تحية للأخ الإيكاروسي ، والأخت ديما وجميع المتابعين لهذا الموضوع ، وبالنسبة للسؤال عن مصدر المعلومات ، فنجيب بأنها متوفرة في كتب أستاذنا الدكتور يعقوب الحجي ، وكذلك الفلم الوثائقي المبحرون مع الرياح ، أما بالنسبة للصور فهي أما موجودة في تلك المراجع أو في بعض المواقع الإلكترونية التي تتناول هذا الجانب من التاريخ:
وهذه المشاركة ما هي إلا إضافة بسيطة لجهد مشرف صفحة التاريخ البحري الأستاذ PAC3 جزاه الله خير.
ونعود لموضوعنا عن البنادر الرئيسية لساحل الهند الغربي ، .... بعد بندر كراتشي تتوجه السفن الشراعية جنوبا لبيع ما تبقى لديها من تمر ، وأول البنادر المهمة التي تبحر إليها السفن بعد بندر كراتشي ، بندر خور ميان أو كما يطلق عليه بور بندر في ولاية كوجرات الهندية ، وبلدة خور ميان مسقط رأس المهاتما غاندي ، ومن علامات الوصول لهذا البندر منار بندر دواركة ، كما يوجد فيها معبد هندوسي شهير على الساحل يفد إليه الآلاف من الهنود على مدار السنة .
ترسوا السفن في هذا البندر وينزل النواخذة لتسليم أوراق السفينة للسلطات هناك ثم يعرضون على الدلالين والوسطاء شراء حمولتهم من التمر أو شحن حمولة جديدة لنقلها للبنادر التالية لقاء أجر معين .و خلال الموسم كان يأتي لهذا البندر المرحوم التاجر عبد العزيز الصقر لتيسير بيع التمور الخاصة بالصقر ، وكان يستأجر منزلا يسكن فيه لنهاية الموسم .
وقريب من هذا البندر ، بندر آخر مهم وهو بندر براول أو براوه تبحر إليه السفن لنفس الغرض ، وكان التاجر محمد ثنيان الغانم يقيم فيها خلال الموسم وله علاقات طيبة مع أهل هذه البلدة وكان يحرص على بيع التمور التي تحضرها سفن أهل الكويت .
وبلدة براول مشهورة وفيها ورشة كبيرة لبناء السفن الخشبية ، كما ازدهرت تجارة تصدير الأخشاب منها حيث كانت السفن الشراعية تمر بهذا البندر في طريق عودتها لتحميل الأخشاب اللازمة لبناء السفن وشحنها إلى الكويت أو البحرين أو بنادر الخليج الأخرى.
بومباي أو مومباي مدينة من أهم المدن الهندية ، وأعظم ميناء مطل على بحر العرب والمحيط الهندي ،سكنها العديد من أبناء الكويت وتجارها وكانت نافذة الخليج ومركز الأنطلاق للعالم الخارجي ، وتعتبر أحد أهم المراكز التجارية والصناعية والعلمية والثقافية .
في عام 1661 أصبحت مستعمرة انجليزية ، وفي عام 1668 استأجرتها شركة الهند الشرقية البريطانية وأصبحت بوابة الهند و المرفأ المالي والتجاري عندما ربطت في عام 1864 بالمناطق الهندية الأخرى في الداخل عبر السكك الحديدية .
تأتي أهمية بومباي للكويت باعتبارها السوق الرئيسية لتجارة اللؤلؤ وتجارة نقل التمور بالإضافة إلى تجارة الخيول العربية الأصيلة .كما كان لها الأثر الثقافي التعليمي في الكويت ، حيث عاش فيها - كما ذكرنا - العديد من التجار وتعلم أولادهم في مدارسها اللغة الإنجليزية و الهندستانية ، ولازال لبعض التجارفيها مكاتب ومحلات حتى هذا الوقت .
وهذه صورة لعناوين مكاتب بعض التجار في بومباي:
وهذه صورة قديمة لبغلة كبيرة راسة في بندر بومباي ، لعلها إحدى البغال التي كانت تنقل الخيول العربية الأصيلة من الكويت إلى الهند :
تتجمع نهاية موسم السفر - إبريل / مايو - مئات السفن الشراعية من الكويت وعمان واليمن وساحل فارس في بندر كاليكوت العريق تنتظر هبوب الرياح الجنوبية الغربية - السهيلي -للإنطلاق لرحلة العودة للوطن .
ولهذا البندر قيمة تاريخية حيث كان أول ميناء في الهند تصل إليه أساطيل الغرب بقيادة البرتغالي فاسكو دي غاما بمساعدة الرحالة ابن ماجد الذي دله على هذا الميناء ليبعد البرتغالين الذين عاثوا فسادا عن مناطق المسلمين والعرب على الساحل الأفريقي الشرقي وخاصة مدينة مالندي التي كانت نقطة الإنطلاق من الساحل الأفريقي الشرقي إلى ساحل الهند الغربي.
وهذا البندر بمثابة منجم لخشب الساج الذي بُنيَت منه معظم سفن أهل الكويت والخليج ، كما بُنيَت فيه السفينة التاريخية بوم - المحمدي- لآل معرفي ، وكذلك سفينتهم الأخيرة بوم الغزير.
يقوم النواخذة والبحارة في هذا الميناء في شراء احتياجاتهم ، وتحميل سفنهم بخشب الساج وغيره من الأخشاب لصناعة السفن ، وكانت الحكومة الهندية تجني ضريبة مقدارها 2% على جميع البضائع التي تصدر من هذا الميناء.
وإليكم الصور .. :
وفي الختام .. أشكر جميع المتابعين لهذا الموضوع .. ونعتذر عن الإطالة .