جريدة الرأيالعدد 10378 - 30/11/2007 اطبع
مع مسعد الديحاني واخيه عبداللطيف الوشمي (تصوير أحمد عماد)حمد الوشمي: استمرت دراستي عند الملا مرشد عشر سنين
إعداد : سعود الديحاني ضيفنا اليوم حمد الوشمي أحد التلاميذ الذين درسوا في مدرسة الملا مرشد يحدثنا عن دراسته فيها والمواد التي كانت تدرس بها والمدرسين الذين كانوا يدرسون تلك المواد كما ينقلنا بالحديث عن دكان والده الذي كان في قيصرية فهد السالم حيث كان يجلس مع والده حينما يباشر عملية البيع والشراء وعند انتهاء يوم الدراسة كان يذهب اليه وهو بنفسه يزاول مهنة البيع والشراء مع والده أحاديث متنوعة يتخللها التطرق الى عمله الحكومي فلنترك له ذلك:
كان فريجنا يطلق عليه فريج الصيهد بالصالحية في منطقة القبلة والصيهد ارض مرتفعة وهي موقعها اليوم شارع الجهراء ومن جيراننا عبدالعزيز الراشد، السميط، سعدون العتيبي الرويس وبيت الحمد الذي منهم رشيد الحمد وهو من اصدقائي في الطفولة وبيت المنيس، والضويحي، وأقرب مسجد لنا مسجد المهارة وكان إمامه محمد بن حمد والنامي كان مؤذناً وكذلك كان من جيراننا بيت البحر وفارس الوقيان، والبسام، وشنار سعود المطيري سكن عندنا في الفريج ومقابل فريجنا بيت العدساني ابوخالد وبيت المدلج وبيت العبوة وبيت الهويدي كان جارنا الجدار بالجدار وقد اشترينا بيتهم فيما بعد.
دكان
والدي ركب البحر غيصاً لكني لم أدرك تلك المرحلة لحقت عليه وهو عنده دكان في قيصرية فهد السالم خلف سوق السلاح كان والدي يبيع المواد الغذائية التموينية، عيش، سكر كان حين بدايته يبيع بالأوقية، تمر وغيره حيث يأتيه أهل البادية ويكتالون منه أما أصحاب الدكاكين الذين كانوا يجاورون الوالد في دكانه - حمد الناصر العشيرة، عبدالعزيز بوحيمد، عبدالرحمن العصفور، عبدالله بديوي، سنافي الفالح، عبدالمحسن التويجري، يوسف فارس الوقيان، ابراهيم الهبدان، وعبدالعزيز التويجري مقابل دكاننا من الجهة التي أمامنا وجميع هؤلاء يبيعون من السلع كما نبيع نحن.
العملاء
عملاؤنا في الأول كانوا من أهل البادية نبيع لهم بالأوقية ثم تطور الأمر وصارت بالأكياس كانوا يأتون أهل البادية ويبيعون السمن والدهن وما يجلبه معه الى السوق بعد ذلك يسدد ما عليه ثم يأخذ من جديد ما يحتاجه من سلع وعادة يأتي معه أحد من جماعته يشترون بمعرفته وليس هناك كفيل الا الله سبحانه وتعالى والبعض منهم يضع أماناتهم عندنا من فلوس وغيرها وكان أهل البادية عندما يأتون يكتالون منا البعض يصحب معه (عكة ودهن او اقط) والبعض يأتي معهم غزال مملح وفاءً منه وهي بمثابة هدية وكل يذهب الى عميله وقد يأتي بعملاء جدد ومازلت احتفظ بدفتر الوالد وسجله الذي كان يقيد به.
دراستي
دراستي بدأت عند الملا مرشد وكان من المدرسين في مدرسته محمد الحوطي، ناصر الحوطي ابناء اخته وكذلك الملا فهد وأخوه سليمان، والاستاذ عبدالرحمن دعيج كان يدرس لنا اللغة الانكليزية في مدرسة الملا مرشد وهي تنحصر في مبادئ اللغة الانكليزية والمواد التي درسناها في مدرسة الملا مرشد القرآن، ومادة العربي وحين التحقت بالمدرسة كان عمري لا يتعدى ست سنوات والمدرسة كانت منقسمة الى قسمين. حوش للكبار وآخر للصغار وكنت أتأخر في الدراسة حين ينصرف الطلاب من المدرسة للاستزادة بالعلم اي درس اضافي وكان معي الشيخ مبارك صباح الناصر وأخوه سالم، وأحد ابناء المهنا والذي يدرسنا الملا مُرشد بنفسه وقد استمرت دراستي عند الملا مرشد ما يقارب من العشر سنوات وعند اغلاق مدرسة الملا مرشد ذهب بعضنا الى وزارة التربية... كانت دراستنا في فترة الصبح أما في المساء فأكون مع الوالد بالدكان.
البيع
كان عند الوالد كاتب يكتب له بدكانه فذهب وأتى بآخر لكنه لم يستمر لذلك تركت الدراسة وجلست في دكان الوالد أسجل له وأباشر عملية البيع والشراء وبضائعنا التمر والسكر. وهو نوعان نوع صلب ونوع ناعم وبه لون أحمر وعندما جاءت البطاقة التموينية كان عملاؤنا يصرفونها من البصيري بالقرب من المستشفى الأميركاني ثم يأتون ويبيعونها لنا حتى انني أذكر ان البطاقات كانت مصفوفة عندنا ونحن بدورنا نتسلم بها التموين كما كنا أيضاً نبيع القهوة والهيل والمسمار (قرنفل) ثم تطور الامر بعد ذلك الى بيع مواد أخرى كالاقمشة والملابس.
الوقت
يبدأ العمل بالدكان منذ الصباح الباكر وعند الظهيرة نغلق الدكان ونذهب الى المنزل وبعض الأوقات نصلي مروراً في مسجد البحر ونأخذ غداءنا في البيت ونأخذ قسطاً من الراحة حتى نصلي العصر ثم نذهب الى فتح الدكان مرة أخرى ويستمر عملنا بالدكان حتى المساء ونصلي المغرب وننصرف وكان الأمان متوافراً لم نعهد سرقات حتى انني أذكر اننا في وقت تركنا الدكان دون ان نغلقه وتذكرت ثم رجعت مرة أخرى وجدت الحارس فسألني ماذا أتى بك قلت رجعت لأقفل الدكان لاني نسيت ان اقفله حتى ان الحارس نسي ان يتأكد من اغلاق الدكان فهم عادة يأتون ويحركون اقفال الدكاكين للتأكد من اقفالها.
الكهرباء
سنة 1961 تركت دكان والدي وعملت بالكهرباء بدأت بالعمل بالكهرباء فقالوا لي ليس هناك تعيين تعمل باليومية فوافقت فمكثت على هذه الحال عاماً كاملاً وكانت يوميتي ديناراً ونصف الدينار اي بالشهر خمسة واربعون دينارا كويتيا واذا كان الشهر ناقصا نقص من الراتب كان مدير مكتبنا في ذلك الوقت يوسف العدساني بعدها صنفت موظفا على الدرجة الثامنة وان العمل المناط بي محصل نحصل الفلوس حق الكهرباء نطرق البيوت لكي يسددوا ما عليهم والمنطقة التي كنت أعمل بها هي منطقة حولي وكان بها الجناعات، الرجيب والبحر والمرشاد والباتل، والمنير وكان ايضاً بها سلطان أمان وكنت اتي ديوانية سلطان أمان وقت العصر والديوان مفتوح فأجد كبار السن من سكان المنطقة فأقوم بتحصيل ما عليهم من مستحقات الكهرباء وكل واحد يأخذ وصلا بما دفع وانا كذلك حتى اذان المغرب وكان ذلك في شهر رمضان وعنده افطار كان سلطان أمان رجلا كريماً بيته عند البحره بالقرب من (مطعم كناري اليوم) وكان رجلاً مقتدراً يتجمع عنده أهل المنطقة كل يوم.
المكتب
من زملائي في الكهرباء عبدالعزيز البسام، علي حجي، عبدالرزاق الحنيف، عبدالله الدعي، محمد المجرَّب، بوخليفة أخذت معه خمسة عشر عاماً في مكتب واحد وكان مكتبنا في حولي وكانت تحدث مشاكل ولكنها قليلة نسبياً فالذي لا يدفع نعطيه انذاراً مدته ثلاثة أيام وبعدها نقطع عنه الكهرباء، واذا دفعوا ما عليهم نرجع لهم الكهرباء مرة أخرى مكثت محصلاً خمس عشرة سنة وفي هذه الاثناء كنت قارئاً للعدادات بعدما صار التحصيل بالوزارة صرت قارئاً للعدادات حيث يتسنى لي الخروج فالقارئ يأخذ ثمانمئة من البيوت لكي يقرأ العدادات بها والقراءة تكون في اي وقت ولكن المهم لابد من انجاز قراءة العدادات بعد ذلك يأخذ القارئ القوائم وبدوره يقوم بتوزيعها واذا كان هناك عداد به عطل فيأتي فني كهرباء ويقوم بتصليح العطل وصرت بعد ذلك محصلاً داخلياً ومكتبي كان موجوداً في عمارة بالمرقاب يطلق عليها الشمالية وصرت بعد ذلك مسؤولاً على المحصلين وبعد ذلك تحولت الى قسم المياه أصرف لهم دفاتر (شتاتي) والمحطة (المضخة) كانت موجودة بالقرب من دروازة الشعب لنا مكتب بها حيث يأتينا اصحاب التناكر كي يشتروا منا السندات التي من خلالها يقومون بتعبئة المياه وكان الكارت الواحد بخمسة عشر ديناراً الذي حمولته الف لتر اما الذي حمولته ثلاثة آلاف ليتر بخمسة واربعين دينارا والكارت الواحد به خمسون درباً كل درب يشطب على خانة من الخانات وهكذا.
الوسطى
تم استدعائي من قبل المسؤولين بالكهرباء لكي أكون نائب رئيس مكتب المنطقة الوسطى وكان المسؤول زيد النافع مسؤول محطات المياه وطلبني لكي أعمل معه وكان هو مسؤولي ويعرف عملي جيداً - والمحطات بعضها يعمل بها ثلاث نوبات وكل مجموعة عليها مراقب وبها موظفون كثيرون.
كراج
اشتريت لي كراجاً وكما هو المعلوم ان الرخصة لا تخرج باسم الموظف لذلك قدمت تقاعدي من العمل الحكومي بعد خدمة خمسة وعشرين عاماً كان مدير شؤون المستهلكين ابوطالب سالم الخرقاوي فجئت اليه وقلت له ان كتاب التقاعد تأخر فقال لي لن أوقعه ماذا تريد بالتقاعد أنت مرتاح في العمل وفعلاً انا مرتاح في العمل لكن كله لأجل الكراج فقلت اريد ان أتقاعد فجعله في مكتبه عشرة أيام دون ان يوقع كتاب التقاعد وأخذت اتردد عليه واقول له انا مصمم على التقاعد فوافق.
القلبة
خرجنا من بيتنا الذي كان موجوداً بالقبلة سنة 1959 بعد تثمينه وبيتنا كان عبارة عن بيتين وبيت ثالث به دكان مؤجر وكان من جيراننا بعد التثمين من ذهب الشويخ منطقة باء وكان من المفترض ان نذهب معهم ولكن والدي قال انها منطقة سبخة فذهبنا الى منطقة الفيحاء.
المسجد
والدي بنى له مسجداً في الشامية وهو الذي سمي بمسجد ضاحية الشامية واليوم باسم الطبطبائي وقدبناه والدي أيام الرويبة حتى انني أذكر عندما ذهبت وانا صغير في السن الى بيت خوالي المضاحكة لكي اتي بالديرة (البوصلة) لكي نحدد به القبلة وقد ارسلني والدي بذلك وكان في ذلك الوقت في حدود سنة 1949 وكنا نسكن القبلة حتى انني مازلت أذكر أوصاف المسجد يوم بنائه كذلك أتذكر الامام الذي كان يؤم المصلين بالمسجد وهو اسمر اللون، أما المؤذن فكان اسمه ابوصالح. وهو اليوم مسجد ضاحية الشامية.
وكان بناء والدي له سنة 1949 تقريباً وكان بناؤه من الطين وكنا نخرج اليه من دروازة الجهراء.
الموسوعة
مسجد والدي ذكره حمد سعيدان في موسوعته حيث قال مسجد الوشمي بالشامية وحتى كبار السن يذكرونه، جلست ذات يوم مع محمد الجمهور فذكر لي بناء والدي للمسجد حيث قال والدك بنى مسجداً وانا أذكره عندما كنا بالشامية نصلي به وحقيقة الامر ان والدي عندما بنى المسجد لم تكن الشامية بهذه الصورة ولم يكن بها مساجد ولا بها بيوت كثيرة فلما قامت المنطقة وتطورت وكثر بها العمران جعلوا مسجد والدي مسجد مركز ضاحية الشامية ثم انقلب بعد ذلك باسم الطبطبائي والمسجد حين بنائه كان في صيهد الشامية.
وفاة
والدي توفي سنة 1971 ولم يعمل بالحكومة قط وقد بنى عدة مساجد منها في بريدة، الرياض، منطقة البطحاء.
اما سكننا في الفيحاء كان سنة 1960 حيث أخذنا ارضاً مساحتها الف متر مقابل عبدالله السالم ثم أخذ الوالد يعمل في تجارة العقار فاشترى اراض بمنطقة خيطان وذلك على زمن الرويبة وسكنا في ذلك الوقت بمنطقة خيطان ثم انتقلنا الى اليرموك.
زواج
تزوجت سنة 1962 وعقد لي القران الملا عبدالله العثمان الذي كان بالقرب من الدروازة والمهر على ما أظن كان خمسمئة دينار ولم يستمر زواجي الأول فتزوجت مرة أخرى والمهر كان سبعمئة دينار أما والدي فتزوج ثماني نسوة اما الدكان الذي كان في السوق وهي قيصرية فهد السالم فلقد باعه الى عبدالكريم المنيس والوالد حينما باع الدكان شطب سجل العملاء الذين له دين عليهم جعل عليهم بكره وقاعود وقال هم في حل من الدين.
الحج
والدي أدرك الحج على البعارين وأنا أول حجة لي كانت مع صالح بن حمد الريش وكانت حملتنا عبارة عن لوري ووانيت الرجال باللوري والحريم كانوا بالوانيت واما الحجة التي بعدها فكانت مع محمد الحشان وقد حجيت معه مرتين واليوم والحمد لله وبفضل الله كل سنة نحج بسيارتنا الخاصة.
الأولاد
الحمد لله أولادي موظفون أكبرهم خالد بالحرس الوطني عقيد، عادل رئيس قسم هيئة الزراعة، وليد مسؤول عن قسم العقار في بيت الزكاة، علي دكتور صيدلي، صالح امين سر بوزارة العدل والحمد لله البنات متزوجات ثلاث منهن اما الرابعة فهي بالجامعة ولي ابن لايزال طالباً بالجامعة وهو اصغر ابنائي ويدرس في مصر.
الداخلي
تجار السوق الداخلي كانوا يأتون بالبضائع وهناك من يحملها لأهل الدكاكين نحن كنا نأخذ منهم كان بالأول بالأوقية ثم صارت بالأكياس.
المضاحكة
خوالي المضاحكة أهل غوص وسفر منهم نواخذة عبدالعزيز المضاحكة ومحمد المضاحكة وأحمد المضاحكة كان يعمل بالميناء وهو نوخذة اذا جاءت الباخرة الكبيرة بالحجم الى الميناء لا أحد يدخلها الميناء الا هو.