في البداية احب انوه عن سبب كتابتي عن هذه الشخصيه ..
فعند الكلام عن منطقة البدع الممتدة من شاطئ انجفه الى مشارف راس الدمنه .. فانه يجب علينا الكلام عن احد مؤسسين هذه المنطقه ومن اوائل ساكنيها .. وهو فلاح البدع كما كان يطلق عليه ..
ولد الحاج فلاح في فريج الوسط عام 1895 وبعد ولادته توفيت والدته .. فاصبح يتيم الام .. ولم يلبث طويلا حتى اصبح يتيم الاب كذلك .. فاخذته اخته الكبرى زوجة حمود الدهام التاجر الكويتي المعروف تربيه في كنفها ..
وما ان شب حتى نال ثقة نسيبه حمود الدهام لما لاقاه من حسن نباهته وتصرفه .. فجعله وكيلا له على حملته للحج التي تحمل اسمه وكانت حملة كبيره حيث كانت تقدر حمولتها باربعين بعير .. في ذلك الوقت كانت من حملات الكويتيين القليله والكبيرة ..
كما انه شارك في كثير من معارك الكويت دفاعا عنها .. حتى ان نسيبه حمود الدهام قد اصابته طلقه في رجله في حرب الجهراء وهو من قام باسعافه ..
وعند بداية نشأة منطقة البدع وخروج الكثير من الكويتيين لخارج السور .. انتقل مع بعض العوائل الى البدع .. ولانه من محبي الزراعه ولخبرته فيها حيث كان يملك مزارع في الفنطاس ..
رأى ان تربة البدع تصلح للزراعه ..
فاخذ يستصلح الاراضي لزراعتها فاصبح لديه مزارع كبيرة حتى انه اصبح من كبار ملاك البدع بالاضافة الى الشيخ صباح الناصر و محمد عبدالمحسن الخرافي و عائلة الرزاقه وعائلة الفهد ..
وظل ساكنا لها حتى ثمنت الحكومه مزارعه وانتقل للعيش في منطقة السالميه .. في اوائل الستينات
وكانت اخر مزارعه
هي الارض التي تمتد من اشارة المرور التي بين منطقتي سلوى والرميثيه باتجاه البحر الى دوار البدع بمقابل ديوان الخرافي وديوان الفهد ..
وقد توفي رحمه الله في عام 1993 عن عمر 102 عاما ..
وقد كان مشهورا بالكرم والجود .. فقد كان لا يرد سائل ويعطي المحتاج قبل ان يطلب .. فبارك الله له في ماله لدرجة انه وصل الى اهداء الاراضي للناس هدية لزواجهم .. والكثير شاهد على ذلك ..
كما ان له العديد من الحوادث التي تنم عن كرمه و شهامته التي ليست بغريبه على اهله اهل الكويت
التعديل الأخير تم بواسطة ولد البدع ; 14-03-2009 الساعة 12:21 PM.
مشكور أخوي ولد البدع على ذكرك لإحدى الشخصيات المعروفة بمنطقة السالمية قديماً .....
وكم نتمنى أن تعطينا معلومات أكثر عن سيرة المرحوم فلاح الجويسري .. و مدعومة بالصور إن أمكن ..
كان فلاح البدع .. كما كان يطلق عليه .. رجل ذكي ونبيه .. حتى انه كان ذو نظرة ثاقبه في امور الحياة وله عدة مواقف مع منافسه في استملاك اراضي البدع آنذاك الشيخ صباح الناصر رحمه الله .. حيث كثيرا ما كان يقول عنه الشيخ صباح الناصر " ما فكرت بارض الا ولقيت صبيان فلاح فيها .."
ومن هذه المواقف ... ان( فلاح البدع) كانت له ارض موقعها ممتاز وهي بين مزرعته ومزرعة الشيخ صباح الناصر .. وهي تحديدا الارض التي بجانب دوار البدع وفيها البقاله ومحل الورود .. وكان الجويسري لم يستخرج لها صك عدساني بعد .. فارسل له الشيخ صباح من يخبره ان الارض لا مالك لها وانه سيأخذها بوضع اليد لانه الاقرب لها .. فعرف الجويسري ان الارض ستنزع من ملكيته لا محاله .. فلجأ الى فكرة احرجت منافسه بشكل اثار اعجابه .. حيث ذهب من ليلته الى ديوان الشيخ مبارك الحمد الصباح - والد وزير الدفاع جابر المبارك - فقال له : يا طويل العمر جيتك بهدوة - هديه - تليق بمقامك وتزيد المودة ود وتقدير ..
فرد عليه الشيخ مبارك : قبلنا هديتك يا فلاح بس وش هي ؟
قاله فلاح : قطعة ارض تجعلني اتشرف جدام الناس بجيرتك واكسب قربك فيها ..
فقبل الشيخ مبارك الحمد الارض .. ومن صباح اليوم التالي تقابل الجويسري مع الشيخ صباح الناصر فقال له الشيخ : ها يا فلاح شلت اغراضك من الارض .. فرد عليه : اي يا طويل العمر لانها ماهي بارضي .. هي ملك للشيخ مبارك الحمد روح تفاهم مع ولد عمك عليها ...
فغضب الشيخ صباح : وقال سويتها يالجويسري ..
كما انه رحمه الله كان يتمتع بعلاقات قويه وطيبه مع كثير من رجالات الكويت منهم محمد عبدالمحسن الخرافي الذي كان يطلق عليه لقب ( الجار الذهين ) وحمد المشاري و نواخذه الفهد و المزيني والمزين والوزان والعبدالرزاق ..
وكان الشيخ عبدالله الجابر رئيس المحاكم في الخمسينات يحترمه ويقدره كثيرا حتى انه كان يقول ان شهادة فلاح الجويسري تغني عن الشهود ..
وكان يسأل اي شخص له قضيه من ساكني البدع او السالميه : اذا شهد لك فلاح الجويسري انت عندي مصدق ..
كما انه رحمه الله اشتغل بجميع انواع الاعمال البحريه والبريه شأنه شأن اهل الكويت فقد نزل الغوص في بداية شبابه الى ان اشتد عوده واتجه للتجارة ..
كما انه رحمه الله عندما ثمنت الحكومه اخر مزارعه وموقعها كما وصفناه بالسابق - ولمزيد من الدقه هي كانت قطعه 5 بالرميثيه كلها - شرط على لجنة التثمين ان يبني مسجد فيها فاعطوه الاذن فبنى مسجدا ورفض ان يسميه باسمه .. فاطلق عليه مسجد الامام مسلم وهو موجود الى الان ..
كما انه في اخر حياته بنى مسجدا في سلوى قطعه 12 يحمل اسمه .. وكان عمره يناهز 95 ولكنه طلب من ابنائه ان يقوم بممارسة هوايته وحرفته بزراعة حديقه مسجده .. وقام رحمه الله بنفسه وهو بهذا العمر بزراعة النخيل فيها .. وهو النخيل الموجود حاليا بالمسجد .. هو من قام بزرعه بنفسه .. ولكن الغريب ..
ان وزارة الاوقاف منذ استلمت المسجد وهي تحاول زراعة باقي المساحات ولكن التربة لم تتقبل اي شيء .. وكأن يده رحمه الله كانت مبروكه بصفاء نيته ..
واما عن الصور .. فلانني لا امتلك اي معرفه - للاسف - مع اي من اقربائه فصعب علي ايجادها ..
تحياتي
الحاج فلاح بن سعيّد الجويسري
العرض العادي
