- كان مقالنا عن «الشعاب والشعيبة» المنشور في عدد «الوطن» الصادر في اليوم الثاني والعشرين من شهر يوليو لهذه السنة، ضمن «الأزمنة والأمكنة» مثار ملاحظات سعدت بتلقيها من عدد من الإخوة الكرام الذين حرصوا على تتبع ما جاء في المقال وأرادوا إثراءه بالمعلومات الإضافية او في توضيح بعض ما غمض عليّ مما ذكرت.
كان الاتصال الأول من الأستاذ الفنان أيوب حسين الذي بدأني بسؤال عن الأشخاص الذين ظهروا في الصورة مع الشيخ الشرباصي، وقد ذكرت أنني لم أعن بذكرهم ولكني أعد بالرجوع الى الأصل. فقال: أظن أن الظاهر في يمين الصورة هو الأستاذ سليمان المطوع والظاهر بعده مباشرة هو الأستاذ عبدالكريم عرب، وأكد أكثر من مرة أنه يظن ذلك، فوعدته بالمتابعة. وقد رجعت الى مجلة «البعثة حيث وضعت تلك الصورة ونقلتها ـ أنا ـ عنها فوجدت التعليق عليها كما يلي، بعد ذكر الشيخ الشرباصي: «وعن يمينه الشاعر محمود شوقي الأيوبي، وعن يساره ناظر المدرسة، ثم الطالب أحمد جميل مقدمي» وهذا هو النص الوارد هناك.
إذن فقد صح أحد توقعي الأستاذ أيوب بناء على ما ورد في الأصل الذي عولت عليه.
وكان الاتصال الثاني من الأخ الكريم الباحث الفلكي، الأستاذ عادل السعدون الذي سعدت بلقائه بعد هذا الاتصال، فوجدته رجلا واسع الاطلاع على كثير من الأمور المتعلقة بالكويت وعلى الأرض ما يخص قرية الشعيبة. ووجدت له مؤلفات نافعة منها كتاب عظيم النفع أهداني ـ مشكوراً
ـ نسخة منه هو: «موسوعة الأوائل الكويتية»، وهذا الكتاب من الكتب التي ينبغي أن يقتنيها أبناء البلاد ويطلعوا على ما فيها من معلومات.
طلبت من الأستاذ عادل أن يحرر ما ذكره لي على الهاتف في ورقة حتى لا يغيب عني شيء مما ذكر، وفي سرعة قياسية أرسل لي بواسطة الفاكس ما يلي:
«لقد اطلعت على مقالتكم باسم «الشعاب والشعيبة في الكويت» التي نشرت يوم الأربعاء 22 يوليو، ولي ملاحظة حول اسم أول ناظر لمدرسة الشعيبة فهو الأستاذ عبدالكريم عرب عام 1951 حيث بنيت المدرسة بهذا التاريخ وقد التحق الشاعر والأديب والأستاذ محمود شوقي الأيوبي بالمدرسة في حوالي عام 1952 أو 1953 والأيوبي لم يكن أبدا ناظرا لمدرسة الشعيبة وانتقل بعد ذلك إلى مدرسة أخرى. أما ثاني ناظر لمدرسة الشعيبة فكان محمد عودة ثم محمد ذياب موسى ثم عبداللطيف الحبشي ثم سليم راضي وأخيرا فيصل سعود الدبوس وأوقف العمل بالمدرسة عام 1976. كما ان قرية الشعيبة تعد من أقدم القرى الكويتية على ساحل العدان.
أما بخصوص ذكر قرية الشعيبة في كتاب علم الأرض وعلاقته بالطبيعة وتاريخ الإنسان The Science of the earth in Relation to Nature and the History of Mankind لكارل ريتر المنشور عام 1918.
فإنني لم أجد فيه الخريطة المشار إليها حيث توجد بمكتبتي طبعة عام 1822 وبها خريطة عامة للشرق الأوسط ومنها الكويت وليس عليها أي ذكر لأي موقع آخر في الكويت.
وقد ذكرت قرية الشعيبة في خريطة رسمها عام 1825 كايز إن «Guys In».
وحول حفظ تاريخ الشعيبة فأود أن أبشرك بأن هناك من يقوم بتوثيق تاريخ الشعيبة وأهلها. فالأخ سلطان الباهلي لديه كتاب عن القرية في المطبعة حاليا ويذكر به شخصيات الشعيبة وله كتاب آخر تحت الطبع عن نادي الساحل وناد آخر تأسس في قرية الشعيبة، كما انني قمت بتصوير قرية الشعيبة في أيامها الأخيرة تصويراً جوياً بالهليوكوبتر وكذلك بيوتها وشوارعها وقمت بجمع أكثر من 1500 صورة لأهالي الشعيبة وبيوتها وشوارعها.
كما قمت برسم مخطط لقرية الشعيبة مبينا عليه بيوت القرية وشوارعها وقمت بتحديد أسماء قاطني بيوت الشعيبة وسوف أصدر كتابا عن القرية في القريب العاجل».
وأنا أشكر الأستاذ عادل السعدون على مبادرته، وتوضيحه فقد تلقيت بشارته بسرور عظيم، ولا أكتم القارئ أنني بحثت معه خلال لقائنا موضوع الخريطة التي ذكرها في رسالته، وأطلعته على مصدرها، وقد وعدت بمعاودة البحث عنها في مرجع آخر.
الاتصال الثالث كان من الأخ العزيز طلال ابن الأستاذ عبدالكريم عرب، وقد سعدت بسماع صوته لما في قلبي من محبة غامرة لوالده رحمه الله وقد أكد لي ما ذكره الأستاذ عادل السعدون عن أن الناظر هو الاستاذ عبدالكريم عرب، وهذا أمر واقع وصحيح ولكن سبق القلم احيانا يغير بعض ما يريد المرء أن يكتبه، أنا أعرف الأستاذ عبدالكريم وزاملته مدة من الزمن وكنت كثير اللقاء به، ومن المدارس التي أذكر أنني زرته فيها مدرسة ابن سينا، وكان ناظرا لها، بعد نظارته للشعيبة، وهو رجل وفي مخلص قام بأداء واجبه التربوي خيرا أداء، وكانت له صداقات حميمة مع عدد كبير من الناس وعلى الاخص مع زملائه المدرسين وأولياء أمور الطلبة، رحمه الله وأثابه.
علما بأن هذا التوضيح لا يغض من مكانة الأستاذ الشاعر محمود شوقي الأيوبي، فهو كما ذكرت عنه في المقال المشار إليه وأكثر ولكنه لم يكن ناظرا لمدرسة الشعيبة آنذاك.
هذه أمور لابد من إدراجها في هذا الموضع، لأن المداخلات التي ترد من القراء المتتبعين للأزمنة والأمكنة لها أهميتها بالنسبة لي، فهي كما قلت من قبل تعطي الموضوعات ثراء، وتضع الأشياء في أماكنها الحقيقية، وتؤدي إلى تثبيت المعلومات.
فشكراً للأخوة المتصلين. وأؤكد أنه لا غنى لي عن متابعتهم المفيدة.
ملاحظة أخيرة:
بعد أن كتبت ماسبق تلقيت رسالة (مفكسة) من الأخ طلال عبدالكريم عرب، ضمنها الكثير من المعلومات عن والده وعن الشعيبة» فله الشكر مجدداً وآمل أن تكون لي فرصة أخرى للكتابة عن هذه القرية العزيزة بحيث أذكر كل ما وردني منه من معلومات حولها.
تاريخ النشر: الاربعاء 5/8/2009
|