«سجل الكويت اليوم» الصادر في سنة 1956م - يعقوب الغنيم
الوطن - يعقوب الغنيم
يتناول حديث اليوم موضوعاً مهماً يتركز حول نشرة أصدرتها دائرة المطبوعات والنشر في الكويت في شهر يناير لسنة 1956م. وهي نشرة من حيث الاسم، ولكن مابين أيدينا إنما هو كتاب من القطع الكبير، يتكون من مائة وإحدى وثمانين صفحة، أطلقت الدائرة عليه اسم: سجل الكويت اليوم، وقد أرادت أن تقول: إن هذا الكتاب يسجل الحياة في وطننا في ذلك الوقت أو أنه سجل من سجلات جريدة الكويت اليوم الرسمية.
والكتاب يدل عليه عنوانه، فهو ممتلئ بالمعلومات والبيانات والإحصاءات عن الكويت بحيث نجده قد سجل تاريخ فترة مهمة من تاريخ البلاد حتى ليجد فيه القارئ كل ما يحتاج إليه في هذا السبيل.
يبدأ الكتاب بغلاف ملون جميل يقع العنوان في أقصى أعلاه، «سجل الكويت اليوم» وتحت العنوان ثلاث عبارات هي: الكويت، بلاد العرب، دائرة المطبوعات والنشر، وفي الأسفل نجد تاريخ الطبع كما ذكرناه فيما سبق، وفي آخر الكتاب ما يدل على أن له بقية ولكن هذه البقية لم تصدر حتى يومنا هذا، أما مكان الطبع فكان ـ كما نظنـ في مطبعة الحكومة، وكانت حديثة النشأة في السنة التي صدر فيها الكتاب فكأن الدائرة المعنية كانت تريد أن تقول للناس ها نحن قد أنجزنا مشروع المطبعة التي كنا نحلم بإنشائها، وهذا الكتاب هو باكورة أعمالها، ولذا فقد بذلت غاية الجهد في سبيل تقديمه على أحسن وجه وأبهى صورة فاجتمعت فيه جودة الطبع والإخراج، إضافة إلـى تنوع الموضوعات.
***
نشأت دائرة المطبوعات والنشر في سنة 1954م لكي تحمل العبء الثقافي والإعلامي في الكويت، وكانت منذ بداية عملها نشطة في مختلف المجالات التي تؤدي بها إلى إنجاز رسالتها، ونحن نعلم أن من أوائل ما قامت بإنجازه هو إصدار الجريدة الرسمية (الكويت اليوم) وإصدار عدد من كتب التراث العربي، وطباعة عدد من الكتب التي ألفها كويتيون، وقد وجدت هذه الدائرة أن تشعب أعمالها، وما تحتاج إليه من مطبوعات في مختلف الموضوعات، إضافة إلى المطبوعات التي تحتاج إليها الدوائر الحكومية الأخرى أمور تقتضي إنشاء مطبعة خاصة بالدائرة تؤدي هذه الأغراض. ولذا فقد أسست دائرة المطبوعات والنشر في سنة 1956م مطبعة اطلقت عليها اسم: «مطبعة الحكومة» لبت في ذلك الوقت كل طلبات الطبع التي توجه إليها. وحتى تستطيع المطبعة الاستمرار في عملها، ورغبة في تكوين طائفة من الكوادر الفنية التي تعمل في مجال الطباعة فقد بادرت الجهة المعنية بإرسال بعثات من الشباب الذين لهم رغبة في ا لتدرب على أعمال المطبعة، وكانت أول بعثة من تلك البعثات هي التي أرسلت إلى القاهرة في اليوم السابع والعشرين من شهر مارس لسنة 1956م، فتدرب افرادها في مطبعة بولاق الأميرية الشهيرة وعادوا لكي يحملوا جزءا من عبء العمل إلى أن تم استكمال تدريب كافة البعثات، وهنا صارت المطبعة تسير بكامل قوتها. والجدير بالذكر أن عدد الشباب الذين تدربوا في بولاق بمصر كان 48 متدربا من أبناء الكويت.
وبفضل هذه المطبعة كانت الكتب المدرسية تطبع لحساب دائرة معارف الكويت، وعندما ازداد عدد الكتب المؤلفة محليا بعد إنشاء الوزارات وحلت وزارة التربية محل دائرة معارف الكويت، كان الانتاج غزيرا والانجاز متماشيا مع الحاجات المدرسية. ولم يكن هذا العمل الكبير ليوقف عمل المطبعة في اصدار جريدة الكويت اليوم، ولا في اصدار مجلة العربي في سنة 1958 م، حيث تصدر منها منذ ذلك الوقت كميات كبيرة من النسخ، ولم تعجز المطبعة عن سد حاجة بقية الوزارات من المطبوعات بشكل عام مما وفر الجهد والوقت والمال على الجميع.
***
نعود الآن الى الحديث عن الكتاب الذي خصصنا هذا المقال لعرضه، وبيان ما فيه من معلومات تذكرنا بتلك الفترة التي عشناها، وتبين للجيل الذي لحق بنا بعض ما غمض عليه من احداث جرى بعضها خلال القسم الأول من الخمسينيات، وجرى البعض الآخر قبل ذلك.
بعد الغلاف الملون الجميل الذي ضم صورتين احداهما تمثل الجديد الذي هو قبة مدرسة الشويخ الثانوية والثانية تمثل القديم الذي هو بوابة من بوايات سور الكويت الثالث يلج فيها جمل مع قائده، وهذا السور الذي بني في سنة 1920م، ووضعت صورة احدى بواباته على هذ االكتاب في سنة 1956م لم يلبث أن هدم في اليوم الرابع من شهر فبراير لسنة 1957م، وتركت بواباته دليلا عليه، وبقي أن نذكر أن في زاوية الغلاف السفلي إلى اليسار نجد إناءً يحتوي على حفنة من اللؤلؤ استكمالا لصورة الماضي التي عبرت عنها البوابة والجمل.
يبدأ الكتاب بكلمة لدائرة المطبوعات والنشر أشارت فيها إلى حرص هذه الدائرة على نشر كل ما يعبر عن حركة التقدم في البلاد، وبينت أن المعلومات التي جمعتها عن الأنشطة المختلفة كانت من الوفرة بحيث يصعب استيعابها في كتاب واحد. فرأت أن من الأفضل نشر ما تيسر على أن تأتي ـ فيما بعد ـ أجزاء أخرى تضم ما لم ينشر في هذا الجزء. وقد أشرنا فيما سبق إلى أن الأجزاء المنوي اصدارها لم تصدر لأن الدائرة المعنية شغلت بأعمال كثيرة تفوق القدرات العادية فتوزع جهدها بما لم يدع لها المجال الكافي لنشر باقي الأجزاء.
تلي هذه الكلمة صور مزدوجة لعلم الكويت تغطي صفحة كاملة، ثم صورة المرحوم الشيخ عبدالله السالم الصباح أمير البلاد في ذلك الوقت. وبعد ذلك تأتي صورة خريطة الكويت، ويبدو أنها هي الخريطة التي طبعتها ونشرتها دائرة معارف الكويت فيما بعد» أي في سنة 1958م.
بعد ذلك يأتي سرد لتاريخ الكويت تحت عنوان «لمحات في جغرافية الكويت وتاريخها». وهو سرد لما هو موجود في الكتابين اللذين صدرا قبل هذه الفترة من تأليف الشيخ عبدالعزيز الرشيد والشيخ يوسف بن عيسى القناعي، وقد ظهرت بعد سنة 1956م معلومات كثيرة حول موضوع هذا البحث مما أضاف معلومات ينبغي أن يلحظها قارئ السًّجل في هذه الأيام. وأسهم السيد عبدالحميد عبدالعزيز الصانع بكتابة مقال عنوانه «أضواء على تاريخ الكويت» وهو بمثابة إيضاح لما ورد في المقال السابق، أما السيد خالد سليمان العدساني فقد تناول في مقال آخر: تاريخ الحركة الفكرية في الكويت، وأثنى على الرجال الذين أسهموا في هذا المجال المهم من مجالات الحياة الكويتية في تلك الأيام.
وكان الحديث بعد ذلك عن اللجنة التنفيذية العليا، وقد قدم الكتاب لمحة سريعة عن تأسيسها وأهم ما قامت به وذكر أنها تأسست في اليوم التاسع عشر من شهر يوليو لسنة 1954م، لوضع سياسة موحدة للإصلاح الداخلي بما في ذلك تنظيم دوائر الحكومة، ورعاية المصالح العامة، على أن تكون مسؤولة أمام الأمير مباشرة» وقد ضمت كلا من الشيخ جابر العلي السالم الصباح والشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح والشيخ خالد العبدالله السالم الصباح والسيد أحمد عبداللطيف، والسيد عبداللطيف النصف. وكان سكرتيرها السيد أحمد السيد عمر عاصم. وقد قامت هذه اللجنة بأعمال كثيرة وأنشأت عدداً من المؤسسات والدوائر الحكومية. وفي ختام حديث الكتاب عن اللجنة التنفيذية العليا أورد كثيراً من الصور التي تمثل مختلف الأنشطة في الكويت تحت عنوان «صور لها تاريخ» وهي صور توثيقية مهمة تبدو فيها بعض الأماكن والشخصيات وتدل على بعض أحداث الماضي.
***
بعد هذه المقدمات يأتي الحديث عن الدوائر الحكومية، وكانت أولاها دائرة معارف الكويت، وقد بدأ الكتاب في سرد حكاية التعليم في الكويت، وأسسه التي استند إليها من التاريخ، والأثر الديني، والأثر الاجتماعي.
ومن ثم جاء ذكر بدايات العمل التربوي بانشاء المدرسة المباركية ثم المدرسة الأحمدية، وابتدأ العمل الحقيقي في هذا المجال بانشاء مجلس المعارف في سنة 1936م، وقد اخذ هذا المجلس على عاتقه مهمة التعليم واستمر بها حتى نشأت الوزارات بعد الاستقلال الذي تم في سنة 1961م.
يضم الموضوع الخاص بدائرة معارف الكويت تفصيلا لنظام الدائرة الداخلي الذي يرأسه الشيخ عبدالله الجابر الصباح، ويديره الأستاذ عبدالعزيز حسين، ويتكون الجهاز من عدد كبير من الأقسام، مع بيان الاختصاصات وبخاصة في المجالات الفنية المتعلقة بالعمل التربوي المباشر، والبعثات، وكان عدد المدارس في ذلك الوقت قليلا، ولكن الدائرة المعنية كانت تعد العدة لافتتاح مدارس أخرى لسد الحاجة إلى التعليم في مختلف مناطق البلاد، وكانت لتوها قد أنجزت مشروعاً افتتحت به خدمة رياض الأطفال، وهي خدمة متفوقة ولا تزال.
استغرق الحديث عن المعارف ما يزيد على ثلاث وسبعين صفحة مليئة بالصور الموضحة، وبالبيانات الاحصائية التي تؤكد النشاط الكبير لهذه الدائرة، واستعرض المدارس الابتدائية القائمة للبنين والبنات، واتسع في الحديث عن مدرسة الشويخ الثانوية التي كانت درة المدارس منذ تم افتتاحها ولا يزال الباقي من مبانيها يدل على ذلك ولقد كانت محط الأنظار، ومقصد الزوار، وموضع الانشطة الرياضية والاجتماعية والثقافية التي تقدمها دائرة معارف الكويت آنذاك. كان الحديث عن هذه المدرسة مزوداً بعدد كبير من الصور التي كان منها ما يعبر عن فترة الانشاء، ثم عن كافة نواحي العمل فيها اضافة إلى الحديث عن المباني المختلفة، وبيان الخدمة التي تدار في كل مبنى من هذه المباني، وتحدث عن متحفها ومشاتلها وطلاب البعثات الخارجية الذين يفدون اليها من دول مختلفة، وعن مطبخها الذي يزود طلابها الذين يسكنون في داخلها بحاجتهم من الطعام.
بعد ذلك جاء حديث سريع عن المدرسة الثانوية للبنات لحقه حديث عن معهد الكويت الديني من حيث نشأته ونظام الدراسة فيه، ثم جاء حديث مفصل عن الكلية الصناعية بمثل التفصيل الذي جاء عن مدرسة الشويخ الثانوية.
ولم ينته الحديث عن التعليم حتي جاءنا حديث عن اعداد المعلمين والمعلمات، وحديث آخر عن الوسائل التعليمية التي كانت تسمى في ذلك الوقت: وسائل الايضاح.
وأخذ الحديث عن البعثات الكويتية في الخارج مجالا لا بأس به لحاجة القارئ إلى التفصيل الجامع لكل ما يريد عن هذا الموضوع. ثم جاء الحديث عن المدارس الكويتية التي افتتحتها الكويت في الخارج ومنها مدرسة كراتشي ومدرسة بومبي.
أما المكتبات العامة التي قامت دائرة معارف الكويت بمهامها منذ وقت مبكر فقد كان لها مجال واسع ضمن حديث الدائرة المعنية، وهذا النوع من النشاط يستحق الاهتمام الذي قرأنا عنه في هذا الكتاب.
أما الحركة الرياضية والكشفية فقد كان لها دور مهم ضمن أنشطة دائرة معارف الكويت، واستعرض الكتاب الكثير من أعمال المختصين في هذين المجالين، وقد قدم عدداً كبيراً من الصور التي تؤكد الاهتمام بهذا النوع من النشاط الذي يقوم به طلاب وطالبات المدارس ضمن الأعمال الجانبية التي يكلفون بها تعويداً لهم على الحركة وتنشيطاً لأجسامهم وتمشيا مع القول المعروف: «العقل السليم في الجسم السليم».
وتناول الكتاب ـ أيضا ـ الحديث عن النشاط الثقافي والمعارض الطلابية والخدمات الاجتماعية والصحية التي تقدمها الدائرة ثم المطبخ المركزي العام.
***
كانت دائرة الكهرباء حديثة النشأة في سنة 1956م ولكنها قطعت شوطاً بعيدا منذ تأسيسها في سنة 1952م بفضل رئيسها الشيخ جابر العلي السالم الصباح الذي استمر في قيادته لها حتى تم تحويلها إلى وزارة، وقت كانت شركة كهرباء الكويت الأهلية هي التي تتولى انتاج وتوزيع الكهرباء في العاصمة إلى أن تم تأميمها في السنة التي أنشئت فيها دائرة الكهرباء الحكومية، وبنشأة هذه الدائرة زاد انتاج التيار الكهربائي وخرج من العاصمة بالتدريج إلى أن عم البلاد بأسرها كما نرى في الوقت الحاضر، ويتولى الشيخ جابر العلي رئاسة دائرة الماء التي تشرف على مصانع تقطير مياه البحر وتحويلها إلى مياه عذبة، وقد رصدت الدولة مبالغ كبيرة للغاية لتنفيذ مشروعات الكهرباء ومشروعات المياه، وبهذا العمل على هذين المسارين دخلت البلاد في طور جديد من أطوار تاريخها، واستطاعت أن تتجاوز المصاعب الناجمة عن النقص الكبير في الطاقة الكهربائية، والعجز عن سد حاجتها من مياه الشرب مع ما يجلبه هذا الأخير من مشاق للسكان جميعاً.
***
ومن الدوائر التي استجدت في سنوات الخمسينيات دائرة الشؤون الاجتماعية التي سدت فراغاً كبيرا وخففت من بعض الأعمال التي كانت تقوم بها دوائر حكومية أخرى وكان على رأس هذه الدائرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وكان الأستاذ حمد عيسى الرجيب مديراً لها، وكان قرار إنشائها قد اتخذ من قبل اللجنة التنفيذية العليا التي مر ذكرها في الكتاب وفي هذا المقال، وذلك في اليوم الرابع عشر من شهر ديسمبر لسنة 1954م، ومعنى هذا أنه عندما صدر الكتاب الذي نستعرضه هنا كانت قد أمضت سنة عمل واحدة. ومع ذلك فإنها قد أسست خلال هذه السنة كثيراً من قواعد العمل الاجتماعي الذي أنشئت من أجله، وصار لها جهد واضح في مجال العمل والعمال، والخدمة الاجتماعية، ومجال نشر الوعي الاجتماعي ومكافحة البطالة والتدريب المهني والمساعدات الاجتماعية العامة، ومكافحة التسول ومحو الأمية. وشجعت النشاط الاختياري الشعبي كالأندية، والجمعيات التعاونية، وقامت بإنشاء دور الرعاية ونشطت في مجال الإرشاد الاجتماعي والأبحاث الاجتماعية، واهتمت بتعداد السكان الذي برزت نتائجه في سنة 1957م وهو أول إحصاء من نوعه يعتمد على أسس علمية ونظام صارم.
ومن أجل هذا أعدت دائرة الشؤون الاجتماعية أنظمة دقيقة يسير عليها عملها في مختلف الاختصاصات، وحددت أهدافها، وأحسنت ترتيب الجهاز الإداري فيها، ودربت الموظفين على الأعمال التي يقومون بها لأول مرة.
وعندما انتهى حديث الكتاب عن هذه الدائرة، مر مروراً خاطفاً على موضوع كان يستحق الكثير، جاء تحت عنوان «تطور الوضع الاقتصادي في الكويت». وهو يقرر على كل حال ـ بأن هذا الحديث موجز لا يكفي القارئ بشيء مما يملأ ذهنه حول تجارة الكويت، ولذا فإننا نرى في ختام الموضوع مايلي: «وقبل أن نختم هذا البحث المختصر لابد من الإشارة إلى الاتجاه الجديد لاقتصاديات الكويت، حيث تم تأسيس البنك الوطني في سنة 1952م، وتلاه تأسيس شركة للطيران، ثم شركة للسينما».
ثم بعد ذلك: «كما تأسست عشرات الشركات للإنشاء والتجارة للمساهمين كويتيين وغيرهم، وهذا ما يدل على أن عقلية التاجر الكويتي بدأت تساير الزمن منسجمة مع روح التطور».
وفي موضوع لاحق أورد الكتاب عدداً من الحقائق عن الكويت، وكلها أمور معروفة في إطار الحياة العامة مثل النقد ووحدة الوزن والمواد المستوردة، وغير ذلك.
وفي هذا المجال ذكر الكتاب أن دوائر الحكومة العامة في سنة نشره هي: المالية والمعارف والبلدية والصحة والأمن العام، والأشغال والشرطة والجمارك والميناء، والكهرباء والشؤون الاجتماعية والأوقاف والمطبوعات والنشر والأيتام والمحاكم والإسكان والتأثيث وشؤون الموظفين ومصلحة المياه والتسجيل العقاري.
وجاء في الكتاب أن رئاسة هذه الدوائر معقودة على عدد من أفراد الأسرة الحاكمة بحيث نرى لكل دائرة منها رئيساً منهم.
وأورد الكتاب ـأيضاـ احصائية تضمنت عدد السيارات العاملة في البلاد، فذكر أن عددها في سنة 1936م لم يتجاوز مئتي سيارة، ولكن عددها ارتفع كثيراً فيما بعد حتى وصل عند فترة إعداد هذا الكتاب إلى ما يقرب من سبعة عشر ألف سيارة ليس من بينها سيارات الجيش والشرطة.
وفي مجال الاستثمار جاء أن حكومة الكويت تشتري بالفائض من عوائد النفط سندات في لندن ونيويورك، وتحصل من وراء ذلك على ارباح بنسب مئوية تحددها طبيعة كل سند، وتؤثر على فوائدها الفرص التجارية التي تتعرض لها السندات بشكل عام. علما بأن الحكومة تستطيع بيع سنداتها في أي وقت تشاء.
ويشير الكتاب إلى أن سكرتير حكومة الكويت في سنة 1956م كان هو المرحوم بدر عبدالله الملا الذي خلف والده في هذه المهمة، ولكنه لم يستمر طويلاً إذ سرعان ما تفرغ لأعماله الخاصة وأعمال أسرته.
وبقيت ثلاثة موضوعات يصعب اختصارها ولذا سوف نكتفي بالإشارة إليها على أمل الحديث عن كل واحد منها في وقت لاحق إذا سمحت الظروف وهي:
ـ1 الأحمدي مدينة النفط.
ـ2 مغاصات اللؤلؤ.
ـ3 دائرة المطبوعات والنشر.
***
وبعد فهذا عرض سريع لكتاب «سجل الكويت اليوم» الصادر في سنة 1956م عن دائرة المطبوعات والنشر التي تطورت فيما بعد حتى تكونت على أثرها: وزارة الإعلام، وقبلها وزارة الإرشاد والأنباء.
وقد رغبت في عرضه لسببين أولهما: ندرة وجوده في أيدي الناس، وثانيهما: وفرة المعلومات الواردة فيه.
بقيت اشارة سريعة، هي أنني في بداية هذا المقال قد ألمحت إلى أن الكتاب ـكما أظنـ من مطبوعات مطبعة الحكومة التي كانت وليدة في السنة التي صدر فيها، وكنت أعجب لهذا المولود الذي نشأ مارداً، ولكني اكتشفت خطأ ظني حين قرأت في آخر الكتاب عبارة تقول: «مطابع شركة الاعلانات الشرقيةـ القاهرة» وهنا زال العجب.
تاريخ النشر: الاربعاء 5/8/2009
|