13-03-2010, 08:44 AM
|
|
مشرف
|
|
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,662
|
|
الضبعة والضبيعة والضباعية - فرحان الفرحان
إعداد: فرحان عبدالله الفرحان
القبس - 12/03/2010
مجددا اكتب في هذا العنوان، لكن ليس في المكان نفسه، سأثقلك قارئي العزيز في تفكيرك حول الضباعية التي هي على ساحل العدان وعلى شمالك بعد ان تترك مدينة الكويت وانت متجه إلى الحدود السعودية من جهة الجنوب. لكن حديثنا اليوم سينصب على ضليعات الضبعة الواقعة غرب جبد وثميلة جبد وجبيد كبيدة، وهي اقرب شيء الى الشق. وقبل ان نعطي لمحات عن هذا الموقع، يسرني هنا ان استعير ما كتبه احمد البشر حيث يقول حول اسم المقر: ومما يريك ان كل من كتبوا عن المواضع في شبه جزيرة العرب لم يكونوا من البدو الذين يعرفون المواضع معرفة دقيقة، بل كانوا من سكان المدن، وربما لم يسبق لاحدهم ان اطلع على هذه المواضع بنفسه، حتى القريبة من المدن، وفي صفحتي 1015 و1016 من كتاب «معجم شرقي الجزيرة العربية» للشيخ حمد الجاسر، يعطينا اضاءات حول الضباعية، والضبع بالتالي:
الضّ.بَاعُ:
على لفظ جمع ضَبُع - ذكر البكري انه واد في بلاد بني ضُبَيْعَة بن قيس بن ثعلبة. قال المُرقَّش الأكبر:
جاعلات بطن الضباع شمالا
وبراق النّ.عَاف ذات اليمين
عامدات لخَلّ سمسم ما ينـ
ـظُرْن صوتا لحاجة المحْزون
وفي «معجم البلدان»: الضّ.باع اسم لوادٍ في بلاد العرب. ولم يحدد موقعه. وفي رسم سَمْسم اورد قول المُرقَّش وقبله قول الحفصي: سمسم نقا بين القُصيبة وبين البحر، بالبحرين. وبلاد بني ضُبَيعة كانت في جهات البحرين، حتى حلت بنو تميم تلك البلاد، فانزاحت ضُبَيعة وغيرها من قبائل بكر بن وائل الى جهات اسفل وادي فلج ثم الى سواد العراق.
ويفهم من شعر المُرقَّش ان الضباع على مقربة من سمسم النقا الذي بين القُصيبة وبين البحر، وهذا كما يفهم من تحديد القُصيبة في شرقي النقار، في منطقة الخفقي.
ضَبُع ايضا:
في «معجم البلدان»، قال ابن سعيد: توفى ابو المورع توبة بن كيسان العنبري البصري -وكان صاحب بداوة- بالضبع، والضبع من البصرة على يومين - قال غيره مات بالطاعون سنة 131 روى عن أنس.
ويظهر ان هذا الموضع بقرب فلج (وادي الباطن) او فيه، حيث بلاد بني العنبر قديما. وفي كتاب «معجم البلدان» لياقوت الحموي، الذي نقل منه الشيخ حمد الجاسر الفقرة السابقة، جاء بتوسع في الجزء الثالث صفحتي 451 و452 التالي حول كلمة ضبع: بفتح اوله وضم ثانيه بلفظ الضبع من السباع، اسم جبل لغطفان، وقال نصر جبل فارد بين النباج والنقرة، وسمي بذلك لما عليه من الحجارة التي كأنها منضدة تشبيها لها بالضبع وعرفها، لان للضبع عرفا من رأسها الى ذنبها،
والضبع ايضا: جبل عند أجا، وهناك بئر ليس لطيء مثلها، وقال ابن سعيد: توفي ابو المورع توبة بن كيسان العنبري البصري، وكان صاحب بداوة بالضبع، والضبع من البصرة على يومين، قال غيره: مات في الطاعون سنة 131، روى عن انس بن مالك وابي بردة بن ابي موسى وعطاء بن يسار ونافع والشعبي وغيرهم، وروى عنه الثوري وشعبة وحماد بن سلمة وغيرهم، وكان ثقة، والضبع ايضا: موضع قبل حرة بني سليم بينها وبين افاعية يقال له ضبع اخرجي، وفيه شجر يظل فيه الناس، والضبع ايضا: واد قرب مكة احسبه بينها وبين المدينة وقال اعرابي:
خليلي ذما العيش إلا لياليا
بذي ضبع سقيا لهن لياليا
وليلة ليلى ذي القرين فإنها
صفت لي لو ان الزمان صفا ليا
على انها لم يلبث الليل ان مضى
وان طلع النجم الذي كان تاليا
ألا هل الى ريا سبيل وساعة
تكلمني فيها من الدهر خاليا
فأشفي نفسي من تباريح ما بها
فإن كلاميها شفاء لما بيا
لعمري لئن سرَّ الوشاة افتراقنا
لقد طالما سؤنا الوشاة الاعاديا
أمام هذه النصوص يجب ان نقف عندما قال المرحوم حمد الجاسر عن الضبع: ويظهر ان هذا الموضع بقرب فلج وادي الباطن، حيث بلاد بني العنبر قديما.
ثانيا يأتي الحموى ويقول: توفي ابو المورع توبه بن كيسان العنبري البصري وكان صاحب بداوة بالضبع والضبع من البصرة على يومين.
وهنا عندما تجتمع عند العنبري من بني العنبر الذين موقعهم من الجهراء حتى السالمي الرقعي اليوم، وهنا ايضا الضبع من البصرة يومين، وايضا عندما يقول الشيخ حمد ويظهر ان هذا الموضع بقرب فلج وادي الباطن.
أليس هذا دليلا ان ضليعات الضبعة هي المقصودة في هذه النقول؟ حيث لا يوجد اسم غيرها قريب مما ذكر، بالاضافة الى ان اسم الضبع الذي يذكره بعض الكتاب الأقدمين لمواقع بعيدة كل البعد عن الاشارات السالفة التي تدل على ضليعات الضبعة.
نحن هنا نضع هذه التحليلات والتوقعات وهي الأقرب الى الصواب، حيث الأدلة السابقة التي ذكرها الأقدمون، والمعروف ان ضليعات الضبعة وغيرها كانت في القديم مطرق ممر، وكانت هي ومطربه وملح وغبر ممرا ومعبرا نظرا لتوافر المياه العذبة في جوفها وقد حفرت فيها آبار للمياه، والى عهد قريب كان الذهاب والتوجه الى المملكة العربية السعودية سواء كان الى نجد او الى الحج تمر على الشدادية ثم على ضليعات الضبعة والذي ينظر الى الخرائط الأولية التي رسمت للكويت كان الطريق الرئيسي من مدينة الكويت يمر على ضليعات الضبعة.
وهنا يجب التنويه بأنه ليس بالضرورة ان اسم الضبعة هذه ترتبط باسم الضباعية التي على البحر، حيث هذا اخذ من اسم الضبيعة القبيلة العربية من بكر بن وائل من شيبان التي كانت تسكن هذه المنطقة، وكذلك القصيبة التي اصبحت ام قصيبه، وهي داخل ميناء عبدالله، ونستطيع القول ان القصيبة دخلت التاريخ.
واخيرا فهذا هو ضليعات الضبعة الاسم المغمور الذي يوشك ان يفقده تاريخ وجغرافية الكويت مع التوسع العمراني لامتداد في الحضارة الحديثة، وربما وصلت الى الضبعة القسائم لتربية الاغنام كما استولت على كبد.
الى يومنا هذا تجد الاثار والآكام هنا وهناك في ارض الكويت، وكما قال المرحوم احمد البشر انك ان فتشت في ارض الكويت ولو قلبت حجراً هنا وهناك لوجدت تحته اثراً قبل حين.
اذن هذه الكويت التي سكنتها القبائل العربية من بكر وشيبان وتميم، والتي تركت بصمات بها هنا وهناك، لهذا احببنا القاء الضوء على جزء من ارض الكويت الا وهو ضليعات الضبعة الذي يغفل عنه كثيرون، وربما سيحبه كثيرون لانه جزء من ارض الكويت العزيرة.
|