الشيخ ملا عبدالله ملا محمد ملا احمد عبدالله الحرمى
الشيخ ملا عبدالله ملا محمد ملا احمد عبدالله الحرمى مسجد الساير الشرقي (جبله في دوله الكويت)أوان» تلتقي الباحث والمؤرخ في تاريخ الكويت عدنان الرومي ليحدثنا عن تاريخ المساجد في الكويت وتجديداتها ومواقعها. في لقائنا اليوم معه يحدثنا عن مسجدالساير الشرقي. { أين كان يقع مسجد الساير الشرقي؟ - كان مسجد الساير الشرقي يقع في حي الساير، أما الآن فالمسجد لايزال موجودا أمام مبنى قصر العدل من جهة الشمال، وخلف مبنى مجلس الأمة جنوبا. { من مؤسسه؟ ومتى كان تاريخ التأسيس؟ - أسسه العام 1311هـ الموافق 1893م، أو 1312هـ الموافق 1894م بعض محسني حي الساير بمساعي ساير شحنان المطيري، الذي قام بجمع الأموال منهم، وقيل إن جماعة الحي قد تعاونوا على بنائه، فمنهم من قدم الخشب (الجندل) ومنهم من قدم النوافذ، «الدريش» ومنهم من قدم الأبواب، ومنهم من قدم الطين، وأشرف ساير بنفسه وشاركه في الإشراف ابناه مبارك وعبدالله، وقيل: إن الأرض كانت ملكاً لأحد أبناء عائلة الشايجي الذي تبرع بها للمسجد، وأخبرني السيد فهد ناصر البسام، أن أرض المسجد تبرع بها والده ناصر البسام. { متى تم تجديد المسجد؟ - أعادت بناءه دائرة الأوقاف العامة في 13من جمادي الثانية 1374 هـ الموافق 5 من فبراير 1955م، وقد بلغت تكلفة البناء (180.662) روبية. { من الأئمة والمؤذنون فيه؟ - قام بالإمامة فيه كل من: 1 - الشيخ الشافعي المذهب أحمد بن عبدالله الحرمي. 2 - ثم استمر من بعده بالصلاة والخطبة فيه ابنه الملا محمد بن أحمد ملا عبدالله الحرمي، وظل فيه إماما ما يقارب من خمسين عاما، وقد توفي العام 1366هـ،1960م وكان هذا الشيخ يقوم بتدريس أولاد (الفريج) في حجرة كبيرة في بيته القريب من مسجد بن شرف. 3 - وصلى فيه الملا جاسم بن ملا محمد ملا أحمد ملا عبدالله الحرمي. 4 - ثم جاء من بعده الملا محمود بن ملا محمد بن ملا أحمد ملا عبدالله الحرمي وهو الذي ينسب اليه المسجد أحيانا. 5 - ثم من بعده الملا عبد الله ملا محمد ملا أحمد ملا عبدالله الحرمى (والذي توفى سنه 1986م.
كتب الدكتور يعقوب الغنيم وزير التربيه السابق حفظه الله ومد فى عمره بجريده الوطن بعنوان:
ثلاثة من رجال الكويت: الاربعاء 4/6/2008
وذكر منهم :
الملا محمد بن ملا أحمد عبدالله الحرمي
هذا رجل كويتي من أهل الصلاح والتقوى، محب للعلم وأهله، مواظب على صلاته في مسجد السايرالقبلى الذي كان إماما له وخطيبا، ثم خلفه ابنه جاسم فابنه محمود، وعلى الرغم من أنه لم يعد إماما ولا خطيبا في المسجد إلا أنه كان مستمرا في الذهاب إلى الصلاة. كان يسير من منزله عند حلول وقت كل فرض هادئا وادعا لا تسمع له صوتا يدخل المسجد بخشوع ويخرج منه بخشوع. ولم يكن يحب المظاهر، أو يدعي العلم وإن كان قلبه مملوءاً علما تدل عليه الخطب التي كان يلقيها وصارت من نصيب أبنائه الذين كان آخرهم على المنبر الملا عبدالله الذي توفي لاحقا بوالده وبأخويه.
تشعر حين ترى الملا محمد وهو يسير في طريقه المعهود بأنك ترى رجلا من الذين تمكن الايمان من قلوبهم يتملكك نوع من التقدير والاكبار للرجل ويعجبك سمته وهدوؤه، ولست وحدك في ذلك فجميع المحيطين به يكنون له التقدير نفسه وهو يستحق ذلك على كل حال.
كان قصير القائمة نحيف الجسم، يلبس ملابس غاية في النظافة، ويضع على رأسه عمامة بيضاء قليلة السُّمك، ولم يتغير شكله هذا إلى أن توفي رحمه الله سنه 1962 ودفن فى مقبره الصليبخات فى اول القبور عند مدخل و مخرج المقبره التى بقرب المسجد . قد وصفته بوصفة هذا وتحدثت عن مدرسته التي كان يزاول التدريس فيها في خارج أوقات الصلاة، وهذا هو حديثي أورده هنا ولو كان مطولا لأهميته في الدلالة على نوع التدريس في هذه المدرسة المرموقة ضمن كتاتيب ذلك الزمان.
»وأذكر أنني كنت أسير في أحد الأنحاء بقرب الحي حين مررت بمدرسة أهلية كانت هناك، صاحبها ملا محمد بن ملا أحمد الحرمى، ويديرها ابنه ملا محمود الذي كان يعرفني بسبب معرفته لأخوالي، وقد كان يراني دائما بصحبة واحد منهم، وما أن لمحني حتى طلب مني الدخول إلى المدرسة ومباشرة الدراسة فيها، وحين قلت له: إن أهلي لا يدرون أين أنا الآن، قال: لا عليك فأنا أبلغ أحد أخوالك. وهكذا انتظمت في الدراسة بهذه المدرسة الأهلية، وكان عمري خمس سنوات.
كان نظام الدراسة في هذه المدرسة يعتمد أكثر ما يعتمد على قراءة القرآن الكريم، والمبنى عبارة عن صالة متوسطة المساحة هي جزء من منزل الملا، ويتكون الطلاب من مجموعتين، الكبار الذين قطعوا مرحلة في قراءة القرآن، ويقوم بالتدريس لهم الملا محمد وكان رجلا صالحا، حسن السمه، هادئا قليل الكلام، وكان محبوبا من أهل الفريج لصلاحه الذي عرف به بين الناس، كان يميل الى القصر نحيلا يعتم بعمامة بيضاء صغيرة يضعها فوق غترته، وكان يمسك في أثناء التدريس بعصا طويلة بالغة الطول تصل إلى آخر تلميذ في المجموعة يؤدب بها المتخلفين ويستحثهم على القراءة، وعدم التوقف عنها. أما ابنه ملا محمود فقد كان يقوم بتدريس الطلاب الأصغر سنا» وهم المبتدئون، وكان هو المدير الفعلي للمدرسة، وهو في الوقت نفسه إمام مسجد الساير الشرقي، وظل في وظيفته هذه مدة طويلة حتى بعد أن أغلق المدرسة بسبب ارتباطه بالعمل في بلدية الكويت إثر تغير ظروف الحياة فيما بعد، ثم قام بعده بإمامة المصلين في هذا المسجد أخوه ملا عبدالله، وكان أخوه ملا جاسم يقوم بهذه المهمة قبله.
في هذه المدرسة بدأت بقراءة القرآن الكريم، وشهدت نظام المدرسة الأهلية، وحضرت حفلة من حفلات ختم القرآن حين ختم أحد زملائي الكبار قراءة القرآن، فألبسوه البشت، وقرأوا التحميدة التي مطلعها:
الحمد لله الذي هدانا
للدين والإسلام اجتبانا
سبحانه من خالق سبحانا
بفضله علمنا القرآنا
وهي نوع من الدعاء إلى الله سبحانه وتعالى، والشكر للوالدين وللمدرس على ما بذله هؤلاء للخاتم، حتى وصل إلى هذه النتيجة، وقد طفنا ببعض البيوت التي كانت توزع علينا المكسرات والحلويات بهذه المناسبة، وكان بعضها يدفع مبالغ نقدية يسيرة تدفع في النهاية إلى المدرس.
ومما جاء في التحميدة:
إني تعلمت كتابا أكبرا
علمني مدرس ما قصرا
رددني في درسه وكررا
حتى قرأت مثله كما قرا
***
كنت قد كتبت مقالاً نشر في »الوطن« في اليوم الخامس من شهر أكتوبر لسنة 2005م تحدثت فيه عن مساجد الكويت، وكان لابد من الحديث عن المسجد الواقع في فريجنا، ومنه تفرع الحديث إلى الملا محمد والملا محمود، وقد سعدت بتسلم رسالة من الاخ محمد أحمد ملا محمود الملا، وهو ابن حفيد الملا محمد، نوه فيها بما كتبت، وأهداني نسخة كاملة من الخطب التي كان يلقيها جده الأعلى فوجدت فيها ثروة قيمة تمنيت لو قامت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بطبعها أسوة بما تقوم به في مجال النشر.
هذه الخطب المنبرية كانت في ملك والد الملا محمد الذي أوقفها وهي مخطوطة، وقام ابنه بنقلها والاستفادة منها كما قام الأحفاد جاسم ومحمود وعبدالله بالخطابة بها نقلا عن أبيهم الملا محمد عن أبيه الملا أحمد. وهي مجزأة على شهور السنة الهجرية، ومجزأة مرة أخرى على الجمع بحسب كل شهري هجري. وقد أضيفت إليها خطبتا عيد الفطر وعيد الأضحى. وفي آخر المخطوط كتب الملا محمد ما يلي:
»قد تم ودخل في ملك أفقر الورى، وخادم العلماء، محمد ابن الملا أحمد بن عبدالله الحرمي الشافعي غفرالله له ولوالديه وللمسلمين آمين ثم آمين«، وأُرّخ ذلك في يوم الجمعة من شهر ذي القعدة لسنة 1334هـ الموافق لشهر سبتمبر لسنة 1916م
التعديل الأخير تم بواسطة ملامحمدالحرمى ; 24-11-2010 الساعة 12:54 AM.
سبب آخر: تعديل اسم ملا عبدالله
|