيخ الشيخ محمد الذي ورث العلم والروحانيات عن والده.
كان المرحوم حمد السيدان لم يفت الموضوع بل ذكره في موسوعته الموسوعة الكويتية حيث يقول في الجزء الثاني صفحة (840) (ابن الشيخ) لقب يطلق على الشيخ عبد اللطيف الجسار من رجال الدين في الكويت كما كان يطلق في الاصل على الشيخ محمد ابراهيم الجسار ولد سنة (1866) اشتهر بنبوءاته وقيل ان له معرفة بالعالم الروحاني عاش معتزلاً في السالمية ويرتاده مريدوه توفي سنة (1959).
هذا الشيخ الذي كان يسمى ابن الشيخ والذي عرف في هذا الاسم في القرن التاسع عشر وحتى منتصف القرن العشرين للاسف لم يسجل احد قصة حياته المملوءة بالعجائب قصته التي تعتبر قصة من قصص تاريخ الكويت هذا الرجل الذي يعتبر جزءا من تاريخ الكويت.
الرجل الذي له عدة تسميات فيسمى:
1ـ ابن الشيخ نسبة الى والده الشيخ ابراهيم بن حمود الجسار والذي سبقه في هذا المجال في العالم الروحاني.
2ـ ويسمى بالشيخ لفضله وعلمه حيث يعتبر ولياً من اولياء الله الصالحين وخدم الكثيرين قدم لهم من حسنات.
3ـ الشيخ الجسار وكان والده قبله من الجسار وبعده أكثر من واحد برزوا من هذه الاسرة بالعلم والدين.
4ـ شيخ السالمية كان من كثرة الناس وهي تذهب له لكي يقرأ عليها وتشفى من الامراض والهلوسة المصابة بها لهذا التصقت هذه التسمية عليه في السالمية لانه مقيم فيها على طول ومنزله ملاصق للبحر.
اول مرة ارى بها ابن الشيخ الشيخ محمد في عمري وهي اول مرة وآخرها عندما ذهبت مع والدتي وجدتي وشقيقة جدتي واستأجروا سيارة (فورد) وذهبنا بعد صلاة العصر واذكر انه كان جالساً على العتبة يستقبل الناس وهو يقرأ عليهم وكان يضع يده على الاطفال ويمسح على رءوسهم وهو يقرأ حتى يشفى الطفل بعد هذا اللقاء.
اذكر ان اخت جدتي عندما جاءت بقربه وسألها هل انت متوضئة فقالت نعم فقرأ عليها فقال لها باذن الله سوف تشفين وفعلاً لم يمض ايام قليلة الا وشفيت.
اذكر كان جالساً باب بيته مقابل الشرق وليس له باب على البحر مع ان منزله مطل على البحر.
يجلس على العتبة وهو يستقبل الناس برحابة صدر ذا لحية كثة كبيرة بيضاء.
كان يجلس ويتفحص المريض الذي امامه ولا يستطيع احد ان (يجابسه) ينظر اليه من قوة نظره كانت تجتمع لديه الفراسة والورع والولاية وما يستعين به من العالم الاخر لكن نقول انه خدم الكثيرين واسعد بيوتا كثيرة وانقذ ارواحا من مآزق ورطوا فيها حين عمل لهم بعض الاعمال الضارة وكان ابن الشيخ يتصدى لهذه المشاكل حتى اننا نقول انه سد ثغرة في الكويت فترة من الزمن.
جريدة الوطن 14/8/2003
__________________
"وَتِـــلـْــكَ الأيّـَــامُ نُـــدَاوِلـــُهَـــا بـَـيـْـنَ الـــنَّـــاسِ"
|