أمل عبدالله: يدها في لعبة العملية الإعلامية
ولا تضع شروطا للعمل
لا أندم على شيء.. وزواجي تجربة فشلت في الاستمرار
لكنها وهبتني أهم ثروة في حياتي
ولدت عام 1948، وكان مولدها أمل والدها الذي انتظره طويلا. تعلمت حتى المتوسطة ثم تسلمت وظيفة في قسم «اختبار أمراض السلّ» في وزارة الصحة الى ان قرأت اعلانا عن تقديم طلبات للاذاعة الكويتية، فقدمت الطلب وسافرت الى القاهرة لتعود وتدخل عتبة الاعلام المسموع.
أكملت الثانوية العامة منازل ودخلت المعهد العالي للفنون المسرحية - قسم النقد، وكانت من اوائل الخريجين بتقدير امتياز عام 1980 وحصلت على بكالوريوس نقد وأدب مسرحي، وعام 1992 حصلت على دبلوم في «الفن الشعبي» وعلى دبلوم في الاعلام وماجستير في غناء النساء في الخليج العربي وعلاقته بالعادات والتقاليد.
حصلت على جوائز عدة ذهبية وفضية لسهرات تلفزيونية قدمتها ولمسلسلات اذاعية كتبتها، عملت مقدمة برامج وقارئة للنشرة الإخبارية. يدها في اللعبة الاعلامية المتنقلة بين الاذاعة والتلفزيون والانتاج والمسرح والادارة والادب، فتاريخها ومسيرتها طويلان في الاعلام. انتهت حاليا من كتابها الجديد «قلائد التاريخ» وتتهيأ لبرنامج اذاعي رمضاني «قديم الفن»، ثروتها في الحياة اولادها واحفادها ولا تطمح الا إلى بيت ملكها.
التقيناها في هذه الاستراحة الشفافة والصادقة التي سردت لنا فيها كل ما مرت به في حياتها وعملها من دون تجمّل او وضع اقنعة، انها الاعلامية المتميزة امل عبدالله، اهم كادر اعلامي كويتي صاحبة خبرة اعلامية طويلة منذ الستينات وقدرات متنوعة في مختلف الاعمال الاعلامية، مما جعل لها بصمة فريدة ومميزة تخطت حدود وطنها لتصل الى اقصى البلدان العربية.
• أم خالد كنت أخيراً في تونس تديرين امسية شعرية كويتية تونسية حدثينا عنها؟
ـــ جرت العادة قبل حلّ المراكز الاعلامية في العالم العربي ان يقيم الاعلام الخارجي في وزارة الاعلام اياما ثقافية في البلاد العربية، حيث أقيمت هذه الايام الثقافية في لندن وفي سوريا وأيضا في تونس، وهذه المشاركة هي الاولى لي في ايام ثقافية في تونس.. لقد زرت تونس سابقا، حيث دعيت لمنتدى المرأة العربية للمشاركة في ورقة عمل،
اما في هذه الامسية الشعرية فقدمت الحفلات الفنية والامسيات الثقافية والأمسية الشعرية وشاركت كباحثة في تطور المسيرة الثقافية للمرأة الكويتية وكانت احدى الاخوات في البرلمان مشاركة معي، لأن لديهم اهتماما بمسيرة المرأة في الوطن العربي،
وكان هناك الكثير من الايجابيات في هذه الامسية حتى ان بعض الحضور قال: انهم كانوا يعتقدون ان الكويت بلد لا عمق ثقافيا للمرأة فيه، حيث ان المرأة حديثة الدخول في مجال الثقافة والتعلم فوجدوا عكس ذلك، لأن المرأة الكويتية سلكت طريق العلم منذ سنوات طويلة، وأصبح لها وجود على الخريطة الثقافية والتعليمية والعملية في الكويت منذ ما قبل الاربعينات.
لقد طرح عليّ سؤال وهو: لماذا المرأة الكويتية أكثر تثقفاً وتحرراً من المرأة في دول الخليج الأخرى؟ وبالطبع أرجع ذلك إلى أسبقية التعليم للكويتية قبل أخواتها في منطقة الخليج، وللانفتاح من خلال السفر ووجود النظام الديموقراطي في الكويت،
وإن كانت المرأة لم تشارك فيه في البدايات، لكن هناك الزوج والأخ والأب المشاركون في العملية الديموقراطية، وبالتالي تُنقل كل هذه الممارسات إلى داخل البيت. ومن ثم ينعكس ذلك على تطور المرأة التي تعيش هذا الواقع لهذا، فالكويتية أكثر انفتاحاً وتثقفاً من مثيلاتها الخليجيات.
لا تكليف
• بعد أيام نحن مقبلون على شهر رمضان – كل عام وأنت بخير – ماذا تعدّ أمل عبدالله من سهرة لهذا الشهر الفضيل؟
ــ كنت أقدم سهرات رمضانية على مدى سنوات، وهذه السهرات كانت امتداداً لوجود برنامج ثقافي أو فني، وكنت أستكمل هذه الدورة من البرامج في رمضان، وكان يتم تكليفي بتسجيل سهرات مع كبار الفنانين العرب أو كبار المثقفين العرب، وكنت التزم بهذا التكليف وأعتبره تشريفاً لي، لكن في السنوات الأخيرة لم أُكلَُّف بهذه السهرات، وأنا لست من المتكالبين على تقديم أي شيء،
لأني أؤمن بالتسلسل الوظيفي وبالسلم التدريجي للحصول على شيء، لذلك أقدم الفكرة لمسؤول القسم، وهو بدوره يرفعها إلى المدير، وعندما يُقال لي ان الدورة أصبحت كاملة، ولا مجال لي لتقديم فكرة البرنامج الذي أريد،
فلا ادخل في صراع ولا استخدم تاريخي اعتقادا مني أن تاريخي ماثل أمام أي مسؤول، وأكاد أكون الوحيدة التي تفعل ذلك. لقد أثبت وجودي وأشرّف أي مسؤول عندما يكلفني بأي عمل، لكن المسألة كالمؤذن في مالطة، وآخر فكرة قدمتها هي «مطبخ رمضان».
• أليس هذا البرنامج تحولاً جذرياً بالنسبة إلى ما تقدمينه من برامج ثقافية وفنية؟
ــ أردت أخذه من جانب تناول المطبخ المحلي الكويتي من خلال شخصيات كويتية وأكلات كويتية، وطرح بعض القضايا المرتبطة بعادات وتقاليد الطعام الكويتي التي تكاد تكون منسية بالنسبة للمجتمع،
فأردت التذكير بهذه العادات من خلال هذا البرنامج، لكن للأسف لم يتم أي شيء من قبل التلفزيون وأعتقد أنه لن يتم... وأعتقد أنني سأكون في هذا الشهر بعيدة عن التلفزيون.
• لماذا أوقف التلفزيون الكويتي البرامج الحوارية السياسية؟
ــ عندما يتم إيقاف برنامج حواري ناجح ولا يُطرح البديل فلا أعلم ما الخلفيات في هذا الأمر، ولا أدخل في سياسة التلفزيون، فلعل لهم رؤية معينة بذلك.
• لماذا لا تحركين ساكناً ولا تقدمين أفكارك على قنوات فضائية كويتية أخرى؟
ــ حتى القنوات الحديثة غير الحكومية، تجدين المتسلقين ومنتهزي الفرص مجرد سماعهم عن قنوات ستنطلق يبدأون بتشغيل واسطاتهم إلى أن نجد المحطة ممتلئة بالبرامج وظهرت إلى العلن ومجموعة من الأشخاص يديرونها،
وبالتأكيد لا أقلل من كفاءة الأشخاص الموجودين في هذه القنوات، لكن أتحدث عن بعض القنوات التي يديرها أشخاص من غير ذوي الاختصاص ولا خبرة لديهم، لكنهم استطاعوا أن يصلوا إلى أصحاب القرار وأن يثبتوا وجودهم فيها.
• هل يعني أنك ستبقين تتفرجين إلى أن يأتي دورك؟
ــ أتفرج مادمت لست صاحبة قرار، ولست مسؤولة، وعلى أصحاب القرار الموجودين على رأس هذه الأجهزة الإعلامية الالتفات إلى هذا الأمر.
الدراما الإذاعية
• ماذا عن جديدك في الإذاعة؟
ــ برنامج «قديم الفن» سأقدمه في شهر رمضان، واسمه مشتق من معناه سأتناول فيه أشهر نجوم فن الغناء في الوطن العربي عبر السنوات المائة والخمسين الماضية، ومن خلال حصولي على مجموعة من الأغاني القديمة التي اشتريتها، وهي ملك شخصي لي، اشتريتها من مكتبات قديمة من تونس والقاهرة وسوريا، وهي تعتبر أرشيفاً خاصاً لي للأغاني العربية القديمة،
وسوف أوظف هذا الأرشيف في برنامج إذاعي في شهر رمضان، وبالنسبة للتلفزيون ففي القناة الأولى لدي برنامج يتبع البرامج الثقافية في الدورة الاخيرة اسمه «تجربتي» أتناول فيه التجارب المميزة لبعض الشخصيات، ويذاع كل يوم احد ظهرا ولا ادري لماذا «ظهرا» بالتحديد.
• اعتقد لان الناس بدواماتهم
ــ اجل، حتى لا يشاهده احد...
• ام خالد لماذا اخترت دراسة غناء النساء في منطقة الخليج وعلاقته بالعادات والتقاليد لرسالة الماجستير؟
ــ لان الناس يعتقدرت ان مجتمع الخليج مجتمع نفطي فقط ويعتمد على الماديات، فأردت من خلال هذه الدراسة ان ابين اننا لسنا مجتمعا نفطيا فقط بل كنا مجتمعا زراعيا ويعتمد على الغوص على اللؤلؤ قبل ظهور النفط،
فكانت المرأة تعمل في الزراعة والحياكة، كذلك كانت تعمل في الرعي في الامارات، والمرأة العمانية كانت تعمل في الزراعة والرعي وحتى الان مازالت العمانية والبحرينية تمارسان مهنة الزراعة، وكانت المرأة وهي تمارس اعمالها تغني، فلم يكن الغناء للترفيه فقط بل كان له دور مهني،
وكانت المرأة عندما تحضر لشهر رمضان كانت تغني اغاني معينة وهي تنقي حب القمح او الرز، وهناك نساء يغنين اثناء دق الهريس وأخريات يغنين وهن يطحنَّ.. وهذه الاغاني المرتبطة بهذه المهن ان لم تدون فسوف تنسى واليوم الناس لا يهتمون بالأغاني المرتبطة بالحالة الاقتصادية بل يستمعون الى الاغاني المرتبطة بالحالة الراقصة فقط.
• أين الدراما الإذاعية اليوم في الاعلام الكويتي؟
ــ هي مكانك راوح.. والسبب يعود الى ان الاذاعة كانت مجالا مفتوحا لكل المؤسسات الفنية الخاصة لتقدم نتاجها، وكان هناك تنافس كبير، فكانت الاذاعة في سنوات مضت تقدم العديد من المسلسلات في شهر رمضان، وكانت الشركات الكويتية تقدم عروضا قبل رمضان بفترة ويتم الاختيار لهذه المسلسلات الاذاعية من مسلسلات كوميدية واجتماعية ودينية، مما يوجد الكثير من الاعمال الدرامية في شهر رمضان،
اما الآن فلقد اوقف التعامل لسبب ما لا اعلمه مع الشركات الفنية الخاصة واصبح الانتاج مقتصرا على استديوهات الاذاعة، ونحن نفتقد ايضا الكتاب الجيدين فأصل الدراما الورق ونحن نعاني ندرة الكتاب في مجال الاذاعة، ولا اقصد الكتاب في الدراما المحلية فقط، وبعض الشباب الآن يحاولون تكويت بعض الاعمال لكن الكتاب الكبار ندروا ففقدنا الدراما.
• اذا طلب منك تقديم برنامج «مسابقات» فهل تقبلين؟
ــ طول مسيرتي الاعلامية لم اضع شروطا للعمل لثقتي بقدراتي وخبرتي اللتين اعطتاني ميزة في العمل في كل مجال يتعلق بالاعلام وادين بهذا للاعلام الكويتي،
ففي البدايات كنا نكتب البرنامج ونسجله ونخرجه ونمنتجه مما اعطانا خبرة كبيرة، ولقد عملت في الاذاعة الشعبية وفي الرقابة وفي كل الاقسام، فيدي داخل لعبة العملية الاعلامية، وبالتالي برنامج المسابقات ليس بالأمر الصعب فهو يحتاج الى شخص يمتلك خلفية ثقافية ولديه مدارك لفتح الابواب لاستقصاء المعلومة ومن ثم وضع الخطط.
• لكن برنامج المسابقات كما شاهدناه على القناة الاولى أبسط من ذلك، وقد لايحتاج الا الى وجه جميل وكثرة حركة واسئلة خفيفة جدا لا تحتاج الى خلفية ثقافية.. ونرى المذيعة تتدلع وتنطنط فهل هذه شخصية أمل عبدالله؟
ــ لا، طبعا، هذه ليست شخصيتي، ففي برنامج المسابقات قد تكون المسابقات خفيفة تحتاج الى مذيع خفيف الحركة، اما انا لو قدمت برنامج مسابقات فلن اقدم مسابقات خفيفة فقط
بل ستكون هناك معلومة ومنفعة جديدة، صحيح المسمى برنامج مسابقات لكن المحتوى يختلف وايضا من يدير هذه المسابقة يختلف،
وفي رمضان تتطلب برامج المسابقات ان تكون خفيفة بعد صيام يوم لترفيه المشاهد، واليوم ما يعرض على الفضائيات الخاصة من برامج للمسابقات بالفعل أمر مضحك.
فإن كان جواب المتصل صحيحا ام خاطئا تقول له المذيعة انت كسبت معنا، فهذا اكبر دليل على ملء الوقت على الهواء لا الاهتمام بمحتوى المسابقة.
فرص ودعم
• اذا طلبت منك احدى القنوات الفضائية اللبنانية ان تقدمي برنامجا ثقافيا عن الكويت على شاشاتها، أتوافقين؟
ــ نعم، فلا مانع لدي.
• ولماذا مانعت عمل اللبنانيات في التلفزيون الكويتي، حيث صرحت في احدى مقابلاتك عام 2003 ان الكويتيات اولى من اللبنانيات بالاعلام الكويتي؟
ــ أنا لا أعارض عمل اللبنانيات لكني مازلت أقول ان هناك كفاءات كويتية لو تم الاهتمام بها سيكون هناك اكتفاء ولا حاجة لمذيعات غير كويتيات،
واليوم طبعا مع انتشار القنوات قد لا تستطيع هذه القلة من أصحاب الكفاءة ان تغطي ما تحتاجه هذه القنوات، هنا يمكن الاستعانة بشرط أن تكون في أضيق الحدود.
فلا يجب إزاحة كويتية تصلح لموقع ما، وأضع مكانها أخرى غير كويتية، فهذا الأمر أنا ضده.
• لماذا لم تلمع أسماء إعلاميين كويتيين في الحوارات السياسية أو الفنية على مستوى العالم، كما هو حاصل مع إعلاميين لبنانيين أو مصريين كهالة سرحان ونيشان وطوني خليفة وجورج قرداحي وغسان بن جدو..؟
ــ هؤلاء أعطوا فرصا، فهل نحن أعطينا هذه الفرص؟ الآن هم يتكلمون عن تلفزيون الواقع، ويستثيرون الضيوف، فهل كل الناس يعجبهم هذا الأسلوب؟ هناك كثيرون لا يحبذون هذا، والقضية قضية «دعم» فهؤلاء تم دعمهم ليلمع اسمهم،
فمثلا هالة سرحان كانت مدعومة من شبكة قنوات مهمة،
فأي إعلامي كويتي لو حصل على الدعم الذي حصلت عليه هالة سرحان لكان له اسم وبصمة في العالم العربي، والسؤال: لماذا هالة سرحان لم تنجح في الاعلام المصري ونجحت على مستوى اخر؟ وهذا يعود الى العمل في الاعلام الحكومي الذي يقيّد ويقنن كل شيء.
• وماذا عن القنوات الفضائية الكويتية الخاصة التي فيها قدر من الحرية، أيضا لم تلمع أسماء إعلاميين فيها على مستوى العالم العربي؟
ــ لأن الإدارة في هذه المحطات لا تمتلك ذاك الفكر، صحيح أن لديها القدرات المادية، لكنها لا تمتلك التخطيط ووضع الخطط الإعلامية الحرّة.
• لماذا لا تمارسين الكتابة الصحفية؟
ــ لقد كتبت عدة مرات في جريدة الأنباء لكن هل آخذ مقالي وأدور به على الجرائد ليُنشر؟!
• ما الذي تحبين الكتابة عنه؟
ــ كتبت عن المتقاعدين وعن الرشوة المستشرية الآن، وهناك قضايا كثيرة تحصل في المجتمع ولا ينتبه أي أحد إليها وأريد تسليط الضوء عليها.
قلائد التاريخ
• سمعنا عن قناة ثقافية ستنطلق والى اليوم لم يطلقها جهاز الإعلام الكويتي، فلماذا؟
ــ قالوا أنهم سيفتحون قناة ثقافية واستبشرنا خيرا واشتغلنا، وأنا شخصيا سجلت الكثير من البرامج بتكليف من الأخ علي الريس، لكن لا أدري ما الذي حصل!
لقد وئدت في مهدها مع أن لدينا الإمكانات الفنية من حيث البث، فقناة إثراء كان يجب أن تكون هي القناة الثقافية، لكن لم تعد تعنى بالبرامج الثقافية قدر ما تعنى بالبرامج المنوعة،
وأنا من خلال هذا اللقاء أناشد وزير الإعلام ووكيل وزارة الإعلام أن يعيدا إحياء الفكرة، فلا يوجد تلفزيون في أي دولة إلا ولديه قناة ثقافية ويهتم بالثقافة.
• هل مازلت تشعرين بالتوتر أثناء تسجيلك للبرامج وكأنك لأول مرة تسجلين؟
ــ لا، أبدا، لقد تجاوزت مرحلة التوتر، والخبرة لها دور في ذلك، فمنذ بداية فتح الكاميرا للتسجيل الى حين الانتهاء من التسجيل أوقت الساعة وأبرمج الوقت لأسئلتي للضيف ومع وقت الشريط، ويستغرب الكل ذلك، وأعتقد أني مريحة جدا لكل من يشتغل معي وحتى في الاذاعة لديّ الخبرة بتغطية أي وقت يطلب مني.
• ماذا عن إصداراتك الجديدة من الكتب؟
ــ حاليا انتهيت من كتاب جديد وهو «قلائد التاريخ» وهو بانوراما مسرحية عن تاريخ الكويت منذ نشأتها حتى تولي صاحب السمو، الشيخ صباح الاحمد الصباح، مقاليد الحكم، فهذه القلائد قسمت الى خمس لوحات،
حيث اللوحة الأولى أسميتها «مرحلة التأسيس» حيث بداية تأسيس الكويت وحكم صباح الاول،
واللوحة الثانية «لوحة جابر العيش» وهو حاكم الكويت الثالث، الذي صادف حكمه سنوات المجاعة، وكيف تعامل مع الدول المجاورة، وكيف كان يُطعم الفقراء،
واللوحة الثالثة تتكلم عن تأسيس الدولة الحديثة في عصر الشيخ مبارك الصباح، حيث بداية كتابة المعاهدات مع الدول،
أما اللوحة الرابعة فهي «أسوار الكويت» ومشاركة الشيعة والسنة والبدو والحضر في بناء الكويت،
واللوحة الخامسة هي بداية تصدير أول شحنة للبترول في عهد أحمد الجابر، وهذه اللوحة تحتوي خمسة مشاهد هي تصدير أول شحنة، دستور عبدالله السالم، انطلاق أول جامعة في عهد صباح السالم، عهد جابر الأحمد، والعصر الأخير، وهو البيعة للشيخ صباح الأحمد الصباح، وايضا ذكرت الشيخ سعد العبدالله – طيب الله ثراه – وكيف اعاقه المرض عن ممارسة سلطاته ومن ثم البيعة، فهذا آخر عمل كتبته.
• كانت لديك صداقات كثيرة مع فنانين مصريين امثال: سناء جميل، ماذا عن هذه الصداقات اليوم؟
ـــ الصداقات لم تعد كالماضي واليوم لا نقول صداقات بقدر ما نقول معرفة، فتكاد تكون الصداقات نادرة، كانت صداقاتي عميقة ومؤثرة مع سناء جميل وسمير سرحان ودامت لسنوات طويلة واليوم العلاقة مع الغير تتوقف على مصلحة العمل او على الرؤية المشتركة، لكن مازال معارفي كثر.
• ما سر العلاقة المميزة بالقاهرة؟
ـــ لأنها قديمة وصداقاتي مع هؤلاء الذين مازالوا في مصر نشأت في الكويت، حيث عملوا لسنوات طويلة في الكويت، وبالتالي لم تنقطع علاقتي بهم، بالاضافة أن لدي بيتا هناك ولقد درست في المعهد العالي للفنون المسرحية، وفي اكاديمية الفنون ومعهد الفنون الشعبية، وفي جامعة الزقازيق، فلدي علاقات متجذرة في هذه الاماكن.
• من العمل في وزارة الصحة الى العمل في الاذاعة، كيف كانت هذه النقلة في حياتك؟
ـــ لقد عملت صدفة في وزارة الصحة، حيث كانت الوزارة بالقرب من بيتنا، فلبست عباءتي في يوم من الايام وذهبت الى المرحوم علي بن يوسف الرومي، وكان مسؤولا بالوزارة، فقلت له اريد العمل، فاستلمت الوظيفة في اليوم نفسه،
استمررت في الوزارة في قسم اختبار امراض السل، حيث اختبار المناطق النائية في الكويت، وقد ذهبنا الى مدارس الكويت التي كانت موجودة في الخليج واجرينا الاختبارات فيها، إن كان في دبي او في الامارات الأخرى، لقد كانت الكويت تدير المستوصفات والمدارس هناك، وحتى تلفزيون دبي كان بالاساس تلفزيونا كويتيا.
• بصراحة، ألم تسبق دبي اليوم اعلاميا الكويت؟
ـــ نحن نتمنى لها المزيد من النجاح، لكننا نتمنى ان نسبقها لأن الريادة كانت لنا في هذا المجال.
أمل والدي
• بالعودة بذاكرتك الى أيام الطفولة، ماذا تسردين لنا عنها؟
ـــ لقد تزوج والدي ثلاث زوجات وامي الرابعة، وكانت امي صغيرة السن ومدللة وبقيت ثلاث سنوات حتى انجبتني، فكنت انا امل والدي، وفي ذاك الزمن كان من الصعب على الرجل ان يأخذ بنتا معه الى المقهى او الى الديوان او الى مجتمع الرجال، لكن والدي كان يأخذني معه لأنه اعتبرني مخلوقة مميزة في حياته، وهذا لم يستمر حيث توفي والدي بعد ولادة سعاد وسالم.
• كيف سامحتي والدك لانفصاله عنكم وعشقه وزواجه بامرأة اخرى؟
ـــ في البداية لم أسامحه، بل سامحته في وقت متأخر جداً.، لقد تألمت كثيرا على الرغم من صغر سني، وعندما كان يزورنا كنت اتعامل معه بعنف، لقد شعرت بانقلاب في حياتي، لكن مع الزمن ادركت ان الانسان يجب ألاّ يحكم على الاخر من غلطة او من هفوة، بل عليه دراسة الموقف والتماس العذر للآخرين، لذلك سامحته من كل قلبي.
• هل تعذبتي في حياتك الى ان وصلت الى ما وصلت اليه؟
ـــ الحمد لله لقد هيأ الله لنا جدة رؤوفة ورحيمة بنا وكانت لدينا خالة أمي لم تنجب، كانت حنونة جداً احتضنتنا بكل ما تملك من مال وجهد وعرق لتساعد جدتي والدة امي على تربيتنا.
• لماذا؟ أين كانت أمك؟
ـــ لقد تزوجت بعد فترة من وفاة والدي.
• هل عشتم من دون الوالد والوالدة؟
ـــ لقد أكتفينا بالحب والعاطفة من جدتي وخالة امي، ويوم وفاة جدتي في المستشفى الأميري كنت اقف بالقرب من رأسها وكنت قد كبرت واعمل، وفي هذه اللحظة خُيّل لي أن العالم انقطع بموت هذه السيدة وان اختي سعاد وأخي سالم لن يربيهما أحد.
• كيف كانت علاقتك بسعاد وسالم؟
ـــ كنت الموجهة لهما ولا ادري ما هو اثري فيهما، مع ان سعاد تذكر أنه كان لي الاثر الكبير في حياتهما وهما بالنسبة لي جزء مني، فأشعر بانهما كأولادي.
• بكم تكبرين سعاد؟
ـــ بأربع سنوات، لكني أشعر باني كنت مسؤولة عنهما، لأني عملت في سنّ صغيرة وكنت ارعاهما، لكن الزمن والسن يجعل العلاقة تتطور بين الناس، فمثلا قبل ثلاثين سنة عندما كان سالم وسعاد بحاجة إليّ كانت العلاقة مختلفة، اليوم لكل واحد حياته وعائلته واهتماماته، لكن يبقى الجوهر، جوهر العلاقة قائم.
• ماذا عن تدرجك الدراسي؟
ــ درست الى المرحلة المتوسطة وعملت في وزارة الصحة أولا، ثم بعد فترة قرأت إعلانا للإذاعة وكنت أدرس مسائي فقدمت الطلب وذهبت الى القاهرة، وعندما عدت وجدت صندوقا بريديا فيه استدعاء للاذاعة فذهبت وقابلت سعيد الرفاعي ودخلت الإذاعة وأكملت منازل وحصلت على الثانوية العامة، ثم سجلت في الجامعة ولم أستطع السفر لأني كنت متزوجة وأعمل.
وفي يوم من الأيام كنت في زيارة للملحق الثقافي في السفارة السعودية وعندما كنت جالسة عند حمد السليمان، الله يذكره بالخير، وجدت أشخاصا يدخلون ويسألون عن تقديم الطلبات، فسألته عن الموضوع، فقال لي انهم يقدمون منازل للدراسة في جامعة الأمير محمد بن سعود ويدرسون وفق التخصصات،
وكنت أتشوق لدراسة الصحافة، ولم يكن هناك قسم للصحافة في الجامعة، فقلت له أريد أن ألتحق بقسم التاريخ فطلب مني ارسال أوراقي وشهادتي فأرسلت ثاني يوم كل شيء، وبعد أسبوعين تم قبولي، وقال لي كل الرسوم والكتب هدية منا لك، السنة الأولى لم استطع الذهاب الى السعودية لتقديم الامتحان،
وحينها تم فتح المعهد العالي للفنون المسرحية وعملوا قسما للنقد فقدمت أوراقي إليه وأخذت إجازة دراسية لأتفرغ للدراسة وتخرجت فيه، وكنت من أوائل الخريجين وحصلت على تقدير امتياز في السنوات الأربع التي درستها.
ثـــــــــروتــــــــــي
• ماذا تقولين عن مرحلة ارتباطك ودخولك الحياة الزوجية؟
ــ كانت معرفتي به معرفة عادية، حيث كان يعمل معنا مذيعا في الاذاعة ويعمل مخرجا في المسرح هو عبدالأمير مطر.
• هل ارتبطتما بقصة حب قبل الزواج؟
ــ لم يكن ذاك الحب، بل شبه حب، وأمي كانت تقول لي: إلى متى؟ ألن تتزوجي؟ إخوانك كبروا؟ فقبلت وتزوجت في عام 1967 وبالصدفة كنت في القاهرة وحصلت حرب 1967.
• أكنت مع زوجك هناك أثناء الحرب؟
ــ لا، كنت هناك لوحدي أعمل دورة في الاذاعة، لقد كنا معا في القاهرة نمضي شهر العسل ثم تركني وعاد الى الكويت وأنا علقت في القاهرة، بقيت عند أصدقاء لنا في حي السيدة زينبت، كان أولادهم صغارا واليوم أصبحوا رجالا،
وعشت أصعب حرب، وليلة استقالة عبدالناصر نزلت بدشداشة النوم أهتف في الشارع، كنت أحب شخصيته كثيرا، لقد استطاع أن يوحد كلمة العرب، بدليل عندما كان يخطب كان العالم العربي كله يستمع له وينزل الناس في تظاهرات من أجله، يكفي أنه وحّد إحساسنا العربي وخلق الحماس عند كل العرب، أما الآن فتبلد الإحساس عند الأمة العربية، مجازر ودم ولا أحد يكترث.
• كم ولدا لديك؟
ــ ثلاثة شباب وبنت، وبالمناسبة أنا منفصلة عن زوجي منذ زمن، ربيت أولادي ولم أتنازل عنهم أبدا، خالد يعمل في البترول، لديه ولدان وبنت، عبدالرحمن وعبدالعزيز وضحى، أما نايف فيعمل في الحرس الوطني ولديه بنت وولد، ضاري وضحى،
أما عبدالله ابني الصغير فتزوج قبل الكل بعد أن عاش قصة حب سريعة ولديه أربعة أولاد، هو وأولاده يعيشون معي بعد انفصاله عن زوجته، كان يعمل بالجيش وترك، أما ابنتي أماني فتعمل في الإدارة المالية في وزارة الداخلية، درست إدارة أعمال.
• ولا أحد من أولادك طلع مثلك!
ــ أبدا، أنا ديموقراطية تركتهم على راحتهم وأجد خالد مثلي يحب القراءة كثيرا.
• أمل عبدالله على ماذا تندم؟
ــ لا أندم على اي شيء، وحتى من يقول لي هل ندمت لأن زواجك فشل، فهذا لا أعتبره فشلا لأنه كان مكسبا، حيث كسبت أولادي، وهم ثروتي في الحياة والزواج كان تجربة فشلت في الاستمرار، لا أكثر ولا أقل.
• هل مزاجك هادئ أم عصبي؟
ــ كنت عصبية وانفعالية وتظهر عصبيتي بسرعة، لكن مع مرور الزمن والتقدم في السن بدأت أدرك أن المسألة لا تحتاج ولا تستاهل هذه العصبية، أصبحت قادرة على كتم غيضي والسيطرة على انفعالاتي ففي النهاية الشيء حاصل دون تغيير واقع الأمور.
• كل إنسان ناجح في عمله له أعداء، ماذا عنك؟
ــ لدي أعداء كثر، لكن أقول الله يسامحهم، ولعل وضعي الآن في تعاملي مع الإعلام بسبب أشخاص معينين، فالكل يقدر مكانتي وجودي في الاعلام، لكن البعض لا يجرؤ أن يقدم لي شيئاً لخوفه من أن يأتي أحد ويسأله لماذا لأمل عبدالله؟! أعرف من هؤلاء الأشخاص وأتجاهلهم.
• متى تدمع عيناك؟
ــ دائماً أبكي، فكل يوم دموعي تنزل، كنت أبكي في وقت أو مواقف تجعلني أبكي، لكن بعد وفاة والدتي منذ سنتين أبكي يومياً، لأن كل شيء يذكرني بها فقد عاشت معي في السنوات الأخيرة وربت أولادي، فكل خطوة في البيت وفي كل زاوية أتذكرها وأبكي على فقدانها.
• كيف تبدئين يومك وكيف تنهينه؟
ــ أنام متأخرة كثيراً قد اقرأ إلى آذان الفجر ثم أصلي وأنام، وإذا كان لدي عمل فأشرب كوب الشاي واستحم وألبس واذهب لعملي، وإذا لم يكن لدي عمل فأصلي واقرأ الجريدة إلي الساعة الثامنة صباحاً ثم أنام،
وفي أيام العمل أو الذهاب إلى موعد أو مراجعة وزارة فأرجع البيت في الثانية أتناول الغداء مع أحفادي، وبعد الظهر قد يكون لدي ارتباط فأذهب، أو لا يكون عندي أي شيء فأبقى في البيت، ودائماً أشاهد التلفزيون وأنتقل من العربية إلى الجزيرة إلى MBC أتابع الأخبار.
• ماذا يطربك؟
ــ الأغاني العربية القديمة وأسمع الأغاني الكويتية مصادفة إذا كنت أعمل عليها.
• ماذا عن الهوايات الأخرى غير القراءة؟
ــ الكتابة في آخر الليل بعد أن ينام الجميع فأحب الكتابة بعد الساعة الثانية عشرة وقد أبقى أكتب إلى الفجر.
• كيف تحافظين على نضارتك وصحتك؟
ــ لا أعمل أي شيء، لا أعمل ريجيماً ولا رياضة، آكل أكلاً بسيطاً في الصباح، فأتناول حبة تمر وكوب شاي أو تفاحة وأتناول الغداء، ولا أميل لأكل الرز كثيراً وأحب السلطات والدجاج المشوي، وفي الليل روب أو فاكهة.
• أنت لست بحاجة إلى عملية تجميل، لكن هل من الممكن في المستقبل أن تخضعي لعملية تجميل؟
ــ لا أبدا، عملت حواجبي «تاتو» ولم ينفع، والقضية ليست قضية تجميل قدر أن يلائم التجميل الإنسان، وقد لا يلائم بالإضافة إلى أن التجميل مكلف جداً، وليس بمقدوري دفع الآلاف لأجمل شيئاً لست محتاجة إليه، والفلوس التي ستدفع للتجميل أنا بحاجة إليها.
• هل من المعقول بعد كل هذه المسيرة الإعلامية لا تملكين ثمن عملية تجميل؟
ــ لا أملك نقوداً، كما تظنين، ولعلمك فأنا أعيش في بيت إيجار بعد أن بعت بيتي.
• ألهذه الدرجة رواتب المذيعين في القناة الأولى قليلة؟
ــ أنا بالذات آخذ أقل القليل من أجدد مذيعة.
• ولماذا هذا التنازل؟
ــ هل اذهب وأعمل مشكلة؟ كل ما أفعله هو كتابة كتب رسمية وانتظر الرد، ردّوا عليّ ردّوا، وإن لم يردوا فلا مشكلة عندي، الحمد الله معاشي التقاعدي جيد وليس سيئاً.
• ما طموحاتك؟
ــ أطمح أن يكون عندي بيت ملك لي، لقد بعت بيتي لظروف خاصة، وارتفعت أسعار البيوت ولم يعد يكفي المبلغ الذي معي لشراء بيت يرضي طموحي، لدي شاليه عرضته للبيع لأكمل الفلوس وأشتري بيتاً.
• كلمة من قبلك عبر «القبس»؟
ــ أتمنى أن يعود الناس في الكويت إلى طبيعتهم وبساطتهم، وأتألم من الممارسات والعداوات غير المبررة بين الناس من حسد وغيرة،
وأتمنى أن يبعد الله شر بعض النفوس المريضة عن أرض الكويت، والمطلوب من الحكومة المزيد من الحزم، فالطيبة التي نتعامل بها مع بعض الناس قد يفسرها البعض أنها ضعف، لكنهم لو فكروا قليلاً لوجدوها نوعا من الحكمة ولكن من يدرك الأمور.
__________________
ومنطقي العذب للألباب مستلبٌ *** ومبسمي نضَّ فيه الدر والنضرُ
لازم منادمتي وافهـم مناظرتي *** واسمع مكالمتي يفشو لك الخبرُ
ام خالد تكلمت بصراحه قلما تجدها فى اى فنان هذه الايام,وبالمناسبه زوجها الذى ذكرته هو الفنان عبدالامير
مطر مرزوق الذى توفى قبل ايام (يرحمه الله) وهو عم اللاعب الدولى فتحى كميل....