العيسى (الفيحاء)

[بن عيسى والنعم]

1* النوخذه ناصر عبداللطيف العيسى

ولد النوخذه ناصر (رحمه الله) في حوالي العام 1889م ، وأصبح نوخذه في حوالي العشرين من عمره ، فركب سفينه والده ((سحيله)) وقام برحلات عديده إلى الهند. ويصف ابنه محمد رحلات والده هذه بأنها ((مثيره وتدعو للإعجاب )). ففي سنوات الحرب العالميه الأولى أوقفت دوريه بريطانيه النوخذه ناصر، وأخذت تفتش سفينته بحثاً عن السلاح ، ولما سأل الضابط البريطاني عن نوخذة السفينه ، أشار البحاره إلى الشاب ناصر ، فعجب الضابط وقال إن هذا الشاب صفير فكيف يكون قبطاناً لكم؟ فرد عليه النوخذه ناصر (عبر المترجم) قائلاً: ((نعم ، إنني صغير ، ولكني حين أـجلس على النيم ((مكان القياده)) فإنني أكبر)) ، وطلب من الضابط البريطاني تعوضاً على تأخيره للسفينه ، فأعطاه ورقه للقنصل البريطاني في الكويت . ولما سمع الشيخ مبارك الصباح (رحمه الله) بالقصه ، استقبله في قصره وأثنى عليه قائلاً: ((عفيه على ولدي ، كفو عليك))

ركب النوخذه ناصر عدداً من السفن ، منها بوم الصقر ((النامسه)) سنه واحده ، ثم في بوم العثمان ((فتح الخير)) ، ولكنه أمضى عدداً من سنوات حياته يقود سفينته البغله ((أميرة البحار)) . فقد كان في رحله إلى ساحل أفريقيا الشرقي (أو الهند) في عام 1983م عندما شاهده القبطان آلن فاليرز، فذكره في العديد من الأماكن في كتابه ((أبناء السندباد)) وبخاصه حين قابله في ميناء المنامه حيث يقول (ص 477):
((ومع النجدي وحمود وجدت أيضاً ناصر، شقيق حمود ، وقائد البغله ((القطه)) وكان رجلاً صغير الحجم، قصير القامه، ذا شاربين ضخمين . لكنه لم يكن ينظر الى سفينته على أنها صغيره أو شبيهه بالقطه... وكان يطلق على سفينته ((سيدة البحار)) ... ولم تكن تشبه القطه بأي حال من الأحوال)).

استمر النوخذه ناصر يقود سفينته هذه حوالي 23 عاماً حتى قامت الحرب العالميه الثانيه . وفي إحدى رحلاته خلال سنوات الحرب ، ركب معه سائح ألماني من ممباسا إلى مسقط ، وقال السائح للنوخذه ناصر إنه إذا انتصرت ألمانيا في الحرب فإنه سوف يشتري سفينته بمبلغ 40ألف ربيه ، فرد عليه ناصر قائلاً، إنه يود أن تخسر ألمانيا الحرب ، ولن يبيع له سفينته ((سيدة البحار)) . ولم يكن هذا السائح الوحيد الذي رغب في شراء هذه السفينه ، فقد وافق ناصر على بيعها للقبطان آلن فاليرز عام 1938م بمبلغ 5000ربيه فقط ، ولكن الحرب العالميه الثانيه اندلعت فاضطر القبطان آلن إلى مغادرة الكويت دون شراء السفينه.

ترك النوخذه ناصر السفر بعد سنوات قلائل من اندلاع الحرب ، وبقى في الكويت في (عمارته) على الساحل . وفي أحد الأيام زاره التاجر ثنيان الغانم وقال له مازحاً إن إبنه فيصل قبطان بحري يقود البواخر أفضل منكم (أي نواخذة الكويت) . فرد عليه النوخذه ناصر قائلاً: ((أنا رجل شايب ، وعيون ماعندي ، وجالس في هالعماره ، لكن أطلب من المسؤولين إطفاء الأنوار (البويات) ، وأطلب من ابنك فيصل ان يدخل سفينته في ظلام الليل الى الميناء كما كنا نفعل)) . ولما سأل ثنيان ابنه فيصل أجابه بأنه لا يستطيع ذلك؟

وفي عام 1973م مرض النوخذه ناصر ، وذهب إلى لندن للعلاج ولكنه توفي هناك في 17/9/1973م ، ودفن في الكويت عن عمر قارب 84 عاماً

رحم الله النوخذه ناصر وأسكنه فسيح جناته .


للحديث بقيه .....

[بن عيسى والنعم]

2* النوخذه سليمان عبداللطيف العيسى

من نواخذة السفر الكويتيين الذين خدموا في النقل الشراعي الكويتي مده طويله (حوالي 45 عاماً) وقام بقيادة العديد من سفن الكويت الشراعيه .
درس النوخذه سليمان في المدرسه المباركيه وتعلم فيها الفراءه والحساب ، ثم ركب مع أخيه ناصر لكي يتعلم مبادئ السفر الشراعي وعمره لا يزيد عن 13 عاماً .
وعلى سفينة النوخذه ناصر (البغله) تدرج في تعلمه حتى أصبح ((سكوني)). ثم ركب مع النوخذه يعقوب بشاره في السفينه البوم ((سهيل)) للتاجر خالد الداوود المرزوق، وعنه تعلم أساليب الملاحه والقياس . ولما بلغ من العمر عشرين عاماً أصبح نوخذه في بوم صغير لرجل يدعى دعيج الفهد، ثم في سفينة والده عبداللطيف اسمها ((تيسير)) . ركب بعد ذلك في بوم ماء للنوخذه عبدالوهاب بن عيسى القطامي ، ، ثم في بوم للنوخذه يوسف بن عيسى القطامي أسمه((بيان)) ، وبعد ذلك ركب في بوم ثنيان الغانم ((الفتح)). لكن هذه السفينه لم يكتب لها العمر الطويل ، فقد اصطدمت بشعاب مرجانيه ((قصار)) قرب ساحل مدينة لامو على الساحل الأفريقي الشرقي ، ولم يستطيع النوخذه سليمان انقاذها ، فبقى في لامو سنه كامله حيث انتهى الموسم ولم يرجع للكويت إلا في العام التالي نظراً لظروف الحرب العالميه الثانيه . ولما عاد للكويت تسلم قيادة سفينه اخرى للتاجر محمد ثنيان الغانم هي البوم ((نايف))، حتى صنعت سفينه اخرى تحل محل ((الفتح)) فركب عليها النوخذه سليمان عدداً من السنين. وبعد هذه السفينه ركب في بوم ((طراد)) للتاجر عبداللطيف محمد ثنيان الغانم ، ثم في بوم صغير لأحمد القصار ، وأخيراً في بوم صغير صنعه الاستاذ أحمد بن سلمان واسمه ((تيسير)). وفي حوالي العام 1944م ترك النوخذه سليمان قيادة السفن ، ولزم عمارة والده عبداللطيف على الساحل (عمارة العيسى).
وفي حوالي العام 1983م توفي النوخذه سليمان بن عيسى بعد أن خدم طويلاً في السفر الشراعي الكويتي.

رحم الله النوخذه سليمان وأسكنه فسيح جناته.



وللحديث بقيه .... أكييييييييييد

[بن عيسى والنعم]

3* النوخذه حمود عبداللطيف العيسى

تعلم النوخذه حمود أساليب الملاحه من أخيه ناصر الذي صحبه معه في رحلات بحريه في سفينته البغله . ولما أصبح نوخذه تسلم قيادة سفينة والده عبداللطيف هي البوم ((الميمون))، ثم ركب في البوم ((تيسير)) حيث كانت عليه معظم رحلاته . كما ركب معه خلال هذه الرحلات أخوه حمد وابن أخيه محمد ابن ناصر العيسى الذي روى للكاتب تفاصيل إحدى هذه الرحلات من الكويت إلى الهند ثم العوده حيث هب عليهم اعصار كالطوفان وكانت هذه الرحله عام 1933م .
أما القبطان آلن فاليرز فقد صادف النوخذه حمود في ميناء المنامه (البحرين) عام 1983م ، فكتب في ((أبناء السندباد)) يقول (ص 477):
((وفي ذلك اليوم الأخير من شهر مايو خرجت مبكراً فوجدت علي النجدي على ظهر بوم حمود بن عبداللطيف ، الذي كان قد وصل مؤخراً من الهند. وقد جلس على السجاده في مؤخرة السفينه يدخن النارجيله ، وأمامه طبق من الحلوى ، قابلته على ((الرحويه)) يجلس بحار زنجي الأصل يسليه بالعزف على العود . وكان بوم النوخذه حمود موثقاً بالحبال والخشب وبخاصه خشب الساج والخيزران والصناديق الخشبيه والكراسي. وفوق ذلك كله عدد من القوارب المصنوعه من جذوع الأشجار المجوفه. وكان قد مر عليه اثنان وخمسون يوماً منذ أن غادر ساحل الملبار في الهند إلى أن وصل مسقط)).

عَرف عن النوخذه حمود بن عبداللطيف انه كريم جداً مع البحاره في رحلاته،ويصف التوخذه غلوم قبازرد النوخذه حمود بأنه ((رجل طيب وزقرتي وكريم ونوخذه ممتاز ومعلم)).

ترك النوخذه حمود السفر البحري ، وعمل مرشداً في الميناء. وبينما كان في طريقه من مكه الى المدينه لأداء مناسك الحج توفي في حادث سياره ودفن هناك ولم يتعد الخمسين من العمر.


رحم الله النوخذه حمود وجمعنا به في مستقر رحمته جنات النعيم .



أكييييييييييييييييييد للحديث بقيه ،،

[بن عيسى والنعم]

4* النوخذه ابراهيم عبداللطيف العيسى

تعلم النوخذه ابراهيم قيادة السفن الشراعيه من أخيه سليمان الذي أخذه معه ليعلمه ، وكان قبل ذلك يركب مع والده عبداللطيف . كما أنه ركب أيضاً مع أخيه ناصر في البغله ((السلامتي)) لتعلم أساليب الملاحه. وبعد ذلك قام بقيادة سفينه لوالده هي ((الميمون))، لكنه لم يستمر طويلاً في قيادة هذه السفينه (سنه واحده فقط) بل ترك السفر وتسلم ((العماره)) بعد أن توفي والده عبداللطيف. ويعلل ابن أخيه محمد بن ناصر السبب أن ابراهيم ((وجد أن العماره أحسن له من السفر)) واستمر النوخذه ابراهيم في عمله هذا حتى توفي عام 1973م عن عمر قارب خمسة وخمسين عاماً .


رحم الله النوخذه ابراهيم وغسله بالماء والثلج والبرد .

[بن عيسى والنعم]

5* النوخذه حمد عبداللطيف العيسى

كان عمره 16 عاماً عندما ركب حمد مع أخيه ناصر في البغله لكي يتعلم منه الملاحه وقيادة السفن الشراعيه، وبعد ثلاث سنوات ركب مع أخيه حمود سنه واحده ثم أخيه ابراهيم سنه اخرى. ولما توفي والده بدأ عمله كنوخذه وكان قد بلغ من العمر حوالي 22 عاماً. وبعد أربع سنوات من قيادته لسفينه لوالده تسلم قيادة ((بوم جاسم الشاهين)) وهي من السفن الكبيرة الحجم (4000من ٍمن التمر)، وقاد هذه السفينه عامين كاملين، ثم تركها وركب في بوم ((فتح الخير)) للتاجر ثنيان الغانم لمدة سنتين. ثم اشترك مع أحد التجار في بوم صغير وركب عليه سنتين، ترك بعدها البحر وعمل في ميناء الشويخ.
ويجدر بالذكر أن النوخذه حمد تسلم قيادة السفينه (المهلب) للتاجر ثنيان الغانم في رحله واحده من الهند للكويت عندما اضطر قبطانها النوخذه حسين العسعوسي البقاء في الهند في ذلك العام.

يوصف النوخذه حمد بأنه رجل ودود ودائم الاتصال بأصدقائه من أهل البحر نواخذه وصناع سفن وبحاره، وكثيرا ما يسأل عنهم ويزورهم في المستشفى إذا مرضوا، وإذا توفي أحدهم تجده أول المشيعين . ولقد أخبر الكاتب حين زاره في منزله في منطقة النزهه (عام 1988م) انه لم ينس البحر وأهله، وأنه يحرص على تعليم الشباب تاريخهم البحري، وأنه على استعداد دائم للإجابه عن تساؤلاتهم.
وحين توفي النوخذه بدر عبدالوهاب القطامي، كان على رأس المشيعين، وحين تم دفن جثمان صديقه النوخذه بدر قال لمن حوله(لم يبق في العمار (أي الحبل) سوى ((متح)) واحد أو ((متحين)) ....) لقد شبه سنوات العمر بعدد الفتلات المكونه لحبل السفينه ، وقد تقطع معظمها ولم يبق سوى القليل.

توفي النوخذه حمد سنة 1996م بعد صراع مع المرض عن عمر يقارب 80 سنه

رحم الله النوخذه حمد وجمعنا به ووالديه في مستقر رحمتك واجعلهم اللهم ممن شملتهم بعفوك واحسانك.
اللهم آنس وحشتهم ورحم غربتهم وفرج كربتهم .

[بو عبدالوهاب]

لهم نسب مع بورسلي والضبيب والمباركي والصرعاوي

[فاعل خير]

مشاركه قديمه
من
مشرفنا

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة AHMAD    الجريدة - باسم اللوغاني 24, June 2011 وثيقتنا اليوم يعود تاريخها إلى عام 1325 هـ – 1907 م، وهي عبارة عن شهادة لمن يهمه الأمر، بالمفهوم الحديث، كتبها ووقّعها أمير الكويت آنذاك الشيخ مبارك الصباح يؤكد فيها أن التاجر والنوخذة القدير عبداللطيف بن عيسى من رعايا الكويت، وأن سفينته المسماة «السالمي» هي ملكه الخاص، ويطلب من الموانئ والدول التي ترسو فيها هذه السفينة تسهيل دخولها ورسوها ومساعدة ربانها وطاقمها. النص الحرفي للوثيقة هو كما يلي: بسم الله الرحمن الرحيم الواقفون على مرسومنا هذا من السالكين بالبحار والساكنين بالبنادر من جميع الدول العظام الفخام المتحابة منخصوص البقلة المسما السالمي ملك عبداللطيف بن عيسى بن حجي هو من جماعتنا من اهل الكويت وتابعنا نأمل من حكم دراية الدول العظام المتحابة اذا نظروا اليه ووقفوا عليه ان يعاملوه المعاملة اللائقة كما جرت به اصول وقوانين وشرائط وروابط الدول المتحابة. هذا واصدرناه وبيد ناقله سلمناه. كيلا يخفى، حرر في 26 شعبان 1325هـ. صحيح حاكم الكويت مبارك الصباح وفي أسفل الوثيقة تعليق مهم وقع تحته الكابتن وليام شكسبير المعتمد البريطاني في الكويت يوضح فيه أن السفينة الكبيرة المسجلة في بومبي برقم 1049 في شهر شوال عام 1315هـ، هي ملك عبداللطيف بن عيسى بن حجي اشتراها من التاجر عيسى بن إبراهيم بن عبدالجليل، ويعتبر التسجيل القديم لاغياً من تاريخ اعتماد هذه الوثيقة وهو 11 أكتوبر 1911م. والنوخذة عبدالطيف بن عيسى، المتوفى عام 1936، من كبار نواخذة الكويت في وقته، وتاجر له عدة عقارات وعمارات في فريج بن خميس في الحي الشرقي. وأسرة بن عيسى وأسرة بن حجي (سكان شرق) هم أسرة واحدة يلتقون في جدهم حجي بن خالد المنصوري، قدموا إلى الكويت قبل أكثر من 200 سنة، وعملوا في البحر والسفر، فكان منهم العديد من النواخذة والتجار مثل التاجر والنوخذة يوسف بن حجي بن ناصر الذي أنجب النوخذة حجي، والنوخذة عبدالوهاب، والنوخذة ناصر، أما عبداللطيف بن عيسى فأنجب النوخذة عيسى، والنوخذة سليمان، والنوخذة ناصر، والنوخذة حمود، والنوخذة حمد، والنوخذة إبراهيم. وقد قام مركز البحوث والدراسات الكويتية بنشر «رزنامة» تتضمن اليوميات والأحداث أثناء السفر الشراعي للنوخذة حجي بن يوسف بن حجي، ورزنامة أخرى للنوخذة ناصر بن يوسف بن حجي، وفيهما الكثير من المعلومات المفيدة عن خط سير الرحلة من الكويت إلى الهند والعودة، مروراً بالكثير من الموانئ. والسفينة نوع البغلة تعتبر من أكبر وأشهر سفن الكويت والخليج العربي وأقدمها، وكان الاعتماد عليها في التجارة البحرية قبل ظهور البوم الذي تفوق عليها بشكله وحجمه وسرعته وسهولة قيادته، لذا رغب النواخذة في اقتنائه وأصبح في غضون سنوات قليلة السفينة المثالية للتجارة البحرية مع موانئ الهند وشرقي إفريقيا، ويعتقد أن السفينة البغلة يعود تاريخها إلى ما قبل القرن السادس عشر الميلادي، وتشبه إلى حد كبير سفن البرتغاليين والسفن الإسبانية والفينيقية. أما التاجر والنوخذة عيسى بن إبراهيم العبدالجليل فلا يكفي أن نتحدث عنه في سطور قليلة، ولنا وقفة تاريخية معه في المستقبل إن شاء الله تعالى.