المربي الفاضل..الملا يوسف حمادة
فارس الفارس - الوطن
اليوم
فجع أهل الكويت يوم الجمعة الماضي بنبأ وفاة العم الكريم والمربي الفاضل الملا يوسف حمادة - رحمه الله عليه -، فقد كان العم (بوحمود) من خيرة المربين الأوائل وتتلمذ على يديه العديد من أهل الكويت من الشيوخ والوجهاء من أمثال سمو الأمير الراحل الشيخ سعد العبدالله طيب الله ثراه وسمو الشيخ سالم العلي أطال الله في عمره وأخيه الراحل الشيخ جابر العلي رحمه الله والشيخ مشعل الأحمد أطال الله في عمره والعم الراحل عبدالعزيز الصرعاوي رحمه الله..وغيرهم من رجالات الكويت الأفاضل.
الملا يوسف بن راشد بن محمد حمادة، ولد في بيت جده الواقع في فريج سعود بحي الوسط سنة 1923 م، رجل أمضى حياته في خدمة الكويت وأهلها في ميادين عدة وذلك من خلال تأديته رسالة سامية ألا وهي رسالة التربية والتعليم، فقد كان يؤدي رسالته الجليلة في المدارس الأهلية وخاصة في مدرستهم الخاصة (مدرسة حمادة) الشهيرة والمعروفة لدى عموم أهل الكويت واستمر فيها 15 عاما وعمل قليلا في التجارة طلبا لكسب الرزق، وأخيرا استقر بالعمل في بلدية الكويت وعاش السنوات الذهبية فيها لمدة تزيد على 40 عاما قدم خلالها الكثير من الخدمات لا يسعني المجال لذكرها في وقت كان يقود جهاز البلدية آنذاك كوكبة من أبناء الكويت الأوفياء، وهو احد أفراد عائلة كويتية كريمة قدمت الكثير من الرجال المخلصين لوطنهم، وكان من أبرزهم الشيخ الجليل عبدالعزيز قاسم حمادة - رحمه الله - الذي كان له الفضل في انشاء المعهد الديني، والعم (بوحمود) يعتبر مدرسة من مدارس الاخلاص والوفاء والتضحية في سبيل كويتنا العزيزة، وفي فقده نكون قد افتقدنا شمعة مضيئة في سماء الكويت ولبنة أصيلة من لبنات المجتمع الكويتي.
لم يكن المرحوم الملا يوسف حمادة صديقا لوالدي رحمه الله فقط..بل كنت أتشرف باعتباره صديقا لي على الرغم من فارق السن بيني وبينه، فقد كنت اجتمع معه في كل أسبوع تقريبا سواء في ديوانيته أو في ديوانية العم السيد احمد الطبطبائي أو في ديوانيتنا التي لم ينقطع عنها حتى بعد وفاة صاحبها وصاحبه والدي الكريم رحمة الله عليه، وكنت أتبادل الأحاديث مع الملا يوسف في جو أسري اعتاد عليه أهل الكويت.
لا استطيع في هذا المقال وهذه المساحة المتواضعة ان أفي حق هذا الانسان المربي والوالد والصديق من الكلمات، بل اعتبرها مجرد تذكير بسيط بمكانة هذا الرجل في المجتمع آملا ان تقوم الدولة باطلاق اسمه على احدى المدارس اجلالا وتقديرا لمساهماته وخدماته للكويت وأبنائها الكرام.
اللهم ارحمه برحمتك، وعافه وأعفو عنه، وأكرم نزله، ووسع مدخله، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة وأفسح له فيه مد بصره..برحمتك يا ارحم الراحمين.
اللهم احفظ الكويت وأهلها من كل مكروه..انك سميع مجيب الدعاء
|