19-04-2010, 10:30 PM
|
|
مشرف
|
|
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,662
|
|
حول عبدالله الحاتم والروايات التاريخية - صالح المسباح
صالح المسباح - القبس
آلمني أشد الألم، وأحزنني حزنا شديدا ما سطره الباحث يعقوب الابراهيم في جريدة {القبس} يومي الثلاثاء والأربعاء 13 و2010/4/14 عندما ذكر أوصافا لا يليق ذكرها بالمرحوم الأديب والشاعر والمؤرخ والباحث عبد الله بن خالد الحاتم. وهو الذي حبب الينا معرفة تاريخ الكويت حينما اقتنيت كتابه «من هنا بدأت الكويت» ط2، عام 1980، وكان أنيسي في أيام الغزو العراقي عام 1990 حينما أرجع إلى البيت مساء فأبادر إلى قراءته ليخفف عني آلامي وأحزاني خلال الفترة المؤلمة، وقد قرأته ثلاث مرات في فترة الغزو الغاشم، ولم أمل قراءته، وكأنه يروي عطشي.
وحينما راجعته الآن قرأت أول الكتاب فكان أن أهداه الى: «الذين سالت دماؤهم على بطاح هذه الأرض وسهولها ليبقى الوطن».
ورد في مقدمة الكتاب: «أما فيما يختص بالتجارة فحدث عنها ولا حرج، فالكويت قد تجاوزت الحد الأقصى في شتى ميادينها.. ومن رجال المال والاقتصاد.. وآل إبراهيم ومنهم عبد العزيز آل إبراهيم الذي أقيمت له صلاة الغائب سنة 1324 هـ ويوسف الابراهيم..» ص 6. هل يجازى المؤرخ بأن ذكر آل إبراهيم مرارا وتكرارا وامتدحهم ولم ينقصهم وسبقهم على غيرهم من العوائل الكويتية، حتى يأتي باحث من نفس الأسرة وينتقص منه ويذكر سوءته والتي يراها هو، ونحن لم نرها..
وكيف ذلك وقد ذكر المؤرخ عبد الله الحاتم في كتابه «من هنا بدأت الكويت» والذي طبع عام 1962م ص 80 حول انشاء المدرسة المباركية «كان للمرحوم قاسم بن محمد آل إبراهيم توفي في بومبي 1957م وابن أخيه عبد الرحمن بن عبد العزيز آل إبراهيم توفي في البصرة 1960 النصيب الأوفر من هذه التبرعات، فقاسم تبرع لها بثلاثين ألف روبية، وعبد الرحمن بعشرين ألف روبية».
الروايات
أما موضوع أول سيارة فما ذكره المؤرخ ص 140 «ان أول سيارة عرفتها الكويت ودرجت على أرضها هي السيارة التي أهداها الشيخ قاسم بن محمد آل إبراهيم التاجر المعروف وأحد ملاكي مقاطعة الدورة إلى أمير الكويت الشيخ مبارك الصباح عام 1912». وأما ذكره للقصة الطريفة كما أسماها لم ينتقص من حق هذا الرجل الشهم، وهو الشيخ قاسم آل إبراهيم، فقد أضفى عليه لقب «الشيخ» وقال بأنها قصة طريفة، ولم يذكر بأنها حادثة سيئة أو طعن في شهامته و مروءته، ولا يخفى أن تجار الكويت في ذلك الوقت، وما كانوا يمرون به من ظروف سيئة تؤجل بعض أعمالهم حتى حين.
وما استصحاب الشيخ قاسم آل إبراهيم معه بعض الهدايا إلا دليل التفاني، وانه قادر ليثبت للشيخ مبارك الصباح عكس ما قيل عنه، والدليل بأن جاء بأكبر هدية قدمت للشيخ مبارك والتي عجز عن تقديمها له كبار تجار الكويت.
وفي ص 62 «إن أول من قام بطبع الكتب على نفقته الخاصة هو الشيخ علي بن محمد آل إبراهيم. طبع كتاب (نيل المآرب بشرح دليل الطالب) طبعه في مصر وكان ذلك 1871م والشيخ على آل إبراهيم هذا من رجال المال ومن الأسر العربية الكبيرة في الكويت. توفي المذكور في مقاطعة الدورة ( 1883م) ودفن فيها، والدورة من المقاطعات الواقعة جنوب البصرة. وهي من أملاك آل إبراهيم، ورثاه الشاعر عبد الله الفرج بهذه القصيدة:
نحن بنو الموتى نعد فما لنا
عند المصاب يروعنا المفقود
حتى جاء في آخر القصيدة بهذا البيت:
ولئن بهم تلك الديار تباعدت
عنا ففينا يوسف موجود
ولقد كان المؤرخ عبد الله الحاتم جريئا وصريحا في كتابه، ولم يكن مهادنا للحكام ولا للعوائل ولا القبائل ولا الطوائف ومن يقرأ الكتاب بأكمله ير ذلك.
والحمد لله أن الرقابة لم تحذف لنا ما ذكر، ومنها حادثة «بلال» حينما وقع أسيرا في حادثة «الصريف» وأخلي سبيله من أجل يوسف آل إبراهيم.
ماذا قال المؤرخ عبد الله الحاتم في يوسف آل إبراهيم ص 352 «هو حاكم الكويت الخفي، وصاحب الكلمة الأولى والأخيرة، والخصم العنيد للشيخ مبارك الصباح ومرعبه، هذا هو واقع الحال بالنسبة ليوسف آل إبراهيم دون أي مبالغة أو تهويل، ويوسف لم يكن يطمع في الحكم والاستئثار به، ولو أراده لأدركه خلال ساعات». هذا عرض سريع لأسرة آل إبراهيم وما سطره المؤرخ عبد الله الحاتم مما خفي من أمور عن هذه الأسرة الكبيرة وأبرزها هو في كتابه عام 1962م. وهل يعقل أن يهاجم المؤرخ الحاتم بعدما قارب الخمسين عاما من إصدار كتابه، فهل هي صحوة متأخرة.
تواجد أسرة الحاتم
برز دور الأديب عبد الله بن خالد الحاتم في منتصف القرن الماضي في مساهماته العديدة في الحياة الثقافية، وتأسيسه لتجربة صحفية جديدة آنذاك، مما جعل منه واحدا من جيل الرواد الذين كانت لهم جولات في هذا الشأن. وقد نشأ الأديب عبد الله الحاتم بين الكتب وتأثر بالكثير من العلماء البارزين الذين عرفهم أثناء جولاته في أنحاء الخليج وبلاد الشام.
ويذكر الأديب المرحوم خالد سعود الزيد في كتابه «أدباء الكويت في قرنين» الجزء الثاني ص198 «في عام 1939 إنه أنشأ مكتبة لبيع الكتب والقرطاسية وأغلقها عام 1946» وقد ذكر الأديب د.خليفة الوقيان في كتابه «الثقافة في الكويت»: «كما آلت مكتبة عبد الله الحاتم - الطلبة – إلى عبد الرحمن الخرجي».
وهذا يدل على تواجد أسرة الحاتم في الكويت أوائل القرن 20، والدليل إنشاؤه للمكتبة الذي يتطلب منه تواجدا مبكرا في الكويت لتثبيت نفسه حتى يضطلع بمهام إنشاء المكتبة في ذلك الوقت، وهذا أمر لا عيب فيه ولا نقيصة حينما ذكر الأستاذ يعقوب الابراهيم أن تواجدهم كان في فترة الثلاثينيات.
هل بعد كل ما ذكره الأدباء ابتداء من أ. خالد سعود الزيد، ود. خليفة الوقيان، ود. محمد حسن عبدالله، وأ. ليلى محمد صالح، وأ. خالد سالم محمد، وختاما ما سطره د. عادل العبدالمغني باقتراحه بتسمية إحدى المدارس باسم عبدالله الحاتم. هل من تثريب وعتب على هذا الرجل الكبير في علمه وتفانيه وأدبه؟
هذه أمنية نتمنى بأن ينفذ هذا الاقتراح، فهو أولى به عن كثير من الأسماء التي أطلقت على المدارس، وكذلك ما أقرته لجنة تسمية شوارع الكويت، لإطلاق اسمه على أحد الشوارع.
رحم الله المؤرخ والأديب عبدالله بن خالد بن حمد الحاتم الذي رحل عنا في أواخر شهر رمضان المبارك بتاريخ 1995/2/24.
بعض إصدارات
الأديب عبدالله الحاتم:
مجلة - الفكاهة - 1950 وهي مجلة شهرية واستمرت حتى نهاية 1958م.
خيار ما يلتقط من شعر النبط - جزآن. ط1/ 1952م - ط2/1968م – ط3/1981م
من هنا بدأت الكويت ط1/1962م - ط2/ 1980 - ط3/2004م
كنت أول طبيبة في الكويت - ترجمة ط1/1968م - ط2/1982م
ديوان الشاعر عبدالله بن حمود بن سبيل ط1/1984م
عيون من الشعر النبطي
ديوان الشاعر محمد بن عبدالله القاضي ط1/1984م
تاريخ الحاتم من سيرة الأدباء
هناك الكثير من العوائل الكويتية تواجدهم جاء متأخراً، وحصولهم على الجنسية الكويتية جاء بعد جهود مضنية. ولا يخفى عن الجميع أن اسم عبد الله الحاتم كان معروضا على «لجنة تسمية شوارع الكويت»، وقد تمت الموافقة عليه بالإجماع.
ويذكر الأديب خالد سعود الزيد «انتخب عام 1966 أمينا لرابطة الأدباء في الكويت، وهو أول رئيس تحرير لمجلتها – البيان – وكان له فضل صدورها بما بث فينا معشر الشباب من همة وعزيمة، وقد كان صاحب تجربة سابقة في الصحافة. هذه العزيمة والهمة التي يبثها الأديب الحاتم بالجيل التالي لم يكن حامل هذه الصفاة النبيلة إلا رجل ذو وفاء وأدب ومحب لأهل الكويت»، ويكمل الأديب خالد سعود الزيد بأن «الأستاذ الحاتم صديق لفهد العسكر حميم تربطهما صفات مشتركة وخلال من الأخلاق، وكلاهما جهوري الصوت، فكه الحديث مجلجل الضحكات، وكلاهما ضعيف البصر».
ورد في كتاب «أدباء وأديبات الكويت» أ. ليلى محمد صالح «ولد عبد الله خالد حمد الحاتم عام 1916 في الكويت في حي القبلة، ودرس في الزبير علوم الفقه والنحو، والتحق في المدرسة المباركية عام 1925م، وأولع بالأدب في عام 1932 وسافر الى المملكة العربية السعودية وأصبح أماما وخطيبا في احد مساجد حفر الباطن».
يذكر د. محمد حسن عبدالله في كتابه «الحركة الأدبية والفكرية في الكويت»: «أن عبدالله من خلال مجلته الفكاهة، يمكن أن يأخذ مكانه إلى جانب عبدالله النديم، والشيخ الشربتلي، والبابلي، وإمام العبد، وعبدالعزيز البشري، وحسين شفيق المصري، من ظرفاء مصر، وكتابها المبدعين في مجال الفكاهة».
أما الأديب خالد سالم محمد في كتابه «عبدالله خالد الحاتم - منارات ثقافية كويتية»: «أعود للحديث عن صاحب هذه المنارة الأستاذ عبدالله خالد الحاتم، أحد أبرز أعلام الكويت في الخمسينات، فهو رجل صحافة وتاريخ وأنساب وراوية للشعر الشعبي... ولم يقتصر جهد الأديب الأستاذ عبدالله الحاتم على إصدار هذه المجلة فقط، بل تعداه إلى وضعه لعدة كتب وأشهرها كتابه - من هنا بدأت الكويت - ولا يزال له صدى كبير لدى القراء، وارتبط باسمه، فعندما يذكر عبدالله الحاتم، فإن أول ما يتبادر إلى الذهن هو كتابه هذا، فقد احتوى على مادة غزيرة وقيمة فيما يخص أوائل الأشياء في الكويت، ونهل منه من أتى بعده» ونختتم سيرة المرحوم الأديب بما ذكره الباحث والمؤرخ د. عادل العبدالمغني في كتابه - شخصيات كويتية -: «وللوطن العزاء بفقدانه وحسب ما نمي إلى علمي بأن لديه عددا من المخطوطات المعدة للطباعة في تاريخ الكويت، كما لديه أيضا مكتبة ممتازة وأرشيف من الصور النادرة عن الكويت أرجو من المسؤولين، وأعني أجهزة الدولة المسؤولة عن الأدب والتاريخ والتراث المحافظة على هذه الثروة من التبعثر والضياع، وتقديرا لجهوده المميزة في خدمة تاريخ وتراث الوطن، ويكفي بذلك كتابه القيم - من هنا بدأت الكويت - أن أدعو بأن يطلق اسمه على احد مدارس الكويت».
|