زيارة الخويسات مع محمد الحيدر
في سنة 1956 كنت عرضت على الاخ العزيز محمد الحيدر (مختار منطقة الروضة الآن) بأن نذهب سويا الى كاظمة والخويسات هذه المنطقة التي كان جدي احمد عبدالله الفرحان زارها في نهاية القرن التاسع عشر مع والده عندما كانوا يحتطبون ويصطادون السمك وكان قد رأى غنما تشرب الماء من البحر وذلك بعد ان ثبرت أصبحت الماء قراحا، حيث اصبح مكان الماء كأنه قاع ارض رطبة وعندما جاء الى مكان الغنم وجد الماء يبزبز فقاعات من داخل الارض وهي مياه عذبة مختزنة في باطن الارض من الامطار ولم تجد لها مخرجا الا في هذه الفجوات من هنا عاشت هذه النخيل وفروخها قرب البحر حيث الماء العذب.
هذه الخويسات كما قلت زرتها بمعية الاخ محمد الحيدر وكان معنا مجموعة من الشباب وخرجنا وقتها في سيارتين وخيمنا قرب كاظمة ومن ثم توجهت مع الاخ المرحوم يعقوب الشطي الى الخويسات بالسيارة من كاظمة ويعقوب الشطي اسرته من الذين يعرفون هذه المنطقة شبرا شبرا، حيث كان قد قضى ردحا من الزمن في صيد السمك وكانت اسرتهم تقيم معهم في بعض الاحيان في هذه المنطقة ذلك في اول القرن الماضي.
ذهبت مع المرحوم يعقوب الشطي واخذ يطلعني على منابع الماء العذب التي كان يزورها مع عائلته في طفولته وكانت اغنامهم تشرب من هذا الماء، وقد سررت من التعرف على الخويسات وكاظمة لكن المرحوم يعقوب قالي (إهنيه) بجنبنا في امديرة صخرة غائصة في الارض الرملية طولها اربعة امتار وعرضها متر واحد وارتفاعها من الارض متران ونصف وهي غائصة في ارض رملية لا يوجد بجنبها صخر اطلاقا ــــ قمنا العصر بزيارة هذه الصخرة بمعية الزملاء وقد فوجئنا بهذا المنظر العجيب لهذه الصخرة الوحيدة المنطزة وحدها في هذه الارض الرملية، ولا ادري اخبار هذه الصخرة اليوم.
في منطقة الخويسات جرت بعض الاحداث مع تاريخ الكويت الحديث ذلك قبل قرن ونصف من هذا التاريخ وهنا من الافضل ان اترك هذه الحادثة كما رواها المرحوم حميد السعيدان في موسوعته صفحة 946 الجزء الثاني بالتالي:
الطينة: (معركة الطينة)
يسميها البعض معركة الطبعة وخلاصتها انه حصل اعتداء من راكان ابن حثلين ضد ممتلكات فيصل بن سعود الذي ارسل جيشا بقيادة ابنه عبدالله لملاحقة العجمان ورئيسهم راكان وادركهم بالقرب من ساحل البحر بالقرب من الجهراء في 26 مارس 1861 وضيق جيش ابن سعود الخنادق على العجمان والجأهم الى داخل البحر، حيث غرقوا في الماء والطين وقيل انه لم ينجح منهم الا راكان الشجاع الذي التفت خلفه والقى هذه الابيات:
يا قومنا ما من صديق
جمعين والثالث والبحر
والله لبوج لها الطريق
لعيون براق النحر
ثم اخترق صفوف اعدائه ونجا بأعجوبة، ومعروف عن العجمان انهم محاربون شجعان.
|