15-04-2010, 09:28 AM
|
عضو
|
|
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: الكويت
المشاركات: 48
|
|
نبذة عن تاريخ النفط في الكويت - للتذكير قبل قانون الخصخصة
بسم الله و صلاة و السلام على اشرف خلق الله الحبيب المصطفى محمد بن عبدالله و على اهل بيته الاطهار و اصحابه الابرار و من تبعهم باحسان الى يوم الدين.
فضل الله العلي القدير على الكويت و أهلها كثير لا يحصى منها الخير الوفير من النفط الذي لا يفتأ العالم تكالبا عليه بشتى الطرق. اهتزت تجارة اللؤلؤ فى الكويت و ذهبت معها رونق صناعة السفن و اغتم الناس من أمر جلل و بقى الإيمان بالله و التمسك بقدره إلى أن أبت ارض الكويت لمهان أهلها و انشقت بأمر الله من تحت اقدام حكامها الكرام و شعبها الأبي بخيرات داوت جراحهم و وفرت رغد العيش لهم حتى أصبحت قبلة لكل باحث عن خير أو طامع بشر .
يخيم على الكويت هذه الأيام شبح قانون الخصخصة الذي قد يطال اجزاء من القطاع النفطي الكويتي و يراه الكثير من أصحاب العلم و الشأن أمر عظيم له آثار اجتماعية و اقتصادية لم تدرس أبعاده بشكل واضح و كافي . و بهذه المناسبة أورد فيما يلي نبذة عن تاريخ هذا القطاع العتيد في دولة الكويت لإنعاش الذاكرة قبل التفاعل مع القرارات التي قد تصدر بهذا الشان :
------------------------------------------------------------
"في العام 1921، أصبح الشيخ أحمد الجابر الصباح حاكما لدولة الكويت. كان المرحوم زعيما شجاعا وذو رؤية ثاقبة بالاضافة الى كونه محاربا صنديدا وكان قائدا قويا للشعب الكويتي خلال الأوقات الصعبة، كما حصل في نهاية العشرينات من القرن الماضي. فحينذاك أصبحت صناعة زراعة اللؤلؤ الصناعي جدية ومسيطرة على سوق اللؤلؤ في النهاية، وشكلت منافسا لمورد رئيسي للعيش في الكويت وهو الغوص بحثا عن اللؤلؤ. وبالرغم من هذا ومن التدهور العالمي في التجارة الذي طغى في عقد الثلاثينات بقي ايمان الشيخ أحمد الجابر كبيرا بالمستقبل. والسبب يعود لتلك البقع السوداء الغريبة لمواد جيرية قاسية كان يلاحظ وجودها منذ فترة طويلة في الأجزاء المختلفة من الصحراء. وكان هناك ادراك كبير لديه ولدى عامة الشعب بنشاطات منقبي النفط في البحرين والمملكة العربية السعودية والعراق، هذا عدا عن نجاحات شركة النفط الانجليزية، (بريتيش بتروليوم) في جنوب ايران، وقد نشطت تطلعاتهم مع اكتشاف النفط في البحرين عام 1932، وتفاءل الكويتيون عندها بأن تلك البقع تدل على وجود ابار تحت الأرض تحوي سلعة يمكن أن تحيي وتنعش اقتصاد الكويت.
توقيع اتفاقية الامتياز النفطي
في الثالث والعشرين من شهر ديسمبر 1934، وقع الشيخ أحمد الجابر الصباح وثيقة كان يتوقع لها أن تزيد ثروة الكويت وأهميتها الدولية. ومنحت الاتفاقية امتياز التنقيب عن النفط الى شركة نفط الكويت المحدودة التي كانت قد تأسست كشركة مساهمة خاصة بين شركة بريتيش بتروليوم وشركة نفط الخليج (جلف أويل الأمريكية وهي شركة شيفرون حاليا). وقد استمرت مفاوضات حق الامتياز لأكثر من عقد من الزمن وكان أحد أسباب التأخير هو الحرب العالمية الثانية فبعد هذه الحرب تحولت الكويت من دولة صحراوية فقيرة الى دولة غنية حديثة.
اكتشاف النفط
بدأت بشائر اكتشاف أول حقل نفطي في الكويت بعد مسح جيولوجي للمنطقة أجرته شركة نفط الكويت المحدودة وذلك بناءا لتقرير فني ل "كوكس و رودس". وفي ضوء هذا التقرير تحولت الأنظار الى منطقة برقان وتم اجراء عمليات حفر فيها عام 1937 ومطلع 1938. وفي الثاني والعشرين من فبراير 1938 كانت المنطقة على موعد تاريخي حيث تم اكتشاف النفط في برقان. وكان الاكتشاف الأول هو بئر برقان الأول وكان ذلك عند الساعة الحادية عشرة من صباح يوم خميس ماطر. ووسط فرحة الاكتشاف تبين أن النفط المكتشف موجود تحت ضغط وبكميات ضخمة فجرت معها رأس البئر بقوة لم يكن بالامكان السيطرة عليها. وكان النفط يتدفق بقوة لا تستحمل الانتظار، وحالت قلة الطين الناتجة عن قلة الحفر دون سد فتحة البئر مما فرض البحث عن وسائل أخرى لوقف التدفق. وبالفعل قام السيد دونالد كامبيل رئيس الحسابات في الشركة بسد البئر ب 60 قدما من الخشب بصورة مؤقتة.
العجلة الفضية، والشحنة الأولى للنفط
في 30 يونيو 1946، أدار الشيخ أحمد الجابر الصباح العجلة الفضية مدشنا بذلك بدء تصدير أول شحنة للنفط الخام الكويتي وتدفق النفط بيسر عبر خط أنابيب الى الناقلة. وكانت الشحنة الأولى على متن ناقلة اسمها " جندي بريطاني" وبذلك انضمت الكويت الى صفوف منتجي النفط الرئيسيين في العالم. ونظرا لأهمية بدء تصدير النفط، تم اقامة احتفال كبير احتفاءا بتصدير الشحنة الأولى تحت رعاية الشيخ أحمد الجابر الصباح وبحضور عدد كبير من المسؤولين في البلاد والحاكم السياسي البريطاني في منطقة الخليج والمعتمد السياسي لدى الكويت الكولونيل هارولد ديكسون وجمهور غفير. وعلى مدى العقود الثلاثة اللاحقة لذلك التاريخ، حدثت تطورات واسعة فقد بدأت شركة نفط الكويت عمليات التكرير بمصفاة ميناء الأحمدي في عام 1949 وأسست شركة ناقلات النفط الكويتية في العام 1957 وتأسست شركة البترول الوطنية الكويتية عام 1960 كشركة مملوكة من قبل القطاعين العام والخاص وبدأت عملياتها في مصفاة الشعيبة في عام 1968 كما تأسست شركة الكيماويات البترولية في عام 1963 أيضا كمشروع بين الحكومة والقطاع الخاص، وبدأت في السنة التالية عمليات تصنيع المشتقات النفطية. في تلك الأثناء حدث تطور أيضا في المنطقة المحايدة التي تشترك فيها الكويت مع المملكة العربية السعودية وقد بنيت مصفاة ميناء عبدالله نتيجة لهذه الشراكة.
تأميم صناعة النفط
قامت الكويت بتأميم صناعة النفط في السادس من ديسمبر 1975 وبذلك بدأت مرحلة تاريخية بالغة الأهمية. وقد بدأت الكويت في وقت مبكر من السبعينات مفاوضات لاعادة السيطرة على الصناعة النفطية. وباتفاقيات متبادلة مع شركتي بريتش بتروليوم وشركة نفط الخليج المتشاركتين في ملكية شركة نفط الكويت، ازدادت أسهم الدولة تدريجيا في شركة نفط الكويت حتى تم احكام السيطرة الكاملة عليها. وفي الخامس من مارس 1975 تم توقيع الاتفاقية بين دولة الكويت والشركتين الأجنبيتين تقرر بموجبها حق الكويت في السيطرة الكاملة على مصادرها النفطية. ولاشك أن تطور صناعة الكويت النفطية ووصولها الى هذه المرتبة الرفيعة يعود الى نعمة كبيرة من الله تعالى والتوجه الرشيد لحكام الكويت وعلى فطنة الشعب الكويتي في مجال ادارة أعمالهم ومصالحهم."
المصدر : موقع مؤسسة البترول الكويتية
------------------------------------------------------------
|