الشيوخ صباح الأحمد ودعيج السلمان وعبداله النوري- 1968م
يتميز المجتمع الكويتي عن كثير من المجتمعات بعادات وتقاليد اجتماعية موروثة جيل بعد جيل.. وهي خاصية اعطت لمجتمعنا نموذجا يكاد يكون استثنائيا في طبيعة العلاقة بين الحاكم والمحكوم، سواء في الاتراح أو الافراح، الامر الذي دفع بعض المجتمعات الأخرى الى السير في النهج الاجتماعي الكويتي في كثير من عادات وطبائع تلك المجتمعات.
ان التلاحم الاجتماعي في الكويت والعلاقة بين الحاكم والمحكوم وحتى بين ابناء المجتمع جعلا صورة المجتمع في الخارج مضرباً للامثال في التراحم والتواد والتعاون والوقوف مع المحتاج حتى في احلك الظروف. ولقد اثبتت تجربة الاحتلال العراقي التي استغرقت سبعة اشهر اصالة مجتمعنا في الفزعة والوقوف صفا واحدا، الواحد يشد عضد الآخر. والأكثر من هذا أن اهل الكويت خلال تلك الشهور الحالكة كانوا اوفياء للشرعية وهتفوا لها ضد الاحتلال رغم ما عانوه من قهر وتعذيب على ايدي الغزاة.. وليس غريبا ان يكتب المجتمع الكويتي هذه النماذج المشرقة في طبيعة حياته اليومية وفي التواصل في ما بين القيادة والشعب، وهي خاصية اجتماعية قديمة وضع جذورها اهل الكويت في ازمانهم القديمة.
واذا كانت المجتمعات تفخر بالحضارة والمدنية والتطور الذي يطرأ على حياتها فانها قبل ذلك تفخر بعمق العلاقة القائمة بين افرادها وطوائفها ولعل ذلك ما يؤكده مجتمعنا في علاقاته التي يحرص عليها رغم كل الظروف والمتغيرات.. هذه الصورة من الاخ عبدالرحمن النوري ويعود تاريخها الى عام 1968، حيث يبدو فيها سمو الشيخ صباح الاحمد متوسطا الشيخ دعيج السلمان (يسار) والشيخ عبدالله النوري في احدى المناسبات الاجتماعية.