البعثة الطبية الكويتية الي دولة الامارات العربية المتحدة
البعثة الطبية الكويتية
لقد كان لدولة الكويت دور رائد في تقديم الخدمات التعليمية والصحية والإعلامية لإمارات الخليج قبل حصولها على الاستقلال . ففي حين بدأت البعثة التعليمية الكويتية عملها في الإمارات علم 1955م فإن البعثة الطبية الكويتية قد وصلت إلى الإمارات عام 1962م كما عملت الكويت على إنشاء محطة إرسال تلفزيوني في إمارة دبي وبدأ العمل بهـا عام 1969( تلفزيون الكويت من دبي ) وبما أن هذه الدراسة خاصة بتطور الخدمات الطبية في إمارات الخليج فإنه سـوف يتم التركيز فيما يلي على الدور الذي قامت به البعثة الطبية الكويتية في هذا المجـال .
أولاً : انشاء مستشفى الكويت بدبي :
لقد أفتتح هذا المستشفى (أي مستشفى الكويت القديم بدبي) في عهد المرحوم الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم في بيوت تبرع بها الشيخ السيد محمد عبدالله القاز بمنطقة بورسعيد بدبي (شارع راشد المكتوم مقابل شركة بيبسي كولا القديمة )ولقد ضم ذلك المستشفى عيادة خارجية ، وعيادة أسنان ، وقسم داخلي ، وسكن للموظفين . ثم نقل المستشفى إلى مبنى أخر ( وهو المقر الحالي للمستشفى ) في منطقة البراحة بديرة ، وتم افتتاحه رسمياً في إبريل عام 1966م ، حيث قام بافتتاحه كل من المرحوم الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم والمرحوم الشيخ صباح السالم الصباح أمير دولة الكويت أثناء زيارة رسمية له في المنطقة . وقد بدأ ذلك المستشفى بـ(131)سرير وكان به قسم للجراحة ، والأمراض الباطنية ، وأمراض النساء والولادة ، والعيون ، والأنف والأذن والحنجرة ، الأطفال ، جراحة العظام ، الأمراض الجلدية ، التخدير ، الطب الوقائي ، الصحة المدرسية ، المجلس الطبي ، التثقيف الصحي . كما كان به مختبر وقسم للأشعة ، وبنك للدم، والصيدلة ، والعيادة الخارجية ومستودعات للأدوية التابعة للبعثة الطبية الكويتية .
ثانياً : مستشفى الأمراض الصدرية :
لقد عملت البعثة الطبية الكويتية على إنشاء هذا المستشفى بمنطقة أم سقيم بدبي ، وقد أفتتح رسمياً على يد المرحوم الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم في تاريخ 8/9/1969م بحضور كل من الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وزير خارجية دولة الكويت ويوسف جاسم الحجي وكيل وزارة الصحة بدولة الكويت . وقد أقيم هذا المستشفى بمدرسة أم سقيم الحالية إذ كان هذا المبنى خالياً في ذلك الوقت . ثم نقل مبناه الجديد إلى إمارة الشارقة في عام 1971م ، ولعدم الحاجة إليه فيما بعد (أي بعد قيام الإتحاد) تم إلغاء ذلك المستشفى ، واستغل مبناه ليكون مقراً لمستشفى الكويت الحالي بالشارقة .
ثالثاً : عيادة الأمراض الصدرية :
في مستوصف بر دبي التي تم افتتاحها يوم 17/5/1976م وكان يعمل بها الدكتور على محمد موسى وهو وزير الصحة الحالي في سلطنة عمان .
رابعاً : مستوصف بر دبي :
افتتحه المرحوم الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم في 10/5/1969م
خامساً : مستوصف الشارقة :
أفتتح رسمياً في 16/1/1969 في مبنى مستأجر . ثم نقل إلى مبناه الحالي في منطقة النباعة بالشارقة ، وافتتح رسمياً في 9/3/1971م على يد المرحوم الشيخ خالد بن محمد القاسمي وبحضور السيد أحمد الشهاف رئيس الهيئة العامة بالكويت لمساعدة الخليج واليمن .
سادساً : مستوصف عجمـان :
وتم افتتاحه رسمياً على يد المرحوم الشيخ راشد بن حميد النعيمي وقد أقيم في بيت مستأجر ، ثم نقل إلى مبناه الجديد ويوجد به قسم للولادة سعته عشرة أسـره ، وهو مبنى عجمان الحالي .
سابعاً : مستوصف أم القيوين :
أفتتحه رسمياً المرحوم الشيخ أحمد بن راشد المعلا يوم 11/2/1963م وقد أقيم في بيت مستأجر ثم تم نقله إلى مبناه الجديد يوم1/11/1969م وخصص فيه أثنى عشر سريراً للولادة والأطفال وقد افتتحه رسمياً كل من المرحوم الشيخ أحمد بن راشد المعلا والمرحوم الشيخ بدر الأحمد الصباح رئيس مكتب دولة الكويت ، وكان للدكتور رمضان شبير(موثق هذه المادة) شرف إلقاء كلمة الافتتاح وقد قام تلفزيون الكويت من دبي بتغطية مراسيم حفل الافتتاح ،وهي أول مرة يتم فيها تغطية تلفزيونية لافتتاح هذه الخدمات.
ثامناً: مستوصف رأس الخيمة :
افتتحه الشيخ صقر بن محد القاسمي حاكم رأس الخيمة في 26/1/1963 ثم نقل إلى مبناه الجديد في منطقة دهان يوم27/3/1969م وخصص في هذا المبني قسم داخلي سعته 36 سريراً.
تاسعاً: مستوصف خورفكان :
وقد تم افتتاحه يوم 21/7/1963م والذي حول إلى مستشفى خورفكان يوم3/2/1970م وبه قسم داخلي يتسع لثمان وعشرين سريراً .
عاشراً: مستوصف الفجيرة :
وقد افتتحه المرحوم الشيخ محمد بن حمد الشرقي بتاريخ1/2/1969.
مما تقدم يتضح حجم المساعدة التي قدمتها دولة الكويت لإمارات الخليج في مجال تطوير الخدمات الطبية والتي عمت جميع إمارات الدولة كما هو واضح من العرض السابق ، ومن الجدير بالذكر هنا أن دولة الكويت قد ساهمت مالياً وإدارياً في تقديم تلك الخدمات والإشراف عليها من قبل بعض الشخصيات التي أوفدتهم دولة الكويت إلى إمارات الخليج للقيام بهذه المهام وقد يكون من المفيد هنا الإشارة إلى بعض تلك الأسماء الرائدة في هذا المجال أمثال الشيخ بدر محمد الأحمد الصباح، وبدر خالد البدر ، وحجي جاسم الحجي ، وعلى حمد المنصور، ومحمد أحمد السعد ، وعبدالوهاب الزواوي الذي سلم المستشفيات والمدارس- التي أنشأتها دولة الكويت وأشرفت عليها مالياً وإدارياً وكذلك تلفزيون الكويت من دبي- إلى دولة الإمارات في الأول من سبتمبر عام أف وتسعمائة واثنين وسبعين 1972م، حيث أنهت الكويت خدماتها في الإمارات بعد أن حصلت الإمارات على استقلالها وأصبحت قادرة على إنشاء تلك الخدمات وتوفيرها لمواطنيها .
كما تجدر الإشارة هنا إلى بعض الخدمات الصحية الأخرى التي قدمتها دولة الكويت إلى جانب دورها في إنشاء المستشفيات بإمارات الخليج والمتمثلة فيما يلي :-
أ- الكشف الطبي لطلبة وطالبات المدارس.
ب- المسح الشامل لمرض التدرن الرئوي في المنطقة وخاصة في المدارس .
ج- التطعيم ضد الكوليرا والجدري في حالة ظهور أوبئة في بعض الدول المجاورة كالهند وإيران وباكستان .
د- إنشاء بنك الدم والذي حقق فائضاً في الدم من خلال التبرع من قبل القاعدة العسكرية البريطانية في المنطقة ، وقوة ساحل عمان وبعض أقارب المرضى وتجارة السفن .
ولم تقف حدود الخدمات الطبية المقدمة من قبل دولة الكويت لإمارات الخليج عند هذا الحد بل اتسعت لتشمل المسح الطبي عن مدى انتشار بعض الأعراض لمرض التدرن الرئوي ، وهنا لابد من الإشارة إلى المرحوم الدكتور حافظ أبو لبن الذي أوفد من قبل وزارة الصحة بالكويت لقيام بهذه المهمة في الإمارات ، والذي وافته المنية بسبب غرقه عند عودته من خورفكان إلى دبي في مياه وادي سيجي ، واكتشفت جثته بعد يومين من الحادث ، حيث جرفتها السيول إلى منطقة قرب بلد الذيد .
كما شملت الخدمات المقدمة من قبل الكويت توفير الأدوية اللازمة لتقديم الخدمة العلاجية للمرضى في إمارات الخليج ، وكانت تلك الأدوية توفر من مصادر عدة فبعضها تركب محلياً حسب دستور الأدوية الكويتي والمأخوذ من دستور الأدوية المركبة محلياً تغطى قرابة 50%من الأدوية المتوفرة آنذاك .وأدوية تستورد خصيصاً من المصانع بالخارج ، وأدوية ترسل من قبل وزارة الصحة بالكويت عند الضرورة ، وأدوية تستورد خصيصاً من المصانع بالخارج ، وأدوية أخرى تشترى من السوق المحلي حسب الحاجة . وكانت مصادر توفر الأدوية السابقة تفي بحاجة المنطقة من الدواء خاصة وأن طلبيات الأدوية كانت تعد لتسكن ثمانية عشر عاماً وبنسبة زيادة سنوية تصل من 10:15% عن طلبية السنة السابقة لها . كضمان لاستمرارية توفر الدواء . وقد بلغت أخر ميزانية لمكتب دولة الكويت بالإمارات حوالي 1600000 دينار كويتي وهو مبلغ كبير نسبياً الأمر الذي يشير إلى الدعم الكبير الذي قامت به الكويت في هذا المجال من جهة وإلى الأولوية التي احتلتها تلك الخدمات بالنسبة لاهتمام المسؤولين في دولة الكويت .
__________________
تهدى الامور بأهل الرأي ماصلحت ***************** فان تولوا فبالاشرار تنقاد
|