ابن عائلة عريقة اشتهرت بالعمل في البحر وكانت تملك أسطولاً كبيراً من السفن علي محمد العصفور: بدأت حياتي العملية في شركة النفط عام 1954وكان تعييني على يد الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد
السبت 10 أكتوبر 2009 - الأنباء
شامان والعنادي والطفة وأم قصبة وركية وجهاد و«المسايل» مناطق كويتية قديمة نسيها المؤرخون
شاركت في تأسيس نادي أبوحليفة عام 1954 وكان مقره في بيت عربي مؤجر بـ 150 روبية
أحد النواخذة كان ينقل الذهب إلى مومباي وبعد قيامه من على السجادة نفضها الخادم فوقع الذهب بالبحر
استعملنا أوراق السجائر لتشغيل سيارات الأجانب عند قدومهم للسباحة في أبوحليفة ثم نأخذها لنتعلم القيادة
جدّي فقد كل ما يملكه عند «نفض» الخادم السجادة وطار ما عليها من ذهب وأموال في البحر
عملت «تبابا» في صغري رغم أنني كنت مدللاً من والديّ لأنني الوحيد بين 5 بنات
أحد أعمامي كان طبيباً شعبياً يعالج بالأعشاب ويجبر الكسور وذاعت شهرته وتعدت إلى المناطق المجاورة
صفحة جديدة نقلبها من الصفحات المضيئة من ذكريات أهل الكويت، تحمل بين أركانها الكثير من المعلومات القيمة التي تغيب عن كثير من أبناء الجيل الحالي، ممن لم يحالفهم الحظ في معاصرة كويت ما قبل النفط. هذه المرة نعيش مع حياة علي محمد علي العصفور أحد أبناء عائلة العصفور المشهورة قديما بالعمل في البحر وامتلاكها للسفن الصغيرة والكبيرة سواء للصيد أو للتجارة، كما كان من أبنائها الكثير من النواخذة المعروفين.
ضيفنا علي العصفور نشأ في بيئة بحرية وعمل تبابا في صغره، ثم انتقل مع أسرته الى قرية أبوحليفة وتربى بين المزارع التي مازال يذكر أصحابها وأنواع الأشجار التي كانت تزرع فيها، كما ساهم في تأسيس نادي أبوحليفة الرياضي عام 1954 قبل ان يتغير اسمه الى نادي الساحل. يحدثنا علي العصفور عن أعماله الكثيرة التي زاولها سواء في البحر أو في شركة نفط الكويت وتعيينه فيها على يد أمير القلوب الراحل الشيخ جابر الأحمد رحمه الله، حينما كان سموه مسؤولا عن شؤون منطقة الأحمدي، كما يتكلم عن انتقاله لوزارة التربية ثم العمل في الأشغال وقيادته للتاكسي حيث ينقل الركاب بين الفحيحيل والكويت وما بين كل محطة وأخرى نقف بين الروائع الجميلة لحياة الكويتيين في الماضي بما كانت تحتويه من معاناة وفي الوقت ذاته البساطة والرضا والتعاون، ومن الأمور المهمة التي تناولها ضيفنا بعض أسماء المناطق القديمة التي تناساها المؤرخون، كما ان هناك وقفة خاصة عن عبدالله العصفور الذي كان من أوائل ساكني أبوحليفة وهو الذي استشارته لجنة الجنسية حول ما يتعلق بجنسية ساكني قرية أبوحليفة قديما، ورحلة مع الماضي تحمل الجديد والمفيد فإلى التفاصيل:
يقول علي محمد علي العصفور: ولدت في الكويت في شهر رمضان المبارك بالحي الشرقي بفريج المطبة، وعائلتي من العوائل الكويتية التي سكنت وعاشت في الكويت منذ سنوات بعيدة قديمة وهم من نواخذة السفن الشراعية، وقد أسسوا لهم أسطولا من السفن الخشبية الكبيرة والصغيرة.
وكان جدي النوخذة علي العصفور يملك سفينة من نوع الشوعي وله «دقلان» و«بقاده» اسمها مطيرة كما كان عمي النوخذة عبدالله العصفور يملك سفينته شوعي وله دقلان، وكذلك عمي النوخذة عيسى العصفور يملك سفينة نوع الشوعي صغيرة الحجم وله دقل واحد، وأما عمي أحمد فكان طبيبا شعبيا يعالج المواطنين يجبر الكسور ويكوي ويعالج بالأعشاب والأدوية الشعبية وقد حصل على شهرة كبيرة في منطقة سكنه بالمطبة، أما والدي فقد ركب السفن الشراعية «غيص» مع والده وأعمامه، وهو أصغر إخوانه سنا وكذلك بالنسبة لي فقد ركبت سفن الغوص تبابا مع النوخذة خميس بن أحمد وهو من أهل الشرق وذلك بعد الحرب العالمية الثانية، وكنت الولد الوحيد بين 5 بنات عند والدي ووالدتي وكنت مدللا وطلباتي مجابة ومما يجب ذكره في هذه المقابلة ان عائلة العصفور لديها سفن كثيرة أيضا مثل عمي أحمد نوخذة ولديه «جالبوت» اسمها سحاب وأيضا يملك «شوعي» اسمها المنقات و«ماشوة» اسمها صالحوه يستخدمها في صيد السمك والروبيان وهو من كبار النواخذة في منطقة الشرق، واذكر من جيراننا في الشرق عائلة الصلاحات وبيت عائلة العصفور وبيت عسق وعبدالرحيم العوضي وبيت النهام وبيت المسبحي، وعائلات كويتية كريمة. ديوانية العصفور
واسترسل علي العصفور في حديثه قائلا: اما بالنسبة لجدي علي بن محمد العصفور عندما كان يسكن في الحي الشرقي فكان عنده ديوانية كبيرة يستقبل فيها الضيوف يوميا وكانت مقابل بيت المسبحي وبعدما سكن قرية أبوحليفة كذلك فتح له ديوانية يرتادها الاصدقاء ورجالات المنطقة ومن اصدقائه رواد الديوانية ليلي المطيري وفلاح الرشيدي وحمد بن سنان وباني الباني وآخرون، وكان يقدم لهم الاكل والقهوة والشاي واذكر هنا ان جدي علي بن محمد العصفور تزوج وسمية بنت هذال المطيري بنت عم هلال المطيري وكانت مشهورة بالعطاء والكرم والسخاء وخاصة في شهر رمضان المبارك ولا تبخل على الفقراء والمحتاجين دون ان يعلموا ومما ذكر عنها انها كانت تطرق الباب وتدفع بالزكاة دون أن تذكر اسمها حتى عرفت فيما بعد.
وديوانية الوالد في ابوحليفة تفتح بعد صلاة المغرب وبعد صلاة العشاء يقدم لضيوفه العشاء، والديوانية يومية وبعض الركايب يدخلون الديوانية والوالد عنده اغنام كثيرة وكنا نستخدم الدهن العداني. الدراسة والتعليم
وعند دراسته قال علي العصفور: التحقت بمدرسة ملا احمد وتعلمت قراءة القرآن وحفظه والكتابة وبعد ذلك انتقلت الى مدرسة ملا بلال وبعد ذلك انتقلت الى مدرسة ملا محمد السماك وبعد فترة التحقت بمدرسة ملا بورقوع (هكذا كان يعرف عند سكان المنطقة) وبعد ذلك انتقلت الى مدرسة ملا عبدالوهاب العصفور، ومنها الى مدرسة ملا محمود ملا محمد في الحي القبلي حيث بيت جدتي وبعدما انتقل الوالد للسكن في قرية ابوحليفة التحقت بمدرسة ابوحليفة وكانت مدرسة صغيرة في بيت عربي قديم وكان مديرها عمي عبدالله بن علي العصفور وهو اول مدير لها وبنفس الوقت كان مدرسا وقد تعلمت القراءة والكتابة والحساب والفقه، واذكر ان عمي عبدالله العصفور كان امام المسجد و«ملاچ» لمن يريد الزواج في تلك القرية الصغيرة، واذكر من زملاء الدراسة في تلك المدرسة الصغيرة في قرية ابوحليفة الشيخ حمود حمد المالك وحسين الشملان وبدر المالك واحمد المالك وناصر الجابر، وعلي ذياب وعبدالعزيز الجري وعبدالله المشوط وصقر الرمضان الهاجري ومبارك الجري وبدر الجري، وعبدالرسول الهاجري ومطلق السهو ورجا باتل الرشيدي ومبارك السهو وعلي الهاجري وكنت دائما متفوقا في الدراسة وترتيبي الاول او الثاني. العمل في شركة نفط الكويت
ويمضي علي العصفور في ذكرياته قائلا: بعد العمل «تبابا» مع نواخذة العائلة وبعدما تركت الدراسة في مدرسة ابوحليفة قررت العمل وكان من أنسب وافضل الاماكن شركة نفط الكويت في الاحمدي وذلك لسكننا في ابوحليفة فاتفقت مع بعض الزملاء على ان نتقدم بطلب الى شركة النفط ومن الزملاء محمد الطاحوس وخالد الجري ومحمد العبيد وناصر العبيد وفهد المنصور وابن الحاتم وآخر اسمه طه وكان ذلك عام 1955 وكان المغفور له الامير الراحل الشيخ جابر الاحمد مسؤولا عن شؤون منطقة الاحمدي وما جاورها من مناطق البر، فقدمنا طلبنا وتم قبولنا وعينت مع اصدقائي مفتشا على مناطق النفط وقبل التعيين قابلنا المرحوم الشيخ جابر الاحمد رحمه الله في مكتبه في الاحمدي ووقفنا امامه في طابور وسأل كل واحد منا عن اسمه الكامل واستبعد اثنين من الذين معنا وتم قبولنا نحن ثمانية والسكرتير اسمه عبدالكريم الشط وقال للضابط ابوكحيل عينهم واليوم الثاني اجرينا الفحوصات.
وبعد يومين باشرت الدوام مفتشا على آبار النفط مع زملائي وتسلمنا ضابط اسمه الدوسري وقال لنا، ستذهبون بالسيارة للتفتيش، والسنتر يوجد عليه حرس وخيمة ومعهم سلاح بلجيكي، وأعطونا خرائط واثنين من الفداوية، وبدأت بالتفتيش على السنتر والعاملين، وكان يوجد 18 عينا والتخطيط بالزيت المحروق ونسجل اسم الحارس ونوقع على البطاقة اليومية، واذكر من المشاكل انني سألت احد الحراس قلت له اين زميلك فقال مريض نائم في الخيمة فدخل زميلي ورفع الغطاء فوجد كومة من الرمل مغطاة باللحاف، ولا يوجد رجل كانت هذه احدى الحيل واللف على القانون وسجلنا عليه غيابا وكتبت عنه تقريرا.
وفي اليوم الثاني حضر بعض اصدقائه ومعارفه للتوسط له، وقصة اخرى كنت في جولة تفتيشية على احدى النقاط وسألت الحارس عن زميله فقال سيرجع سريعا وقلت له لن اوقع على كرته حتى يعود فقال زميلي ذهب الى الكويت لشراء بعض الحاجات ويرجع وتركته ولم اوقع على كرته كان راتبي سبعمائة روبية وكنا نأكل مع الجنود فطلبنا من المسؤولين عدم مشاركتنا في الاكل معهم فتمت زيادتنا 50 روبية فصار الراتب سبعمائة وخمسين روبية وباشرنا الطبخ والأكل وعينا طباخا من الجنسية العربية كنت اسكن في غرفة خاصة في منطقة البرقان ويشاركني السكن خالد الجري، وخلال ايام الربيع كنت ألتقط الفقع واصيد الطيور، وكنا احيانا ندعى على العشاء ويقدم لنا اللبن والحليب من الاغنام والنوق، وكانت لدينا سيارة همبر لونها اسود ومن دون مكيف كانت الحياة حلوة وأمضيت سنتين في العمل بسبب الدوام كل اسبوع لنا اربع وعشرون ساعة استراحة، اركب سيارة من البرقان الى الاحمدي ومنها الى الفحيحيل ثم الى البيت في ابوحليفة مشيا، وبتلك الطريقة ينتهي الوقت. العمل في وزارة التربية
ويكمل علي العصفور حديثه قائلا: بعدما تركت العمل في النفط تقدمت بطلب للعمل في وزارة التربية وذلك بتاريخ 30/10/1958 وتم قبولي موظفا «أمين مخزن» وباشرت العمل وكان عملنا تزويد المدارس بالكتب المدرسية والاثاث ومعي مجموعة من أمناء المخازن والعمال والموظفين.
واستمررت بالعمل لمدة اربعة عشر عاما ثم انتدبت للعمل في الامانة العامة لمجلس الوزراء وبعد مرور فترة من العمل تم تعييني رئيس قسم المخازن وبعدما أكملت سنوات الخدمة المقررة للموظف تقدمت للتقاعد وذلك عام 1984. قيادة السيارة
وعن ذكرياته الطريفة يقول علي العصفور: بعض الاجانب الذين كانوا يعملون في الشركات في الفحيحيل كانوا يحضرون الى ساحل ابوحليفة للسباحة ويتركون سياراتهم مفتوحة فكنت مع اصدقائي نأخذ احدى تلك السيارات ولكي نشغلها كنا نأخذ ورق السجاير ذا اللون الذهبي او الرصاصي ونلفه ونضعه تحت مكان مفتاح السيارة وندفع الرصاص فتفتح السيارة ونشغلها ونركبها ونتعلم بواسطتها لمدة ساعة او اقل هكذا يوميا ايام الصيف حتى تعلمت مع الاصدقاء بعد ذلك استخرجت الاستمارة من الشرطة والوالد هو الذي ساعدني على الحصول على الاستمارة وتعلمت عند معلم سيارات اسمه زيد وبعد شهر تقدمت للاختبار والذي اختبرني اسمه عبدالعالي وكان مكان الاختبار في الحي القبلي، الا اني رسبت في اول مرة واعطاني مهلة ثانية لمدة ثمانية ايام وشاهدني احد المسؤولين وقال تعال بعد العصر وركبت السيارة قرب الامن العام ونجحت وحصلت على الاجازة وكان لون الاجازة ادعم (بني).
واكمل علي العصفور: التحقت بوزارة الاشغال العامة في سيارة وانيت وبعد فترة اشتغلت على سيارة وباص وصدمت مظلة كان يجلس تحتها بعض العمال يأكلون الريوق، وغيرت السيارة مرة ثانية وحصلت على سيارة جيب مع احد المراقبين، واثناء الاستراحة اذهب الى البيت وبعد فترة عرف عني المدير واستدعاني وكان المدير خالد العمر ومنذ ذلك اليوم تركت العمل في الاشغال.
الوالدة اشترت لي سيارة فورد بمبلغ أربعة عشر ألف روبية وذلك عام 1956 وباشرت العمل عليها لنقل الركاب (سيارة تاكسي)، وكنت انقل الركاب من ساحة الصفاة الى الاحمدي والفحيحيل عبر طريق المقوع، والراكب الى الاحمدي يدفع روبيتين والى الفحيحيل روبية ونصف، ونرجع لنقل ركاب واحيانا اتغدى في مطعم هندي في الفحيحيل وهو الوحيد وكان التعاون بين سواق التاكسي كل واحد يحرك سيارة زميله، اذا تعطلت السيارة عندنا كهربائي اسمه محمد الجيناوي وكان سعد العلبان يصلح البريك.
وعفيف حرب ايضا يصلح القطع وكنت احصل على مائة روبية يوميا او اكثر، وفي مدينة الكويت مطعم الشرق من احسن المطاعم، والشرطة كانوا متعاونين معنا والقانون يطبق على الجميع، بعض السواق وخاصة ايام رمضان يستمرون بالعمل حتى صلاة التراويح. أبوحليفة أيام الربيع
وتحدث علي العصفور عن والده قائلا: والدي محمد بن علي العصفور كان ايام الربيع يذهب الى ابوحليفة ويمضي فيها ثلاثة شهور من السنة ايام الربيع مع بداية الجو الحار يعود الى بيته في الشرق، ومن حبه لقرية ابوحليفة اشترى له بيتا وانتقل للسكن هناك واستمرت حياته فيها حتى وافاه الاجل، واذكر من جيراننا في ابوحليفة بيت الجابر وهم معنا اكثر من الاهل وبيت الهنيدي وعبدالعزيز السمكة وعبدالله الهاجري، وبيت موزة بنت حسين الرومي وكثير من العائلات الكريمة لا اذكرها حاليا. الهوايات والألعاب الشعبية
وعاد ضيفنا للحديث عن ذكريات الطفولة قائلا: عندما كنا نسكن في منطقة الشرق كان بيت الوالد في المطبة قريبا من ساحل البحر، ومع الأصدقاء وشباب ذلك الزمن كنت اذهب الى البحر وبحكم عمل الوالد في السفن الشراعية نذهب للسباحة وصيد السمك وكنت مولعا ومحبا للصيد وهو الحداق، وكنت أحدق في النقعة ونسبح فيها، كذلك نشاهد السفن والبحارة.
كذلك كنت مع الأصدقاء نلعب الألعاب الشعبية القديمة مثل الهول ويتكون من فريقين مثل كرة القدم، والصفروق، وسحيب سحيب وكنت متميزا بسرعة الركض مثلما يقولون «سبوقي» ومن الهوايات الخاصة عندي حلب الأغنام والبقر واشرب الحليب الطازج.
كما كنت أمشي لمسافات طويلة يوميا مع الأصدقاء من أبوحليفة الى قرية الشعيبة ذهابا وإيابا وما كنت أشعر بالتعب. نادي أبوحليفة الرياضي
وتحدث علي العصفور عن نادي أبوحليفة ومشاركته في تأسيسه فقال: تأسس نادي أبوحليفة الرياضي عام 1954 ومقره في بيت عربي صغير مؤجر من العثمان، وكان الإيجار بحدود مائة وخمسين روبية ومن المؤسسين لذلك النادي نحن مجموعة من أبناء وشباب أبوحليفة اذكر منهم: حسين الشملان، علي محمد العصفور، صقر الرمضان، مطلق الرشايدة، مبارك الرشايدة، عبدالله المشوط، ناصر العبيد وآخرون من شباب المنطقة لا أذكرهم، وبدأنا بالنادي بعدما حصلنا على تصريح من الشؤون الاجتماعية وكان مقر الادارة بالقبلة، شارع فهد السالم حاليا وأعطونا خمسة آلاف روبية أسسنا بها النادي، وبدأ دون كهرباء ولا خزانات الماء وكان يتكون من حوش وغرف وحمامات، بدأنا بصرف المبلغ على اللاعبين الذين انضموا للنادي من أبوحليفة، وتكونت الفرق الرئيسية وأولها فريق كرة القدم والطائرة والسلة وتنس الطاولة، والدامة، وكان مدير النادي حسين الشملان وعينت أمينا للصندوق ومما أذكر بعد ان انتهينا من تنظيم النادي والفرق الرياضية أقمنا أول مباراة وكانت مع نادي الحباري في الأحمدي على ملاعب الأحمدي وكانت مدينة مزدهرة بملاعبها وحدائقها تختلف عن قرية أبوحليفة الصغيرة، وفريق الحباري يتكون من لاعبين من العرب وأما المباراة الثانية فكانت مع فريق الفنطاس وكان يتكون من مجموعة من الشباب من أبناء الفرجان، وعن نفسي شاركت مع الفريق في مباراة ضد فريق السالمية وكان يتكون من الشباب بذلك الوقت، وكنت العب حارس مرمى لفريق نادي أبوحليفة واذكر ان أحد المسؤولين من الشؤون هو الذي اختارني لحراسة المرمى واذكر أيضا اننا أقمنا مباراة ثانية مع فريق الفنطاس وفزنا عليهم 2/1 وحملني أفراد الفريق على الاكتفاء لأني تصديت لضربة الجزاء (البلنتي).
واذكر من اللاعبين في نادي أبوحليفة عبدالهادي الجري ومبارك الجري وحسين الشملان وخالد وعبدالعزيز الجري ومحمد الفهاد وناصر الجابر ولكن أصغر منا سنا.
وبعد سنوات من المشاركة استلم النادي مجموعة أخرى من أبناء أبوحليفة واذكر ان المرحوم خليفة الجري عين مديرا للنادي، بينما ترك بعض المؤسسين النادي، واذكر عبدالله الشملان وخالد الجري مع مجموعة أخرى تسلموا النادي ونحن صرنا الدرجة الثانية بالنادي.
وبعد سنوات من العمل والاستمرار تحول نادي أبوحليفة الرياضي الى نادي الساحل الرياضي وبالنسبة لي تركت النادي ولم أرجع مرة ثانية خاصة مع تأسيس الأندية الجديدة بعدما تم حل الأندية القديمة، وكنت العب السلة والطائرة واذكر أفراد الفريق وهم عبدالهادي الجري وحسين الشملان ومبارك الجري ومحمد الفهاد وعلي البراك، والفريق نفسه يلعب السلة، وأما الملعب فكان ساحة كبيرة ما بين بيت السدحان وبيت بوربيعان وأما الملابس فكانت تأتي من مخصصات الشؤون خمسة آلاف روبية وهي أول إعانة لنادي أبوحليفة وكذلك اشترينا شبك الطائرة و«باسكت» السلة وأعمدة الحديد للمرمى، أقول خمسة آلاف روبية صرفت على النادي وكنا نلعب من أجل اللعب أما فكرة تأسيس النادي فكنا نجمع قطع القماش والقراطيس ونكورها ونلعب بها في الفريج وبعد ذلك اشترينا كرة وحضر عندنا مواطن لديه فكرة باللعب وبالأندية وهو الذي اقترح علينا تأسيس النادي وعملنا برأيه وخططنا الملعب بتعليمات من الشؤون، وبتوجيهات منهم عينت حارس مرمى. مزارع أبوحليفة
اذكر ان عمي كان يملك مزرعة كبيرة في ابوحليفة يزرعها خضارا وفيها اشجار السدر والاثل وفيها آبار ماء، وعبداللطيف واخوه سعد كانا صاحبي المزرعة وفيها خمسون مشعابا وكانت مزارع ابوحليفة كثيرة، واذكر منها مزرعة الرشايدة ومزرعة السهو ومزرعة الفلاح ومزرعة الهنيدي ومزرعة الجري ومزرعة الحميدي الجمعة ومزرعة الطرجم ومزرعة عبدالمحسن العمر ومزرعة سعود العطية ومزرعة الجابر وكانت لعيد رمضان الهاجري مزرعتان، اما فهد الفهد فكان له مزرعة وقد بنى فيها بيته وسكن فيه بالقرب من مزرعة عباس وكان يعمل في المستشفى الاميركاني وفيها نخيل طوال وكثيرة والسدر نأخذ منها الكنار والطيور كثيرة ومنها طيور (الترم) والعشب الطويل حتى ان الاطفال يضيعون بينه بداخله والنوير بأشكاله واذكر في المزرعة «خيس» واذهب مع اولاد الرشايدة لصيد الطيور بواسطة الشباك «ونحد ونكش الطيور».
استخدمت النباطة لصيد الطيور من فوق الشجر وكنت اصنع النباطة من الاثل ونصيد القبِّسة ونأكلها واصنع الفخ وهو مكون من الحديد والطارة ومن المزوار ومن المد والخرزة والسيور، وهو نوعان نوع ذكر وهو الشديد القوي والنوع الثاني سهل، وكنا ننصب الفخة العسرة للطيور الجارحة اما السهلة فللطيور الصغيرة، بعض الطيور مثل القبِّسة نمسكها من رأسها واذكر كانت عندنا مزرعة الحميدي وكنت اضع الفخ واصيد الطيور واستخدم الشبك واصطاد طير السِّمن وطيورا كثيرة مختلفة الانواع والاحجام في مزارع ابوحليفة، وكان عندنا في البيت بقر واغنام وكنت اشرب لبن البقر والزبد والتمر ممكن اربع او خمس مرات في اليوم اتناول الوجبات، وكان صيد الطيور من هواياتي ونشاطي اليومي وشبابي، واذكر كنا نستخدم للفخ الغبي وهو انواع نبحث عنه تحت اساسات البيوت وانواعه السفيفة والبياضي للطيور الجارحة، والشعاري والحماري للطيور الصغيرة مثل سويد الراس والحمروش والقليلبة وسمن سلو وسمن غرابي واما الهدهد فلم نكن نصيده بالفخ واما (الترم) فنصيده مع غروب الشمس، حيث يجتمع فوق الشجر وطريقة صيده نعمل خية نحبل الفخ فوق التراب ونربط الخيط بالفخ والطرف الثاني نربطه بالخية كي لا يطير بالفخ، وننصب 4 افخاخ ونضع لها ابوجعل اسود من الارض وهو نوع من الخنفسان وكل واحد من الشباب ينصب ثلاثة أفخاخ، بعض الشباب يعمل ربيطة في البر، وطيور الترم قليلة، نجمع رمل ونضع الفخ فوقه ونربط حمامة بالارض وطير الترم ينزل على الفخ، ونصيد فرخ الشيهانة والترم وشحر النخيل كثيرة والارض خضراء والنوير، اذكر ان سيارتين في ابوحليفة تنقل خضار المزارع، وكان آل الرمضان عندهم سيارة وبعد صلاة الفجر يخرجون من ابوحليفة الى الكويت يضعون ألواح خشب فوق الطماط والركاب يجلسون على الخشب وفي سوق الكويت ينزلون الطماط ويبدأ الدلال بالحراج عليه واذا تم البيع وانتهى الدلال يعطي السائق سعر البيع لكل صاحب مزرعة يعطيه بروة ورقة يشرح فيها المبلغ مع الخصم للدلال، والسائق يعطيها لصاحب المزرعة الذي يجمع البروات وبعد اسبوع يذهب الى الكويت وهو الذي يحصل المبالغ نقدا.
وكان صيادو السمك يبيعون صيدهم بنفس الطريقة والكيفية والصيادون كانوا يستخدمون القراقير في صيد السمك والسائق يسلم الاسماك لدلال السمك في الكويت وبعد البيع يعطي السائق البروة وبدوره يسلمها لصاحب السمك، وبعد اسبوع يذهب الى الكويت ويتسلم المبالغ ويشتري مواد غذائية لعائلته اسبوعيا، وهكذا.
وأهم المشروبات في ذلك الوقت القهوة والشاي من الضروريات للديوانية والبيت، صاحب السيارة اللوري يعطي روبية واحدة عن كل كيس سمك والركاب كل واحد روبية، يقال ان مواطنا فقد روبية واحدة وقال انه لم يستطع ان يشتري قوت يومه للعائلة فكانت الروبية لها دور كبير في مصروف العائلة واذكر ان العيش (الارز) انواع وبعضه فيه زيزوان القشرة ومن انواعه بلم وداود خان وزيرة رنقون والبشاور وسعره غال والعنبر والرشتي، والخبز من الشعير والنساء يخبزن خبز الرقاق على التاوة، ولم يكن يوجد خباز في ابوحليفة ويذكر ان خبازا حضر من الفحيحيل معه كمية من الخبز على الحمار وباع الكمية كلها اما والدتي فكانت تخبز الرقاق غصب على السيل تركب جاريات السفن، وهذا ينطبق على المرأة الكويتية اذا لم تخبز من يخبز لها فهي مضطرة ان تخبز في بيتها ويقول الشاعر:
امس الخميس أكلت خبز شعير
عيا يطوف من البلاعيم
وعيش الزيزوان الناس ما يمضغونه لأنه مغطى بالقشرة فكانوا (يزرطوبه زرط) بمعنى يبلعونه دون مضغ.
وأبوحليفة لا يوجد فيها خباز إلا مع بداية الستينيات، كنت اذهب الى الفحيحيل مشيا على الأقدام من أبوحليفة قاطعا المنقف حتى أصل وهناك ادخل المطعم عصرا وأتناول وجبة دسمة نسميها قيمة، وبمناسبة ذكر المنقف هناك المنقف المجاور لأبوحليفة والأصل اسمها (الحفيرة) وهي مكان لخيول أسرة المالك سباق الخيل وأسسها جد العائلة، وهذه المنقف الصغيرة، أما المنقف فهي بالأصل إبحرة بن عليان ومن بعده الفحيحيل. عائلة العصفور
وتحدث علي العصفور عن عائلته قائلا: اذكر ان عائلة العصفور من العائلات الكويتية ومنهم النواخذة للسفن الشراعية، علي بن محمد بن عيسى بن موسى العصفور، وهو مالك بيت ديكسن الحالي وثاني النواخذة عيسى محمود وعيسى علي وعلي العصفور ومحمد العصفور، والنوخذة علي بن محمد العصفور ضاعت فلوسه كان ينقل الذهب الى مدينة مومباي وكان جالسا على سطح السفينة وأمامه مجموعة من اللآلئ وبعض الفلوس بعدما قام النوخذة من مكانه، الخادم الخاص نفض السجادة التي كان يجلس عليها النوخذة فسقطت الفلوس واللؤلؤ في البحر ولم يعاقب الخادم ولكن عوض خسارته بالتجارة.
وكان بعض النواخذة يضعون الذهب بين التمر والبعض الآخر يخفيه في صوف الخروف وأحد النواخذة سألوه لماذا هذه الأغنام فقال نحن المسلمين إذا وصلنا الى المكان الذي نقصده نذبح هذه الأغنام على سلامة الوصول ولكن مع تكرار تلك الحيلة تم القاء القبض على بعضهم، تهريب الذهب كان تجارة رائجة وكبيرة كان الكويتيون يحفرون الأرض حتى يحصلوا على الفلوس، جميع أعمامي نواخذة ما عدا والدي لم يصر نوخذة وكانت سفن العائلة تتواجد في نقعة هلال المطيري، عائلة العصفور نواخذة السفن الشراعية والغوص وتم بيع السفن مع بداية النهضة الحديثة، نحن العصفور النواخذة ملاك السفن الشراعية. الزواج والحياة الاجتماعية
وعن حياته الاجتماعية وزواجه قال علي العصفور: بنت اختي كانت تدرس في معهد تدريب الفتيات ومعها صديقتها وقد نويت الزواج فقالت لي ان معها احدى البنات من احدى العائلات الكويتية وخطبتها وهي بنت عبدالعزيز العويد، وكان عنده مسجد في حولي وقديما كان صاحب مزرعة في حولي وتزوجت من أم الأولاد والله رزقني بأربع بنات وولد واحد هو بسام الله يحفظهم جميعا وجميعهم تخرجوا في الجامعة ويعملون موظفين بوزارات الدولة، ومتزوجون وعندهم أولاد وبنات، أما بسام فالتحق بالعمل عام 1986. وتحدث عن مخزونه الشعري فقال: من الأبيات التي حفظتها:
يا هني اللي فلوسه كثيرة
وما زاد في قلبه من الهم هواجس
بضايعه تلقي على كل ديرة
واللي من بغى شيء كتب له بقرطاس
وهذه أبيات أخرى
جعل المطر اذا جا يجنب الفنطاس
ويمطر على جال بوحليفة
وكل القناديل في بوحليفة
لا تشرب التتن يا المملوح
يخرب ثناياك يا الغالي
ما به فايدة ولا مصلوح
ما غير نقص بالأحوالي
وهذه أخرى
أدب وليدك ان كان تبغيه يشفيك
لو زعلت امه لا تخليه يالاك
وحفظ حلالك اللي عن الناس يغنيك
اللي اذا بان الخلل فيك يرفاك
ما نسيه المؤرخون
وتحدث علي العصفور عن بعض المناطق القديمة قائلا: هناك مناطق كثيرة نسيها من سبقونا من المؤرخين ولم يذكروها وهي مناطق برية أو سكنية وعلى سبيل المثال مما اذكر وعندما كنت في مرحلة الشباب أخرج الى البر مع العائلة اذكر هذه المناطق من أرض الكويت الحبيبة «شامان»: رجل حفر بئر ماء وكان يروي منها أغنامه وجماله، وقد عرفت تلك المنطقة قديما بشامان وموقعها شرق قصر مشرف.
«منطقة العنادي» تقع قبل أبوفطيرة، «منطقة الطفة»، موقعها ما بين المهبولة وأبوحليفة «منطقة أم قصبة» موقعها خلف منطقة الشعيبة، وكان فيها بئر للماء ويرتادها أصحاب الإبل والأغنام. و«منطقة ركية» موقعها خلف الخيران مباشرة ومنطقة جهاد كانت تقع عند البرقان وقبلها منطقة جعيدان وأما المسيلة، فاسمها قديما المسايل لأن السيول تأتي من جميع الجهات.
يا حمام يطير طار قلبي معه
وقعن بالمسيل محدن طيره
الفنيطيس وأبوفطيرة، أما أبوالحصاني فكانت جهة البر وليست جهة البحر حاليا، والعنادي كان رجل بحر عنده حظور، وجليب سبيل عمقها متران داخل الفنطاس ومزارع الفنطاس حولها، وبعد الفنطاس منطقة المهبولة والأصل ابحرة لها فروع.
والفحيحيل فيها الرويس حاليا المقبرة القديمة ومن بعدها قرية الشعيبة وأصلها شعيب مياه، أما أم الهيمان فأرضها هيام والضبيعية مقابل عريفجان وهو عشب العرفج وكان ارتفاعه مترين والجليعة اثنتان: جليعة العبيد وجليعة الأحرار.
وبنيدر وبعده الادعمي والخيران والركبة حاليا الزور وفيها قصر قديم وكانت فيها أول محطة بنزين قديمة للسيارات التي كانت تذهب الى السعودية.
نبذة عن حياة عبدالله علي بن محمد العصفور
ولد المربي الفاضل الأستاذ عبدالله علي بن محمد العصفور بمنطقة الشرق في الكويت، في الربع الأخير من القرن التاسع عشر.
تلقى تعليمه بمدرسة الشيخ أحمد عطية الأثري، ومدرسة الشيخ عبدالعزيز حمادة، حيث درس القرآن الكريم، قراءة وتلاوة وأحكاما، ودرس الحديث الشريف، وتعلم القراءة والكتابة والخط الحساب، وقد تلقى علومه عن الشيخين الفاضلين: أحمد عطية الأثري، وعبدالعزيز حمادة، وكانا من علماء الكويت وقضاتها في الثلاثينيات وما بعدها.
افتتح المربي الفاضل بعد تخرجه مدرسة خاصة، جعل مقرها أول الأمر ديوانية عيال ليلي، ثم انتقل بعد فترة الى بيت صقر الصلال، وكان يعاونه في التدريس مدرس من أهل البحرين، هو المربي الفاضل عبدالله بن يوسف الزياني.
وكانت الدراسة على فترات، حيث تبدأ الفترة الأولى في نحو الساعة السابعة صباحا، لتستمر الى ما قبل صلاة الظهر بساعة واحدة، أما الفترة الثانية، فتبدأ من بعد صلاة العصر الى ما قبل صلاة المغرب بنصف ساعة، وأما الفترة الثالثة أو الأخيرة، فتبدأ بعد صلاة العشاء لمدة ساعة.
وتلاميذ المربي الفاضل كثيرون، منهم الأساتذة والسادة الأفاضل: محمد علي جمعة، وحسين محمد الشملان الرومي، وعبدالله سعد الجابر، وعلي محمد العصفور، وعبدالله شاهر، ومبارك بن محمد الجري، وحمود مبارك الهويدي وبدر وأحمد محمد الفيصل المالك. دائرة المعارف
وبعد ان أنشئت دائرة المعارف في أواخر عام 1936م، وبدأ الاشراف الحكومي على المدارس، بعث الشيخ عبدالله الجابر الصباح الى المربي الفاضل ليعمل مدرسا بمدرسة «أبوحليفة»، فوافق وأغلق مدرسته، والتحق بسلك التدريس الرسمي، براتب قدره عشر روبيات، ثم زاد الراتب الى ستين روبية، وعندما استُحدثت الدرجة الخامسة في عهد سمو الشيخ عبدالله السالم الصباح، شغلها المربي الفاضل، وارتفع راتبه الى خمسمائة روبية في الشهر.
كان – رحمه الله – من الشخصيات البارزة في قرية «أبوحليفة»، وكان يقوم الى جانب عمله في التدريس بإمامة المصلين في مسجد القرية، وكان يعالج المرضى بالرقية وقراءة القرآن الكريم، كما كان يقوم بتجهيز الموتى للدفن، ويصلي عليهم.
وحينما بدأ العمل بقانون الجنسية، استشارته اللجنة المختصة فيما يتعلق بجنسية أهل قرية «أبوحليفة» والمقيمين بها، وقرية «أبوحليفة» - أخي القارئ – من أقدم القرى الكويتية في ساحل العدان بمحافظة الأحمدي، وهي تقع جنوب الكويت العاصمة بنحو أربعة وثلاثين كيلومترا، وسكانها الأصليون من قبيلة حرب، وبعضهم من الفضول، وآخرون من السبعان، وبعض القبائل الأخرى.
وهي من أشهر القرى التي يقصدها الكويتيون في فصل الربيع، لما تتمتع به من خضرة ومزارع وأعشاب مزهرة، وتبلغ مساحتها 1.6 كيلومتر مربع، وقد بلغ عدد سكانها حسب تعداد عام 1965 حوالي 1283 نسمة.
عُرف المربي الفاضل بين أهل «أبوحليفة» بهدوئه ورزانته، وصدقه، وأمانته، وتفانيه في خدمة الآخرين، ووعيه بقضايا البيئة والمجتمع الكويتي، وقد كرمته الدولة بإطلاق اسمه على احدى مدارسها بمنطقة الظهر.
انتقل الى جوار ربه عام 1383هـ (1963 م).
رحمه الله رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته.
الرقية الشرعية
قال ضيفنا علي العصفور إن عمه المربي الفاضل عبدالله علي بن محمد العصفور، كان يعالج المرضى بالرقية وقراءة القرآن الكريم، وهذا أمر جائز من الوجهة الشرعية، اذ الأحاديث الدالة على مشروعية الرقية كثيرة جدا، فقد رقى رسول الله ژ نفسه، كما ثبت في صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها، قالت: «كان رسول الله صلي الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه، نفث في كفيه بـ «قل هو الله أحد»، وبالمعوذتين جميعا، ثم يمسح وجهه وما بلغت يداه من جسده». مخزون شعري لعلي العصفور
خلال حديثنا مع ضيفنا علي العصفور وجدنا لديه مخزونا شعريا منه ما ألفه هو ومنه ما حفظه حيث قال لنا: هذه بعض الخواطر والأهازيج التي كتبتها عن أبوحليفة حيث أمضيت مرحلة الشباب هناك بعدما انتقل الوالد للسكن في تلك القرية الصغيرة أبوحليفة:
يا حلو ذاك الزمان
وين ما تقعد في أمان
أهل الكويت عاشوا زمان
بحياة حلوة فيها الأمان
من ظهر هذا الغريب
في بلدنا الحبيب
انتهى ذاك الامان
في بلدنا من زمان
يا زين ذاك الزمن وايامه
محلا سنين مضيت ومحلا ايامه
ليتها سنين مضت لنا تعود
يا زين ذاك الربيع ونواره
يا زين ذيك الريضان في واره
اشهد اني ما نسيت واره
يوم الفقع في ارض واره
لو مرت علينا السنين تبقى واره
وآخر كلامي الله يعز
راعي الدار وانصاره
هذه بعض الخواطر كتبتها منذ سنوات مرت علينا وتذكرت أيام الشباب والطفولة أيام الكشتات والبر والربيع كانت أياما حلوة وجميلة نمضيها مع الأهل والعائلة في بوحليفة تلك القرية الصغيرة الحبيبة عند أهلها.