راسل ادارة الموقع جديد المشاركات التسجيل الرئيسية

 
 
        

اخر المواضيع

 
 

 
 
العودة   تاريخ الكويت > منتدى تاريخ الكويت > المعلومات العامة
 
 

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-12-2009, 02:15 AM
الصورة الرمزية AHMAD
AHMAD AHMAD غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,662
افتراضي بدر النقي : الجراد غزا خيرات الكويت قبل الطاعون والجدري

أجرى الحوار: جاسم عباس
القبس - اليوم

الرعيل الاول في الكويت تخضرموا فترتي ما قبل النفط وما بعده، فقاسوا من الاثنتين وذاقوا حلاوتيهما، عملوا وجاهدوا وتدرجوا، رجالا ونساء، الى ان حققوا الطموح أو بعضا منه. ومهما اختلفت مهنهم وظروفهم فان قاسما مشتركا يجمعهم هو الحنين الى الايام الخوالي. «القبس» شاركت عددا من هؤلاء الافاضل والفاضلات في هذه الاستكانة الرمضانية..

• الرعيل الأول في الكويت تخضرموا فترتي ما قبل النفط وما بعده، فقاسوا مر الاثنين وذاقوا حلاوتهما، عملوا وجاهدوا وتدرجوا، رجالاً ونساء، إلى أن حققوا الطموح أو بعضاً منه، ومهما اختلفت مهنهم وظروفهم، إلا ان قاسماً مشتركاً يجمعهم هو الحنين إلى الأيام الخوالي.
«القبس» شاركت عدداً من هؤلاء الأفاضل والفاضلات في هذه الاستكانة.

***
في مستهل لقائنا مع السيد بدر علي النقي من مواليد 1922 قال: لا أدري كيف قدر الطبيب تاريخ ميلادي فذكر لي انك من مواليد 1922 إلى 1924 قلت له: يا دكتور اكتب وقدر ولكن الموت واحد بين الشباب والشياب.
حديثنا كان في هذا اللقاء عن الجراد والدبا والمآسي التي جرت على أجدادنا بسبب الأسراب التي دمرت وخربت وأكلت الأخضر واليابس.
قال النقي: سؤالك ذكرني بالآهات والحزن وذكرتني يا جاسم بمرض الطاعون الذي أصاب هذا البلد، وبمرض الهيضة (الكوليرا) والجدري والانفلونزا، وأمراض أخرى أصابتنا أيضاً منها: السل والتراخوما والحصبة والفرنجي، والروماتيزم عند كبار السن.

أضاف: أما الجراد وأولاده الدبا الذي كنا نسميه جراد الدبا (حوريات الجراد الزاحفة) فكانت أسراباً في السماء وأسراباً على الأرض غطت أشعة الشمس ورمال الصحراء، على ما أتذكر في عام 1930 كان عمري ما بين 6 إلى 8 سنوات، عانت الكويت من غزو الجراد وجراد الدبا، وقامت أنثى الجراد (مكن) بدفن بيضها في الصحراء فتفقس وتكون جيشا من الدبا الزاحف نحو المدينة، فسيارات الاباء كانت تسحق الملايين، وأصبحت المزروعات عارية من الأوراق، وبعد أن قضى السرب على الأخضر دخل المدينة وسبب التلف الذي لا يحصى ولا ذكر.

قال: الدبا ملأ الابار ودمر وخرب وسميت هذه السنة بسنة الدبا، وأذكر بعض الأبيات:
«قد جاء كالسيل يعدو ليس يمنعه
شيء فما مل من شيء ولا وقفا
فلم نر طرقاً الا وقد ملئت
ولا جداراً ولا سقفاً ولا غرفاً
وأصبحت جملة الآبار منتنة
كأن في جوفها من ريحه جيفا
وكل طفل له من أهله حرس
يحمونه يقظة منه وحين غفا».

وكان الزارع يقول مثالين: «الزارع يزرعه والدبا يأكله». و«العنب شبعان دبا».

مزرعة والدي
وذكر كيف أتلف الدبا والجراد مزرعة النقي، فقال: الدبا أكل كل مزروعاتنا، كانت مزرعتنا عند مدرسة الصباح القديمة في الحي الشرقي قبل أن تبنى، كان والدي يزرع فيها الخضروات بأنواعها، في عام 1931 - 1932 وضع كل ما يملك فيها، وجاءت أسراب من الدبا فأكلت كل ما في المزرعة حتى اليابس منها.

أضاف النقي: قبل هذه السنة، أي من حرب الجهراء، أيضاً هجمت الأسراب فأكلت كل المزروعات ولكن بخسارة أقل (مزرعتنا كانت بنفس موقع مخفر الشرق). وأنا صغير شاهدت الجراد وجيشا زاحفا من الدبا غطت اسرابه السماء والأرض حجبت عنا أشعة الشمس، كنا نعتقد أن القيامة قامت، وكبار السن كانوا يذكرون بعض الآيات من ذكر الله سبحانه وتعالى: «فَأَرْسَلنا عَلَيهمُ الطُّوفَانَ والجَرادَ والقمل والضفاد.عَ» (الأعراف: 133).
وكنت أسمع منهم هذه الآية من (سورة القمر: 7) «خُشَّعاً أبصارهم يخرجون من الأجدَاث. كأنَّهم جرادٌ مُّنتَشرٌ».

ففي هذه الأوقات اصبح النهار ليلاً والليل نهارا وكانوا يقولون لنا ان الجراد الأنثى (مكن) تضع بيضها في البر فتفقس البيضات فتخرج الدبا وهذه الدبات تنكز وتتناكز أي (تقفز وتزحف)، وتهاجم المزروعات، وكنا نسمي الدبا (عيال الجراد).
قال: بالإضافة إلى تدمير المزروعات، فإن اسراب الجراد أضرت بالمراعي التي لم تجد الأخضر، ففي عام 1930 دخلنا حربا مع الجراد وخسرنا كل المعارك لولا رحمة الله تعالى حينما تأتي الرياح الجنوبية فتلقي بها في الخليج.

مكافحة الدبا
قال النقي: سمعت من والدي عن جدي ان الدبا غزانا في عهد الشيخ مبارك الصباح 1896 ــ 1915 امر الشيخ واوصى الناس لمكافحة الدبا بوضع «كوطي كاز» اي علب كيروسين من الصفيح ويوضع فيه الدبا حتى يموت.

وقال: وسمعت من والدي ان والدتي وضعت ملابسنا ع‍لى السطح فجاءت اسراب الجراد والدبا فأكلت الملابس واعتقدنا انها سقطت عند الجيران واخذنا نبحث عنها دون جدوى، وحتى الثوب الزري (خيوط قطنية مغلفة برقاق الذهب) لم يبق منه شيء، قال لهم جدي: امسكوا دبا وافتحوا بطنه واذا بتلك الخيوط تظهر في بطن الدبا لانه لا يهضم الزري واما بقية الخيوط القطنية فتهضم، ومن مكافحة الدبا كنا نضع صفائح الحديد على أسوار المزارع حتى لا تتلفها الاسراب، وبالرغم من هذه المآسي والدمار والكوارث شاهدت البعارين وهي تنوخ لانزال حمولتها من الحبوب والتمر وخيش الجراد، فكان بيت جدي بالقرب من المناخ.

وقال: في عام 1930 جاءت مجموعة من الاخوة البحرينيين لزيارتنا قالوا: وصلنا الكويت اعطونا عيش مشخول ولحم ارجاب (البعارين) وشاهدنا عسكرا لم نشاهده من عمرنا يمشون ويأكلون ويناكزون وأهل ما عندهم وسائل لمكافحة الدبا.
وان الدبا والجراد مع البعارين اكلت وقضت على الاعشاب المحملة على ظهورها وقضت على مزارع جمال عبدالله جمال واسماعيل علي جمال، وعلي اسماعيل جمال في الصوابر.
لا مكافحة والجيش الزاحف دمر البيوت، وأكل أبواب الخشب ودخل الغرف، وجيش الدبا سقط في الماء فتلوث.

وقال النقي: في عام 1934 وكان عمري 12 سنة عشت أيام الدبا، وعشت الدمار في مزارعنا ومزارع العيار في الجهراء خاصة أحواض البرسيم، الدبا لا علاج له ولا توجد طريقة لمكافحته. مزارع عمامي في الشرق، ومزارع الفحيحيل والفنطاس، ولا أذكر في الكويت أشجار النخيل إلا واحدة كانت في ساحة الصرافين، وهي نخلة سعمران لأسرة الطواري، ففي عام 1940 آخر سنة الدبا، وأما الجراد، فاستمر حتى نهاية الستينات وبداية السبعينات.

ذكريات في خاطري
وتحدث أخيرا عن بعض الذكريات التي مازال يحتفظ بها، فأخرج روبية من محفظته قائلا: هي من الفضة وتحمل صورة الملك والامبراطور جورج السادس، والكويتيون تعاملوا بهذه الروبية من حكم الشيخ أحمد الجابر الصباح الى الشيخ عبدالله السالم الصباح، ألغيت الروبية عام 1961 عند صدور الدينار الكويتي وهي تساوي 16 آنة.

ومن ذكريات النقي أيضا، المرض الذي أصاب الماشية في عام 1940، قال عنه: كنت أشاهد أغناما في بيوتنا تسعل سعالا شديدا ثم تموت، ومن 500 رأس من الغنم لا يسلم الا 10 الى 20 رأسا فقط، وكان يعالج برئة الفأر، وتوضع على أذن الماعز بعد جرحها قبل ان تموت والبعض كان يعالج مرض ابو رمح بقطع رئة الحيوان الميت وتوضع في اذني الحيوان السليم، فهذا علاج أكيد ولقد تم القضاء على أبورمح، وانا شاهدت الأغنام تتساقط قبل ان تعالج.
ومن ذكرياته التي تحدث عنها بألم قال: أغنامي ماتت بسبب الحسد، هذه العين التي لم تصلّ على النبي، وتريد زوال نعمة الله عن أخيه المسلم، واعتقد ان الحسد اشد الأمراض واصعبها حتى من «أبورمح»، واعرف صاحب العين الحاسدة، وقلت له: عينك تأكل الحسنات والخيرات والنعم كما تأكل النار الحطب، فإن الحاسد ساخط لنعم الله، اغنامي ماتت ولا انسى هذه المواقف الحزينة.

معلومات
• موطن الجراد القارة الأفريقية.
• طريقه الى الكويت من الحبشة ثم اليمن والجزيرة العربية والعراق وإيران.
• واسراب الجراد من شمال الجزيرة العربية الى مصر وسيناء وفلسطين.
• من عام 1929 - 1933 دمار شامل.
• 1930 حرب حقيقية مع غزو الجراد والدبا.
• 1931 في شهر أبريل وصل جيش من الجراد مع مليارات من الدبا الزاحفة، ولكن العواصف حملت الحوريات نحو البحر فغرقت.
• الجراد أتلف جبال الروكي عام 1870 - 1880.
• 1989 وصل اسبانيا وروسيا وباكستان والهند.
• اسراب الجراد تقطع 2000 كيلو متر.




• النقي يعرض الروبية الفضية


• موجة جراد غطت الكويت قديما

-
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فقيه الكويت وفرضيّها الشيخ محمد بن سليمان الجراح السلفي - رحمه الله تعالى - IE الشخصيات الكويتية 16 25-02-2018 08:21 AM
سنة الطاعون كويتي وافتخر تاريــــــخ الكـويت 24 14-05-2013 11:12 PM
أسراب الجراد أحالت نهار الكويت ظلاماً قبل 80 عاماً - عالم اليوم الأديب المعلومات العامة 19 09-02-2010 01:00 AM
عيسى الغانم: خيرات البحر والبر.. غذاء ودواء AHMAD المعلومات العامة 0 15-05-2009 01:25 PM
تاريخ الكويت في ميزان النقد .. مسلم 1 تاريــــــخ الكـويت 0 02-03-2008 08:48 PM


الساعة الآن 04:23 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لموقع تاريخ الكويت