19-03-2010, 10:18 AM
|
|
مشرف
|
|
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,662
|
|
عبداللطيف سيف العتيقي
القبس - اليوم
للحقيقة فان الشيخ مبارك الكبير، يرحمه الله، يجل علماء الكويت وينزلهم منازلهم العظيمة، وبغض النظر عن الامور الكثيرة، فان الايمان ما وقر في الصدر وصدقه العمل.
جرت احداث هذه القصة برواية سمعتها من جدي محمد بن سيف العتيقي (1997/1894) وقد انتقل الى رحمة الله عن عمر يناهز المائة. واما العربة الملكية السوداء التي تجرها الخيول الاربعة، فقد كانت هدية من الشيخ خزعل مرداو حاكم المحمرة، وقد تغير اسم الدولة العربية الى خور مشهر في عهد شاه ايران السابق محمد رضا بهلوي الذي استولى عليها. وأود بهذه العجالة ان اعلق على هذه القصة التاريخية، وأقول بصراحة هل مشايخ الكويت القدماء حركيون ام اعتزاليون؟
ربما هناك امور كثيرة كادت تغير مجرى التاريخ لمصلحة الحركة الاسلامية على المدى البعيد منذ عهد الشيخ مبارك الكبير، وأضرب مثالاً الشيخ احمد الفارسي.
فقد كان يرحمه الله معتزلاً السياسة قريباً من العلوم الشرعية على الرغم من ان الرسول صلى الله عليه وسلم وآله واصحابه لم يضعوا حاجزا بين الدين والسياسة، وان الاسلام ليس دينا كهنوتيا كنسياً عبر التاريخ منذ القرون الوسطى مثلما ذكرنا عن رجال الكنيسة، بل الاسلام دين الحركة ودين الشمول.
الشيخ أحمد الفارسي يرحمه الله يعرف جيداً قصة التائبين، وان الله يغفر الذنوب جميعاً، ويعرف قصة توبة قاتل المائة ودخوله الجنة.
ليت الشيخ أحمد الفارسي مع مكانته الكبيرة في العلم والادب قد استفاد من هذه المواقف لمصلحة الاسلام، ويكسب ود الشيخ مبارك رحمه الله، ويحثه على تطبيق الشريعة الاسلامية في الكويت، او يفرض بعض الشروط الشرعية من اجل وقف مواخير الفساد، وانتشار الخمور في الكويت، ويؤسس دستورا اسلاميا يكون ركيزة تاريخية قد تغير من وجه الكويت السياسي، ويستقطب قلوب شعوب دول مجاورة يتحدون معها، مثل الزبير والبصرة بموجب اتفاقيات مع بريطانيا، وقد كانت في اوج حماستها. والمعروف ان مدينة الزبير واطراف البصرة والمربد من المناطق النفطية المشهورة في العالم.
اقول ربما كانت تغيرت امور كثيرة بدلا من الاعتزال وعدم قبول البراءة، والله أرحم بعباده ويقبل التوبة من الصادقين.
مشايخ الكويت القدماء يغلب عليهم حب الاعتزال، خوفاً من النفاق وعدم حب الظهور والشهرة، والابتعاد عن مجالس السلاطين، او الدخول في رجس السياسة وتشعباتها، لكن يظل الشيخ الفارسي علما من اعلام الدين في الكويت، ربما هناك امور كثيرة تغيب عنا، ومشايخ الكويت يدركون بفطرتهم السليمة النتائج والعواقب، والله أعلم وصلى الله على محمد وآله وصحبه أجمعين.
|