ودعنا بالأمس، أحد المبدعين الأفاضل، الذين تركوا بصمتهم على مسيرة التعليم في الكويت.
ولد المربي الفاضل الأستاذ احمد حسن علي شهاب الدين في منطقة المنشية بمدينة يافا في فلسطين عام 1330 هـ، فيما يوافق شهر نوفمبر عام 1912م.
تلقى تعليمه في المرحلتين الابتدائية والثانوية في المدارس الحكومية بمدينة يافا في فلسطين، ثم درس السنة الاولى في كلية النجاح بنابلس عام 1931م - 1932م، وهي المعروفة حاليا بجامعة النجاح.
عُين المربي الفاضل بعد تركه كلية النجاح مدرسا في مدرسة دار العلوم الاسلامية بيافا، ثم رشحه المجلس الاسلامي الاعلى ليكون عضوا في بعثة تعليمية ضمت اربعة مبعوثين للدراسة في كلية المعلمين العليا ببغداد لمدة عامين، من 1932 الى عام 1934م.
ثم عاد بعد انتهاء البعثة الى فلسطين، حيث عمل مدرسا في دار العلوم الاسلامية بيافا، وبعد عام واحد اي في عام 1936م، رشحه المجلس الاسلامي الاعلى ليكون مدير اول بعثة تعليمية تسافر الى الكويت، وهي البعثة التي كانت مكونة من مدير وثلاثة اساتذة هم: خميس نجم، ومحمد جابر حديد، ومحمد المغربي.
عُين المربي الفاضل فور حضوره الى الكويت مدرسا وناظرا للمدرسة المباركية، كما عُين مشرفا على المدرسة الاحمدية، وقد عمل الى جانب ذلك مفتشا عاما على مدارس الكويت بما فيها المدارس الاهلية ومديرا للتعليم بالكويت، وقد شغل هذه الوظائف مجتمعة خلال الفترة من عام 1936 الى عام 1942م.
ومن زملائه الكويتيين الذين عملوا معه في التدريس، خلال تلك الفترة، المربون الأفاضل: السيد عمر عاصم، وعبد الملك الصالح، وعبد المحسن البحر، وعبد الرحمن الدعيج، وسالم الحسينان، وعيسى مطر، ومحمد الشايجي، ومحمد زكريا الأنصاري، وراشد السيف، وعبدالله السنان وأحمد بشر الرومي.
أما تلاميذه فكثيرون، منهم: صاحب السمو الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح، وسمو الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح، والشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، والشيخ سالم العلي السالم الصباح، والشيخ جابر العلي السالم الصباح.
وكذلك الاساتذة الأفاضل، صالح الشهاب، وعبدالعزيز الصرعاوي، ود. عبدالرزاق العدواني، وعبدالله المطوع، وعقاب الخطيب، ود.أحمد الخطيب، وأحمد العدواني، وعيسى الحمد وحمد الرجيب ومحد الفوزان، ود. صالح العجيري، وخالد العيسى الصالح، وخالد المسلم، وسليمان العبدالجليل، وأحمد حسن حديد وغيرهم كثيرون.
ومن الوظائف والأعمال التي نهض لها المربي الفاضل في غير مهنة التدريس، عمله محاسبا ثم أمينا عاما لقسم المحاسبة بالبنك العربي، وقد تنقل بين عدة فروع في الدول العربية، مثل فلسطين، وسوريا، والعراق، ثم رقي رئيسا لقسم المحاسبة، فمديرا لإدارة شؤون المحاسبة في وزارة الداخلية، وكان ذلك خلال الخمسينات حيث ظل يشغل هذا المنصب حتى تقاعد في الثمانينات.
وتتويجا لجهوده في مجال التربية والتعليم ومجال خدمة المجتمع الكويتي، فقد كرَّمته الدولة في أكثر من مناسبة، حيث مُنح الجنسية الكويتية عام 1961م، وتم تكريمه عام 1962 هو وأعضاء البعثة التعليمية الأولى التي جاءت إلى الكويت، تقديرا لخدماتهم في مجال التعليم خلال الفترة من 1936 إلى عام 1942م، وذلك ضمن احتفالات اليوبيل الذهبي لإنشاء المدرسة المباركية، كما حصل على وسام من جمعية المعلمين الكويتية تقديرا لجهوده وإنجازاته.
والمربي الفاضل متزوج من السيدة فاطمة حسن حديد، أخت الأستاذ محمد جابر حسن حديد، رحمه الله، وله منها ولدٌ واحد وأربع بنات.
ومن سمات المربي الفاضل انه هادئ الطبع، يحب النظام، ويحترم القوانين والأمانة والإخلاص، كما أنه جاد في كل عمل يسند إليه، مؤمن بأن التعليم هو سلاح الإنسان للتغلب على صعاب الحياة.
ومن صفاته وطباعه أيضا حبه للآخرين، واقباله على القراءة في مجالات التعليم والاجتماع والدين والاقتصاد.
رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.
د. عبدالمحسن الجارالله الخرافي - جريدة القبس - 21/6/2010
__________________
"وَتِـــلـْــكَ الأيّـَــامُ نُـــدَاوِلـــُهَـــا بـَـيـْـنَ الـــنَّـــاسِ"
|