مقابلة عبد العزيز خالد يوسف المطوع
جريدة عالم اليوم 11/1/2009م
أصغر موظف بإمارة الكويت والده مؤسس بنك الخليج
عبد العزيز المطوع: نوابنا أساس الفساد..
والمجلس الحالي كارثة
حوار: هالة عمران
كويتي محب ومخلص لبلده، ولد عام 1938 في مدينة الكويت تحديدا في فريج القناعات، عاش طفولة محفوفة بالشقاوة والجرأة، والده مؤسس إدارة شؤون الأيتام بتكليف من الشيخ أحمد الجابر حيث كان وصياً شرعياً لهم، وأيضا من أسس بنك الخليج وكان يملك الأرض التي أقيم عليها وكان يملك 46% من حصته بالبنك، ضيفنا هو أصغر موظف في إمارة الكويت عمل بعمر«13» عاما ككاتب للعقار في إدارة شؤون القصر، رشح نفسه في انتخابات السبعينات ولم يحالفه الحظ، لكنه ناشط اجتماعي وقارئ جيد في ماضي وحاضر الأمة العربية والكويت، وثقافته كونها من خلال احتكاكه بالساسة والاقتصاديين،
أول راتب حصل عليه«3000» روبية، أما زواجه عن قصة حب جاء بالتهديد، لديه خمس بنات وولدان ويعيش مع أحفاده أمتع الأوقات، عمل بإدارة تنفيذ الأحكام لمدة عامين لكنه تقاعد بعدما مرض، هوايته الأساسية صيد الأسماك التي امتنع عنها بعد أن عضته سمكة قرش وسببت له نزيفاً، يرى أن قرار إزالة الدواوين طبيعي في ظل استهتار البعض واستغلالهم لأراضي الدولة، أما أزمة البورصة فهي حالة صحية حيث ان غالبية المتعاملين فيها ليس لديهم خبرات،
يعيش يومه في متابعة الأخبار عبر التنقل بين الفضائيات، يجد متعة في كتابة خواطره وأفكاره بعيدا عن الناس، مصر العروبة مكان استراحته يكره الظلم وفرض الرأي، طموحه متدفق وكبير لبلده والأمة العربية، واجمل محطات حياته تزويج بناته ورؤية أولاده سعداء، وعوض الدوخي فنانه المفضل كل هذا كان من مضمار حوارنا مع أصغر موظف كويتي عبدالعزيز المطوع ولكن من الوجه الآخر.
< نود منك بطاقة تعارف؟
- أنا عبدالعزيز خالد يوسف بن عبدالعزيز المطوع، مواطن كويتي محب ومخلص لبلده.
< حدثنا عن والدك.. ونشأتك وطفولتك؟
- والدي أحد رجال الاقتصاد في الكويت وأحد بناة الاقتصاد، كان رجلا عصاميا، بدأ حياته العملية بالتجارة، وكان متعاوناً مع أمراء الكويت السابقين كالشيخ أحمد الجابر والشيخ عبدالله السالم والشيخ عبدالله المبارك، والشيخ عبدالله الجابر فقد كان يعمل كمستشار لهم ووكيلا لأعمالهم، فقد قدم والدي أعمالا جليلة للكويت، لذلك زرع في والدي ضرورة أن يحيا الإنسان على التربية والمبادئ والقيم، والحمدلله باتت مبادئ والدي تجري في دمي، أما والدتي فكانت رحمها الله «أمية» لكنها أم فاضلة تعبت في تربيتنا، كان ترتيبي الرابع بين إخواني من والدتي، ولدي أخوة من زوجة والدي الثانية.
أما طفولتي فقد كنت شقيا، ولدت في مدينة الكويت قبل عام 1938، لكن تم تسجيلي في ذاك العام، وعندما سافرت مع والداي أول مرة استخرج لي جواز سفر بسن أكبر من سني الحقيقي، أصحابي هم أبناء عمومتي وأبناء الحي، أذكر منهم علي عبدالوهاب المطوع والد الشيخ عبدالله العلي أحد رجالات الكويت ورجل أعمال ورئيس جمعية الإصلاح، لقد ولدت في فريج القناعات ومازلت متواصلاً مع الجميع، لقد كنا نعيش جميعا كأسرة واحدة أما الوقت الحالي فقد تغيرت المبادئ وتغيرت الأفكار والاتجاهات، وزاد النفاق.
< عاصرت الرعيل الأول أي مرحلة ما قبل النفط.. صف لنا هذه الفترة؟
- كانت الحياة بسيطة جدا، يملؤها المحبة والتعاون بين الحاكم والمحكوم، وهذا لم يعد موجوداً الآن وكلما تذكرت هذه الأمور دمعت عيني، فكل الكويتيين أسرة واحدة كبيرهم وصغيرهم متماسكين، في ظل حكم عادل من آل الصباح، ومع الانفتاح والتطور تبخرت المبادئ، وبات التعليم منهارا وذهبت التربية بلا عودة لقد فقدنا ثقافة الإسلام التي هي غذاء لحياة الإنسان، واستشرى الفساد والانحطاط، فالكويت للأسف لم يعد لها طعم ولا معنى.
< أي الشهادات حصلت عليها؟
- وصلت في تعليمي حتى المرحلة المتوسطة، فقد درست في المدرسة الشرقية ثم المباركية ثم الأحمدية، وبعد ذلك بفترة دخلت معهداً دينياً وحصلت على دبلوم محاسبة عام 1959، وزملاء دراستي الشيخ خالد الأحمد، والشيخ نواف الأحمد ولي العهد والشيخ سالم الصباح رحمه الله ولم أكن منسجما مع التعليم وطريقته ومستواه، وكنت جريئاً إذا أحببت المعلم تفوقت في مادته والعكس،
وكان المعلمون يتابعون النظافة الشخصية للتلاميذ، في طابور الصباح من حيث نظافة الأظافر والشعر الطويل، وذات مرة كان شقيقي الاكبر بدر ضُرب في الطابور لأن شعره طويل، فانفعلت وأمسكت المعلم الذي ضربه فضربني فأصبت وذهبوا بي إلى المستشفى، كان وقتها رئيس المعارف الشيخ عبدالله الجابر فأصدر قراراً بمنع الضرب في المدارس بسببي وتم فصل هذا المعلم.
< أنت أول موظف كويتي.. كيف جاءتك الوظيفة؟ ومن مسؤولك؟
- إدارة الأيتام في عهد ما قبل النفط، حيث كانت الكويت معتمدة في تجارتها على اللؤلؤ والتجارة الخارجية، وكان هناك من يموتون أثناء رحلاتهم وسفرهم للبحث عن الرزق، وهنا انتبه المرحوم الشيخ أحمد الجابر كحاكم لوضع أسر هؤلاء، ففكر في إنشاء إدارة لحماية الأيتام، فأرسل إلى والدي والشيخ عبدالعزيز حمادة القاضي لبحث طريقة تضمن أموال هؤلاء الأيتام وفي الوقت نفسه يعتبر وصياً شرعياً عليهم،
فاختار الشيخ أحمد الجابر والدي كوصي شرعي على الأيتام بموجب قانون، فأسس إدارة شؤون الأيتام، وكان والدي مديرا لها وأحمد الربيعان محاسبا، وعبدالرحمن السريع كاتباً للتركات فيما كنت أنا كاتب العقار، فقد بنيت إدارة الأيتام على أكتاف أربعة أشخاص، كان تعييني في 1/10/1950 كان عمري ما بين 13 إلى 14 سنة فأنا أصغر موظف في«إمارة الكويت»، وقد كنت وقتها متمرداً بعض الشيء وسابقاً لزمني وانخرطت مع والدي في هذا العمل،
وهذه تعد مكرمة من الحكام، وكانت المطبوعات تأتي من ادارة المعارف وكنا نصرف لهم المبالغ المالية، وقد اصبحت الان الهيئة العامة لشؤون القصر، وهي الآن انتهت لذا اناشد رئيس الحكومة وسمو الامير بتكوين لجنة عاجلة لإنقاذ أموال شؤون القصر، فهي هيئة خاصة ومستقلة وليست حكومية.
والأموال اموال اهالي وموظفيها تابعين للهيئة وليس للحكومة، وأقولها بصراحة اموال الأيتام في خطر وانا على استعداد لتقديم المساعدة بدون أي مقابل.
< ما رأيك في اهتمام الدولة بشؤون الايتام؟
- إدارة شؤون الايتام ابتعدت تماماً عن دورها وخرجت عن الحكم الصادر لمدير الهيئة واصبح العمل بعيداً كل البعد عن القرارات الصادرة بالوصايا التي صدرت بحق مدير الايتام.
< عمل والدك بالتجارة فكان لديه اعمال وشركات وفيما بعد اصبح من مؤسسي بنك الخليج ما قصة تأسيس البنك؟
- والدي هو مؤسس بنك الخليج في السالمية، وحتى الارض التي اقيم عليها البنك امام البنك المركزي اشتراها من حسابه الخاص وليس من حساب البنك ويملك 46% من حصته، كذلك اسس بنكاً في السودان، وبعد ان كبر والدي في العمر وأراد ان يرتاح من عناء العمل نصب احد افراد عائلته مكانه في البنك وبعد مرور شهرين دخل والدي المستشفى لمرضه، فتلاعب «هذا الشخص المفوض» في الحسابات الى ان اوصل قيمة السهم الى «250» فلساً، وتفاقمت المشكلة الى ان باتوا مدينين بـ«10» ملايين في ظل ازمة المناخ وتم تسديدها من حساب والدي وقد كانت الحكومة السابقة مشتركة في التلاعب الذي تم، بعدها تم استبعاده وحل اخيه مكانه،
وقد كتبت رسالة في عام 2001 عندما كنت في لبنان للشيخ جابر الاحمد وشرحت فيها الوضع الخاطئ وارسلتها مع مسؤول بالديوان الاميري لكنها لم تقبل من رئيس الديوان حيث أن الشيخ ناصر المحمد اعتبرها رسالة عائلية، رغم انني شرحت فيها كل الامور الخاطئة التي تمت في بنك الخليج في ذلك الوقت، وحتى الان احتفظ بجميع الوثائق الخاصة بصحة كلامي.
عيوب كثيرة < رشحت نفسك للانتخابات في السبعينيات ولم يحالفك الحظ فلماذا لم تُعد التجربة.. ومن النواب الذين نجحوا في وقت ترشيحك لنفسك؟
- يعتبر العام 1960 بداية الفساد، وعندما استشرى في البلاد اردت ان اساهم في قض مضاجعه لكنني وجدت عقبات اسرية في طريقي، حيث لم تكن الاسرة ترغب في ترشيحي فاختاروا احد ابناء أسرتي لينافسني بفارق صوتين او ثلاثة اصوات، لان وجودي في مجلس الامة كان سيشكل خطراً على اسرتي لان بهم عيوباً كبيرة كنت سأكشفها لو نجحت وكانوا يريدون امتلاك زمام الامور سياسياً واقتصاديا والنواب الذين نجحوا عندما رشحت نفسي سليمان الخالد، جاسم القطامي، د. احمد الخطيب.
< ما الفارق بين مجالس السبعينيات ومجالس اليوم.. وما افضل عصر شهدته الكويت؟
- اول مجلس تشريعي رغم انه كان به عمالقة كالدكتور احمد الخطيب والمنيس، لكن لم يخدم الكويت، لان اتجاهات اعضائه تميل للشأن السياسي الخارجي وليس الداخلي، فيما ان المجلس الحالي والمجالس السابقة له لم تكن في مستوى الطموح. وافضل عصر شهدته الكويت حكومة الشيخ جابر رحمه الله فهو شخصية فريدة عظيمة.
< كيف تقيم المجلس؟
- عندما اصدر سمو الشيخ صباح مرسوماً بانتخاب المجلس الحالي، وللاسف بعد ان نجحوا في الدخول لمجلس الامة بدأ الفساد يظهر لان النواب هم الفساد والكارثة الحقيقية بالمجلس، وعندما اصدر سموه مرسوماً ثانياً اعتبرته مرسوماً تاريخياً حيث ان سموه يريد حكومة تختلف عن الحكومة السابقة وهذا اسعدني لانه يريد حكومة جديدة للكويت الجديدة هذا ما يرغب به سمو الامير الشيخ صباح الاحمد الصباح امير دولة الكويت.
< الى اين تتجه الكويت؟
- الكويت تعيش في مستنقع كبير غرقت فيه، والموقف الوطني الصحيح هو من سيخرجها منه، وعلى الشعب الكويتي الانضمام لرؤية الامير حتى ولو عبر مسيرات تأييدية.
< ميولك في أي مجال تنصب.. وكيف كونت ثقافتك؟
- في عدة اتجاهات، فانا ناشط اجتماعي بالدرجة الاولى، واقرأ في ماضي وحاضر الامة العربية والكويت.
وقد تكونت ثقافتي بتواصلي مع المجتمع، وبنيت على العلم بالقانون والعمل والاحتكاك مع السياسة والاقتصاديين.
لأميركا دور < ما رأيك في اشهار الاحزاب؟
- انا مؤيد لاشهارها فلا يمكن ان يكون هناك دولة بدون احزاب لأن ذلك يعني تخبط الحكومة كما ان اعلان قيام الاحزاب سيكشف جميع الاحزاب ومواقفها وسيلغي الاحزاب الخفية القائمة على القبلية والطائفية والتي لأميركا دور فيها.
< كيف كانت المسؤوليات في الوظائف سابقاً.. وما هو أول اجر حصلت عليه..؟
- عندما يتم تعيين موظف يصدر بذلك قرار إداري ويتم تكليفه بمهام معينة اما الآن فإن الفرد يتم توظيفه ولايعرف عمله ومهامه فقط يجلس على مكتب ويشرب الشاي في ظل غياب الالتزام والابتكار كما كان في السابق فقد كان الموظف يقوم بكتابة ملاحظاته ورؤيته ويقدمها لرئيسه من أجل تطوير العمل.
أما في الوقت الحاضر فإن مجرد كتابة الموظف كتاب يتم اقالته ومعاقبته نتيجة خوف رئيسه على مركزه فالفارق كبير في السلوك الوظيفي والاجتماعي والقيمي والاخلاقي وقد حصلت على «3000» روبية كأول راتب لي، وهذا كان يعد مبلغاً كبيراً،
واتذكر انني كنت اشتري ذهباً لوالدتي واخواني من رابتي كما عملت بالتجارة بعد العمل وبدأت اتوسع في العمل التجاري ومن هذا المبلغ كنت ادفع قسط السيارة وايجار المحل واشتري هدايا للازواج الجدد من الاصدقاء والاقارب.
< حدثنا عن زواجك.. ومن أولادك..؟
خطبتها بالتهديد - تزوجت من سيدة فاضلة عام 1959 كان عمري حوالي «17» عاماً وجاء زواجي عن قصة حب خطبتها بالتهديد، حيث ظننت ان احد ابناء اسرتي قام بخطبتها فكتبت كتاباً لوالدها اهدده بأنه لو زوجها لاحد غيري فإنني سأقتله!
وكانت هي تحبني كنت وقتها في مصر وقام والدي بخطبتها وعندما جاء لمصر في زيارة لي واخبرني قررت العودة للكويت في ذات اللحظة وقد تعبت معي كثيراً فهي الام والاخت والحبيبة والزوجة وقد كلل زواجنا بالنجاح.
ونتج عنه اولاد واحفاد فهي ربة بيت على قدر عال من المسؤولية ولدي منها خمس بنات وولدان وهم نبيلة زوجة مازن الصانع مهندس ولي منها حفيد اسمه بدر يدرس في أميركا، وبدور وحنان واحمد وابنتي زوجة مبارك العلي واحفادي منها حمد ومشاري وهبة وابنتي نوال تعمل بمجلس الوزراء واحفادي منها عبدالعزيز واحمد ومشعل ورابعة انجبت غالية وداليا اما نادية فلم تتزوج وعمر متزوج من لبنانية انجب منها احفادي لوجين وعبدالعزيز وآخر ابنائي نبيل والذي يعمل في البنك الوطني.
< كيف تعيش مع الاحفاد..؟
- اعيش معهم اسعد الاوقات وان لم أرهم اشعر وكأن شيء ينقصني وجميعهم يعيشون معي.
< ما رأيك في جيل اليوم..؟
- جيل اليوم ضحايا التحضر والمدنية المصطنعة وانا حزين عليهم اشد الحزن ولكي نصل إلى ما نطمح فيه نحتاج إلى «100» عام بجيل جديد غير الجيل الحالي للأسف جيل اليوم اتكالي يعتمد على الغير.
< حدثنا عن امراء الكويت الذين عاصرتهم..؟
- عاصرت الشيخ أحمد الجابر والشيخ عبدالله السالم، الشيخ جابر الاحمد، الشيخ صباح الاحمد، كلهم قمة في العقل والسياسة والحكمة في إدارة الكويت ولو تعاون الكويتيون مع هذه العقليات لما وصلنا إلى ما نحن فيه.
فما قيمة المال والوطن مهدد بالفوضى ودمار الاقتصاد وشباب لايعتمد عليه فما المنتظر من بلد لاينعم بالأمن الداخلي بل والكارثة الكبرى ان بعض رجال الشرطة غير مؤتمنين على أمتنا ولدي الدليل .
فقد ذهبت مع الشرطة وارشدتهم على مقر لمجموعة من الكويتيين من سراق اموال الدولة عن طريق التليفونات وذهبنا إلى مقرهم وتم القبض عليهم وتحريز اجهزتهم في المخفر بعدها تركوا الكويتي بل واعادوا اليه التليفونات والاجهزة وذلك لأن هناك ضابطا وشرطيا يتقاضيان مبلغا ثابتا منه.
< كيف كان دوامك... وما ذكرياتك مع زملائك الموظفين؟
- كان يبدأ 7 صباحاً حتى الواحدة والنصف ظهرا، وكانت علاقتنا كموظفين علاقة اخوة، فكنت صديقا لرؤسائي ومرؤسي، وكلناأسرة واحدة تعمل معاً.
< عملت رئيساً بقسم ادارة التنفيذ بوزارة العدل عام 1966.. حدثنا عن هذه الحقبة من حياتك؟
- عملت بادارة بقسم الترقيات تنفيذ الاحكام ولكنني لم اكمل سوى سنتين فلم اكن آخذ معاشي بسبب أنني كنت ارى اناساً مكبلين بالقيود وعليهم ديون وكنت أدفع لهم من مالي الخاص وفي 1/7/1968 ذهبت للعلاج في لندن وتقاعدت.
< ما هواياتك بالشباب وهل اختلفت حاليا؟
- صيد الاسماك، وهي سبب دخولي المستشفى الصدري حيث عضتني سمكة قرش وحدث لي نزيف، ومنذ هذه الحادثة خشيت الصيد، وكنت أذهب إلى أصدقائي آل الفارس إلى الشاليه، وأذكر انني لم أعش شبابي، فكل أصدقائي أكبر مني سناً، ومعظمهم من رجالات الاقتصاد والدولة.
< المنزل.. الديوانية.. ماذا يمثل لجيل الرعيل الأول؟
- الديوان هو المركز الحقيقي الاجتماعي للأسرة، فهو الحافظ للابناء، ويزيد التقارب والتعارف بين الناس في وجهات النظر وأمور البلد، أما الآن فالأمر تغير وزاد النفاق ورغم ان الديوان الحقيقي موجود عند أناس محددين لكنه انتهى وبشكل عام الديوانية في الماضي كان لها ثقل وكانت مسموعة الصوت عكس الآن والتي اصبحت تجمعا للفرفشة والمظاهر وأصوات الناخبين.
< ما رأيك في قرار إزالة الدواوين؟
- أنا مع القرار، فأهل الكويت منذ إنشائها لم يتعدوا على أملاك الدولة من أجل بناء ديوان، فكيف لأناس ان يتعدوا على الحدائق والشوارع التي هي من حق الجميع، فهذا التعدي غير جائز حضاريا وجمالياً. وإزالة الدواوين أمر طبيعي في ظل استهتار البعض واستغلالهم لأراضي الدولة من أجل تجمع الناس وقت الانتخابات.
أزمة البورصة صحية < بعد انتهاء خدمتك.. ما نشاطك الآن؟
- بدأت في التجارة، فلدي محلات أدوات كهربائية وعملت فترة في البورصة والأسهم، وكنت أول من كتب وحذر الشعب الكويتي من انهيار قادم سيأكل الأخضر واليابس وذلك بناء على ما حدث معنا في بنك الخليج .
ولكن أزمة البورصة صحية لأن غالبية المتعاملين فيها ليس لديهم خبرات في التعامل معها، وهو ما خلق فوضى الاقتصاد في الكويت،
وإذا كان أهل الكويت يتعلمون من الماضي فإن نتائج الأزمة ستكون إيجابية لكننا لا نتعلم حتى من الغزو العراقي، بسبب وجود أفاع وعناكب ضخمة تضللنا، لذا نحن في حاجة إلى معجزة لتخرج الكويت من كبوتها.
< كيف تقضي يومك؟
- مع أولادي، ومتابعة الأخبار عبر التنقل بين قنوات الحرة والعربية والجزيرة أو مع كتابة خواطري وأفكاري بعيدا عن الناس وهذه هي متعتي.
< أين مكان استراحتك؟
- مصر كانت مكان استراحتي، مصر العروبة والقومية والأصالة لكنها ذهبت بلا عودة، وأقولها بكل صراحة الشرق الأوسط بكامله انتهى، فقد كانت مصر مصدر عزة ومحبة، وأنا الآن مع إيران وسلاحها النووي حيث انها جارة مسلمة تحاول الوقوف ضد الطغيان الغربي.
< ماذا تحب وماذا تكره؟
- أكره الظلم والإنسان السلبي، فالحوار اخذ وعطاء كذلك لا أحب فرض الرأي، وهي سلبيات موجودة في المجتمع الكويتي.
< متى تدمع عيناك؟
- كثيرا ما تدمع، فأنا إنسان حساس أشعر بالحرارة كثيراً.
< ماذا بقي من طموحك... وما أجمل محطات العمر؟
- مازالت لدي طموحات كثيرة كلها تخص بلدي والأمة العربية، واجمل محطات العمر نجاحي في تربية بناتي وتزويجهن، وأفضل شيء في حياتي رؤية أولادي سعداء.
< هل أنت رجل عصامي؟
- أنا عصامي بنيت نفسي بنفسي، ولدي منطقي ومواقفي ولا يمكن أن اتنازل عنها.
أصغر موظف < هل تم تكريمك؟
- لم يتم تكريمي رغم كوني أصغر موظف، وقد كرموا مجموعة ليس لها صلة بإدارة شؤون القصر، ولكن كيف قبلوا أن يكرموا على شيء لم يقوموا به ولم يكن لهم بصمة فيه.
وكان المفترض ان يتم تكريمي وخالد يوسف المطوع وأحمد الربيعان وعبدالرحمن السرّيع رحمه الله، للأسف شعار العمل الحكومي الان كن «مرتشيا» مكانك محفوظ ولك امتيازات، كن «شريفا» فالتقاعد مكافأتك، للأسف وزارات الدولة تعاني الفساد.
كارثة اقتصادية < كيف تقيّم الوضع الاقتصادي الحالي في ظل الظروف التي تمر بها البورصة الكويتية...؟
- الوضع الحالي وإغلاق سوق البورصة يعد كارثة كبيرة جداً نتجت عن السرقات والفساد والتلاعب، وبُعد بعض الكويتيين عن وطنيتهم فالكويت وشعبها في حاجة إلى الانقاذ،
ونحمد الله لأن الكويت ستظل بأهلها الطيبيين في ظل حكم أميرنا الشيخ صباح فعندما كان سموه رئيساً للحكومة أعلن في أول زيارة له للمجلس وأمام الرأي العام بالتلفزيون انه غير راض عن الحكومة والمجلس.
وان الحسد الموجود بين الشعب يكفي الصين بعدد سكانها فالشيخ صباح، ذاك السياسي العالمي يمكنه حل مشكلات الكويت سواء أكانت سياسية أم اجتماعية أم اقتصادية.
__________________
ومنطقي العذب للألباب مستلبٌ *** ومبسمي نضَّ فيه الدر والنضرُ لازم منادمتي وافهـم مناظرتي *** واسمع مكالمتي يفشو لك الخبرُ
|